أخيرا تمً فك الارتباط بين المجلس البلدي لمدينة خريبكة ومهرجان السينما الإفريقية بهذه المدينة، الذي أصبح مؤسسة يمتع باستقلالية ذاتية، في التنظيم والتسيير والمتابعة بعدما كان ومنذ سنة 2000، يشرف عليه المجلس البلدي لمدينة خريبكة، مع مساهمة رمزية للمكتب الشريف للفوسفاط، والمركز السينمائي المغربي. وحسب القانون الجديد المنظم للمهرجان، فقد تم تكوين لجنة للإشراف على تنظيم دورات المهرجان، مشكلة من المركز السينمائي المغربي والمكتب الشريف للفوسفاط ووزارة الثقافة والنادي السينمائي المحلي والمجلس البلدي.
تحول مهرجان السينما الإفريقية بمدينة خريبكة، إلى مؤسسة مستقلة، من شأنه أن يضمن إستمرارية المهرجان وعقد دوراته بشكل منتظم كل سنة، وتنويع مصادر دعمه، على غرار باقي المهرجانات السينمائية في المغرب. وحسب بلاغ للجنة المنظمة، يجري الإعداد الآن للدورة 12، المقرر عقدها ما بين 18 و 25 يوليوز القادم، بمشاركة 12 فيلما في المسابقة الرسمية، مع مراعاة تاريخ الإنتاج الذي ينحصر في الفترة المتراوحة ما بين يناير 2008 ويناير 2009. وقطعا مع ممارسات، تشهدها أغلب لجان التحكيم بأغلب المهرجانات السينمائية بالمغرب، حيث يخضع الاقتراح في عضويتها لاعتبارات لاعلاقة لها بالسينما، تقرر أن يراعى في تشكيل لجنة تحكيم المهرجان، الانتماء إلى كل حقول المعرفة والإبداع التي لها علاقة بالفن السابع ومن منطلق، أن السينما هيً جامعة ًلكل الفنون الأخرى.
مهرجان السينما الإفريقية بمدينة خريبكة، بالمغرب، يعتبر أول مهرجان سينمائي أسس سنة 1977 بمبادرة من النادي السينمائي المحلي والجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب، حينما كانت السينما، لاتحظى بأي دعم من طرف الجهات الرسمية، لاعتبارات سياسية لها علاقة بالوضع الذي كان سائدا حلال مرحلة السبعينات من القرن الماضي، حيث كان السينمائيون المغاربة مهمشون ويشتغلون بإمكانياتهم الذاتية أو بمساعدة من جهات خارجية، خاصة فرنسا وبلجيكا وإسبانيا. لقد ساهم مهرجان السينما الإفريقية بمدينة خريبكة وإلى حد بعيد في التعريف بالسينما الإفريقية، بأكثر من بلد إفريقي: السينغال ومالي وبوركينا فاصو وغينيا والكابون ونجيريا وجنوب إفريقيا وتونس والجزائر ومصر وغيرها من الدول الإفريقية، وتمتع الجمهور والنقاد والمهتمين، بمشاهدة مجموعة من الأعمال السينمائية الإفريقية المتميزة.
Omar_elfatihi@yahoo
مهرجان السينما الإفريقية يصبح مؤسسة مستقلة
عمر الفاتحي