عرضت جمعية مغربية تجربة خاصة تلامس من خلاله البعد الديداكتيكي والتحسيسي للفن السابع ودوره في التربية على المواطنة ومحاربة العنف المبني على النوع، هنا تقرير عن اللقاء التشاوري والتواصلي والذي قدمت من خلاله العديد من التوصيات وطرق العمل مع فعاليات المجتمع المدني والكفيلة بوضع حد لأحد أنواع العنف التمييزي، والذي يشكل عائقا فعليا أمام قيم الحرية والمساواة والعدالة.

دور السينما في محاربة العنف

 

جمعية نعمة للتنمية تعرض مشروع دور السينما في محاربة العنف المبني على النوع في لقاء تشاوري مع الإعلاميين بالرباط

 

عقدت جمعية "نعمة للتنمية" صباح أمس الثلاثاء 26 نونبر 2019 لقاء تشاوريا مع الإعلاميات والإعلاميين حول مشروع "دور السينما في محاربة العنف المبني على النوع الاجتماعي" والذي تنفذه الجمعية بشراكة مع منظمة التعاون من أجل تنمية البلدان النائشة و"ميدفيلم" وبدعم من الاتحاد الأوربي.

وخلال هذا اللقاء أكدت السيدة ذة. حفيظة بنصالح، رئيسة جمعية نعمة للتنمية أن اللقاء الذي تعقده هذه الأخيرة مع الإعلاميات والإعلاميين يندرج ضمن سلسلة من اللقاء التي سبق للمعية عقدها حول المشروع مع مختلف مكونات المجتمع المدني والجمعيات الحقوقية والفاعلين في مجال الدفاع عن حقوق المرأة وغيرهم، مشيرة إلى أن عدد هذه اللقاءات وصل إلى 26 في بمختلف ربوع المملكة في انتظار برمجة لقاءات أخرى خلال الأسابيع القادمة.

وأشارت بنصالح إلى أن اختيار عقد لقاء تشاوري مع الإعلاميات والإعلاميين يأتي بحكم المكانة التي يحتلها الإعلام في تقريب الجمهور العام من مختلف القضايا وإبقائهم على علم بما يجري في هذا العالم، وبالتالي يأتي اللقاء من أجل الإنصات لمقترحات الإعلاميات والإعلاميين حول المشروع مما يشكل قيمة مضافة.

ذة.رشيدة طاهري، البرلمانية السابقة والخبيرة في مقاربة النوع، قدمت بدورها خلال هذا اللقاء عرضا حول "مشروع دور السينما في محاربة العنف المبني على النوع الاجتماعي" قدمت من خلاله لمحة حول المراحل التي تم قطعها من خلاله، ومشيرة إلى أنه يهدف إلى المساهمة في التنمية البشرية والمساواة بين الجنسين، من خلال نشر المنتجات السمعية البصرية التي تعالج المشاكل المرتبطة بالنوع الاجتماعي، مضيفة إلى ان هذا البرنامج يتم أيضا تنفيذه في عدد من الدول العربية وهي: مصر وفلسطين، وتونس وليبيا والأردن ولبنان، لتتوقف بعد ذلك عند أهداف المشروع التي عددتها طاهري في تعزيز إنتاج المنتجات التي تعالج القضايا التي تتعلق بالنوع الاجتماعي وذلك من خلال مجموعة من الأنشطة التي يتم من خلالها السعي إلى توسيع نطاق الجمهور في كل بلد مستهدف وتقدي الدعم المالي لمشاريع تسعى إلى تعزيز نسب مشاهدة الأفلام التي تتناول القضايا الاجتماعية والقضايا التي تتعلق بالنوع الاجتماعي، لتتوقف بعد ذلك عند نسب تتعلق باستهلاك المنتجات السينمائية بالمغرب ومقارنتها بالبلدان التي تعرف تنفيذ المشروع، والتي تصل إلى حوالي 35 في المائة بالنسبة للمغرب، مشيرة إلى ان أغلب من يشاهد هذه الأفلام يلجأ إلى دور السينما علما أن هناك عقبات تحد من انتشار الأفلام، تقول المتحدثة، والتي أوجزتها في قلة دور السينما وضيق الوقت بسبب العمل وغياب دور السينما في عدد من المناطق وهي نفس العقبات التي تعرفها باقي البلدان.

من جانب آخر، تحدثت الخبيرة في مقاربة النوع حول الفئات المستهدفة والتي قالت أنها تهم أولا الجمهور العام نساء رجالا، ثم الأشخاص العاملين في الجمعيات الحقوقية والمدافعين عن حقوق الإنسان والعاملين في مجال السينما والإعلام، مضيفة إلى أنه ينبغي العمل من أجل التحسيس بدور السينما ووسائل التكنولوجيا الحديثة من أجل مناهضة العنف، مما يساهم في تقوية قدرات المساهمين والمساهمات في هذا المشروع.

ذة. كريمة زهري، رئيسة جمعية السينما للجميع، قدمت مداخلة حول موضوع "دور السينما في مناهضة العنف ضد النساء، حيث أشارت إلى الصورة التي تقدمها اسلينما لها وقع قوي وتساهم في إيصال الرسائل المرتبطة بمحاربة ومناهضة العنف ضد النساء، مشيرة إلى أن هناك تشابه بين الإعلام والسينما لكون كل واحد منهما يحمل رسالة نبيلة وإنسانية، رغم ان السينما تأخذ المتلقي إلى عوالم الخيال.

وتوقفت رئيسة جمعية السينما للجميع عند مجموعة من الصور النمطية التي تقدمها السينما اليوم حول المرأة مشيرة إلى أنها غير مشرفة خاصة فيما يعرف بالأفلام التجارية، مع تسجيل ملاحظات حول المنتوج السينمائي الذي لا يزال يهمش المرأة، داعية إلى ضرورة انخراط الجميع في رفع هذه الصور النمطية وخاصة الإعلاميين الذين أصبحوا اليوم لا يواكبون الإنتاج السينمائي سواء من حيث تغطية الأفلام أو ممارسة النقد السينمائي الذي أصبح غائبا اليوم في جل وسائل الإعلام رغم أن السينما اليوم لا تزال حاضرة في أنشطة الجمعيات النسائية بدليل المشروع الذي تنفذه جمعية "نعمة للتنمية" والذي يعد الأول من نوعه.

يشار إلى أن اللقاء التشاوري عرف نقاشا مستفيضا بين الإعلاميات والإعلاميين الحاضرين حيث توقفت جل المداخلات عند المناخ العام الذي يميز المنتوج السينمائي الحالي، فضلا عن التنويه بالمبادرة التي تقودها جمعية نعمة من أجل نفض الغبار عن جانب من أهم الجوانب التي يتم إغفالها من طرف العاملين في الحق السينمائي والمتمثلة في العنف الذي يتم تصديره للمتلقي من خلال مجموعة من الأعمال التي تكون المرأة ضحية له.