أصدر الملتقى الوطني الثاني للتراث الثقافي غير المادي توصياته، وذلك عقب انعقاده نهاية شهر سبتمبر الماضي، حيث ناقش الملتقى الذي نظمته هيئة البحرين للثقافة والآثار، عن بعد، قضايا حفظ التراث الثقافي غير المادي في مملكة البحرين، إضافة إلى إلقاء الضوء على أربعة عناصر تراثية ثقافية غير مادية من المملكة هي: الخط العربي والعَرضة والنسيج والأزياء التقليدية، وذلك بمشاركة وحضور عدد من المسؤولين والخبراء والمتخصصين والمهتمين. وتضمنت التوصيات اقتراح عدد من آليات تعزيز جهود العمل في مجالات التوثيق والتدريب والتعليم في مجال التراث الثقافي غير المادي، وذلك عبر التركيز على منهجية واضحة متعلقة بكيفية الارتقاء بهذه الجوانب الداعمة لبقاء هذا النوع الهام من التراث الثقافي.
وأكدت التوصيات الصادرة عن الملتقى على ضرورة التركيز على التوجهات والأهداف العامة للملتقى الرامية إلى رفع وعي المجتمع بالتراث الثقافي غير المادي وتعريفه بأهمية حفظه وصونه للأجيال القادمة، كما ونصت على أهمية توثيق التراث غير المادي ودراسته وحفظه على مستوى علمي أكاديمي، متضمّنةً توثيق الأزياء البحرينية والأدوات التي تم استخدامها في صنعها، والعمل على تنفيذ مسح موسوعي للأزياء التقليدية، مع توثيقها سعياً لإدراجها على قائمة التراث الثقافي غير المادي لمنظمة اليونيسكو.
وإضافة إلى ذلك، أوصى الملتقى بتكثيف العمل في مجال التدريب، خاصة فيما يتعلق بتدريب باحثين متخصصين وتأهيلهم بما يتطلبه العمل التوثيقي للتراث الشعبي البحريني، إلى جانب تدريب الأجيال الصاعدة على فنون العرضة البحرينية وصناعة النسيج والترويج لها. وشددت توصيات الملتقى على ضرورة تحقيق أعلى مستوى من التعاون ما بين هيئة البحرين للثقافة والآثار ووزارة التربية والتعليم بصفتها شريكة أساسية مساهمة في صون التراث الثقافي غير المادي بالمملكة، وذلك من خلال زيادة التركيز على تعليم الخط العربي بمدارس البحرين على اختلاف مراحلها الدراسية وتقديم عناصر التراث غير المادي بصورة أعمق وأجمل للناشئة في المدارس، بالإضافة إلى تخصيص حصص إضافية خاصة بالتراث ضمن المناهج الدراسية الأساسية بجميع مدارس المملكة. هذا وتطرقت التوصيات إلى إمكانية تنفيذ مشروع "خطّاط في مدرسة"، على غرار مشروع "فنّان في مدرسة" الذي نفّذته هيئة البحرين للثقافة والآثار بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، والذي تضمن تدريب طلبة أربعة مدارس حكومية في مملكة البحرين على الفنون الإبداعية والتشكيلية وأثمر لاحقاً عن معرض فني لإنتاجات الطلبة.