هذا المونولوغ لا يفتتح نصا دراميا، مع أنه يحفل بحس بصري، غير أنه يفتتح قداسا من الصمت تكمل تفاصيله اللغة، في قصيدة الشاعر المغربي نداء لاكتمال الدهشة والتي تبرز بين تفاصيل تلك الأنا التي تتجلى في ثنايا القصيدة، وقد لا توفيها إلا البداهة، تلك التي ظل الشاعر يتقرى صمتها.

مونولوج الصمت

عبد اللطيف الإدريسي

 

اتركي اللامتناهي يغمرك

يسلب صمتك خلسة

وأنت ترقصين على أثر قمر

غائب

حاضر
 

اتركيه يحطك فوق أعلى شرفة

تطلع لى المخضرم

المضغوط بين العدم

ولحظة الانفجار

محدثا فيك

ضجيجا أبديا

يغازل فطرةَ قلبك القادم

وبرقَ أول عارض ممطر

يعانق خفيف كقبل الرسم
 

اتركيه ينزّ نورا

يتقاطر في سكينة صمتك
 

سأطل

آنذاك

أناالثرثار المتهور

بعيني الفائضتين

عند الارتعاش الأول

على انبجاس عشق سرمدي

يرفع هرجي المباح إلى صمتك المطبق

ونصوغ سوى

أبجدية

من دون حروف

وعزفا

من دون أوركسترا

ولارئيس جوقة
 

اتركينا نتحايل على إبليس

لنعيد إعمار جنة الرغبة

ونجلي كل الأفاعي

إلى ماقبل لحظة الانفجار

ونصمت أبدا

في لغة

نكون قد نسجنا

ثوبها الأول
 

اتركينا

نمزج الدهشة بالآتي من الفلسفة

نرتب الفكر قبل الأفكار

نرسم لوحات بألوان غير الألوان

نحلم والنوم مفقود

ننام قبل استيقاظ الهيولى

نفترش الفراغ

نتوسد خلود الصمت

 

شاعر مغربي مقيم بفرنسا