يا حارس النور... عيناك التي رأتا رأيته أنت جوعًا في ملامحنا ما قلتُ: إن احتلال الليل في دمنا خشيتُ أن تغفر الألفاظ موبقتي غادرتَ فوق براق الفجر أغنية من ها هنا جئت إعصارا وسابحةً واليوم يا سيدي الأبعاد موحشةُ قصائد البؤس ترويها معابرنا بلابل الوجع الدامي حناجرها وللعصافير في الأقفاص حشرجةُ يا سيدي... قصص الأعراب واحدة تسعون عاماً على الأبواب واقفة وقفتُ أسرجُ مصباحي وأغنيتي أخال عينيك أسواراً تحاصرني بيني وبينك أشواق مخبأة لم يبق لي غيرَ هذا الشعر متكأٌ
فلم أقل لك: هذا الليل كيف أتى؟
وفي رؤانا، وفي أحداقنا عنتا
نارٌ على حطبِ الأوجاعِ ما خبتا
وأن تقولَ جروحي: ليته سكتا!
من مزنها شفة التاريخ ما ارتوتا
تكبّ ألوية الظلماء ما كبتا
والفجر من قبضة الظلماء ما انفلتا
وقصة اليأس يمليها فم ٌصمتا
جفت، و لا مزنةُ مرتْ ولا همتا
لا النيل مدّ لها كفًّا ولا التفتا
شعب يدير على أوجاعه النكتا
خيولنا لم تجد في الواقفين فتى.
وطال ليلي فيا ضوء الصباح متى؟
فهل أعاتب عيني عندما بكتا
لأجل ذلك روحانا هنا التقتا
فمنه أفتحُ أبوابي التي أبتا
يكشف التوتر بين تقليدية البنية وتناقضات الواقع الذي تصدر عنه القصيدة قدرة الشاعر السعودي على التعامل مع الواقع المزري على المعابر العربية، ومقدرة الشعر على الكشف عن تناقضات الواقع وتعرية سوءاته.
حارس النور