مهرجان ربيع الثقافة الخامس عشر

يواصل مهرجان ربيع الثقافة إثراء الحراك الثقافي في مملكة البحرين للسنة الخامسة عشرة على التوالي معززاً مكانتها كمركز للإنتاج الحضاري إقليمياً وعالمياً، حيث يقدّم لجمهوره في عام 2020م موسماً غنياً بالأنشطة التي تلائم مختلف فئات المجتمع وتخاطب كلاً من المواطنين والمقيمين والزوّار بلغة عالمية تتشكل من الفنون والموسيقى والفكر وغيرها من عناصر الاشتغال الثقافي.  

وأعلنت كل من هيئة البحرين للثقافة والآثار، مجلس التنمية الاقتصادية، مركز الشيخ إبراهيم للثقافة والبحوث، وبالتعاون مع البارح للفنون التشكيلية ومركز لافونتين للفن المعاصر عن فعاليات وبرامج مهرجان ربيع الثقافة في نسخته الخامسة عشرة، وذلك اليوم الأحد الموافق 9 فبراير 2020م خلال المؤتمر الصحفي الذي أقيم في مسرح البحرين الوطني بالمنامة. 

وشهد المؤتمر حضور معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار وعدد من الشخصيات الدبلوماسية والسفراء المعتمدين لدى البحرين، إضافة إلى تواجد مجموعة من الداعمين لمهرجان ربيع الثقافة الخامس عشر والمهتمين بالشأن الثقافي البحريني والإعلاميين.  

وبهذه المناسبة صرحت معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة: "عبر مهرجان ربيع الثقافة في كل عام نقول للعالم أجمع، بأن الثقافة هي فعل المقاومة الذي نرتقي عبره بأوطاننا وبلداننا، وفي نسخته الخامسة عشرة يشهد مهرجان الربيع كثافة في النشاط الثقافي وتنوّعًا في الخطاب الحضاري ليعكس بذلك شعارًا اخترناه ليكون عنوانًا لكل برامجنا خلال عام 2020م، هو شعار (دلمون حيث الكثافة)". وأضافت: "لشهرين متتاليين سيكون جمهور مملكة البحرين من مواطنين ومقيمين وزوّار على موعد مع الأنشطة والبرامج المتجددة والمتنوعة ما بين الأدب والموسيقى والفن التشكيلي والمسرح وغيرها"، مؤكدة أن مهرجان ربيع الثقافة يعد فرصة سنوية لتعزيز اللقاء ما بين مملكة البحرين وكافة الحضارات والشعوب من حول العالم. 

وقالت معاليها إن بناء المنجزات الثقافية لا يكون إلا بتكاتف كافة الشركاء من أبناء الوطن، مشيرة إلى أن مهرجان ربيع الثقافة يعد نموذجاً مثاليًا لنجاح التعاون ما بين القطاعات العامة، الخاصة والأهلية في مملكة البحرين في تحقيق بنية تحتية ثقافية مستدامة وقادرة على الارتقاء بمكانة البحرين كمركز للإنتاج الحضاري والثقافي. وتوجهت بالشكر الجزيل إلى السيد خالد إبراهيم حميدان الرئيس التنفيذي لمجلس التنمية الاقتصادية، موضحة أن ربيع الثقافة يعد عنواناً للتعاون الذي يجمع مؤسسات عريقة كهيئة الثقافة ومجلس التنمية الاقتصادية ومركز الشيخ إبراهيم بن محمد للثقافة والآثار. كما أشادت معاليها بالتعاون الكبير الذي تبديه المؤسسات الخاصة ومساهمتها في نجاح المهرجان سنوياً وهي البارح للفنون التشكيلية ومركز لافونتين للفن المعاصر. كذلك شكرت معاليها داعمي مهرجان ربيع الثقافة والمساهمين فيه من سفارات عربية وأجنبية. 

ومن جانبه قال سعادة السيد خالد حميدان الرئيس التنفيذي لمجلس التنمية الاقتصادية: "تمتلك مملكة البحرين مكانة حضارية وثقافية تجذب الزوار والسياح من المنطقة والعالم. ونحن ندرك في المجلس ما يمثله قطاع السياحة من أهمية اقتصادية متنامية، ولهذا فنحن نسعى إلى زيادة مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة عبر دورنا المتمثل في استقطاب المزيد من الاستثمارات المباشرة للمساهمة في خلق الفرص الوظيفية في السوق المحلية." 

وأضاف حميدان قائلاً: " ومما لا شك فيه أن دعم الجهات الرسمية والأهلية والرعاية الكبرى للمهرجان من قبل مؤسسات القطاع الخاص لها الدور الأكبر في أن يواصل هذا المهرجان تسليط الضوء على المشهد الثقافي والفني للمملكة وإيصاله للمنطقة والعالم من خلال ما يحفل به المهرجان من أنشطة وفعاليات متنوعة لبت تطلعات مختلف الفئات المجتمعية في جميع دوراته السابقة وهو ما شجعنا أن نواصل دعم هذا المهرجان تواكباً مع الجهود الرامية إلى تطوير القطاع السياحي في المملكة." 

ويحظى مهرجان ربيع الثقافة الخامس عشر برعاية فضية من ألبا، شركة مطار البحرين، السوق الحرة البحرين، بنك البحرين والكويت، CITYNEON، DHL، طيران الخليج، ممتلكات، بنك البحرين الوطني وتمكين. كما ويدعم المهرجان كل من Bahrain Bay، IDM وPark Point.  ويساهم في برنامج المهرجان عدد من السفارات لدى مملكة البحرين وهي سفارات كل من تونس، مصر، سريلانكا، اليابان وألمانيا.   

وكان حضور المؤتمر الصحفي على موعد مع وصلات غنائية من الطرب العربي الأصيل قدمتها المطربة التونسية فائزة الرابعي، حيث غنّت لكل من أم كلثوم، فيروز وصباح فخري.  

وما بين المداخلات الطربية الأصيلة، استعرض المؤتمر الصحفي الباقة المتنوعة من الفعاليات والبرامج والأنشطة لمهرجان ربيع الثقافة 2020 والتي تستضيفها المؤسسات الثقافية والمواقع التاريخية والمعالم العمرانية في المملكة. وينطلق المهرجان كعادته رسمياً كما في كل عام يوم 25 فبراير بالتزامن مع يوم السياحة العربي الذي تم اعتماده حين كانت المنامة عاصمة السياحة العربية لعام 2013م، وهو ذات التاريخ الذي يصادف ذكرى ميلاد الرحالة العربي ابن بطوطة. 

المعارض: 

موسم المهرجان لهذا العام يقدم العديد من المعارض، بدءاً من معرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية في نسخته السادسة والأربعين والذي يستضيفه كل من مسرح ومتحف البحرين الوطني حتى 6 مارس القادم ومعرض "في أعماق العصر الجوراسي" الذي يستمر حتى 16 مارس 2020م في متحف البحرين الوطني بدعمٍ سخي من المجلس الثقافي البريطاني، DCMS وGREAT، وذلك عبر البرنامج البريطاني-الخليجي للثقافة والرياضة والذي يهدف إلى دعم وتشجيع إنشاء الشراكات والمشاريع التعاونية بين المؤسّسات في المملكة المتحدة والخليج. كذلك يقدّم متحف البحرين الوطني يوم 1 مارس معرضاً منفرداً للفنان الإيطالي إزيو غريباودو، حيث يقام هذا المعرض للمرة الأولى في المنطقة. 

 ويفتتح متحف البحرين الوطني معرض "طبوغرافية الهواء" للفنانة شونا إيلينغوورث يوم 1 أبريل، وهو معرض فني مرئي ومسموع مكوّن من شاشات عرض متعددة للفنانة الإسكتلندية الدنماركية شونا إيلينغوورث، والتي تدرس عبر هذا العمل تأثير التغيير الجيوسياسي، التكنولوجي والبيئي السريع على تكوين، طبيعة واستخدام المجال الجوّي. 

وفي متحف موقع قلعة البحرين، يقام المعرض الفني "عبر ملابسنا" بالتعاون مع Fashion Revolution Bahrain، ما بين 2 و30 أبريل حيث سيتعمق الزوار في العلاقة الفريدة ما بين الإنسان وملابسه وطرق الاعتناء بها والتقاليد والبيئة والمستقبل المتعلق بها.  

أما ذاكرة المكان – عمارة بن مطر المتفرعة عن مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث فتقدم معرض "أين نجلس؟" ما بين 15 فبراير و26 مارس ويتضمن أحدث مجموعة أعمال للفنانة هلا آل خليفة، وهو عبارة عن سلسلة من اللوحات المرسومة على القماش وتتخذ من الكراسي والأرائك موضوعاً رئيسياً تكشف من خلاله مشاعر الانتماء والاتصال والفراغ والفقدان، بينما سيتم افتتاح معرض "الإثنوغرافيا المعمارية" لأتيليه باو-واو الياباني في بيت التراث المعماري المتفرع كذلك عن مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث يوم 18 فبراير.  

وفي الفضاء المفتوح لمدينة المحرّق القديمة يطلق مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث معرض "من زاوية مختلفة" للفنان خالد فرحان يوم 17 مارس مستمراً حتى 31 مايو، حيث يقدّم النحّات فرحان أحدث أعماله وهي عبارة عن ثلاث منحوتات كبيرة سيتم الكشف عنها في المحرّق. كذلك تقدّم ذاكرة المكان – عمارة بن مطر المعرض الفردي الأول للفنانة مي المعتز بعنوان "إثبات وجود" ما بين 8 أبريل و31 مايو، حيث تستخدم الفنانة المعتز أفلام الأبيض والأسود لإنتاج صور فوتوغرافية تلقي الضوء على معاني الوقت والفضاء والضوء والكيمياء.  

ويستضيف البارح للفنون التشكيلية خلال هذا الموسم من ربيع الثقافة معرضين، الأول هو معرض "تحية إلى فرناندو بوتيرو" للفنان محمد المهدي ما بين 18 فبراير و10 مارس ويعكس فيه الفنان المهدي تميز أعمال الفنان والنحات فيرناندو بوتيرو، أما المعرض الثاني فهو "ورق جدران" للفنانة زينة عاصي ما بين 17 مارس 9 أبريل التي استخدمت في تكوين الفنانة خامات وتقنيات متعددة كالرسم على اللوحات والطباعة والتصميم ثلاثي الأبعاد والرسم على الورق، وذلك من أجل إلقاء الضوء على التغييرات في البيئة الحضرية المعاصرة وما يرتبط بها من مؤثرات سياسية واجتماعية.  

وينظم مركز الفنون عدداً من المعارض، أولها المعرض الفردي "ما يفعله الليل" للفنان عبد الرحيم شريف ما بين 23 فبراير و20 مارس، حيث يقدّم فيه رؤيته الخاصة للجمال وعلاقة الإنسان بنفسه. أما آخر معارض مركز الفنون ضمن ربيع الثقافة الخامس عشر، فيحمل عنوان "البعد الرابع" وهو معرض مشترك للفنانة هدى الساعي والفنان خالد فرحان يقام ما بين 12 و22 أبريل. ويلقي هذا المعرض المشترك الضوء على تجربتين بشكلٍ مغاير، تتحاور اللوحة وأعمال الخزف للفنانة الساعي مع المنحوتات وأعمال الورقيات للفنان فرحان في آنٍ واحد، كما يركز المعرض على تبادل الحوار في الطبيعة مع النباتات. 

وفي ذات السياق، يستضيف مركز لافونتين للفن المعاصر معرض "أعد التواصل" يوم 26 فبراير مقدّماً رؤية توحّد مجموعة من الفنانين المعروفين والذين استخدموا أبواب لافونتين القديمة كوسيط فني خاص بهم. وانتقالاً إلى مدينة المحرّق، وبالتحديد إلى دوحة عراد، يستضيف ستوديو 244 ما بين 15 و18 مارس العرض الفني "ماذا لو أن راشد لم يكن!"، عبر سينوغرافيا وإخراج الفنّان خالد الرويعي، يحاول العرض أن يقرأ الجماليات الدفينة في أعمال الفنان البحريني راشد العريفي.  

ويوم 25 مارس، ينطلق معرض البحرين الدولي للكتاب في نسخته التاسعة عشرة ليجمع دور النشر وبائعي الكتب الإقليميين والدوليين وأهم الكتب وأحدثها تحت سقف واحد، مقدّماً الكويت كضيف الشرف وذلك إلى جانب متحف البحرين الوطني.  

الموسيقى والغناء والعروض: 

وعلى صعيد العروض الغنائية والموسيقية والمسرحية، فيتضمن مهرجان ربيع الثقافة باقة واسعة ومتنوعة منها، حيث تنطلق يوم 25 فبراير مع عرض "دموع حديد" لفرقة الرقص المسرحي الحديث ودار الأوبرا المصرية بإخراج وليد عوني الذي يقام على خشبة مسرح البحرين الوطني، وهو عرض للرقص المعاصر يحتفل بإرث المعمارية الراحلة زها حديد، عبر استكشاف صلتها بدراويش الصوفية على الطريقة المولوية. 

وأخيراً يستضيف المسرح يوم 28 مارس حفلاً يحتفي بالموسيقى البحرينية الأوركسترالية بعنوان "ألحان الزمن الجميل" تحييها أوركسترا بلغاريا السيمفوني بمصاحبة نخبة من الموسيقيين البحرينيين بقيادة المايسترو البحريني مبارك نجم والمايسترو البلغاري ديان بافلوف. 

وتحضر الأمسيات الفنية الشعبية البحرينية في هذه النسخة من المهرجان، حيث تستضيف قاعة محمد بن فارس لفن الصوت الخليجي في المحرق فرقة محمد بن فارس لتقدم كل يوم خميس أمسيات أسبوعية يتعرف الجمهور خلالها على التراث الغنائي للغوص واللؤلؤ والأفراح والمناسبات السعيدة.  

أما دار المحرّق فتستضيف يوم 29 فبراير وأيام 14 و28 مارس و11 أبريل أمسيات تحتفي بفن الفجري الشهير، فيما تقدّم دار الرفاع فبداية من 7 مارس ومن ثم أيام 21 مارس و4 أبريل أمسيات الفنون الشعبية التي تحتفي بتنوع الإبداعات الموسيقية البحرينية. 

الصالة الثقافية تستضيف عدداً من العروض التي تعكس التعدد الثقافي والحضاري، حيث سيكون الجمهور بدايةً مع فرقة الرقص السيرلانكية الأكثر شهرة والتابعة لمؤسسة تشانا أوبولي والتي ستحيي عرضاً راقصاً بالتعاون مع السفارة السيرلانكية لدى البحرين يوم 27 فبراير، فيما تقدّم الصالة عروضاً لمسرح الدمى "السيد رجل والآنسة الصغيرة" من تقديم مجموعة المسرح البريطانية إنترتيمنت لايف يوم 4 و5 و7 مارس.   

ويوم 12 مارس تستضيف الصالة عرضاً مسرحياً بالتعاون مع السفارة اليابانية لدى البحرين وبدعمٍ من شركة خليل بن إبراهيم كانو - مازدا، ويقدّم شكلَين متميزَين من فن الأداء الياباني التقليدي، الشكل الأول "راكوغو" وهو فن رواية القصة الهزلية، أما الثاني فيعرف باسم "دايكاغورا"، والذي كان من المعتاد تقديمه في المناسبات السعيدة. 

أما يوم 13 مارس فتقدّم الصالة الثقافية بالتعاون مع سفارة ألمانيا لدى البحرين حفلاً موسيقياً لواحدة من أشهر الفرق، فرقة "بيانوتيمنت". ومن ألمانيا إلى تركيا، يحل على الصالة الثقافية الفنان التركي بارباروس بويوكاكان يوم 19 مارس ليقدّم موسيقاه الفريدة التي تمزج ما بين مختلف الأساليب وبلغات مختلفة كالفرنسية والإنجليزية والإيطالية واليونانية والبرتغالية والإسبانية والعربية.  

وبالتعاون مع جمهورية مصر العربية، تستضيف الصالة الثقافية يوم 25 و26 مارس عرضاً راقصاً مسرحياً بعنوان "ريّا وسكينة" متناولاً شخصيتين سببتا تضارباً في الآراء وعاكساً الظروف الاقتصادية والثقافية لتلك الفترة من الزمن. وفي عرضها قبل الأخير، تقدّم الصالة الثقافية عروضاً لمسرحية "وليام شكسبير - العرض الموسيقي روميو وجولييت" أيام 30 و31 مارس. وختام عروض الصالة ضمن مهرجان ربيع الثقافة سيكون مع مسرحية "علاء الدين" التي تقدم عروضاً من 4 إلى 6 أبريل.