تقرير من البحرين

إغتصاب جائزة مقهى الثقافة العربي للمحتوى الإلكتروني؟

جمال الخياط

فاز مقهى الثقافة العربي  www.khayyat.net  بجائزة البحرين للمحتوى الإلكتروني 2009 عن فئة الثقافة الإلكترونية e - Culture وذلك في الحفل الذي نظمته هيئة الحكومة الإلكترونية بالتعاون مع وزارة الصناعة والتجارة وجمعية البحرين للإنترنت يوم الأثنين الفائت 16 مارس 2009 بفندق شيراتون البحرين تحت رعاية كريمة من الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس اللجنة العليا لتقنية المعلومات والاتصالات الالكترونية. وقد تم تكريم 24 فائزاً بين مؤسسة حكومية وخاصة وأفراد حصدوا جوائز في تخصصات عشر للمحتوى الإلكتروني فيما فازت وزعت 6 جوائز للتميز في مختلف الفئات. هذا ولم يتمكن مدير الموقع (جمال الخياط) من إستلام جائزته من راعي الحفل الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة وذلك بسبب خطأ في قائمة المكرمين الذي كان يذيعها عريف الحفل حيث أعلن عن فوز موقع مقهى الثقافة العربي ونسبه للشاعر (علي عبدالله خليفة) الذي قام بدوره ليتسلم جائزة الخياط وسط شعور سائد للجميع بأنه صاحب الموقع، وأنه أستلم جائزة يستحقها. كما تجاهل المذيع الإعلان عن جائزة موقع (جهة الشعر) لصاحبه الشاعر الكبير (قاسم حداد) الذي لم يتسلمها هو الآخر، وخرج خائباً من الحفل الذي حضر له خصيصاً من خارج البحرين؟

وقد تفاجئت اللجنة المنظمة مثلها مثل الفائزين الخياط وحداد بما حدث وأرجعت الإشكالية إلى إزدحام الجدول بالخطب وتوزيع عدد كبير من الجوائز وضيق الوقت بالنسبة لراعي الحفل. لكن حقيقة الأمر ليست كذلك إذ أن الإرتباك حصل فقط في فئة الثقافة الإلكترونية. وتشير التحقيقات الأولية التي توفرت للخياط بوجود تلاعب، حيث أستبدلت أو سحبت قائمة عريف الحفل (كما أكد المذيع علي سعيد بنفسه للخياط) بقائمة شطب منها إسم الخياط ووضع بدلها أسم علي عبدالله خليفة بخط اليد وسط تساؤل مشروع عن الهدف من هذا التصرف اللإخلاقي؛ ومن يقف وراء هذه الفعلة التي تمت في غفلة من الجميع، وأولهم اللجنة المنظمة والتي تعهدت بترتيب تغطية صحفية للخياط وحداد كتعويض عن الضرر المعنوي الذي لحق بهما بسبب هذا الموقف المحرج. من جانبه يؤكد الخياط بحسب مصادره الخاصة بأن نوعاً من خلاف غير معلن قد حصل بين المشاركين في موقع مجلة الثقافة الشعبية (علي عبدالله خليفة، يعقوب بوخماس وحسن الدوي مدير الموقع) على من يستلم الجائزة لكن الأمر أنتهى بصعود الدوي للمنصة وإستلام الجائزة من راعي الحفل بحسب الترتيبات الموثقة في برنامج الحفل. والبقية معروفة عندما صعد علي عبداللة خليفة مع بوخماس ليستلموا جائزة موقع مقهى الثقافة، وسط دهشة الجميع وأولهم الخياط واللجنة المنظمة، ثم إعطاء الجائزة للخياط بعدها مباشرة وكأن شيئاً لم يحدث، وتنعم علي عبدالله خليفة بالصور التذكارية مع راعي الحفل. ومن يدري.. ربما تنشر الصور في الموقع على أنها جائزة موقع المجلة؟ وفي تطور لافت قرر الخياط اللجوء للصحافة لتبيان حقيقة المهزلة من جميع الأطراف، حيث أتصل بالصحفي حسين مرهون من جريدة الوقت وطلب منه تبيان الحقيقة للرأي العام حسب العرف الصحفي المتبع في مثل هكذا قضايا، خاصة وأن للجريدة المذكورة وقفات مشرفة في قضايا مشابهة.

الفائزون:
فازت بجائزة المحتوى الإلكتروني في فئة "الحكومة الإلكترونية" ثلاثة مواقع وهي مجلس التنمية الاقتصادية، هيئة تنظيم سوق العمل و وزارة التجارة والصناعة. أما عن فئة "الصحة الإلكترونية" فقد فاز موقعين وزارة الصحّة، مستشفى البحرين الدولي. عن فئة "الاحتواء الإلكتروني" فازت ثلاثة مواقع هي "أطفال المرور"، "بوابة المرأة" و "تربية نت". عن فئة "العلوم الإلكترونية" فاز موقع "مركز البحرين للدراسات والبحوث". عن فئة "الأعمال الإلكترونية" فازت ثلاث مواقع هي "الشركة العربية لبناء وإصلاح السفن ـ أسري"، "الرفاع فيوز" و "نادي السياحة العالمي". فيما ذهبت جائزة العمل المتميز لهذه الفئة إلى موقع "مودا مول". عن فئة "الخدمات المصرفية الإلكترونية" فاز موقعا "بنك البحرين والكويت" و "بنك مسقط". عن فئة "الإعلام الإلكتروني" فازت ثلاث مواقع هي "صحيفة أخبار الخليج"، "صحيفة الوسط" و "جريدة Trade Arabia" فيما ذهبت جائزة العمل المتميز لهذه الفئة إلى موقعي "صحيفة الوقت" و "بوابة المنامة". وعن فئة "الترفيه الإلكتروني" فاز موقع "O" لـ شركة بتلكو وذهبت جائزة العمل المتميز لهذه الفئة إلى موقع "منتزه عذاري". أما عن فئة "التعليم الإلكتروني" فازت ثلاثة مواقع "إثراءات المرحلة الإعدادية لوزارة التربية والتعليم"، "الجامعة العربية المفتوحة" وموقع "الأستاذ أنور"، فيما ذهبت جائزة العمل المتميز لهذه الفئة إلى موقعي "العلوم للصف السادس ابتدائي" و "الوسمية". وأخيرا فازت ثلاث مواقع عن فئة "الثقافة الإلكترونية" هي "جهة الشعر"، "مقهى الثقافة العربي"، و "مجلة الثقافة الشعبية".

التصريحات:
هذا وقد أكد نائب رئيس مجلس الوزراء الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة في تصريحه للصحافة المحلية "أهمية الاهتمام بالمحتوى الالكتروني" لما من شأنه رفع مستوى ومكانة البحرين في المجالات التقنية، داعيا إلى تحفيز الإبداع الالكتروني وتشجيع الابتكار وتطوير صناعة المحتوى الالكتروني في المملكة. وقال "إن تقنية المعلومات والاتصالات تشهد تطورات كبيرة وتقدم متسارع في جميع أنحاء العالم مما يتيح للجميع فرصة الاستفادة من هذه الظاهرة وتحقيق التطور والتقدم في مختلف المجالات ومناحي الحياة". وأكد "أن الحكومة تسعى دائما إلى تطبيق التكنولوجيا والتقنية الحديثة من خلال استراتيجيتها الوطنية لتقنية المعلومات والاتصالات، التي طبقتها خلال السنوات الأخيرة واستطاعت من خلالها تقديم أفضل الخدمات الحكومية للمواطنين والمقيمين والمؤسسات الاقتصادية والتجارية بكل كفاءة وفعالية". وأشار إلى "أن الخدمات الالكترونية في مملكة البحرين أصبحت رائدة ومتميزة وذات جودة عالية ضاعفت من إمكانات البحرين أن تكون منطقة جذب للاستثمارات والتعاملات المالية والخبرات البشرية. وأشاد بالجهود التي تقوم بها هيئة الحكومة الالكترونية ووزارة الصناعة والتجارة في البحرين وجمعية البحرين للإنترنت لتشجيع الإبداع في المحتوى الإلكتروني المحلي، وحرصهم الدائم على إنجاح هذه الجائزة السنوية وتقديم كل ما هو جديد من خلالها. وقال: إن حرص المشاركين على المشاركة بهذه الجائزة يعكس مدى أهميتها ومكانتها ودورها البارز في دعم وتحفيز قطاع الانترنت والتقنيات الالكترونية في المملكة. وهنأ جميع الفائزين داعيا إياهم إلى مواصلة العمل والتطوير في مواقعهم الالكترونية ومواكبة المستجدات في عصر التقنية المتقدم لما فيه خير وصالح وطننا العزيز، ووضع الفوز بجائزة القمة العالمية 2009 نصب أعينهم".

أما وزير شئون مجلس الوزراء الشيخ أحمد بن عطية الله آل خليفة فقد من خلال كلمته أن التكنولوجيا الحديثة أصبحت تؤثر اليوم في كل جزئية من جزئيات حياتنا، ولا سيما (المحتوى الالكتروني) الذي صار يشكل إحدى الرهانات الأساسية التي أفرزتها تكنولوجيا المعلومات داخل المجتمع الدولي. وأشار الشيخ احمد بن عطية الله إلى أن المحتوى الإلكتروني لم يبق تقنية فقط، فعن طريقه صار بمقدورنا تأسيس مجتمع معلوماتي قائم على العنصر البشري المبني على عنصر الإلهام الذي يصنع الإبداع الرقمي في المحتويات، وغدى المحتوى الالكتروني بفضله أكثر من مجرد وسيلة لنقل المعرفة نظراً الى مساهمته في تكوين الفكر الإنساني. وأوضح أن فكرة الاعتماد على الخدمات المختلفة التي توفرها شبكة الإنترنت اليوم قد فرضت مسؤوليات جمة للقائمين عليها للوصول بتلك الخدمات إلى نوعية وجودة متميزين. وأردف قائلاً: ومن هنا أصبح لزاماً علينا ضرورة التنبيه الى أهمية المحتوى الإلكتروني للخدمات الالكترونية المقدمة للجمهور والذي بات يمارس دوراً رئيسياً في بلورة القيمة الفنية والثقافية والعلمية لها وهو ما عزز الحاجة لإيجاد آلية متخصصة تمتلك القدرة على تعميق الرابط بين الموقع الإلكتروني ومحتواه من خلال قياس وتقييم نوعيته وجودته. وأكد وزير شئون مجلس الوزراء أن اللجنة العليا لتقنية المعلومات والاتصالات برئاسة الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء، وإيماناً منها بضرورة النهوض بالمستوى الإلكتروني في مجتمعنا، دعمت جائزة البحرين للمحتوى الإلكتروني لهذا العام، للوصول بالمواقع البحرينية إلى العالمية.

كاتب من البحرين، مؤسس ومدير الموقع مقهى الثقافة العربي