يأتي معرض العراق الدولي للكتاب، الذي تختتم فعاليات دورته الأولى السبت المقبل بعد عامٍ تأجّلت خلاله غالبية معارض الكتاب في العالم العربي، ما تسبّب بخسائر كبيرة في قطاع النشر وأعاد التفكير مرة أخرى في مستقبل صناعة الكتاب التي كانت تعيش أزمات عديدة قبل أن تحلّ جائحة كورونا.
على مدار الأيام الماضية، استقبل المعرض، الذي تنظّمه "مؤسسة المدى للإعلام والثقافة والفنون"، ثلاثمئة دار نشر من واحد وعشرين بلداً عربياً وأجنبياً، في أول تظاهرة للكتاب تقام في بغداد مع تفشّي فيروس كوفيد 19 الذي دفع إلى تأجيل الفعاليات الثقافية في البلاد.
الدورة التي تحمل اسم الشاعر العراقي مظفر النواب (1934)، تحتضن نحو مليون عنوان بين الكتب العلمية والطبية والأدبية وكتب الأطفال والروايات العالمية، فيما عُقدت ندوات ثقافية وفنية عديدة منها، حيث عُرض يلم "غاتسبي العظيم" (2013) المقتبس من رواية الكاتب الأميركي فرنسيس سكوت فيتزجيرالد، وأقيمت ندوة عن الاحتجاجات النسوية بين المطالب الجندرية والحقوق الوطنية، وتمّ استضافة فنانين وموسيقيين وأدباء وحقوقيين.
وقال أحد المنظّمين، إن "إدارة معرض العراق استخدمت تقنية حديثة للسيطرة على التلوث، سواءً كان في الجو أو على الأسطح، وهذه الطريقة تقتل جميع الفيروسات والملوثات والعفن من أجل السيطرة على الجائحة". تضمّن البرنامج ندوات حول قضايا راهنة مثل الأزمة الاقتصادية والإصلاح السياسي في العراق
وأضاف أن البرنامج اليومي للمعرض تضمن العديد من الأنشطة، مثل عرض أفلام قصيرة، ومناقشة فيلم "الحارس في حقل الشوفان" المأخوذ عن رواية جيروم ديفيد سالينجر، وتقديم مقطوعات موسيقية، ناهيك عن القراءات شعرية والجلسات الحوارية والثقافية والفنية.
كما بيَّن أن "المعرض تعمد فتح بعض الملفات المهمّة بالنسبة إلى العراقيين من خلال النقاشات والندوات، ومنها قانون جرائم المعلوماتية، والأزمة الاقتصادية ومتطلبات الإصلاح في الحكومة العراقية، ودور المنظمات المدنية في تعزيز الهوية الوطنية، ودمج التعليم الإلكتروني في التعليم العالي خلال جائحة كورونا".
يُذكر أن المعرض احتفى بعدد من الكتّاب والفنانين العراقيين؛ مثل جميل صدقي الزهاوي (1863 - 1963)، وجواد سليم (1919 - 1961)، وغائب طعمة فرمان (1927 – 1990).