يسعى الباحث الهندي في هذه المقالة إلى تقديم سيرة حياة دبلوماسي ألماني اعتنق الإسلام، واستعراض دوافعه وآرائه التي أفرد لها عددا من الكتب يتناول فيها رحلته صوب اعتناق الإسلام ، ورأيه في ضرورة العمل على رأب الصدع بين الصورة السائدة عن الإسلام في الغرب وحقيقة الإسلام وجوهره.

رحيل المفكر الدبلوماسي مُراد هوفمان

هدية المانيا للمسلمين

علاء الدين محمد فوتنزي

 

المدخل
بعد حياة مليئة حافلة متسمة بالغزارة والجدة، ولائحة طويلة من العمل الفكري والتأليف رحل عن عالمنا في يوم الإثنين من 13 شهر يناير 2020، الدبلوماسي والقانوني والكاتب المفكر الألماني المسلم الذي اعتنق الإسلام عام 1980 مراد ويلفريد هوفمان عن عمر ناهز 89 عامًا بعد صراع طويل مع المرض، أحدثت وفاته- كما حياته- هزة في العالم الإسلامي وتناقلاً لسيرته ومؤلفاته وكلماته، حيث قضى نصف عمره تقريباً في الدفاع عن الإسلام، داعياً له ومستشرفاً مستقبلاً زاهراً له عالمياً، وللراحل العديد من المؤلفات التي كتبها بعد اعتناقه الإسلام، يتناول معظمها قضية رئيسية، وهي مستقبل الإسلام وعلاقته بالغرب، وذلك في إطار من بحثه الفكري عن بديل حضاري وثقافي للحضارة الغربية التي هيمنت على العالم في العصر الحديث، ولا يغيب عن فطين أن تلك المؤلفات أحدثت نقاشات واسعة في الأوساط الثقافية والفكرية داخل ألمانيا وخارجها، حيث تحدث فيها عن عظمة الإسلام وتفرده وقدرته كدين إلهي على قيادة البشرية في المستقبل، وكانت رحلة مراد هوفمان التي دونها بقلمه رحلة فريدة وجميلة وعامرة بالأبعاد ومستحقة للاطلاع.

النشأة والسيرة
في عام ١٩٣١، وفي ألمانيا (أشافنبورغ) التي تخطو من نكبة الحرب العالمية الأولى نحو نكبة الحرب العالمية الثانية، ولد مراد ويلفريد هوفمان، وعاش طفولته في بيئة كاثوليكية، وانتمى مثل غيره من الفتيان إلى شبيبة هتلر، لكنه كان منتمياً كذلك إلى جماعة سرية مناهضة للنازية، وهو متزوج من سيدة تركية، واستقرّ في تركيا في السنوات الأخيرة من عمره، ولم يكن هُوفمان مفكراً جافاً بل تتكشف عواطفه و"صوفيته" المعتدلة بشكل جلي من خلال تأثره بفن العمارة الإسلامي، الذي أبدى إعجابه الشديد فيه مبيناً: "ألهمتني أعمال معمارية، مثل قصر الحمراء في غرناطة والمسجد الكبير في قرطبة بإسبانيا، اليقين بأنها إفراز حضارة راقية رفيعة".

تركزت العديد من كتبه ومقالاته على وضع الإسلام في الغرب، وبعد 11 سبتمبر على وجه الخصوص في الولايات المتحدة، كما أنه أحد الموقعين على "مبادرة كلمة سواء"، وهي رسالة مفتوحة لعلماء المسلمين للقادة المسيحيين، تدعو إلى السلام والتفاهم، وكان هوفمان رجلاً متأملا ذا عقلية منظمة، وروح شغوف بالبحث عن الخلاص، أوصلته تأملاته في العقائد إلى استنتاج بأن عقيدة الإسلام هي أصفى وأبسط تصور لله، ورأى في الإسلام عقيدة التوحيد الأولى التي لم تتعرض لما تعرضت له العقائد الأخرى من تشويه وتزوير وانحراف.

مؤهلاته العلمية ومناصبه الرسمية
بدأ هوفمان بدراسة القانون بعد حصوله على شهادة البكالوريا في ميونخ، وتخرج من جامعة هارفرد وحصل بعدها على الدكتوراه في القانون، كان مولعاً برقص الباليه حتى أنه أعطى دروساً فيه وتعلم العزف على طبول الجاز، وأسس رابطة محبي الباليه في ميونخ، وعمل لسنوات طويلة كناقد لفن الباليه في مجلات متخصصة، كما شغل منذ الخمسينات في سفارة ألمانيا الاتحادية في الجزائر وهذا ما جعله يشاهد عن قرب الثورة الجزائرية التي يبدو أنها أثارت اهتمامه الشديد ودفعته للتأمل، عمل هوفمان في وزارة الخارجية الألمانية من عام 1961 إلى 1994، وكان متخصصا في القضايا المتعلقة بالدفاع النووي، كما شغل منصب مدير لقسم المعلومات في حلف الناتو في بروكسل من عام 1983 حتى 1987 وسفيرا لألمانيا في الجزائر من 1987 حتى 1990 ثم سفيرا في المغرب من 1990 حتى 1994.

تمتع هوفمان بعضوية مؤسسة آل البيت للفكر الإسلامي في عمان، وعضوية المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا، وعضوية المجلس الشرعي لبنك بوسنة الإسلامي الدولي في سراييفو من عام 1994 إلى 2008، ألقى هوفمان عشرات المحاضرات في 31 دولة حول العالم، ففي محاضرة تحت عنوان «الطريق الفلسفي إلى الإسلام» يؤكد هوفمان أن مفهوم الخالق أو الإله في الإسلام هو المفهوم القادر على الصمود في الزمن الحديث لأنه هو الأكثر تجريدا ونزوعا نحو الوحدانية، في مقابل المسيحية التي يمتلئ لاهوتها بالألغاز ومن أبرزها مسألة التثليث.

قصة إسلام مثيرة
لطالما كان إسلام بعض الغربيين الأوروبيين أو الأمريكيين يحدث ضجة عالمية، لما يحمل ذلك من أهمية لعالمية الدين الإسلامي وانتشاره بين الأمم، وإمكانية الحديث عن الإسلام من قبل أبناء تلك الأمم وبلغاتهم، لا من قبل شخصيات دخيلة عليهم، وقلة قليلة من الغربيين الذين أسلموا كان لهم دور بارز في حياة شعوبهم، لما يحمل ذلك من مشقة في نقل وجهة نظرهم وأفكارهم إلى تلك الأمم، التي تعتنق ديانات مختلفة، وتتبنى أو لا تخالف ما تحمله "السياسة الغربية" من أفكار سلبية تجاه الإسلام، بالإضافة لما يواجهونه من مضايقات وحملات تشويه.

هكذا كان إسلام الدبلوماسي والقانوني الألماني البارز مُراد ويلفريد هوفمان، يقول في كتابه "الطريق إلى مكة" أنه تعرض في مقتبل عمره لحادث مرور مروّع ، فقال له الجرّاح بعد أن أنهى إسعافه: "إن مثل هذا الحادث لا ينجو منه في الواقع أحد، وإن الله يدّخر لك يا عزيزي شيئاً خاصاً جداً"، وصدّق القدر حدس هذا الطبيب إذ اعتنق د.هوفمان الإسلام بعد دراسة عميقة له، وبعد معاشرته لأخلاق المسلمين الطيبة في المغرب. ولما أشهر إسلامه حاربته الصحافة الألمانية محاربة ضارية، وحتى أمه لما أرسل إليها رسالة أشاحت عنها وقالت: "ليبق عند العرب!"

قال لي صاحـبي أراك غريبـــاً بيــن هــذا الأنام دون خليلِ

قلت : كلا ، بــل الأنـامُ غريبٌ أنا في عالمي وهذي سـبيلي

ولكن هوفمان لم يكترث بكل هذا، يقول: "عندما تعرضت لحملة طعن وتجريح شرسة في وسائل الإعلام بسبب إسلامي، لم يستطع بعض أصدقائي أن يفهموا عدم اكتراثي بهذه الحملة، وكان يمكن لهم العثور على التفسير في هذه الآية (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ).

يذكر د. هوفمان أن من أسباب تحوله إلى الاسلام، ما شاهده في حرب الاستقلال الجزائرية، وولعه بالفن الإسلامي إضافة إلى التناقضات التي تواجهه في العقيدة المسيحية البولسية (نسبة للقديس بولس) والذي ساعده على الانتقال للإسلام أنه تزوج في كنيسة توحيدية، ورأى اسم محمد عليه الصلاة والسلام بجانب اسم عيس وموسى على زخارف الكنيسة فخرج بفكرة أن الدين إذا كان مصدره واحد فالنسخة الأخيرة هي أولى بالاتباع.

ويقول هوفمان: إنني كنت قريبًا من الإسلام بأفكاري قبل أن أشهرَ إسلامي في عام 1980م بنطق الشهادتين متطهرًا كما ينبغي، وإن لم أكن مهتمًّا حتى ذلك الحين بواجباته ونواهيه فيما يختص بالحياة العملية، لقد كنت مسلمًا من الناحية الفكرية أو الذهنية، ولكني لم أكن كذلك بعدُ من الناحية العملية، وهذا على وجه اليقين ما يتحتم أن يتغير الآن جذريًّا، فلا ينبغي أن أكون مسلما في تفكيري فقط، وإنما لا بد أن أصير مسلمًا أيضًا في سلوكياتي.

ويحكي الدكتور مراد هوفمان السفير الألماني السابق عن أبرز مظاهر تحوله إلى الإسلام، وهو رفضه لاحتساء الخمر واختفاء زجاجة النبيذ الأحمر من فوق مائدة طعامه، اهتداء بتعاليم دينه الجديد الذي يحرِّم الخمر؛ يقول هوفمان: "لقد ظننت في بادئ الأمر أنني لن أستطيع النوم جيدا دون جرعة من الخمر في دمي، بل إن النوم سيجافيني من البداية، ولكن ما حدث بالفعل كان عكس ما ظننت تمامًا، فنظرًا لأن جسمي لم يعد بحاجة إلى التخلص من الكحول، أصبح نبضي أثناء نومي أهدأ من ذي قبل، صحيح أن الخمر مريح في هضم الشحوم والدهون، لكننا كنا قد نحَّينا لحم الخنزير عن مائدتنا إلى الأبد، بل إن رائحة هذا اللحم الضار (المحرم) أصبحت تسبب لي شعورًا بالغثيان"، وهكذا جعل الإسلام هوفمان يفيق من سكره لعبادة ربه؛ التزامًا بما حرَّمه الله عليه، وطاعةً يلتمس بها مرضاة الله تعالى.

كيف يتلقى هوفمان التوازن الكامل بين المادة والروح في الإسلام؟
يتحدث د.هوفمان في مؤلفاته عن التوازن الكامل والدقيق بين المادة والروح في الإسلام فيقول: "ما الآخرة إلا جزاء العمل في الدنيا، ومن هنا جاء الاهتمام في الدنيا، فالقرآن يلهم المسلم الدعاء للدنيا، وليس الآخرة فقط." رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ" سورة البقرة(201) ، ويعلل د. مراد ظاهرة سرعة انتشار الإسلام في العالم، رغم ضعف الجهود المبذولة في الدعوة إليه بقوله: "إن الانتشار العفوي للإسلام هو سمة من سماته على مر التاريخ، وذلك لأنه دين الفطرة المنزّل على قلب المصطفى". ويقول أيضا "الإسلام دين شامل وقادر على المواجهة، وله تميزه في جعل التعليم فريضة، والعلم عبادة … وإن صمود الإسلام ورفضه الانسحاب من مسرح الأحداث، عُدَّ في جانب كثير من الغربيين خروجاً عن سياق الزمن والتاريخ، بل عدّوه إهانة بالغة للغرب".

ويتعجب هوفمان من إنسانية الغربيين المنافقة فيكتب: "في عيد الأضحى ينظر العالم الغربي إلى تضحية المسلمين بحيوان على أنه عمل وحشي، وذلك على الرغم من أن الغربي ما يزال حتى الآن يسمي صلاته (قرباناً)! وما يزال يتأمل في يوم الجمعة الحزينة لأن الرب (ضَحَّى) بابنه من أجلنا". وكما نصحنا المفكر محمد أسد، يزجي د.هوفمان نصيحة للمسلمين ليعاودوا الإمساك بمقود الحضارة بثقة واعتزاز بهذا الدين، يقول: "إذا ما أراد المسلمون حواراً حقيقياً مع الغرب، عليهم أن يثبتوا وجودهم وتأثيرهم، وأن يُحيوا فريضة الاجتهاد، وأن يكفوا عن الأسلوب الاعتذاري والتبريري عند مخاطبة الغرب. فالإسلام هو الحل الوحيد للخروج من الهاوية التي تردّى الغرب فيها، وهو الخيار الوحيد للمجتمعات الغربية في القرن الحادي والعشرين". ويتابع بقوله "الإسلام هو الحياة البديلة بمشروع أبدي لا يبلى ولا تنقضي صلاحيته، وإذا رآه البعض قديماً فهو أيضاً حديث ومستقبليّ لا يحدّه زمان ولا مكان، فالإسلام ليس موجة فكرية ولا موضة، ويمكنه الانتظار".

لمحات حول إسهاماته القيمة وأعماله الجلية
وقد ترَك لنا الدكتور هوفمان كتبا قيمة وتراثا فكريا غزيرا وفريدا، ولا مرية أنه ستنتفع به الأجيال والأمم القادمة، ألا وهي

• الإسلام كبديل (الذي أحدث ضجة كبيرة في ألمانيا).

• يوميات ألماني مسلم.

• الإسلام في الألفية الثالثة: ديانة في صعود.

• رحلة إلى مكة.

• الإسلام عام ألفين

• الطريق إلى مكة

الإسلام كبديل
يرد هوفمان في كتابه "الإسلام كبديل" على الادعاء بأن الديمقراطية العلمانية والرأسمالية هي قمة الحضارة، وقدّم هوفمان كتابه إلى "الغربيين الذين يسعون إلى فهم الإسلام على المستوى الشخصي"، واعتُبر الكتاب بمثابة إعلان من الدبلوماسي والمفكر الألماني عن إسلامه، مما عرضه لهجوم من وسائل الإعلام الألمانية والأوروبية، ويتحدث في كتابه عن الإسلام مقدما رؤيته المستقبلية للدين، و يرى أن القرن الحادي والعشرين هو قرن انبعاث الإسلام في أوروبا.

ورغم أن المؤلف قدم الكتاب للقراء الغربيين، فإنه لم يتجنب قضايا حساسة مثل أحكام الحدود، وتعدد زوجات الرسول عليه الصلاة والسلام، ومسائل القضاء والقدر والربا والمذاهب الأربعة، فضلا عن مواضيع مثيرة للجدل مثل الخلافة والتصوف والتطرف وقضايا المرأة والفن وغيرها، وأثار الكتاب ضجة كبيرة قبل نشره بمجرد الإعلان عن أن دار نشر ألمانية معروفة ستتولى طباعته، وتعرض هوفمان للعديد من الشائعات وحملات التشويه، بما في ذلك من مزاعم بأن كل امرأة في وزارة الخارجية الألمانية تعمل تحت إدارة هوفمان ستجبر على ارتداء الحجاب، ودون قراءة الكتاب هاجم بعض الكتاب والسياسيين هوفمان بزعم أن أفكاره لا تتسق مع الدستور الألماني، وطلبت الخارجية الألمانية منه تقديم إفادة حول آرائه، وفي النهاية صدر الكتاب بتقديم أكاديمية ألمانية مرموقة أثنت على الكتاب الذي أثار جدلا طويلا على صفحات الصحف والكتب الألمانية.

يوميات مسلم ألماني:
وفي يومياته التي صدرت ترجمتها العربية الأولى عن مركز الأهرام للترجمة والنشر عام 1985، يتناول هوفمان رحلته للحج والمواقف التي حدثت له مع المسلمين في الغرب والعالم الإسلامي، وعبّر عنها بالقول "الإخوّة في الإسلام لا حدود لها"، ويلاحظ في اليوميات أن هوفمان تناول الإسلام كدين واعتقاد أكثر من تناوله واقع المسلمين، ويرى المفكر الألماني أن الإسلام يمكن أن يملأ الفراغ الذي تولد عن انصرف الغرب عن الكنيسة إلى الإلحاد، ويقول في مقدمة كتابه "ولا مناص من أن يرى حديث العهد بالإسلام، بلاده على ضوء جديد يحتم عليه أن يجري حوارا مع نفسه، وهذا في الحقيقة موضوع هذا الكتاب".

وفي تناوله لصحيفة المدينة، يبدي هوفمان في الكتاب استغرابه من عدم تمكن الدبلوماسيين الغربيين والمسلمين على حد سواء من إيجاد أرضية مشتركة فيها بينهم على خلفية قانونية، ويتعرض في الكتاب للجدل الفلسفي بين أبو حامد الغزالي وابن رشد الأندلسي، بعد أن قرأ ترجمات لكتبهما، ويتناول كذلك ملاحظات على دراسة ابن خلدون للاجتماع الإنساني ويقارنه بفلاسفة غربيين مثل نيتشه وهيغل وروسو، ويبدو هوفمان في المذكرات هاربا من مجتمع مادي غربي وباحثا في الإسلام عن الروحانية المفقودة، وهو ينتقد تجسد الإله في المسيحية مقابل مفهوم الألوهية المجرّد والتوحيدي في الإسلام.

الإسلام في الألفية الثالثة: ديانة في صعود
في كتابه «الإسلام في الألفية الثالثة: ديانة في صعود» يطرح هوفمان العديد من الأسئلة التي يسعى من خلالها لأن يشرح للقارئ الغربي، أن تطور العالم في القرن الحادي والعشرين سيكون متأثرًا إن لم يكن محكومًا بالموقف من الإسلام كدين ممتد على بقعة جغرافية هائلة من العالم، حيث تتوالى العديد من أسئلة هوفمان في هذا السياق: هل سيخضع العالم الإسلامي للتحديث الاجتماعي والاقتصادي والسياسي؟ أم سيمتثل للنموذج الأمريكي والغربي المعولم بنهاية المطاف؟ وهل سيستمر انتشار الإسلام في الغرب جراء الهجرة والتحول الديني وزيادة عدد المواليد؟

يسأل هوفمان أيضًا أي نتائج ستترتب على إخفاق العالم الإسلامي في تجديد ذاته أخلاقيًا؟ سواء على الصعيد الإسلامي الداخلي أو الصعيد الغربي وعلى المستوى العالمي، أو نجاحه في المقابل في الخروج من أزماته الأخلاقية والبنيوية العميقة التي يعيشها في الوقت الراهن، وهل في تلك الحالة سيتحول الإسلام إلى ضمير ينقذ الغرب من نفسه ويساعد الغرب والعالم على تخطي أزماته الحادة؟

الرحلة إلى مكة
وفي كتابه "رحلة إلى مكة"، يتناول هوفمان رحلته الأولى إلى مكة بعد إسلامه، متطرقا لأركان الإسلام وحقيقة الإيمان كما يشعر بها، متعرضا لتأملاته الصوفية والفلسفية التي لازمته طوال رحلة الحج، وينتقد هوفمان المسلمين "المهزومين نفسيا" معتبرا أن الإسلام بديل صالح لحل مشكلات العالم الكبرى في عصر ما بعد الحداثة والألفية الثالثة، وقد قدم هوفمان نقده للحداثة الغربية والصور النمطية عن المسلمين والعداء بين الشرق والغرب من موقع المفكر الألماني المسلم.

الطريق إلى مكة
تختلط التأملات في عقل هوفمان خلال رحلته إلى الحج، بين الروحي والسياسي والاقتصادي، في هذا السياق يستخدم هوفمان تجربته الشخصية في رحلة سفره إلى مكة المكرمة داخل كتابه، كمدخل لتناول عدد من المسائل الفلسفية والثقافية، المرتبطة بالإسلام والحج والاجتماع الديني، والإسلام في المجتمع الألماني، وكتاب الطريق إلى مكة نفس اسم كتاب محمد أسد، يقول محمد أسد عن كتاب "الطريق إلى مكة" لهوفمان يُعد هذا الكتاب أكثر الكتب الثقافية تأثيراً في ألمانيا، ولا يناظره إلا كتاب الإسلام بين الشرق والغرب لعلي عزت بكوفيتش رئيس البوسنة السابق".

 

باحـــث الدكتــــوراه - جـمهوريـة الـهـــند

 

لائحة المصادر والمراجع

(1) (الطريق إلى مكة) مراد هوفمان .

(2) مجلة (المجلة) العدد 366 ، مقال (هل حان الوقت لكي نشهد إسلاماً أوربياً ؟) للمفكر فهمي هويدي .

(3) (الإسلام كبديل) مراد هوفمان .

(4) (يوميات مسلم ألماني) مراد هوفمان .

(5) مجلة ( الكويت ) العدد (174) .