أدباء عالميون يشاركون في مبادرات إماراتية
سلسلة المحتوى الرقمي لمهرجان طيران الإمارات للآداب 2020 تهدف إلى تعزيز مكانة المبادرة الإماراتية المهمة في التقويم الأدبي العالمي.
جلسات مهرجان طيران الإمارات للآداب
أبوظبي- تواصلت سلسلة الجلسات الافتراضية لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب مع عرض تقديمي للشاعر والمسرحي والكاتب البريطاني ليم سيساي، الذي تحدث من منزله في لندن عن طفولته القاسية في مراكز الرعاية البديلة البريطانية، والتي كان قد سردها بالتفصيل في سيرته الذاتية التي صدرت مؤخرا تحت عنوان “اسمي لماذا”.
وتأتي سلسلة الجلسات الافتراضية بعد تأجيل الدورة الثلاثين من معرض أبوظبي الدولي للكتاب إلى العام القادم بسبب الأزمة الصحية العالمية، حيث استعاض عدد من المؤلفين والفنانين عن مشاركتهم التي كانت مقررة في المعرض هذا العام بتقديم جلسات حوارية افتراضية تتيح للمشاهدين متابعتهم بأمان من منازلهم.
واستهل سيساي الجلسة، التي نظمتها دائرة الثقافة والسياحة أبوظبي، بالحديث عن قضاء الوقت في المنزل بقراءة الكتب تحضيرا لدوره كعضو في لجنة تحكيم جوائز “البوكر”، أبرز الجوائز الأدبية في المملكة المتحدة، وبالرغم من عزلته الحالية في الحجر المنزلي، قال سيساي إن هذا الحجر “لا يقف حائلا أمام إبداع المخيلة”.
وانتقل سيساي للحديث عن ذكرياته، وتحدث عن كتابه الذي ضم بعضا من أشعاره الغنائية ووثائق حكومية تتعلق بحضانته في مؤسسات الرعاية البديلة للأطفال في المملكة المتحدة، حيث جاءت والدة سيساي من إثيوبيا للدراسة واضطرت لعرض طفلها للتبني المؤقت عقب ولادته في عام 1967، ليصبح هذا التبني دائما بعد تسليمه إلى أسرة حاضنة، وكان والداه بالتبني شخصان محافظان دينيا من طبقة العمال يعيشان في مدينة ويغان الصناعية في شمال غرب إنجلترا.
معرض أبوظبي للكتاب يستضيف الشاعر ليم سيساي
ومهرجان طيران الإمارات للآداب يبث جلساته السابقة
وبمرور الوقت، بدأ سيساي في الابتعاد عن والديه بالتبني؛ وببلوغه سن الـ12 عاقباه بتسليمه إلى دار لرعاية الأطفال، حيث عانى هناك من الاضطهاد الجسدي والعرقي، ليجد عزاءه الوحيد في كتابة وقراءة الشعر الذي كان له بمثابة “ملجأ من العاصفة”.
وعقب مغادرته دار رعاية الأطفال في سن الـ17، طبع سيساي أولى مقتطفاته الشعرية وتألق ليصبح شخصية أدبية مرموقة، وتشتمل قائمة إنجازاته على تعيينه الشاعر الرسمي لدورة الألعاب الأولمبية الصيفية في لندن 2012، واختياره رئيسا لجامعة مانشستر، كما تم تقليده وسام الإمبراطورية البريطانية في عام 2010 تقديرا لمساهماته الأدبية.
وفي الـ11 من عمره، نجح سيساي في العثور على والدته الحقيقية والتي كانت تعمل حينها في أحد مراكز الأمم المتحدة في أفريقيا، واكتشف سيساي أن اسمه الحقيقي هو ليم ومعناه “لماذا” باللغة الأمهيرية – اللغة الرسمية في إثيويبا، ومن هنا استوحى عنوان سيرته الذاتية.
واستضافت الجلسات الافتراضية السابقة لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب كوكبة من الشخصيات مثل أنتوني جيفن؛ أحد أبرز صنّاع الوثائقيات وخبير إنتاجات الواقع الافتراضي؛ وآنابيل كارمل، المؤلفة المعروفة في مجال كتب الطبخ للأطفال؛ وكوركي بول، رسّام القصص المصورة وصاحب السلسة الشهيرة “ويني وويلبر”.
بدوره قدم مهرجان طيران الإمارات للآداب بعض فعالياته افتراضيا، حيث وفر بالتعاون مع جدول فعاليات دبي لعشاق الأدب فرصة مشاهدة جلسات النقاش الافتراضية التي جرى تنظيمها في دورة المهرجان 2020، وتمت إضافتها إلى سلسلة المحتوى الرقمي المتاحة للجميع حول العالم للاطلاع على الأفكار والآراء التي طرحها نخبة من أشهر الأدباء والمثقفين من المشاركين في الدورة الـ12 للمهرجان الذي تنظمه مؤسسة الإمارات للآداب.
وحظيت هذه السلسلة -التي تضم مقاطع فيديو تم اختيارها وعرضها بالتعاون مع منصة جدول فعاليات دبي- بإقبال كبير على شبكة الإنترنت منذ تم تحميل حوالي 11 جلسة على قناة يوتيوب، لخبراء شاركوا في الدورة الأخيرة للمهرجان الذي أقيم في الفترة من 4 إلى 9 فبراير الماضي.
وقال أحمد الخاجة المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للمهرجانات والتجزئة التابعة لدائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي: ضمن إطار التزام مؤسسة دبي للمهرجانات والتجزئة بالتشجيع على القراءة والتعلم وتبادل الأفكار والآراء الأدبية لإثراء الساحة الفنية والثقافية في المدينة يسرنا أن نكون من المساهمين في إتاحة المجال أمام عشاق الأدب للتعرف على بعض الأنشطة والفعاليات الأكثر شعبية لمؤسسة الإمارات للآداب عبر منصة جدول فعاليات دبي.
وأكد أنّ إطلاق سلسلة المحتوى الرقمي لمهرجان طيران الإمارات للآداب 2020 يعتبر مرحلة جديدة ومتميّزة في هذه الشراكة التي تهدف إلى تعزيز مكانة هذا الحدث المهم في التقويم الأدبي العالمي.
السلسلة حظيت بإقبال كبير على شبكة الإنترنت
وقالت أحلام بلوكي مديرة مهرجان طيران الإمارات للآداب “يعد المهرجان هذا العام الأكبر والأفضل على الإطلاق لاسيما مع حضور عشرات الآلاف الذين اكتشفوا معنا عالم المستقبل من خلال الأسئلة الجوهرية عن الحياة التي ناقشها نخبة من أشهر المؤلفين والأدباء على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي.
وأعربت عن سعادتها بمشاركة بعض مناقشات وجلسات مهرجان طيران الإمارات للآداب المثمرة عبر هذه المنصة لاسيما في هذا الوقت الذي نشهد فيه حالة من التباعد الاجتماعي في ظل الأوضاع الراهنة.
وقالت إيزابيل أبوالهول الرئيسة التنفيذية لمؤسسة الإمارات للآداب “ليست هناك حاجة أكثر إلحاحا خلال هذه الأوقات من الأدب والثقافة، فعلى مدار عام كامل كنا نسعى جاهدين لتشجيع الناس على القراءة وفتح الكتب وزيادة مطالعتهم وغرس حب الحكايات والقصص في نفوسهم.. لم يتمكن الجميع من حضور المهرجان أو المشاركة في فعالياته السنوية ولهذا وبسبب الأوضاع الراهنة فإن هناك فرصة ثمينة للجميع من الإمارات وحول العالم لمشاهدة بعض الجلسات الأكثر شعبية من المهرجان.
وستقوم مؤسسة الإمارات للآداب بنشر توصيات الكتب وقائمة المصادر للترفيه والتعليم وتطوير الذات بما في ذلك قائمة بالعناوين التي ينصح بقراءتها وكذلك المصادر الأخرى المناسبة لمختلف الفئات العمرية للأطفال على المنصات الرقمية للمؤسسة.