تقرير من القاهرة
فضيحة حجازي
أن يفوز أحمد عبدالمعطي حجازي بجائزة (ملتقى القاهرة الدولي الثاني للشعر العربي) وهو الذي يرأس لجنة الشعر بالمجلس الاعلى للثقافة، وهو مقرر ومنظم الملتقى وهو الذي ترأس اللجنة التحضيرية التي حددت محاور الملتقى والتي اختارت ضيوفه، وهو الذي اختار أيضا المُحكمين في اللجنة التي ضمت كلا من العراقي علي جعفر العلاق والمصريين محمود الربيعي ومحمد عبد المطلب وفاروق شوشة إضافة الى رئيسها الكاتب التونسي عبدالسلام المسدي، يعني انتحار حجازي. وليس تتويجه. ولا ننسى أن هذه الجائزة ذهبت إلى محمود درويش قبل عامين، وحينها جن جنون حجازي، لأنه اعتبر نفسه أولى بجائزة مصرية كبرى، وكان الرد من قبله أن صمم على أخذ الجائزة بأي طريقة وبأي شكل، وكان له ما أراد حيث ان وزارة الثقافة المصرية، فتحت له الأبواب ومكنته من القيام بهذه اللعبة غير النزيهة. ولو أن حجازي حصل على الجائزة دون أن تكون له علاقة بالملتقى نهائيا، أو جاءته من بلد غير مصر، أو وصلته بطريقة مغايرة، لما كان لنا اعتراض بعد أن تحولت الساحة الثقافية في العالم العربي إلى ساحة فاسدة مريضة تشبه الوضع السياسي العربي السيء، بل لعها أكثر فساداً وعفناً. وبدل أن يحاول المثقف العربي أن يبتعد عن الأمراض السياسية والاجتماعية ويجعل الإبداع نفسَه شغلَه الشاغل ، وأن يكون التركيز على تطوير الثقافة وجذب الجماهير لها، وأن ينشد التغيير والتحول الديمقراطي والعدالة، يمارس مثقفونا سلطاتهم المرضية بكل شكل من الأشكال بغض النظر عن الإبداع نفسه، وكأن قيمة الشعر والفن والأدب لا تعني شيئا حتى لدى المبدعين أنفسهم. لكنَّ أجمل ما في حجازي أنه كان صريحاً في العمل على نيل الجائزة وعمل بشكل علني، وهذه ميزة تحسب له، لأن الكثير من الجوائز العربية تطبخ وراء الكواليس ولا نسمع إلا عن الفائزين دون أن نعرف ماهية اللجان، علاقاتها أغراضها مقاصدها، ولا الصفقات التي تتم لمنح هذا او ذاك. لهذا فإن الجوائز العربية تسير وفق طريق بات معروفاً، وهي تفقد مصداقيتها تماما، وعلى الذين حصلوا على هذه الجوائز ألا يغتروا كثيرا بأنفسهم بعد أن بات اللعب على المكشوف على يد حجازي. ولا ننسى أن نتذكر ونقارن بين موقف صنع الله ابراهيم من رفض جائزة الرواية قبل سنوات وبين تكالب حجازي وجنونه حتى انتزع جائزة سنت له، ووضعت له شخصيا، وعلى مقاسه، وكانت يجب أن تذهب له من الدورة السابقة لكن أحد الأذكياء على ما يبدو اقترح إعطاءها أول مرة لشاعر عربي وليس لشاعر مصري، كي تكون لها مصداقية أو أهمية، ولذا تم طرح اسم ادونيس وسعدي يوسف ومحمود درويش، وكان لموقف حجازي العنيف من أدونيس أن تم استبعاد الأخير ليظل التنافس بين سعدي ودرويش ومالت كفة درويش بفضل جابر عصفور. وهكذا تبدو اللعبة مؤخراً مكشوفة وتبدو الجوائز العربية رشى تمنح وفق المصالح والجهات، لا وفق الإبداع نفسه، وإلا فإن حجازي إن كانت هناك عدالة ونزاهة آخر من يستحقها بين الشعراء العرب. Musa.hawamdeh@gmail.com
أن يفوز أحمد عبدالمعطي حجازي بجائزة (ملتقى القاهرة الدولي الثاني للشعر العربي) وهو الذي يرأس لجنة الشعر بالمجلس الاعلى للثقافة، وهو مقرر ومنظم الملتقى وهو الذي ترأس اللجنة التحضيرية التي حددت محاور الملتقى والتي اختارت ضيوفه، وهو الذي اختار أيضا المُحكمين في اللجنة التي ضمت كلا من العراقي علي جعفر العلاق والمصريين محمود الربيعي ومحمد عبد المطلب وفاروق شوشة إضافة الى رئيسها الكاتب التونسي عبدالسلام المسدي، يعني انتحار حجازي. وليس تتويجه.
ولا ننسى أن هذه الجائزة ذهبت إلى محمود درويش قبل عامين، وحينها جن جنون حجازي، لأنه اعتبر نفسه أولى بجائزة مصرية كبرى، وكان الرد من قبله أن صمم على أخذ الجائزة بأي طريقة وبأي شكل، وكان له ما أراد حيث ان وزارة الثقافة المصرية، فتحت له الأبواب ومكنته من القيام بهذه اللعبة غير النزيهة.
ولو أن حجازي حصل على الجائزة دون أن تكون له علاقة بالملتقى نهائيا، أو جاءته من بلد غير مصر، أو وصلته بطريقة مغايرة، لما كان لنا اعتراض بعد أن تحولت الساحة الثقافية في العالم العربي إلى ساحة فاسدة مريضة تشبه الوضع السياسي العربي السيء، بل لعها أكثر فساداً وعفناً.
وبدل أن يحاول المثقف العربي أن يبتعد عن الأمراض السياسية والاجتماعية ويجعل الإبداع نفسَه شغلَه الشاغل ، وأن يكون التركيز على تطوير الثقافة وجذب الجماهير لها، وأن ينشد التغيير والتحول الديمقراطي والعدالة، يمارس مثقفونا سلطاتهم المرضية بكل شكل من الأشكال بغض النظر عن الإبداع نفسه، وكأن قيمة الشعر والفن والأدب لا تعني شيئا حتى لدى المبدعين أنفسهم.
لكنَّ أجمل ما في حجازي أنه كان صريحاً في العمل على نيل الجائزة وعمل بشكل علني، وهذه ميزة تحسب له، لأن الكثير من الجوائز العربية تطبخ وراء الكواليس ولا نسمع إلا عن الفائزين دون أن نعرف ماهية اللجان، علاقاتها أغراضها مقاصدها، ولا الصفقات التي تتم لمنح هذا او ذاك. لهذا فإن الجوائز العربية تسير وفق طريق بات معروفاً، وهي تفقد مصداقيتها تماما، وعلى الذين حصلوا على هذه الجوائز ألا يغتروا كثيرا بأنفسهم بعد أن بات اللعب على المكشوف على يد حجازي. ولا ننسى أن نتذكر ونقارن بين موقف صنع الله ابراهيم من رفض جائزة الرواية قبل سنوات وبين تكالب حجازي وجنونه حتى انتزع جائزة سنت له، ووضعت له شخصيا، وعلى مقاسه، وكانت يجب أن تذهب له من الدورة السابقة لكن أحد الأذكياء على ما يبدو اقترح إعطاءها أول مرة لشاعر عربي وليس لشاعر مصري، كي تكون لها مصداقية أو أهمية، ولذا تم طرح اسم ادونيس وسعدي يوسف ومحمود درويش، وكان لموقف حجازي العنيف من أدونيس أن تم استبعاد الأخير ليظل التنافس بين سعدي ودرويش ومالت كفة درويش بفضل جابر عصفور.
وهكذا تبدو اللعبة مؤخراً مكشوفة وتبدو الجوائز العربية رشى تمنح وفق المصالح والجهات، لا وفق الإبداع نفسه، وإلا فإن حجازي إن كانت هناك عدالة ونزاهة آخر من يستحقها بين الشعراء العرب.
Musa.hawamdeh@gmail.com