حول عكاظية الجزائر للشعر العربي 2010
الجزائر في:10 / ماي 2010
نتابع بقلق شديد وأسف بالغ ما آل إليه الوضع الثقافي في بلادنا، وتحوله إلى رزنامة من النشاطات الفولكلورية البائسة والكرنفالات العشوائية التي لا تصور لها ولا أهداف، أو أن لها أهدافا مبيتة، ذلك أن أساليب تحضيرها وتنظيمها يوحي بالغموض ويدفع إلى الريبة بوجود مؤامرات على الثقافة الجزائرية في تعددها وفي تنوع مرجعياتها وأشكال تجلياتها. وها هي «عكاظية الشعر العربي» في طبعتها الرابعة تأتي كدليل على الغياب التام للوعي بأهمية هذه التظاهرات وتأثيرها على صورة الجزائر الثقافية وعلى مشروعها المفترض ... ولكشف المستور سنوضح جملة من السقطات الكبيرة التي اكتنفت نشاطا بهذا البعد.
إننا لا نعلم هل تم تحضيره في مؤسسة وعن دراسة ودراية أم أنه كان مجرد عمل روتيني فاقد للاحترافية وباعتماد على أشخاص لا علاقة لهم بالحقل الأدبي تماما.
- ما مدلول التسمية بالعكاظية...؟ أهو الحنين إلى مجالس الأنس وتجارة الحرير والأنعام والعبيد أم هو الحنين إلى مخيال شعري طللي الروح ميّت الرمز ...أم هي صفقة بين أطراف خارجية الثقافة والتصور وبين أطراف داخلية استغلت ثقة السلطة لفرض خطاب إيديولوجي معين يريد العودة بنا إلى ثقافة بائدة. ثم، ما هذه الأخطاء التقنية والفنية الفادحة في الملصق الإشهاري للعكاظية الذي أُعدّ بطريقة "نسخ لصق" بالرجوع إلى منتديات بائسة ومدونات هواة على شبكة الانترنت ؟ من له المصلحة في إظهارنا لضيوفنا الكرام بهذه العيوب والتشوهات المزرية.
ـ من وراء هذا المدّ الجارف لتشويه ثقافتنا في مهرجان عكاز أهله... اللغة... والفروسية ؟ من وراء الرغبة في...؟/ ثم لماذا كل أمراء الشعر هؤلاء؟ ... ألم ننته بعدُ من ثقافة الأمير والغلام والجارية والفحولة ؟ ... ثم كيف نقبل أن تكون تظاهراتنا ملحقة لبرامج تلفزيونية، ونعني هنا برنامج "أمير الشعراء" بحيث أن ضيوف العكاظية يهيمنون على كل الطبعات ويأتون بنصوص في المدح والإنشاد والإشادة ؟ هل يُراد لشعرائنا تدجينهم وجرّهم للهث وراء المال والبريق والنجومية على حساب القيم والأخلاق والجمال ؟ ... كيف تحضر لجنة تحكيم هذا البرنامج ويحضر المتخرجون من مدجنته ويغيب الشعراء الحاملون جمرة الحب والحرية والتفتح ؟
ـ ما سرّ دعوة أشخاص لمرات متكررة؟ لماذا يحضر 8 أشخاص من منطقة جزائرية واحدة وتغيب مناطق بأكملها ؟ لماذا يحضر 3 أشخاص من عائلة واحدة باسم الشعر و الحقيقة غير ذلك؟ لماذا الزوج مع الزوجة والأخ مع أخته بأموال الشعب الجزائري؟ هل هو عرس أم نشاط أدبي يحمل تصورا ورؤية وأهدافا عربية ؟ هل هو مهرجان أدبي أم صفقة ؟ وإذا كانت صفقة، فمن المستفيد منها؟ الأكيد – في كل الأحوال – ليست الثقافة الجزائرية ولا المال العام.
ـ ما معنى وجود شعراء معروفين برداءتهم ومدحيتهم للديكتاتورية والتطرف الديني المقيت، أليس هذا طعنا في قيم الجزائر المستقلة؟؟؟ تساؤلاتنا تثيرها المناطق المعتمة الكثيرة التي تتخلل هذه النشاطات ولذلك نعلن رفضنا المطلق لهذه الفعاليات المسيئة للثقافات الجزائرية وإدانتنا للمشتركين في تحضيرها وإخراجها.
إننا نشدد على ضرورة تأسيس لجنة وطنية خاصة ترعى هذه النشاطات وتضمن تصورا واضحا لخطابها ولآليات تحضيرها وتنظيمها وتمويلها ومتابعة أهدافها تصورا لا يغفل الطابع التعدّدي والتنوع الثقافي للمجتمع الجزائري ولا يتنكر لقيم الجمهورية والحداثة الحرية والاختلاف.
الموقعون على البيان:
ـ علي مغازي/ شاعر وكاتب
ـ جيلالي نجاري/ شاعر وإعلامي
ـ عادل صياد/ شاعر وإعلامي
ـ ميلود خيزار/ شاعر
ـ بلطرش رابح / شاعر مدير تحرير "أصوات الشمال"
ـ الطيب صالح طهوري/ شاعر
ـ سليمى رحال /شارة
ـ الطيب لسلوس/ شاعر وناقد
ـ عبد الله الهامل/ شاعر ومترجم