فاشحذ مداك على جرحي وأنا أومن أني باعث ويطلب من الجميع واثقاً من قدرته على صنع المستحيل: الله من منفاه عاد وهذا النبي الجديد يموت ـ كما يعتقد الآخرون ـ موتاً عادياً، لكنه يؤكد أن موته كبير ومختلف: سقطت كل الأسانيد التي تزعم موتي(6). والنبي الجديد يختلف عن الذين سبقوه، فهو يرفض ما نُسب إليهم من معجزات ويدعوها سحراً خدعوا به الناس: وهو لا يذهب قبل أن يكمل الرسالة: لكن ذهاب هذا النبي لا يعني النهاية، وإنما غيبة لحين، ويعود لينشر الحق ويعلي كلمة الرب: ويجهر بحقيقته المختفية على الغير: ولأنه جاء يحمل الثورة ليبعثها في كل مكان تطأه قدماه، فقد تمرد على حكم الرب رغم إعزازه وحبه له: وتتبلور هوية هذا النبي الجديد لتعلو على درجة الرسل والأنبياء: من رآه؟ والسُّبحة أو المسبحة: كما جاء في "لسان العرب" هي الخرزات التي يعد المسبح بها تسبيحه. وقصائد المجموعة، تكاد تنقسم إلى قسمين متمايزين ومتداخلين في الوقت نفسه: القسم الثاني: يوظف الشاعر المعتقدات والإشارات والرموز في خدمة الإنسان الفلسطيني والقضية الفلسطينية. خيوطك، أم شرايني؟ رسول لكنه يسلم أمره للخالق ليفعل به ما يشاء في كل الأجيال: خذ عني قمصاني البالية ويعلن لخالقه عن شكه الذي يعذبه ويطرح عليه أسئلة تشغله: ويصل إلى القناعة بحكمته تعالى، فيستسلم وينتظر بشوق: هو نصير الفقراء، الكسحاء، المظلومين وهاديهم الى الصراط المستقيم: وهو الإمام المنتظر الذي طالت غيبته ويعود: يا أيها الموتى! ويبشر الناس بعودته التي هي عودة الحياة اليهم وانتصار الفرح: وأعلن ها أنذا أولد اليوم والآن صحراء مائرة بالجموح ملك الملوك يعود بعد غيابه ولا تكون ولادته كولادة الآخرين، فهو لم يمت ليولد، وإنما غاب ويعود لأنه الإمام المجسّد على الأرض: ويؤكد أنه وحده الباقي ووحده القادر وهو المقيم هو الإمام: استخدام الرموز الإسماعيلية لخدمة الإنسان الفلسطيني وقضيته: ويشرح في السجل الرابع كيف رحل الفلسطيني وكيف خيّم اليأس: تلدينني ما شئت لا ما شاؤا وتذكره حالته مع أمه المقيدة المغتصبة ما حدث لهاجر المطرودة وابنها اسماعيل: ويكون هذا الحجر ثمن خلاصة من القيد والذل وبه ينتصر على قاتليه: رسول على جبل ما أنا بالمتنبي هكذا مرحباً، وردة الكمبيوتر تعبت مني: وممن جئت بي معهم
إنني قربان كلمة(1)
في غدي الشمس التي صارت تراباً(2)
فلتسجدوا
لعائد يرمم البيتا(3)
نصفه بشر
والإله
نصفه
مُمسكاً بيد بَدْأه
مدركاً بيد منتهاه(20).
سألتك
لا تجيبيني!
على جبل
غادرته القبائل
وحيداً
بعيداً
تعال وغيبني ما شئت
أحبّه مولدي وظلال غيبتي الأخيرة
لن تخرجوا مني
دخلت دخلت
اسمعوا أيها الناس
واستبصروا اليوم واعتبروا لغد
يا بنت فانتظري الحبيب ببابه
فيسبنا أزواجك الشرفاء
غادرته القبائل
وحيداً
بعيداً
وضلت على شفتيه الصلاة
وأهوت على قدميه الرسائل
اجيئك لا شهوة الملك راحلتي
وردة الكمبيوتر
وهبتني الأمانا
لحظة من زمان توانى
ثم كانا
أنها سلبتني الأمانا
إنني خائف وسعيد
خذي
جسدي مزهرية
ويدي صولجاناً
وأمنحيني الأمانا
وردة الكمبيوتر
فهل تجيئين بي كي أستريح معي؟
لاتسعى هذه الدراسة المتقصية لأحدث دواوين الشاعر الفلسطيني الكبير إلى إماطة اللثام عن طبقات المعنى الثاوية في قصائد ديوانه الجديد فحسب، وإنما تقدم معها حفرا في أركيولوجيا العنوان، وتحليلا لبنية القصيدة في هذا الديوان، ولتنويعات الشكل وتشكلات المعنى المختلفة فيه
سُبحة لسجّلات سميح القاسم