منذ أن صدرت سنة 1967، حققت رائعة غابريل غارثيا ماركيث مائة عام من العزلة نجاحا جماهيريا ونقديا قلّ نظيره في تاريخ آداب أمريكا اللاتينية وفي العالم. وربما تكون كل أعمال الكاتب الكولومبي قد اختزلت في هذه التحفة الأدبية التي وصفها بعض النقاد بالرواية الشاملة.
وإيمانا منهما بجدوى المقاربة المتعددة الأبعاد والتخصصات في تناول النصوص الأدبية الكبرى، يعتزم كل من مختبر السرديات، بوصفه جهة متخصصة في تحليل السرود بمختلف خطاباتها والجمعية المغربية للدراسات الإيبيرية والإيبيروأمريكية، بما تمثله من طاقات لغوية وأدبية متخصصة في آداب أمريكا اللاتينية، تنظيم يوم دراسي يفكك مكونات هذه الرواية الشاملة ويسلط الضوء على هذا العمل الذي صار يعد من كلاسيكيات الأدب الحديث، وذلك انطلاقا من المحاور التالية:
-البعد الأدبي والتناص:
لعل رواية مائة عام من العزلة نشأت من رحم نصوص أخرى أصغر منها حجما لكنها لا تقل أهمية. كما أن الكاتب وظف في كتابة هذا العمل ما عرف بالواقعية السحرية اعتمادا على تقنيات سردية وأساليب حكي تتميز بالأصالة والتجديد من حيث اللغة والحوار مع نصوص أخرى. لذا نطرح الأسئلة التالية:
- هل هناك إرهاصات سبقت مائة عام من العزلة في نصوص الكاتب؟
- أي واقعية سحرية وظفها ماركيز في هذا النص؟
- هل كان مجددا في تصوره الروائي من حيث تقنيات السرد والحكي أم أنه ظل وفيا لقوالب أدبية جاهزة؟
- ما علاقة مائة عام من العزلة بما مارسه الكاتب من فنون أخرى مثل الصحافة وكتابة السيناريو، الخ ...؟
- بماذا تميزت اللغة الأدبية لهذا النص في علاقتها بالمورث اللغوي الإسباني والمحلي؟
- أي نصوص استحضرها الكاتب وهو يصوغ روايته؟
- هل هي نصوص تحضر بشكل صريح أم تختفي وراء حجاب من التلميح؟
-التاريخ والمجتمع:
خلق ماركيز في مائة عام من العزلة شبكة من الشخصيات تعددت نماذجها واختلفت مشاربها الاجتماعية وأفكارها السياسية، بل إن الرواية لا تحكي تاريخ عائلة بوينديا فحسب بل تؤرخ لأمة بكاملها في تفاعلها مع أحداث وطنية ودولية وإديولوجيات متضاربة تشي بوجود صراعات اجتماعية وخلافات طبقية. كما أن النص يعيد كتابة التاريخ من وجهات نظر مختلفة. لذا نتساءل:
- كيف رسم ماركيز شخصيات روايته؟
- هل تعبر الشخصيات عن آراء الكاتب أم أن النص لا يحمل أي أثر من آثار سيرته الذاتية؟
- ما هي الخلفيات التاريخية التي تحدد ملامح المواضيع التاريخية التي يتطرق إليها الكاتب في هذا العمل؟
- هل يمكن اعتبار الرواية وثيقة تؤرخ لحقبة أو حقب من تاريخ كولومبيا وأمريكا اللاتينية؟
- كيف يحضر العنصر العربي في مائة عام من العزلة؟
- الترجمة والتلقي:
شكّل نشر مائة عام من العزلة حدث أدبيا متميزا، ودفع إلى الواجهة ليس فقط بغابرييل غارثيا ماركيث وحده بل سلط الأضواء على جيل كامل من أدباء أمريكا اللاتينية (إرنيستو ساباتو، روا باستوس، خوليو كوروتاثار، الخ ... ). كما ظهرت ترجمات متعددة لهذا النص إلى كل لغات العالم الكبرى، وهذا ما يستدعي النظر في الإشكاليات التالية:
- هل كانت مائة عام من العزلة نجاحا تجاريا أم عملا يتوفر على مقومات أدبية قوية وخالدة؟
- كيف تعامل النقد مع هذه الرواية؟
- ماهي الظواهر الترجمية التي يمكن رصدها في الترجمات الدولية والعربية لهذا العمل؟
هذه أهم الأسئلة التي سيتطارحها الباحثون في هذا اليوم الدراسي الذي سينعقد بكلية الآداب بنمسيك بالدار البيضاء يوم الجمعة 15 نونبر 2019 ابتداءً من الساعة 9.30 صباحا بمشاركة: السيدة فدوى بلال بيطار المستشارة الثقافية في السفارة الكولومبية وعلال الزعيم و سعيد بنعبد الواحد وأشواق كلحة والحسن بوتكى وعائشة المعطي.
البريد الاليكتروني:labonarratologie@
الموقعwww.soroud.ma