يصف الشاعر المغربي نداء روحه العميقة وهي تبحث عن خلاص، ورغبة جامحة للانعتاق من ويلات هذا العالم الذي غلبت مآسيه، وأمسى فيه الإنسان مهددا في كيانه.

إلى أبعد أعماقك

حمزة الشافعي


خُذني أيها البحرْ

إلى أبعد أعماقكْ،

حَيثُ لا يُوجد ماءْ

يُذكرني بدموعٍ ودماءْ

 

تسيل كالأنهارْ،

كما فوق الأرضْ..

خذني هناكْ

حيث لا يضعف إنسانْ

وهو يُصارع الموجْ،

بل يقوى من أجل الحياةْ

حتى يُدرك العتقْ...

خذني،

حيث يغلب الماء على الدمعْ

ليصير عُمقا بلا صدعْ...

حيث الخوف لا خوفْ،

والظلمات طُهر ونورْ،

والغرق نجاةْ،

والبعد دنو من حياةْ،

تنطق الأمان والدفءْ...

خذني،

فقد اتعبتني

آلام إخوةٍ لي

من كل لون ولسانْ،

فوق كل أرضْ...

هناك؛

في أبعد أعماق البحر،

لي موعد مع الربيعْ

وأناشيد الأملْ...

لي عشق لمذاهب حياةْ،

رفعت بحروف اختلافْ...

لي نفي لبنودٍ، لهثها دمارْ،

وقصف حياة إنسانْ،

أينما وُجد ْ؛

أينما كانْ...


تنغير/ المغرب