صدرت رواية "الأميرة والخاتم" عن دار الساقي منذ أسبوعين. ويقول عنها مؤلفها في تقديمه لها:
هذه الرواية، ليست عن اللبناني الذي لم يجد مهربًا من أَنْ يرمي جثّة طفله في البحر، والذي ركب البحر سرًّا، مع زوجته وابنه، وآخرين يائسين، باحثين عن بلد يستضيفهم، فتاهوا، ومات منهم من مات، وأخبر من عاد.
هذه الرواية ليست عن انفجار الرابع من آب، الذي نجا منه ابني، وليست عن العديد من الذين "أُعدِموا"، في بيوتهم، أو الذين تهدّمت بيوتهم ومتاجرهم، وأمسوا معدمين.
وليست عن نجاتي بالصدفة.
وهذه الرواية ليست عن العقليّة التي حوّل بها اللبنانيّون أنفسَهم إلى مستَعطين، ولا عن السياسيين المستَحضَرين من القرون الوسطى، ومن قرون الجهل والكَيد والغباء.
هذه الرواية هي نوع من حكاية، جرت أحداثها قبل آلاف السنين، عن أميرة ساحرة، ابنة ملك عظيم، لم تجد رجل حلمها لتتزوّج، فنصحها حكماء ذلك الزمان، بأن تنام لتحافظ على جسدها الفتيّ، نومًا طويلًا، خارجَ الزمان، حتّى مجيء ذلك الرجل.
هذه الرواية هي عن هذه الأميرة المتمسّكة بحلمها الرائع والمستحيل، وليست عن الأطفال الذين ذُبحوا في انفجار الرابع من آب. فما جرى في ذلك اليوم، أعظم من أن يدركه دماغي، وأبعد من أن تطاله مخيّلتي. وحين أفكّر في الكتابة عنه، يمسك الخجل بيدي ويمنعني عن ذلك.
ثمّ إنّ هذه الرواية التي كتبتُها قبل الانفجار، هي ردّ بليغ على بحر القبح الذي نختنق فيه. بل هي الردّ الوحيد الممكن الآن.
الأسطورة تحمي من الصقيع.
رشيد.