قال لي: يا تبغ السيجار إلى أي نوع من الخشب تنتمي جذوع أشجار النخيل عندكم؟ قلت: ـ ليس عندي ما يمكن أن أنفعك به. قلت: اسمحي لي، عندي خطة وهي محددة بالوقت، لا تضيعيها أرجوك. كان استعدادها للمضي في الكلام واضحا فقلت: أرجوك، لم أتفق معك علي شيء، حتى أني لم أرك إلا مرة واحدة. ـ لم آت هنا كي أقضي الوقت بالتحدث، لم أفكر في مثل هذا الأمر. ارتفع صراخها بشكل فظ وراحت تتوعد. ـ انهضي من فضلك، ليس بيننا ما يستدعي ذلك. الكذٌاب، الجبان، يتظاهر بأنه يستمع لصوت الطائر، يتظاهر بأنه لا يحب البيانو.
معذرة قد لا أنفعك في معلومات بهذا الشأن.
قال: شكرا. ولم يضف أكثر من ذلك.
ـ ربما أنا عندي ما ينفعك.
يكتب القاص العراقي المرموق عن تلك التلميحات أوالتعليقات العابرة التي قد يقولها الإنسان أو تقال أمامه دون أن ينتبه لهان فتفضي به إلى الوقوع في فخ والتورط في حكاية لم يتوقعها، وتدفعه إلى إعادة التفكير فيما ظنه شيئا عابرا
بيانو السيدة هايكه