تفتتح الكلمة سنة جديدة بديوان شعر من مصر، مجموعة من القصائد المتفرقة القصيرة تسطر أحزانا لا تنتهي، خليط من اليومي والمفارقات والصور والذكريات والأحلام والآمال والأمكنة، ديوان نفتتح به سنة لعلها سنة الأمل، وهي إطلالة على منجز شاعر انزوى في القصيدة سكنا، وسيج من قصائده سفرا.

ديوان العدد

أحزان شجرة مسنة (ديوان العدد)

عزت الطيري

 

الإهداء:

إلى من فجَّر في داخلى ينابيع الشعر

وهو يدمع ويحن ويشكو ظلم الأحبة ولوم اللائمين صانعا زمن جميلا لن يعود

إلى عبد الحليم حافظ

وإلى أحلام لم تتحقق بعد

1

أنا مصباحُ كهرباءَ الحارةِ القديم
صامدٌ
ومتعبٌ
يجوبهُ البعوضُ
والهوامُ
والفراشات القتيلةُ الغرامِ
والغبارُ
عندما تهبُّ الريحُ
تكتويهِ
ضحكةُ البناتِ
في الطريق لابتداءِ الدرسِ
ثرثراتُ العطرِ
في شعورهن
ضجةُ الطيورِ......،
شاهدٌ
على تهامس العشاق

يضربون موعدا مؤجلاً....،

على تحاورِ البنتين
حينما تنفِّذانِ فكرةَ الهروبِ
من مرارةِ الشقاءِ
للهناء
واهميْنِ
منْ يغيثني
من الوقوفِ
منذ مطلع البكاء
منذ فورة
الزمن؟

 ومن...؟

 

2

وكانوا يلعبونَ في الترابِ
في الساحاتِ
في الحقولِ
في ملاعبِ الحصادِ
في السهولِ
في الجبالِ
في ...
وكانَ ملعبي الخيالُ

 

3
قالت في أي الأجزاءِ
ستبدأ تقبيلي
قلت لها
في الأولِ والأخرِ
سأقبِّلُ

روحك

 

4

يتركُ للقطةِ ماءً
في البيتِ
وقطعاً من جُبنٍ
وحليباً
وكثيراً من خبزٍ هشٍّ
مفتاحاً للبيتِ
وهاتفهُ الجوَّالَ
وعنوانَ حبيبتِهِ
ويسافُرُ
لكنَّ السِفْرةَ طالتْ
وامتدتْ
حتى نفذ الماءُ
ونفدتْ كلُّ الأشياءِ الأخرى
والقطةُ مازالتْ تتلوى
تحلمُ بالعودةِ
وصهيلِ أغانيهِ العذبةِ
وحنينِ أصابعهِ

ما اقتربت من فأرٍ يلهو
ويطيرُ بحريتهِ.....
القطةُ صامتْ
صارتْ ناسكةً

تتيممُ

بالضوءِ الأبيضِ
وتصَلِّى!!

 

5
منذ حنينٍ
وأنا أبحثُ
عن ذهبِ الإيقاعِ
وأصداءِ الفضةِ
وحريرِ المعنى؟

 

6
يوماً ما
سأُقيمُ إقاماتٍ
جبريِّاتٍ
في قلبكِ
وتُقيمينَ كذلكَ

…….
يوماً ما
 سأحبكِ!

 

7

وأنا قد صرتُ وحيداً
كالوحدةِ
ليس معي

إلاي

 

8

أصدقُ ساعاتِ الكون
الساعاتُ المُضربةُ عن العملِ

المتوقفةُ عن الدوران

 

9
وامرأةُ خرساءُ
ورجلٌ أبكمُ
من يوضحُ لهما
ما في قلبِ الآخرِ
للآخر..

 

(...)

 

32

الشارعُ يمشى فِىَّ

السياراتُ العَبقاتُ بعطرِ النسوةِ
تقطعنى
واشاراتُ مرورىَ خضراءُ

طوالَ اليومِ
فمرُّوا
 أيتها النملاتُ...

اليعسوبُ الفاشلُ
فعصاىَ مؤَدبةٌ

وجُنودىَ ولواءاتى أطيبُ
 مما يتصورُ أعدائي

...............

 

33

الشارعُ يمشى فىَّ
السياراتُ العَبقاتُ بعطرِ النسوةِ
تقطعنى
واشاراتُ مرورىَ خضراءُ
طوالَ اليومِ
فمرُّوا
أيتها النملاتُ...النملُ

اليعسوبُ الفاشلُ
فعصاىَ مؤَدبةٌ
وحنونُ
وجُندىَ ولواءاتى أطيبُ
 مما يتصورُ اعدائى

 

34

بالطبشورِ

الأخضرِ 
خطَّط نافذة
فوقَ جدارِ الزنزانةِ
فتدفَّقَ
 سيل نسيمٍ

أنقَذهُ
 

من ضيقِ تنفُّسهِ

 

35

تقتلنى بقساوتها
أحييها
 بحنانِ فؤادي

وقصدتُ
ب
ل
ا
د

 

ى

 

36

لا حاجةَ لرجال الشرطةِ
نحن تعلمنا الأدبَ الإذعانَ الخوفَ الوطنياتِ
بفضل المحظوراتِ الخمسةِ
لا تأكل فتصابُ بتخمه
لا تشرب فتصاب بسلسِ البولِ
ولا يتجمعُ قومٌ فى الشارعِ أكثرَ من فردِ واحدْ
لا تهتفْ للوطنِ ولا تهتف ضدَّه
بل نمْ فى السادسةِ مساءً
كى تصحوَ فى العصرِ نشيطاً
لتهيِّىء نفسكَ للنوم الساحرِ
بعدَ سويعات 
من وقتِ استيقاظكَ

 

37

مرَّ شهابٌ
قسم البيتَ الى بيتين
قسم الشجره
شقَّ عجوزا  سبعينياً
لفتى يركض فى العشرين
كهلاً يلهثُ فى الخمسين
شق امراةً
صارتْ بنتاً
تمسك وردتها ....
تغنى.....
شقَّ فؤادى
صرت صبيين غريرينِ
عشقا طالبةً واحدةً
تزهو فى زي المدرسة
ويخاصم أحدُهما الآخرَ.....
 مرَّ شهابٌ

مرَّ
ومرِّ

 

38

حينَ رسمتُ الوطنَ العربي
استنفذتُ الألوانَ الحمراءَ
البنيَّةَ والقاتمةَ
وأكملتُ اللوحةَ
بدَمِىِ

 

39
إذا العيد جاء

خذوا الرجل القروى الحزين
امنحوهُ العباءاتِ
بيضاءَ كالفلِّ
صلُّوا بهِ الفرضَ والنفلَ
 واهدوه

سيدةً كالخرافةِ
ممشوقةً
تمتطى فرَسَاً
 ثمَّ تصحبُهُ

للبلادِ التى
لمْ تكنْ فى الخيالِ
تقولُ لهُ
فى المفازاتِ
ماكان يحلمُ
أو يشتهى

 

40

مازالَ رقْمُها
على أيقونةِ الجوَّالِ
ما زلتُ فى انتظارِ انْ يرنّ
 يملأ الفراغَ بالصخبْ

كأننا لم نفترق
كأنها هناكَ
في شرفتها
ولم تمت

 

41

خبَّأها
بينَ القوسينِ
طويلا
خوفاً
من غدرِ الأيامِ الحبلى
واستدفأ
 بالبَرد

ونام

 

42

وأنا حاشيةٌ
تبحثُ عن نص او متنٍ تشرحهُ
وتفيضُ
ومازالت حاشيةً
حتى لحظتِنا
 هذى

 

43

يا بنتُ
قلبي ليسَ فندقاً انيقاً
قلبي بقايا
منزلٍ قديمٍ
آيلٍ
إلى السقوط
 من زمن

 

44

من نافذة  البيتِ السحريةِ
كنتُ أراقبها
حين تبدِّلُ قمصانَ اليومِ
بقمصانِ النومِ
ولكنِّى في المكتبِ
كنتُ نسيتُ
 النظَّارةَ...!!

 

45

المؤذنُ يشدو
 على سورِ مئذنةٍ
شمَخَتْ
في الفراغِ
بتغريدةِ العصرِ
في صخَبٍ
وجلالٍ مهيبٍ
وسيدة السطحِ
في صحنِ فضتها
تستحمُّ
وتغسلُ ماء بمَرمرَها
والمياه التي هطلت
 فوقِ عسجدها

.ستغنى

لطولٍ   ظريفٍ

رنا
ودنا
واستباحَ الهواءَ

وسيدة الماء
لم تخشَ شيئا
يجول بخاطرها
فالمؤذنُ أعمى

 

46

أحببتكِ
 وبأثر  رجعىّْ

 

47

أسميكِ ماذا؟

وانتِ التي جَمَعَتْ
كلَّ أسماءِ تلك الحياةِ الطويلةِ
كالليلِ أنتَ الحقولُ السهولُ الوعولُ الخيولُ الظباءُ  الضياءُ النماءُ البنفسج والياسمينُ الخجولُ وسرب  الغزالات مرجُ الخيالاتِ .أنشودة الغيمِ . تغريدةُ العشقِ هزهزةُ البرقِ هدهَدةُ الشوقِ تلويحةٌ للوداعِ الأخير. ونهنهةٌ للمناديلِ عند بكاء الحريرِ ودمعُ الندى واشتياقُ الغديرِ لصفصافةٍ ظللتْ روحَهُ المستهامةَ عشرين عاما، رنيم السواقي جوى السنديانةِ فى الصيفِ رعشتُها فى الشتاءِ حنينُ اليعاسيبِ فى موسمِ الخصبِ إطلالةُ الصبّ عبرَ شبابيكهِ المثقلات بعطر الجنونِ
أسميكِ ماذا إذن يا.....

 أسميكِ أنتِ

 

48

من علَّمَ طفلاً
كيفَ يكونُ العشقُ
فيغمرُ جارتَهُ الطفلةَ
قُبلاً جامحة،تجعلها تحلمُ
لوأنّ شباباً يأتى
لتغادرَ وردَ طفولتِها
وتصيرَ  عروساً

 

49

قالت يا أمِّى
يأكلُ كالعصفورِ فُتاتاً
وإذا عشقَ فتاةً
حسناءَ
سيعشقها
بشراهةِ مفجوعٍ
 يقتلهُ الجوعُ

 

50

فاطمة
مهداة الى فاطمة مديرة المتحف في طهران
 

الوردة
والصفصافةُ فارعةُ الطولِ
وفاتكةُ الرقَّةِ
قرَصَتنى
فى قلبى
عضَّتنى فى كتف الروحِ
ومَدَّتْ لى أبسطةً
من غيمِ السُّندسِ
مالتْ وانثالتْ
قالتْ لى اعشقنىٌ
قلتُ لها :أكذبُ لو قلتُ أحبكِ، قلبى موصولٌ بامرأةٍ، فى أرضٍ ما ترقبُنى
 وتراقبُ أشعارىَ فى الأنترنتِّ وفى الصحفِ لتعرفَ هل أنا باقٍ كالعهدِ على العهدِ الواثقِ ، أم أنَّ عيونكِ وهبتنى السلوانَ، سقتنى ، من شهد النحلِ المستنشقِ فوحكِ، ومواكب بوحكِ
شكرا لبلادك

شكراً لحدائقهِا الغنَّاءِ
وشكرا للسُّندسِ إذ يتسندسُ
تحتَ رنيمِ خُطاكِ
فلولاكِ
ولولا....
ماجئنا
مااسترسلنا فى العومِ زُرافاتٍ وفرادى فى فيضِ بحيراتكِ
ماجبُنا العالمَ فى قصركِ
ماشاهدنا
أطباقَ الذهبِ
فناجينَ اللؤلؤِ
لوحاتٍ
جاءتْ من بهوِ الرومِ
ثريَّاتٍ تتألقُ
ومرايا تتأنَّقُ، تبرقُ
وطواويسُ تميسُ تطيرُ بلا أجنحةٍ
وتحطُّ على أهدابكِ
مابِكِ؟
مالىِ
أهذى كالمحمومِ
إذا لدغتنى كلماتكِ
كالحيَّاتِ
فتبعثُنى فينيقاً
وأنيقَ الشِّعرِ
رشيقَ الأحلامِ الغضةِ
هل سالَ الدمعُ
وهل رنَّ نشيجٌ؟
أم دقتْ أجراسُ الإنذارِ
لأغلاق الأبوابِ السبعةِ
أم دندنَ قُمرىٌّ
دو
رى
مى
فا.............................................طمةٌ
فاطمةٌ
لا أدرى
لا أذكرُ فى النَصِّ
سوى رقْمِ الهاتفِ
وعدٍ
بلقاءٍ بعد شهورٍ
فى مرجِ حدائقها
يامرجَ حدائقها
هل كنت ستعلمُ
أنَّ امرأةً
سوف تهبُّ من الغيبِ
ورجلا سوف يباغتها بالعشقِ
فيستسلمُ قلبانِ،يقولانِ
ألمْ نشرح لك صدرك
فرفعنا
راياتِ الروحِ
وعطلنا الباصَ عن السيرِ
وسرنا
أكملنا الآياتِ
وحوقلنا
من شر الحاسدِ
والغاسقِ والفاسق
 وإلى آخره...

أعلى النموذج

 

51

أرجوكِ لاتعتذرى
فقد مللت الاعتذار منك ياجميلة الصخبْ
مللت لومى.. والعتابَ المرَّ والتقريع والغصبْ
كونى كما أنتِ كثيرة الأخطاء والذنوب
لأننى رضيت كل فعلٍ منك
كل شىء فيكِ
دونما سببْ
ورغم ما فعلتِ...ما ارتكبتِ
لا أتوبْ
 تبت يدا قلبى الذى
ينسى كرامة لهُ
ولى  ..
يذوب لوعةً إذا أحبّْ

سبحان من ألهمنى الصبر

 .أنا إتقادُ جمرةٍ من الجنوبْ
أنا الملولُ والغضوب

فأغفر لها .

وارحم فؤاد عبدك العشَّاقِ يا مقلب القلوب

 

52

سقطَ الهاتفُ فى البحرِ
فغرقتْ أسماءُ حبيباتٍ
وصحابٍ نشطينَ
 بناتٍ

نشطاتٍ
يعشقنَ الوطنِ- كما قلنَ-
وجلْساتِ مقاهٍ.....
ذابتْ فى الماءِ
أحاديثُ الليلِ
وهمْساتُ جنونٍ
وفتونٍ
وبكاءُ الأرملةِ العذبةِ
وصراخُ الطفلِ ا لباحثِ
 عن ظلِّ أبيهِ

وسقطت
آلافُ الذكرى
 ومواعيدُ

حسا باتٌ
تذكيرٌ بقروضٍ
وفروضٍ
أشياءُ كثيراتٌ......
هل فرِحَ السمكُ
وأسكنهُ فى القاعِ
ورقصَ على أنغامِ الرنَّاتْ

 

اللائى لم يتلفها الماءُ

 

53

قُطعتْ شجره،

 والقاطعُ نجارٌ

كم جلسَ ونامَ استأنسَ في ظل الشجرة
واستدفأ في البرد القاتلِ من غصن الشجرة
حتى المنشار البتار اجتثت يده من خشب الشجرة
الشجرة تبكى
ودموع الأشجار دمٌ
ودماء الأشجار فمٌ
يحكى ظلم ذوى القربى
لبناتِ الخضرةِ
وبنِى
الأخشاب!!!!

 

54

فيلم عربى
سقطت أمطارٌ
فى الفيلم
فبللتْ الشاشةَ
فاضتْ
خرجَتْ
من قلبِ التلفازِ
وأغرقتْ  الحجرةَ

أيقظتْ النائمَ
منذُ بداياتِ العرضِ
فأ حضرَ ممسحةً
ليجففَ سجاداً
ويسبَّ المخرجَ
والبطلَ العاشقَ
والبنت الراقصةَ
على أنغام الجيتارِ الحالمِ
والصاعدة الى الغيم
قليلا
فقليلا

وينامْ

 

55

باضَ الحَجَرُ
وفقستْ بيضاتُ الحجرِ
حصىً
ورمالاً خُضراً
 فى شكلِ كثيبٍ

يحبو
يحبو
 ويُداهمُ فى الليلِ سراباً

كم ضَللَ جَمَلاً
 ونياقاً

وجياداً ركضت
ومسافرَ شوقٍ
 أنهكَهُ الوهمُ

فماتْ

 

56
أقسمُ
ماذقتُ الخمرَ
وما ارتشفَتْ شفتاىَ
نثيثَ الغيماتِ الهاطلِ
من شفةِ الكأسِ الآخرةِ
الأولى
لكنِّى أجزمُ
حين أباغتُ وجهكَ
يا وطنَ العشْقِ
بنظْراتِ الشوقِ المجتاحِ
أحسُّ بأنَّ دبيباً يسرى
وبأنَّ السُكْرَ/الأفقَ الممتدَّ طويــــــــــــــــــــــــــلاً
من أولِ عينيكَ
إلى
آخرِ عينيكَ
سيحملنى
لفضاءاتٍ أُخرى
حيث الأقمارُ تدوخُ
تروحُ
وتتبعها الأرضُ
وحيثُ الشمسُ تنامُ
تغطُّ
ويغلبها محضُ نعاسٍ
حيثُ النخلُ
يطأطىءُ هامتهُ
ويميلُ يميلُ
يميناً
ويمينا
كالرجلِ الهائمِ
تعتعهُ الوجدُ
وراقصهُ الإيقاعُ الملتاعُ
وحيث النيلُ يجوسُ
خلالُ قراهُ المسكينةِ
ويبوسُ جذوعُ الجميزِ الصابرِ
منذُ أنينٍ
وحنينٍ
أقسمُ يامسكَ الليلِ
وما المسكُ سواكَ
ومالليلُ الطافح بالحزنِ
المبتلُّ بماءِ الموسيقا إلاَّكِ
وما كافورُ الغرباءِ
وظلُّ
صبابتهم
فى الحلمِ
ونبعُ الصحراءِ وحاميهمْ
من ظلم سرابٍ جذَّابِ.....غيركَ
فأنا سرُّكَ
أعلنِّى
كُنِّى
فى المعمعةِ الكبرى
واحضنِّى
صُنِّى
علمنى
يا أستاذى
 وملاذى

 

57

بل أنتِ

كِلْمَةٌ حَذَفْتُها
 فاعتدلتْ قصيدتى

فى وزنها

وابتَدَأَتْ
 مسيرتى

وسيرتى

 

58  

نعم مات منذ قليلٍ... على شاطىء النيلِ وهْوَ يسيرُ على مَهَلٍ ويراقبُ سربَ العصافيرِ حينَ
تعودُ إلى حضن أعشاشها

الخضرِ............قلبى!
يقام العزاءُ على شاطىءِ النهرِ بعد جفافِ المياهِ وبعد رحيلِ الضفاف الى البحرِ
.حاملةً شجراً ونخيلاً وبعضا من الذكرياتِ وبعضا من المستحيل الجميلِ الذى...
 لاعزاءَ -إذن_ للرجالْ

 

59

كانت تضحكُ
حتى ظنَّ الناسُ
بأنّ الضّحِك سينفد
من دنيانا

 

60

أسفل النموذج

لاعبُ كرةٍ

مبتورُ القدمِ اليسرى
(المشهودِ لها)
 يجلسُ فى المقصورةِ

ويشاهدُ محضَ مباراةٍ
يصرخ فى الهدافِ .اركلها
بشمال الحارسِ
 (آهٍ ياقدمى)

يتحسسُ آثارَ البترِ
 ويبكى

يبكى
 حتى آخرةِ الوقتِ المستقطعِ

ويقوم مع صافرةِ الحكمِ
على عكازٍ
 يحملُ لونَ فريقِه!!!!!!

 

61

تمتلئ الدنيا
بحروبٍ
تجتثُّ الأخضرَ
والأطفالَ
النسوةَ
والباصاتِ
بيوتَ الجيرانِ
الجيرانَ.....
ورأسي
يقفُ
على قمةِ جسدي
يتأملُّ ما يحدث
ويمصمصُ

 

62

سمكٌ
يخرجُ
من طينِ النهرِ
لكى يتنفسَ
بعضَ هواءٍ
فى شبكاتِ الصيادِ


63

تقفُ على سورِ الشرفةِ
تفرشُ ضحكتها
سجَّاداً
لعصافيرِ الصبحِ
وتطعمُها
وأنا مكتظٌّ بحنيني
يذبحني الظمأُ
ويقتلني الجوعُ


64

سيدةٌ ما
تتباهى بالخطوِ الممشوقِ الدافئ
وأنا
أرتعشُ من البرد
وأتعثرُ

بخطاي العرجاء

 

65

قدماي
تقودانِ خطاي إلىَّ
فكيفَ سأهربُ منِّى
وأفرُّ إليكِ


66
إنْ تحبسْ ماءَ البحرِ
بعقرِ إنائكَ
تسمعْ
صوتَ بكاءِ الأمواجِ
وآهاتِ النورسِ
ونشيجَ السمكاتِ
وصرخةَ ملاَّحٍ
ضلَّ طريقاً لشواطئ فرحتهِ


67
فى الغابةِ
أسدٌ ممشوقُ الخطوةِ
وجميلُ الخُصْلاتِ
بلونِ القمحِ الأشقرِ
وثلاثُة ثيران
قال الابيضُ،
صادقنى ياملك الغاباتِ
وخذنى فى الليلِ
سميراً
فى الصبحِ
أنيساً
وجليساً
قال الأسدُ
محالٌ
كيف يصادقُ ملكٌ
بعضَ رعيتهِ
لا لا
قال الأحمر خذنني يامولاىَ
المُطربَ
و ومهرّجَ دولتك العظمى
مسرحكَ الكوميدي
وقال الأسد
خيالٌ
ما تبغيهِ
فقال
 الثورُ الأسودُ:

إنِّى المنذورُ لعظمتك العظمى
المتحدثُ
ووزير الإعلام
أزيِّنُ للناسِ
حماقاتكَ
وقراراتكِ
نزواتكَ
وجموحاتكَ
سهْراتكِ
في السرَّ
بعيدا عن لبؤتك الأولى
واللبؤاتِ اللاشرعيةِ
قال الأسدُ حقيرٌ
مذ أنْ أطللتَ على الناس
بشاشاتِ
فضائياتِ
الغاباتِ
أنا لا أتخذُ السكّير
اللصَّ العربيدَ
خليلاً
لكنَّ الثيران اجتمعوا
واتفقوا
نطحوا الأسد الغافلَ
شقوا البطنَ الأمعاءَ
وصلبوهُ على أشجار الجميز
فقال الأسد النادم لم أقتلْ فى التوِّ
ولكنّى مقتولٌ
مذُ
خاطبني الثور الأبيض
ورفضتُ صداقتهُ

فاتعظوا يا عشاق الحكي المقلوبْ

قتولٌ
مذُ
خاطبني الثور الأبيض
ورفضتُ صداقتهُ


68

أنت امرأةٌ فى منتصف الوردِ
وفى ريّعانِ الشمْسْ
وأنا الزاحفُ بعد صبابات الخمسين بخمسْ
أنتِ صباح الخير القادمُ
وأنا الأمسْ
أنتِ الروعةُ
وأنا الأعمى الخالدُ فى أحلام اللمسْ
أنت ضجيج العالم صوتاً .....................وأنا الهُسْ
أنتِ تفضَّلْ.
.
قل ماعندكَ.
زد واستكملْ
..أكملْ...أطربْ..
عِثْ..فى السندسِ...
واركض ..دُسْ
 وأنا ...بَسْ!!!!!!!

 

69

وحبيبى
اطلقَ فى الليل  علىَّ رصاصتَهُ
اطلقتُ عليهِ
 مع الفجرِ حمامَه

 

70

أتضوَّرُ شوقا
وأجاهرُ عشقا
لكن المعشوق الأنقى
مابانَ
 وما لانَ

وما رقَّا

فكأنَّ فؤادا
من حجر صوَّانِ قد شُقَّا
أترى أستجديهِ
وأسترضيهِ.. وأستعطفهُ
كلاَّ
فأنا من أرض جنوب بلاد الله
ولا أتنازل فى حقِّ
لم يرهُ حبيبى
حقَّا
سأقولُ له
وبأعلى موتٍ
تبَّا
لغرامكِ
إن كان الذل
به
أو أنَّ به رِ قَّـــــــــــــــــــــــــــا
 

71
تفسُ النارجيلةِ
نفسُ التبغِ العسلىِّ ونفسُ النادلِ
حينَ يلحُّ طويلا
فى طلبِ البقشيشِ
ونفس الأصحابِ الخُلَّصِ
فلماذا
يغدو اليومُ
كئيباً
وغريباً
دونَ مروركِ
فى المغربِ
مثلَ غزالٍ
بركضُ
فى التيهِ
يوزِّعُ لوزاً
وقوافل رُمَّانٍ
بِكْرٍ
ومواسمَ تفَّاحٍ
يتقافزُ
من خديكِ

يحطُّ
على مائدتي
فأبشرُ
بكلامى
للكونِ الكافرِ
بالحبِّ
وأنشرُ
متن أحاديثى وهوامشها فى الكتب الصفراء

 

 

 

72
بل قلتُ أنا!!!
 يوم سقطتُ وحيداً، فى نهرِ الشعرِ، سبحتُ، وذابَ الملحُ الساكنُ في جسدي المرهقِ والمرهفِ، وشويتُ الأسماكِ على نارِ جنونى... و أكلتُ الما لا يأكلُ، وشربتُ من الحلمِ الباقي
فغدوتُ الشاعرَ، مختلفا ،عن سربِ رفاقى
مؤتلفاً فى بعضِ الإشياءِ
بعيداً
عن
كل شقاقِ
قدْ
يفزعُ
يُفْرغُ
ويعَبِّى

 

 هذا ماقالَ المُتَنَبِّى

 

68
ذكريات الصبا الغض فى ظلمةً فى الحديقةِ

فى الممرِّ القديمِ الذى سيؤدِّى إلى ظلمةٍ فى الحديقةِ، ذاتَ ضُحىً ، كُنتُ أُدْخلُ بنتاً خُلاسيَّةَ الوجهِ؛ طافحةً بالحنينِ، وبالكرَمِ القروىِّ، وأقطُفُ من خدِّها ، وردتينِ، وأقرُصُها ، فى منابتِ تُفَّاحِها الفَجِّ، والبنتُ لاهثةَ القلبِ، تسألُ، ماذا إذنْ، بعد هذا؟ أليسَ هنالك شىءٌ جديدُ الخُطى، فى ضحى  قادمٌ، يا صغيرى؟

 

73
 سُحبٌ داكنةٌ

ونجومٌ
 غرقتْ فى بئرِ الظلماتِ

هلالٌ فضِّىُ الدمعِ
يواصلُ غُربتهُ
فى بيتِ أبيهِ
 وبنتٌ

كهسيسِ الأعنابِ
على سطحِ المنزلِ
تبتكرُ البدرَ
الشجراتِ
وتجلسُ
بجوارِ حبيبٍ
خدَّرها بالهمسِ
فنامتْ
حافيةَ القلبينِ


74

يتَّبِعُ الرِّيجيمَ القاسى
والحميةَ
كى يُنْقصَ
من وزنِ الإحساسِ لديهِ
ويتخلَّصَ
 من بعضِ مشاعرهِ المجتاحةِ

ورهافةِ قلبه

إذ قادتهُ إلى السِّمنةِ فى

  الروحِ الشفافةِ

ودهونٍ فى

الآمال
وفقرٍ
 فى الحلمْ

 

75
البكتريا
فى بعضِ ثوانٍ
تتكاثر بالآلافِ
وأنتَ وحيدٌ
تعجزُ فى عشرِ سنينٍ
عن إنجابِ صغيرٍ لكْ

 

76
قلبى
يرفضُ منحَ الجنسيةِ
للسيدةِ العَبَرَتْ
فى ليلِ شتاءٍ
 من أعلى القلبِ

إلى بلدانِ الروحِ
مروراً
بالأمكنةِ الأخرى


77

 قلبى شُرَطىٌّ ظالمْ

أسمعُ بحَّاتٍ
فى حنجرةِ الليلِ
 وأصواتِ سعالٍ.............،

هل هاجمهُ البردُ

تغطَّى بدثارِ الأوهام
 ونامْ

 

78
تصفيةٌ كُبرى
للأحلام

فبادر
 وادخلْ

خذ لكَ حُلمينِ
بثمن الحلم الواحدِ
أو خذ حلمينِ
وخذْ
 فى آخرةِ الليلِ

الثالثَ مجاناً

 

79

قلبى أبكمُ
ولهذا ماباحَ بعشقٍ
لامرأةٍ ما أو محضِ فتاةٍ
 كاللوزِ

وحين اعترفَ
 اعترفَ لسيدةٍ

صمَّاءَ القلبِ.
.
فهل سَمِعتْ؟؟؟؟
 لا أدرى

 

80

يستدعى
عاشقةً
فى الحلمِ
 يوَبِّخُها

تبكى
 وتفرُّ

فيصحو
بعد صهيلٍ
ويعدُّ قصائدَ
تحكى عن هجرٍ
 وخياناتٍ تترَى

 

81

نام الكلبُ
وحضنَ جهازاً للتسجيلِ
ليصدحَ فيهِ نبا حٌ صلبٌ
ويخيفَ لصوصاً
فى الليلِ
 ويُطمئنَ أصحابَ البيتِ

 

82

وحديثكَ
كالتدخينِ
فلا اولهُ
بسم الله
ولا آخره
 الحمدُ

 

83

رجلٌ كالبنِّ الفاتحِ
وامرأةٌ كاللبنِ الناصعِ
كحنينِ السُكَّر
ذابا
وامتزجا
دونَ فناجينَ
و
دونَ ملاعقَ تُذكَر
لاتسأل
إن تسألْ
 تخسر

 

84

وجالساً
على صخور نهرهِ الحزينْ
يراقبُ الأسماك
حينما تطلُّ
من خبائها...وتختفى
يودُّ لو يقول  يا أسماكُ
حاذرى
من شهوةِ الصنارة   اللعوبِ 

سالَ من حديدها اللعابُ
تزدهى
بصيدِ ها

 الثمينَ

مسكين!!

 

85
لم يصمت
لكن  الحنجرة اهترأت
بليت
من شدة ما صرخَ
 طويلا

 

86

جروحهُ
تسننتْ
وكلما لامسها
بإصبعٍ
سرى صوتٌ
كأنما تئنُّ أفرعٌ
 يقطعها المنشار

 

87
وكلما عانقها
يسَّاقطُ الثمر
 كأنها نخيلةٌ

تهزها
يدانِ
قُدسيتا الأصابع


88

كانَ صغيراً
كانت عيناهُ
بلونِ الليل الحالم
وكانَ الشَّعرُ حريريا
كانت سيدةُ حبلى
تتملاه كثيرا
فى لحظاتِ الوحمِ
وتمضى
 للحلم اليومىِّ!!!!

 

89

ياهذا الظالمُ
أن تفقأْ عينىَّ
سأبصرُ ظلمكَ
 بعماىْ

 

90

سقطَ الكأسُ من يدها
مثل قلبْ تهشمَ
 من فعلِ خائنةٍ

قبكيتُ
فقالتْ أتبكى على
كأسِ ماءٍ رخيصُ
فقلتُ نعمْ
إن آثارَ كفَّكِ
ماثلةٌ فوقَ جبهتهِ
وندى شفتيكِ
يحمحمُ
 فى شفتيهِ

فى شفتيهِ

 

94
قالت لى

صوِّرنى
سيلفى
قلت لها
قولى لفؤادكِ
 سَلْ فى

منْ يهواكَ
وسلِّفْنى
بعضاً
من بعضِ حنانِكَ
سلِّفنى
قالتْ
ألغيتُ التصويرَ
فَشُفْنى
بعيونِ وصالكَ
تعرفْنى
صِفنى
 فى اقربْ نَصٍّ

وأضِفنى
لضفافك
 طُفْ بى...،

قلتُ عيونك بحرُ

أغرقنى
ومحا سفنى
وشفاهك تدعونى
 ذُقْنى

قالتْ

فاقبلْ دعوتها
 خلِّصنى....بسنى

واستخلصْ شهدى.

فى رقة جَزْرى
وضراوة مَدِّى
لن تندمَ
صدّقنى
واشهد بالحق
ولاتكذبْ
قلت لها الخوفُ
يكبلنى
والعرقُ يبللُنى
فانا لا اعرفُ رأسى
من ذِقنى
لااعرف
موضعَ   عينىَ

 من موضع أنفى

قالتْ
صورنى

سيلفى

 

95

على تذاكرِ العلاجِ

يكتب الطبيبُ
لى اسمها
لعلها
تكون سبباً
فى سرعة الشفااءِ
قالَ صيدلىُّ ماهرٌ
ماجاءنىِ
 من قبلُ هذا النوعُ

ربما تراه واقفا فى شرفةٍ

يشاكسُ النسيمَ عابثاً
أو ماطراً
من غيمةٍ
أو ماشياً
كمثلِ ريمٍ ساحرٍ
يوزِّع  أبتسامَهُ الثرثارَ
ينثرُ العبيرَ للأزهارِ
يمنحُ الظلالَ للأشجار
عندما
تغيبُ شمسُ الكون
عنْ شوارع  السما
 فقلتُ رُبَما!!

....................
...........................

ياسيِّدى الطبيبَ
 دلَّنى...،

فإنِّنى مريضٌ
هدَّنىِ السعالُ
 والسؤالُ

والقريضُ
ناقصٌ فى وزنهِ المعتادِ
 والمجازُ،لايقول مايقال

والمقالُ
عاجزٌ
عن وصفِها..
وكلٌّ كائناتٌ الكونِ
واقفاتٌ
تزدهى
فى صفِّها
وضدَّ رغبتى
ولوعتى
فهب لقلبىَ المسكينِ
والمسكونِ بالأوجاعِ
 بلسما

فقالَ

أينما
تولِّ حلمكَ الغريرَ
 ثمَّ طيفها

يا أيها الذى ...
 يا أيُّها

 

96

لم أتزوجْ سلوى

لكِنْ...أنجبنا

عشرَ قصائِدَ

وكتاباً
ذَكَرًاً
 وُلِدَ طبيعيا

 

97

فارغٌ
مثل سرب من الغيمِ
يمضى بلامطرٍ
وحزينٌ
كقبَّرةٍ
خطفوا فرخَها
ورقيقٌ
كدمعٍ يسيلُ على وردِ خدٍ أسيلٍ....
كريمٌ كياقوتةٍ
وجميلٌ كنرجسةٍ
أرسلتْ فى بريد  النسيمِ
سلاماًلسيدها الأقحوانِ
ومستمسكٌ بوصايا الحنينِ..

كقلبٍ عتىِّ الغرامِ
صدوقٌ أمينٌ
كهدهدةٍ وقفتْ عندباب سليمانَ
تنقلُ أخبارَ بلقيسَِ
خائفةً ترتعشْ
وهشٌّ كقشْ
ويجمعُ كل الصفاتِ النفيةِ يحصدُ
كل الصفاتِ الغبيةِ
مثل الذى لقبوهُ بسلطانِ سلطنةِ السيسبانِ الهزيلِ
وأسموه
 عزتْذ

 

98

البئرٌ
المهجورٌ
الآسنُ
يبكى فى القيظِ
وحيداً
يسترقُ السمعَ
لخُطْواتِ المارَّةِ
علَّ الأخوةَ يلُقونَ أخا عذباً
فيفيض به الماءالماءُ

 

99

سأصلِّى....بوضوئكِ
 

100

لاخلخالَ بساقِ عذوبتها

لاذهبَ يصلصلُ
فلمَ الضجةُ والجلجلة الكبرى
حين تسيرُ

 


101

وإذا عطشَ استدعاها، فى الوهمِ
فتسقيه حليبا
من نهر هواها
وإذا مات من الوجدِ
بـَـكَاها


102
لولا الدمعةُ
ماخُلِقَ المنديل


103

 سمرا
تُغلقُ طرقَ الوصلِ
وتوصدُ..أبوابَ هواتفها
منذ ثلاثة أيامٍ
ماعزفت كل رباباتِ الليلِ
مواويلَ صبابتها
ما غرَّدفى الفجر البلبلُ
ماباح وما صاحَ
وما اجتاح القلبَ
ومافاحَ نسيمٌ
بقرنفلِ ضِحْكَتِها..
وأنا
أغلقتُ كتابَ الشعرِ
ولن أكتب شعرا
فى عقرِ جحيمى
إلَّا
إنْ
عادتْ
كالعيدِ الغائبِ
سمرا

 

104

لا

لا تقولى الآن شيئا
واكتفى
بتذوِّقِ الأعنابِ
فى كوبِ الزجاجِ
ويكتفى
هذا العصيرُ
بنكهةِ الكرزِ الشهىِّ
على شفاهكِ
أكتفى
أنا باشتعالِ
قصيدةٍ
عن هذهِ البنتِ التى
وشمَ العصيرُ
شفاهَها
بتمائمِ العنبِ الأنيقِ
فتنتهى
فى ذاتِ عصرٍ
وارفٍ
مُسْتفْعِلُنْ
مُتَفَاعِلُنْ

 

105
إن أخرسْ
لن أنطق
غير
اسمكِ
وكذلك
إن صرتُ
أصمَّ فلنْ أسمعَ
غيرَه


106

خَرَّبتِ
علىَّ
حياتىَ
 بجمالكْ

 

107

آيس كريم

ورأيتهُ
يهفو طويلاً
كى يلامسَ
ثغرَها
ولسانَها
ويسيلُ شوقاً
عارماٌ
ويصيرُ
ماءً
دافقاً
وملوَّناً
فى كأسِذ

أترى تحنُّ لبؤسهِ

 

108
فى أول القصيده
شكوت من غرامها
ومن جوى خصامها
ومن نيران بأسها
ومن حديد فأسها
لمّا هوَت على شجيرتى
وقلّمتْ غصونىَ التى...
 وهذّبَتْ فروعى

فاستسلمتْ..لما رأت دموعى
 واشفَقَتْ...على سنين جُوعى

وحينما باغتُّها
 بقبلة فريده

كُنَّا
وصلنا
آخر القصيده

 

109

غجرية

كانَ صوتُ خلاخيلها

يوقظُ الليلَ...........،
 حينَ انتبهتُ لهُ

لم أجدْ
غيرَ رجعِ الصدى
 فى المدى...،

والخلاخيلُ
منثورةٌ
 فى الخيـــــــــــــــــــــــــالْ

 

110

زفيرها...
 ....................شهيقى

 

111

تحية العَلَم

(من ذكريات أبى العِزِّ فى المدرسة الثانوية)


فى طابور المدرسةِ المُشتركةِ
كانت زينبُ تبسمُ فى الناحيةِ الأخرى
وانا المسكينُ الواقفُ
والمتأهبُ
 لتحيةِ ....

ألمى

 

112

أسباب زينب
 ----

أخترعُ لها أسبابا
وتجىء طيورٌ
تخطفُ أسبابى
وتطيرُ
وأبقى دون ذرائعَ
أو سببٍ
يعصمنى منها
ويحينُ عقابى
!!!!


113
 أستميحكِ عِطرَاً

 

114
حينَ أقول أحبكِ
تبكى النجماتُ
ويمسكن بثوب القمر العاشقِ
ويقلن
تعلَّم  ياوغد
و قلْ ماقال الشاعر لحبيبته
 فى الأرضْ!!!

 

115

حين اصطدمتْ
رأسُ البنتِ الزينبِ
عفوا
فى الحائطِ
قلتُ أنا آهِ
وانسكبَ الدَّمُّ غزيرا
 من رأسى

 

116

يسرِفُ فى الحزنِ
كأنَّ الله الخالقَ
 لم يخلقْ مظلوماً غيرَه

 

117

نسيتنَى
كأننى ماكنتُ يوما قصةً
ولا قصيده
كأننى
مسافرٌ ...ودونما مراكبٍ
أو زورقٍٍ
ولن أعودَ إلا جثةً
وحيده!!
نسيتنَى
فخذ براحَك الكبيرَ
ته كما تشاء

أسْكِن العشاقَ قلبكَ الوسيعَ
قل لكل واحدٍ ما يشتهيه
كُن له مرامَه
ربيعَهُ. وعيدَه
ثم استمع لعزف نايهم
وزقزقاتِ طيرهم
وارقص على طبول غنوةٍ جديده
لكنهم سيتركون كل شىء
يرحلون عنكَ
 عندما تصير

محضَ جيفةٍ
يعافها المساءُ
 بعضَ ذكرياتٍ

مُرةٍ
بليده
....................
لكننى
إذا أتيتَ لى
مسوراً
بحزنكَ المبينِ، طافحا باليأسِ والرجاءِ
مطلقا
دموعك الفريده
فلن أكون غيرَ
ماعرفتنى
بهِ
أيامَ كنتَ لى
وكنتُ
طيباً
مطرزا بالوردِ مشرقا بودِّه ووعدهِ
يلفه السماحُ
 والجمال

والمبادىءُ
الفريده

 

118

الطريقُ

يُنكرُ الحذاءَ

بينما يهشُّ

للأقدامِ الحافية

 

119

كلما حدَّثتْه فتاةُ الحقولِ

دقائقَ

زادَ اتساعُ الحقولِ

وفاضَتْ

بأقماحها

يشبعُ الجائعونَ

وتهمى العصافيرِ

تشربُ

من سلسبيلِ الغديرِ

وإن صمتتْ لحظةً

سوف تمضى العصافيرُ

نحو الجفافِ

ويبقى وحيداً

كناىٍ

يغردُ

يغرقُ فى التيهِ

منتظراً

أن تعيدَ الكلامَ

ويهمسُ

أستاذةَ الماءِ

سلطانةَ السهلِ

والبقلِ

والحنطةِ الجبليةِ

جفَّت حلوقُ  الزرازيرِ

فانسكبى جرة

من مياهِ الأغانى

جُوالاً من الخبزِ والكعك

بعضاً من العسلِ الساحلىِّ

أنا جائعٌ

منذُ   حولينِ، عطشان

مدى الغديرِ

إلى حيثُ أجلسُ

رُحماكِ

رُحْماكِ

رُحْ......

 

120

قالوا لها

قالوا لها

يغيبُ كلَّ عامٍ

نصفَ عامٍ أو يزيد

قالت جميلٌ

قد  رضيتُ

بالغيابِ

والمزيدِ والمزيدْ

قالوا  : يظلُّ شاخصاً

وواقفا

تصدُّه  الأوطانُ

كى تردَّهُ

قالت لهم

مابين صدِّهِ

وردِّه

يجيئنا كالعيدِ

كابتسامةِ الفرَح

قالوا تكسرَّت ألوانُهُ

واختلطتْ

فى الليلِ

مثلما القوس  القُزَح

قالت  يظلُّ أبيضَ الفؤادِ

ناصعاً

أظلُّ فى انتظارهِ

لو ضاعت الألوانُ

لو تكسَّرتْ

تبعثرتْ

على أبوابِ دربنا

قالوا لها، قالت لهم

وظلَّ  مرسوما

على جبينها

علامةً، ورايةً وشارة ماهزهُ البُعادُ،

ماتقطعت أوصاله فى فورة الغياب

ما

وما..وما

 

121

عصفورٌ

يمرحُ فى الملكوتِ

يحطُّ على شجرٍ للحورِ

ويملأُ كل الليلِ

شجنْ

عصفورٌ

منذورٌ  للحزنِ

ولايملكُ فى الحلم

وطنْ

عصفورٌ

أسموهُ الملتاع

يُسمى أحيانا

قلبى!!

 

122

يتمنى

لو يعرف موعدَ نومَ حبيبتِهِ

لينامَ

ويلقاها

فى  الحلمِ

 

123

حينَ استمعَ

إلى صوتِ عذوبتها

عطَّل  فيهِ

حواسَّا أربعَ

بجداره

 

124

حينَ ينامُ

سيوصدُ إذنيهِ

بشمع

حتى لايسمع

صوتَ بكاءِ الأحلام

 

125

واتصلَ بها فى الحلمِ

فردَّ الهاتفُ

من تطلبهُ

مشغولٌ

فى أحلامٍ أخرى!!

حاولْ بعدَ كثيرٍ

 

126

ورأفةً بحالها

قررتُ ألاَّ أستجيبَ

للوساوسِ التى تقول لى

بأنها تحبُّنى

وأننى...

ورأفةً بهذه القصيدة

وأدتها فى مهدها

لأبدأَ الجديده!!!

 

127

رسامٌ

يطلقُ سربَ جيادٍ

فى الرملِ

ويتركها  تأكلُ

من عشبٍ جفَّ

وتشربُ من ماءٍ

يتقاطرُ

فى

أقصى اللوحة!!!

 

128

علبةُ تبغٍ

تبحث عن رجلٍ

عاهدها

أن سوفَ يعودُ

ويؤنسها

بالتدخينِ المتواصلِ....،

علبة تبغٍ

مهملةٍ

تقعى باكيةً

فى حجرة سيدةٍ

ماتت!!!

 

129

مانظَّفَ إذنينِ

من الصمغِ

ليحتفظَ بصوتِ

قال لهُ

منذُ ثلاثةِ أعوامٍ

واللهِ أحبُّكْ

 

130

سأهوى
وأجثو
على نبعِ
كفيكِ
سربَ يمامٍ
و
أشربُ
حتى يغنى اليمامُ..

الحمامُ
العصافيرُ
 يهمى الكلامُ الفريدُ

ويأتى البريدُ
إلى عاشقٍ مستهامٍ
ترقَّبَ ركبَ الرسائل
صاخبةً
بالذى قد يريدُ
ومالايريد
فيقرأها بالوريدِ
وينقشها فوقَ هذا الجبينِ
وهذى اليمينِ
وهذى الشمالِ
فيحكى الذى لايقالُ
سأهوىِ
واهوىِ
إلى أنْ ترقِّى
فشُقّى
عصا الحزنِ
دُقىّ على بابِ روحىِ
 فأىُّ يقينٍ يدلُّ عليكِ

وأى رياح
وأى صباحٍ
سيحملُ عطرَ القميصِ
 الذى سوف يُلقى

على عين قلبى
فيبصرُ...

 

131

أىُّ ندى سوف يرشحُ
من بين هذى الأصابعِ
فى مرجِ كفيكِ
ترجعُ هذا الحزينَ المبينَ

كما كان

قولى...
 وشكراً

 

132

فى قاموسكِ
كل الكلمات لها معنى
إلاكِ
 فمعناكِ هنا

فى تسعةِ اجزاءٍ
من مختارِ صِحَا حى

 

133

سواد عينها
استولى على وريقتىِ البيضاءِ
لا مكانَ
كيف اكتُب 
القصيدةَ التى.....
يا حسرتى

 

134

وهمْ يطاردوننى
من غارةٍ
لجارةٍ
 من حارةٍ لحىْ

أحسستُ اننى الأبىُّ
والقوىّْ
 فقلتُ وىّْ

وازددتُ إصراراً
أصبحتُ غالياٍ

عَلىّ

 

135

وهمْ يطاردونني
من غارةٍ
لجارةٍ
 من حارةٍ لحىْ

 

136

أسمتنى امى
عزت
ليس من العزةِ
حاشا للهِ
ولكن ..حينَ انزلق أبى للخمسين
ووصَلَت أمى فى التوِّ
لما قبل سنين اليأس
وعزَّ الانجابُ
وعايرها الاصحاب
 الاحباب

فجئتُ

سخيا
وعزيزا
كالماء الدافق فى بئرٍ مهجورٍ

أسمتني..

 

137

يا دمعتى..

يا بيتىَ الأخير

 

138

النظرةُ بالنظرةِ
والبسمةُ بالبسمةِ
والبادئ أحلى

....

 

139

خففْ من عشقكَ
وفِّر دقَّاتِ فؤادكَ
للأيَّامِ السودْ

 حاولْ بعدَ كثيرٍ

 

140

رسامٌ
يطلقُ سربَ جيادٍ
فى الرملِ
ويتركها تأكلُ
من عشبٍ جفَّ
وتشربُ من ماءٍ
يتقاطرُ
فى
أقصى اللوحة

 

130

عصفورٌ
 يتخلَّى

عن ذهبِ القفصِ
ويصطنعُ
سماواتٍ أخرى
 ويجوبُ الكونَ

 

131

منذ قليلٍ
 أنهيتُ العقدَ .....
وقلبىِ معروضٌ للإيجار
لأربعِ سنواتٍ أخرى
لا دخلَ لنا
بسماسرةِ العشاقِ
 تعاقدنا شخصىٌّ

وهواتفنا مغلقة

 

132

أربع ساعاتٍ
 وبمفردنا

لكنَّ الشيطانَ الطيبَ
ثالثنا
ماجاءَ إلى  الآن

 

133

قلت لمبدعةٍ
سأكون روايتَكِ الأولى
 فدعى قلبكِ يكتُبنى

وانا بين يديكِ
فقالت باسم اللهِ
بدأنا الفصل الأولَ

 

134

تركَتنىِ لسواىْ
وسواىَ سيجعلها
بأفاعيِلِ هواهِ المقلوبةِ
ترجع كحذاءٍ لىِ
ساعتها
سأقول لها
لانقبل احذيةً تالفةً ثقبوها

 يابنت الإسكافى

 

135

ا ....،........

وحينما يراكِ
تعبرين
تنفجرُ الذكرى
ويغرقُ البلادَ والعبادَ
ألفُ سيلٍ
جارفٍ ووارفٍ
من الحنينِ
أرجوكِ عانقيه بارتعاشةٍ من العيونِ
عندما ترينه مكبلاً بالوجدِ
واقفاً
على مسافةٍ
قصيرةٍ
من الجنونْ
قولى صباح الخيرِ
ياالذى
قد كنتَ مُغرماً بنا
وكنتَ صبَّنا الحزينَ
فى انتفاضةِ العمر الجميلِ
قبل فورةِ العشرينَ
باثنتينِ

من ضراوةِ السنين

 

136

قالت لهُ
أ ريدُ ورداً
ياحبيبى
مثل سائر النساءِوالصبايا
لكنّ زوجها الفقيرَ
شدَّها من حلمها
 ولطمَ الخدينِ

فى شراسةٍ
فاسترسلتفى الدمعِ
أينعت على خدودها.
خمسون وردة
 وورده

 

137

قال الصياد

النورس يخطف أسماكا.

من بحر أبى
..ما جدوى صناراتى
وِشباكى

 

138

قلبى مصنوعٌ من بللورٍ هشٍّ
وعيونكِ أحجارٌ مسنوناتٌ  ..وحصى

 

139
خطأٌ
فى دورانِ الكونِ
يُعَطِّلُ شمساً
عن إشعالِ حرارتها
فى عُقْرِ ظهيرتها
بيْنا
كانت فأسُ الفلاح الطيبِ
والفرحان  بفيضِ ظلالٍ ونسيمٍ
تقفزُ من بينِ يديهِ
تجوبُ الحقلَ
تخلِّصهُ
من أرتالِ حشائشَ
هامتْ
وتمادتْ
فى الغِىِّ
وكأنَّ الكهربةَ
اتصلتْ بعصا الفأسِ
ولم يسطعْ فلاحٌ
من فرْطِ الغِبْظةِ
أن يلحقَ
ويلاحقَ
سُرعتها

 

140

مَلَكٌ
يهبطُ
من علياءِ سماوا تٍ
ليقبَّلَ طفلاً
مبتورَ القدمينِ
سيدخلَ بعد قليلٍ
بدءَ مسابقةٍ
للجرى

 

141

أربعةُ مقاعدَ
فارغةٍ
تنتظرُضيوفاً
والمائدة ابتلتْ بِشرابِ المشمشِ
وبشا ىٍ يبردُ

وبحلوى
داهمها النملُ

وحام  على أطرافِ مباهجها
نحلٌ

وذبابٌ طوّافْ

 

142

فى بلدٍ عربىٍّ

قالت لى السيدةُ
تمهلْ
فشربتُ الشاىَ على مَهَلٍ

واستمتعتُ بنكهَتِهِ المختلفةِ
عن شاىِ بلادى الأثقلِ
من ليلِ العشَّاقِ البررةِ
والسيدةُ
اُ تواصلُ
فى غزلِ الأحلامِ
على نوْلِ الأهدابِ

 

143

المترو
يزأرُ
بزحامِ الركاب
شريط الشيخ الرسمى
وعرق الكادح
وفتاةٌ
فى عرباتِ النسوةِ
تنظرُ عبر زجاجِ الحدِّ الفاصلِ
لفتى غضّ

مأهولٍ للحزنِ
وينتظرُ وقوفَ العرباتِ الأولى
فى ميدا ن التحرير

 

144

فى الحديقة
أنا فى انتظاركما
أيها القادمانِ
من الخوف والحزن
كى تجلسا ساعتينِ
على خشب الروحِ
تسترجعان معا
ماتعسر من حُلُمٍ وارفٍ
ماتيسَّر من أمَلٍ جارفٍ
فى الهزيعِ الأخيرِ
من الوجدِ
فى ليلةٍ

شاحِبَه

..................
.................

قالت الدكةُ المُتْعَبَه!!!!!!!!

 

145

كى تكتبَ شعراً
تحتاجُ إلى أوراقٍ
.
وألَمْ

 

146

وعيونكِ
إن أبصَرَتْ النهرَ
استدعتْ صحراءً
قاحلةً
كى تشربَ بعض غزالاتِ
شردتْ

وتبللَ ريقَ نُخَيْلاتٍ

جفت
وتواصلُ
فى استدعاء الليل
لينهلَ من أقمارِ حلاوتِها
ونجوم طلاوتِها
ايتُها المسكونةُ بالبرقِ
ويا..أيتُها
يتُها

 

147

تفتيش فى مطار
وحينَ مررتُ
على حاجزِ الكشفِ
رنَّ الجهازُ
وأطلقً إنذارَهُ،
فخلعتُ حذائىَ
أفرغتُ كلَّ جيوبىَ
ممَّا بِها
من حصىَ
ومعادنَ
منْ صورٍ لحفيدٍ
ولكنَّ هذا العجيبَ
استشاطاً صراخاً
وذعراً
فقالتْ موظَّفةً
فى المطارِ
بصوتٍ كوسوسةِ العطرِ
مالكَ
قلتُ نسيتُ...
لأنّ فتاةَ قديماً
بمدرسةِ الثانويةِ
قد أطلَقتْ
من عيونِ المَها
طلقةً
كالرصاصِ العتىِّ
استقرت
على كَتفٍ
للفؤادِ
ونامت
وظلَّتْ
ولمَّا تزل
هاهنا
فدعينى أمرُّ
فلا خوفَ مِنّى
فقالتْ
دعوهُ
وراحتْ
تُسرِّبُ أدمعها
للنسيمِ الصناعىِّ

ينساب من رئة  للمكيف

 

148

اعلان مدفوعُ الأجر

مطلوبٌ
وبأقصى السرعاتِ
امرأةٌ

تلهمنى الأشعارَ
الأفكارَ المجنونةَ
والصورَ المعكوسةَ
والبكرَ
تطبْطِبُ
فى الليلِ على قلبى المُتعبِ
ليس  بطابعهِا الغيرةُ
والنرفذةُ ..الحِدة
طيبةٌ وصبورٌ وحنونٌ
لا يشترطُ اللونُ ، العمرُ، الطول، ال
والمقدرةُ على فكِ الألغازِ
الأشياءِ المُبهمةِ..بأفعالى

وتحبُ حليماً
ونجاةً
صباحْ...فخرى

وتقدسُ شربَ الشا ى
ولا تهوى القهوه

 

149

وعيونكِ
إن أبصَرَتْ النهرَ
استدعتْ صحراءً
قاحلةً
كى تشربَ بعض غزالاتِ
شردتْ

وتبللَ ريقَ نُخَيْلاتٍ

جفت
وتواصلُ
فى استدعاء الليل
لينهلَ من أقمارِ حلاوتِها
ونجوم طلاوتِها
ايتُها المسكونةُ بالبرقِ
ويا..أيتُها
يتُها

 

150

وقلت لها سأحدثكِ الآنَ
من فضلِ قلبِكِ
عن نقطتينِ اثنتينِ
فَحَطَّت

على سطر كراستى
نقطةً
أعقبَتْها بأخرى

.ْ
وقالت
تحدَّثْ

وها أنذا مصغيه

 

151

حدث الورد قال

وللوردِ حرفـتـهُ
فى ابتكارِ الأريجِ
وصُنْعِ الخرافةِ
لمَّا يَشُمُّ الفتى
فى المساءِ
عبيراً لهُ
ويقارِنُهُ
بارتجاف  الحبيبةِ
حين ترشُّ على شارعٍ

-سوفَ تمشى بأندائهِ-
عطَرَها البابلىَّ
كأنَّ يداَ من نبيذٍ
هوتْ فوقَ خدِّ الترابِ
فيسكرُ
من وهجهِ السائرونَ الحيارى،
البناتُ الفقيراتِ،
والسيداتُ العجولاتِ،
والباعةُ الجائلونَ،
وأبناءُ حزنِ السبيلِ..

 
وللوردِ حكمتهُ المُصطفاةُ
وحنكتُهُ
حينَ قالَ
- تعالتْ أحاديثُهُ
فى الحدائقِ-
إنَّ الفضاءَ

(الذى يسرحُ الغيمُ فيهِ
بلا رادعٍ أو رقيبٍ
وتزعجُهُ الطائراتُ الغبيةُُ
والنسرُ و الصقرُ)
مِلكٌ لهذى الشجيراتِ
حينَ تطولُ..تطلُّ
تطاولُ مالا يُطالُ
وإرثٌ
لسرْوٍ جميلٍ
يتيهُ اختيالاً
ويزعمُ مستمسكاٌ بمزاعمهِ
فى الظهيرةِ
أنَّ الفراغَ لهُ
والنخيلَ شقيقٌ لهُ فى الرضاعةِ
أعمدةَ البرقِ أطفالهُ
والحمام  المسافرَ خلٌّ يسامرهُ
حين ينقلُ فى الليلِ مكتوبَ عاشقةٍ
للحبيبِ المراوغِ فى عشقهِ
والمدى..
ولذا ابتعدوا عن فضاءاتنا
ودعوا مالنا أيها العابرون
لنا...
واتركوا مابدا

..!!

 

152

موضوع تعبير ....نزهة برية

قمنا بنزهةٍ
شربت  الشاىَ معها
شددتها
من شَعرها المضفورِ
ثمَّ

فاجأتنى صفعة
على فؤادىَ المسحورِ
عندما همى..فهلْ
(ضحكنا... ضحك طفلين)
و عدنا
مرةً أخرى
أنا
إلى سريرىَ المهجورِ
هَرْوَلَتْ
للصفحة الخمسينِ
من ديوانىَ الأخيرِ
دَخلَتْ
تمددتْ
مابينَ جلدةٍ
وجلدةٍ
ونامت

:::
مساء الخير يا
أيتها القصيده

 

153

خزانة

قلبى
خزانةُ الحنين

صندوق الأسى....

 

154

حسد

حسدتُ
من لهُ ذراعٌ واحده
ملوِّحاً لجارةٍ
تداعبُ الطيورَ فى أقفاصِ حُلمها
أنا الذى بلا ذراعينِ
بلا
جار اتْ....

 

155

أسفل النموذج

 

قراءة

ألقت بكتابىَ
فى البحرِ
ومسَحَتْ
بقصائدىَ البكرِ
زجاجَ المائدةِ
وَقَرَأَتْ
فنجانى

 

156

حصوات

كحصوةٍ
فى الكُلْيَةِ اليمينِ
صار حُبُّها
يؤرقُ المضاجعَ التى
ماهدأتْ
وعنما تغيبُ ساعةٍ
يصيرُ حصوتينِ
فى الشمالِ
أربعاً
فى
رئتى

 

157

مَلَك

مَلَكٌ
يهبطُ
من علياءِ سماواتٍ سبعٍ

ليقبِّلَ طفلاً
مبتورَ الأقدامِ
سيدخلُ بعدَ قليلٍ
مضمارَ مباراة
للجرى

 

158

تدليس

كانت كفُ الفلاح  الطيبِ
تحصدُ
اعوادَ القمحِ
وكانت أم الفلاح تنظفُ بالماءَ رحاها الحجرية
كى تطحنَ بعد قليلٍ حنطتها...
كانت زوجتهُ المسكينة
تشعلُ فى الظهرِ الفرنَ..لتخبزَ
كانَ الأطفال الجوعى
ينتظرونَ
مرورَ ابنِ الخطابِ
ليحمل سمنا ودقيقاً
بدلاً
من تدليس الجدةِ
والأبوين الكذابين

 

159

النمرود
أنا بعوضةٌ
كما تقولُ
أو أقل  من بعوضةٍ
لكننى
يأيها العظيمُ
ياذا الهولِ
إن دَخَلتُ أنفكَ الذى

فسوفَ أبدأ الطنيـــــــــــــــــــــــــــــــــنَ مُرعباً و مُقلقاً
حتى يجىء كلُّ من فى القصرِ
يضربونَ وجهكَ الكريمَ بالنعالِ
ورغم سيلَ الضربِ ياسليلَ الجاهِ يا أسطورةَ الرجالِ.،
لنْ أكفَّ لن (أبالى)

 

160

حوارية السيدة أ ..م

قالت
إنْ تَرَنى
ستحبُ خيالىَ
وظلالىَ

وهديلَ عبيرىَ
وزهور أراكى
وملامح  صوتىِ
وصداه الآتى
فأجاب الياكى
ومتى سأراكِ؟
ومتى
قالت
سترانى
حين تعانى
وَ تحبُّ عبيرىَ
وهديلى
وصدى صوتى
وصهيل خيولى....
..
وسهولى
وتلالى
وخيالى...
وظلالى

وورودى
وسواكى
وإلى
آخرهِ....

.................
الأراك.. شجر له زهور جميلة تستخدم اغصانه و فروعة فى صنع السواك ومعاجين الأسنان

 

161

تسكع

تسكعتُ فى شارعِ الذكرياتِ
بلا هدفٍ
واضحٍ أو سببْ
لعلى ارى زينباً
كالقطيفةِ
مغسولةً بالندى
ومدججة  بعبيرِ الأنوثةِ

فى زيها المدرسىِّ

الملون
بالأزرق الساحلى
يهدهدها النهوند

وتمشى
على وزن تفعيلة
للخبب
وتمرق كالحلم
مثل الشهاب

فتطلمنى بالهجيرِ..المبيد

وتحرقنى بالتقاء العيون
وتقتلنى باهتزاز العناقيد
فى داليات العنب
وليس بمقدور قلبى الملام
وليس به قدرة

للعتب

تبَّ قلبى وتب

 

162

حمداً للهِ
استخرجتُ ثلاثَ شهاداتٍ
لمُعافاتىِ
من
حُبِّكْ
لكنِّى
مازلتُ أحبك- والمصحفِ-

 

163

عناق
أنا ماعانقتكِ
يا..
لكنَّ القلبَ اعتنقكْ

(متفقون عليهِ)

 

164

من ذكريات الحب الأول
....

منذُ لقيتكِ
فى الخامسةِ حنيناً
فى عصرِ الجمعةِ
فى كافتريا الجامعةِ
المكتظةِ
بالعشاقِ الطلبةِ

صارتْ كلُ الأيامِ بقلبىَ
جمعات

صارتْ كلُّ الساعاتِ

تشيرُ
إلى الخامسةِ
ولا وقتَ سواها

 

165

حلم

حلمتُ
بأنى تزوجتُ من زوجتىِ
وانجبتُ خمساً
وأحفادنا ولدانِ
وبنتٌ
ترى
ماالذى يحدث الآنَ

لافرق بينَ الذى فى حياتىِ وحلمى

تُرانى
فقدت الخيال

تُرانى
فقدتُ اشتعالىِ. وماذا
جرى
لىَ

يا رفقة العمر

يا كلَّ

مالىِ

 

166

مفتاح

تفتحُ قلبى
وكما تفتحُ فى الصبحِ
كتاباً
وتطالعهُ
سطراً..سطرا
حتى تنهيهِ
فتتركهُ
ليهشَّ عليه ذبابٌ
أو تودعهُ
فى عقرِ خزانتها
للخوفِ وللظلماتِ

 

167

دموع تطل

 

وكلما عانَقْتُها
تطلَّ من عيونناِ الدموعُ
كى ترى
دقيقتينِ
ماالذى جرى

 

. 168

وحدة

وطنٌ
يتسعُ لكلِ الكونِ
ويسكنهُ
رجلٌ واحدْ

 

169

أنفاس

أنفاسكِ
مشْبَعَةٌ
بالنعناعِ
وأنفاسى
مُشْبَعَةٌ
بكْ

 

170

تحرش

أتحرشُ بِحَنينى

 

171

حنين

طِنَّانِ من اللهفةِ
سبعةُ أطنانٍ
من وَلَع
وحنينٍ
طاغٍ
لكِ
عندى
فاتَّئدى
مُدِّى
أحلامكِ
من أول خصلةِ شعرٍ
فى رأسكِ
حتى
كاحلكِ
الوردى
فاعتدِّى بى
وامتدِّى

 

172

حصان

قلتُ لزوجىَ
ثمَّ حصانٌ أشهبُ
ينظرُ لى من قعرِ الفنجانِ
ويستصرخنى كى أركب
قالت هل مسَّكَ جنٌّىٌّ
هل؟
لمْ أمسحْ دمعتها
أسرجتُ حصان الفنجانِ
خطفتُ امرأتى
طرنا نحوَ بساتينِ الحلمِ
قُبيلَ قدوم الطوفانِ

وغادرْنا الكوكبْ

 

173

خطأٌ طبيعى

خطأٌ
فى دورانِ الكونِ
يُعَطِّلُ شمساً
عن إشعالِ حرارتها
فى عُقْرِ ظهيرتها
بيْنا
كانت فأسُ الفلاح الطيبِ
والفرحان  بفيضِ ظلالٍ ونسيمٍ
تقفزُ من بينِ يديهِ
تجوبُ الحقلَ
تخلِّصهُ
من أرتالِ حشائشَ
هامتْ
وتمادتْ
فى الغِىِّ
وكأنَّ الكهربةَ
اتصلتْ بعصا الفأسِ
ولم يسطعْ فلاحٌ
من فرْطِ الغِبْظةِ
أن يلحقَ
ويلاحقَ
سُرعتها

 

174

بللور

قلبى
مصنوعٌ
من بللورٍ
هَشٍّ
وعيونكِ
أحجارٌ مسنوناتٌ
وحصى

 

175

مائدة ومقعد

أقدام المقعد

تحتك بأقدام المائدة العذبة

والمائدة الخجلى

تصطك من الخوف

وتستدعي

بوليس الأخشاب.

 

176

سيدتي الشمس

أنا زهرة دوار الشمس

إن غبتِ أمت

 

177

خصام
سترفضُ أنتَ
وترفضُ حسناؤكَ السوسنيةُ
فى صلفٍ
وغرورٍ كريمٍ
فكنْ أنتَ.من ينحنى للعذابِ

وكن أنت
من يبتدىِ
بالعتابْ!

 

28

حينما

وحينما
تشدنى القصيدة التى
أكتبها
أبكى
مابينَ جملةٍ
وجملةٍ
وأستحى
من رقةِ الفواصل، النقاطِ
أحتسى
كوباً من الندى المنسابِ
فوق وجهِ هذهِ الوريقةِ البيضاءِ
مثل وجهِ بنتٍ
تنشر الغسيلَ
عند شرفةٍ
على حبال ليلها  

 

178

أحبها

أحبها
كما أحبُّ صورةً
تماوجت
على سكونِ ماءٍ طيبٍ

فى ذاتِ نيلٍ
مفعمٍ
بحمرةٍالأصيلِ
ربما


179

إسراف

أسرفنا فى الحبِّ
إلى حدِّ الإفلاسِ
ولا مصرفَ
يُقرضنا
قرضاً حسناً
أوغيرَ حسنْ
فانتبهوا
يا أصحابِ الألبابِ
وسدُّوا الأبوابَ
اجتنبوا
شرَّ ظنونٍ
وشرورَ فتن

 

180

رائحة

رائحتكِ تعبقُ فى أنفاسى
أنفاسى
باحتْ ووشتْ
بروائحكِ الجمَّةِ


181

سرادق

سأشيِّعُ قلبى
بعد صلاةِ تراويحِ الروحِ
أقيم عزاءً
فى خيمة
قلبكْ

 

182

شياه

من كثرةِ
ماصادفتُ شياهاً
ناضجةً
تختالُ بفتنتها
فكرتُ
بأنْ
أصبحَ
ذئبا !!!!!

 

183

معادن

كسبيكة الذهبْ
و
كلما انصهرتُ بالنيرانِ
زدت قوةً
ولمعةً
ولا يحرقنى
أحدْ
ولا عجب

 

184

كفن

وقميصكِ
هذا الأبيضُ والأقصرُ من حلمٍ

لاجيبَ لهُ

كالكفنِ
تماماً

 

185

سهرة

شاىٌ

أثقل  من حزنِ الليلِ

وماءٌ

ولفافة تبغٍ عجفاءْ

هل تكفى هذى الأشياءُ

ليكتبَ عن سيدةٍ

كالماءِ

وفارعةٌ كالليلِ

وأدمنَ رقتها

كلفافاتِ التبغِ

وأكوابِ الشاى

 

186

فصيلة

سألونى
مانوع فصيلة دمكَ

الترياقِ
لنثبتها فى الأوراقِ؟
فقلت اسمكِ

 

187

تكرار

ألّفَ

فى الحزن كتاباً

كانت  كلُّ الكلماتِ تقولُ

أحبّكِ

يا حلمَ الأحلامِ

ويا كنزَ العمرِ

من الجلدةِ

للجِلْدَةِ

 

188

غيوم

الغيمةُ

تلك الكانت ستخرُّ

على أرضى العطشىَ

سحبوها

بخيوطٍ

كالطائرة الورقيةِ

لتخر على

أرض اخرى...

ليست أرضى

 

189

أنت

أنت سماءٌ ثامنةٌ
من يوصلنى لنجومكِ
ومجرَّاتكِ
.وأنا لا املكُ فى الليل حصانا
بجناحينِ
ولا بعضَ خيالٍ
مجتاحٍ

او دَرَجٍ
من ضوءِ الحلم
وخَشبٍ الأحلام

 

190

حظ

حافٍ

 

والدربُ يعجُّ بشوكٍ
وحصى....

 

191

من أجلك

من أجلكِ

خاصمنى الجدُّ

ثلاثةَأيامً

لمَّا لطمتنى أمُّكِ

فى الدربِ الضيقِ

قالت

ياوغدُ

ولم يسطع جدىَ نُطقاً

فأنا المحقوقُ كما قالَ

فكيفَ أقبِلُ بنتاً

دونَ سواترَ

دونَ مفاوضةٍ

بين الطرفينِ

ودون استئذان  الأمِّ......!!!!

 

192

حصوات

ولها

يبلع الحصواتِ العصياتِ

يجرشُ

رملَ الكلامْ

دعوهُ

لكل فتى عذرهُ

ولكلٍٍّ

طريقتُهُ

فى الغرامْ

 

193

مازالت

مازالت أمى

تبسمُ بسمتها الصافية العذبةَ

وتشعُّ حنانا

.....

فى الصورةِ!!!

 

194

صورةُ والدىَ الطيبِ

صارت

مرآةً لى

 

195

بيت

وكلما فكَّرتُ فيكِ

سار بىِ الطريقُ

نحوَ

بيتكِ ال........حلالْ

 

196

مفقود

مفقودٌ منذ زمانٍ

ومواسمَ

عِدَّه

من يتعرفْ

فى التو عليهِ

يُعدْهُ

الى أهليهِ

وصاحبهِ

وبنيهِ

ويُدعى

وطنٌ

 

197

طوابير

أرملةٌ

كاللبنِ الطازجِ

تبحثُ منذُ وفاةِ الزوجِ الراحلِ

عن زوجٍ

لكنْ ماوجَدَتْ

غيرَ طوابيرِ العُشاق

 

198

حلم

منشارٌ يحلمُ مُنذُ زمانٍ

أنْ يعشقَ شجرأً

لايتعبُهُ فى القضمِ

ولا يُوجعُ أسنانا

حينَ يمرُ على الجذعِ

لذلك يأمنهُ الشجرُ الفارعُ

مفتولُ العضلات

 

199

ظلى

ظِلًى يكرهنى

ولذا

يمشى

مبتعدا

عنى

 

200

نوافير

فى الحجرةِ

نافوراتُ

تصدحُ بالأزرقِ

لايمنعها أبدا

بروازُ اللوحةِ

 

201

قطار

كان قطار الليلِ

يواصلُ رحلتهُ

كيف يسيرُ

 

إذا سرقوا القضبانَ

تلاشتْ أعمدة البرقِ

وعرف  النخلُ

طريقاً آخرَ

غير طريق قطارى

 

202

شوق

قنفدةٌ

تتمرأى

وتمشطُ أشواكاً

والقنفدُ سيموتُ

من الشوكِ إليها

ويقولُ..كفى

وتعالى

 

203

أنا

قميصٌ خفيفٌ

من القطنِ

أسفلهُ العظمُ

بعضُ الضلوع العجافِ

وبطنً يجوعُ كثيرا

فأملؤهُ بالمياهِ.

وحزنٌ يجوب الحنايا

وخوفٌ كبيرٌ

فماذا تريدين مِنىّ

أنا صالحٌ للبكاء فقط

 

204

كن

عقَّدَت كلَّ شىءٍ

وقالت لقلبىَ

ياقلبَهُ

قل لهُ

كُنْ بسيطاً

 

205

زواج

قالت أمى

إن تتزوج

فاخترْ بنتا كالنخلةِ

لتظلَّكَ فى القيظِ

وتسّاقط رُطَباً

إن جعتَ

وتستند عليها

وتنام على بعض سريرٍ

من فيضِ جريدٍ ضفائرها

قالت ما قالت

فاخترتُ  النحلةَ

تلدغنى لو اخطأتُ

وتطعمنى عسلا

تسقينى شهد أنوثتها

وتضىء الليلةَ بالشمع المتقاطرِ

فى الحزن الجارفْ

قالت

أعرفهُ الولدَ المتعِبَ

مختلفٌ

ومخالفْ

 

206

أقلقنى الفأرُ العابثُ

فى أركانِ الحُجرةِ ليلا

فقبضتُ عليهِ

وصارَ حبيساً

فى داخلِ نصٍّ شِعرىٍّ

بعد قليلٍ

سيكونُ طعاماً

لقصيدتىَ القطةِ

فى أولِ ديوانى!!!

 

207

لعل

يحمل خيبته

فوق الرأس

ويلقيها فى البئر المهجور

لعل السيارة تأتى

تحمله للقصر الملكى

فيلقاها

وتقد قميصا

 

208

فلماذا

ماقلتُ لها

أفٍّ

ماقلتُ لهُ

فلماذا رَحَلا

تركانى

دونَ غطاءٍ جوِّىًّ

 

209

خُلقوا

من ترابٍ

وطينٍ

خُلقتُ أنا من شجن

 

210

لا لا

هل صرتُ عجوزا؟

وقفت بنتٌ فى الباص

ومنحتنى مقعدَها

تركتْ رائحةَ الوردِ

على المقعدِ

وهدير التفاحِ

ودفءَ الحلمِ

ليغبطنى الفتيةُ

لالا..ماصرت عجوزا

ماصرتُ عجوزا

 

211

رقاد

على بيضة

يرقدُ الديكُ

يُعطى الدجاجةَ

بعضاً من الوقتِ

كى تتزينَ

تلبسُ

ريشا خفيفا

 

212

دمعة

لن يذهب للمدرسة غداً

سينام إلى الظهرِ

ويأتى الأصحابُ تباعا

تحملهُ الأعناقُ الأربعةُ

إلى القبر..

 

213

كراعٍ

أسيرُ وراءكِ

ظُهرا

أقود ظلالكِ

أُدخلها

فى حظيرة روحى

وأغلقُ باباً

لأستنشقَ الوجدَ وحدى

 

214

أم ماذا

يتصاعد.ُ..

منها

عبق أسطورى.ٌ

يجعلنا

نتساءلُ

هل هذى

امرأةٌ

أم

شجرةُ

حورٍ

ام فرعٌ

من ريحان الحلم

ونعناع الغبطة

أم عودٌ موعودٌ

غمسوه

قليلا

فقليلا

فى نهر الفردوس العاطر

وأتانا

ليعلمنا الدهشة

فنصلى

ونسلم

ونرتل

سبحان الله

له الحمد

على ما أنعم

وتفضل

 

215

أحرف

كل شىءٍ

يُرتِّلُ

أحرفكَ القدسيةَ

بوحُ الحمامِ

العصافيرُ

فوحُ المآذنِ

والكركدنَّ المراوغُ

والطفلُ

حينَ يذوقُ الحليبَ

البناتُ

إذا مارأينَ الفساتينَ

لامعةً

فى الفتارينِ

والولدُ الصبُّ

حينَ يرى العشقَ

يمشى على قدمينِ

من الأقحوانِ

المعلمُ

حين يجيبُ التلاميذُ

فى روعةٍ

ترتضيهِ

البنيةُ

حين تمرُّ

فيبهرها

ولدٌ أشقرُ الحلمِ

تهمسُ

فى سرها

والعروس التى لم يمر

على عرسها

غيرُ شهرينِ

بشَّرها

فى المساءِ الطبيبُ

على شاشةِ الفحصِ

طفلانِ ..،

سيدةٌ

لم تنم

منذ يومينِ

من ألمٍ

فى الشقيقةِ

فابتلعتْ بلسماً

فسما بالألمْ

مطربٌ

صادحٌ بالحنينِ

فهام المريدون

قالوا

نعم

والسكونُ الذى يينعشُ الروحَ

فيض السكينةِ

يغمرنا

عندما يبدعُ الشيخُ

فى سورة الواقعه

كل شىءٍ

هنا

أو هناك

يرتل أحرفك

الأربعه

.....

يا

إلهى

 

216

تفتيش فى مطار عربى

وحينَ مررتُ

على حاجزِ الكشفِ

رنَّ الجهازُ

وأطلقً إنذارَهُ،

فخلعتُ حذائىَ

أفرغتُ كلَّ جيوبىَ

ممَّا بِها

من حصىَ

ومعادنَ

منْ صورٍ لحفيدىِ

لكنَّ هذا المريبَ العجيبَ

استشاط صراخاً

وذعراً

فقالتْ موظَّفةً

فى المطارِ

بصوتٍ كوسوسةِ العطرِ مالك

قلتُ نسيتُ

لأنّ فتاةَ قديماً

بمدرسةِ الثانويةِ

قد أطلَقتْ

من عيونِ المَها

طلقةً

كالرصاصِ العتىِّ

استقرت

على كَتفٍ

للفؤادِ

ونامت

وظلَّتْ

ولمَّا تزل

هاهنا

فدعينى أمرُّ

فلا خوفَ مِنّى

فقالتْ

دعوهُ

وراحتْ

تُسرِّبُ أدمعها

للنسيمِ الصناعىِّ

حين أتى من رئاتِ المكيِّفِ

 

217

مباشرة

قبل الموتِ مباشرةً

قبّلّها بشراهاتِ المشتاقِ

ليسرقَ فيروساً عذبها

يحملهُ

ويطير به للجنةِ

معها.....

 

218

نهاية

يعرفون نهايتَهم
فى الحياةِ
إذا عرفوا كيف كانت بدايتَهم.
.
كيف جاءوا..
لنا
كيف جئنا بهم!!!

 

219

البقرة
غشّت لبناً بالماءِ
لتبقى الأثداءُ كبيراتٍ
فى عينِ الثورِ المختالِ
بقرنِ فحولتِهِ
والثورُ الرومانسىُّ

يفكرُ فى بقراتٍ
لم تنبت فيهنَّ الأثداءُ
ولم يلبسنَ الحمَّالاتِ الصدريةِ
يمرحنَ كسربِ غزالات  المرعى
لم يمسسهنّ على النبع الفاتنِ ذكرٌ

 

220

لأننى
لأننى المسكينُ والفقيرُ والنحيلُ
والعابرُ الجميلُ للسبيلِ
حين خانهُ الأملْ
تَصَدَّقِى علىّْ
بصاع حبِّ من فدانك السخىّ
بنظرتينِ من حنان عينيكِ اللتينِ
تشرقانِ بهجةً و وحنطةً ورىّْ
بقبلتينِ تسكبان ما يفيض من عسلْ
من ريقكِ الشهىّْ
بهمسة تنشِّطُ الفؤادَ حين غطَّ فى غيبوبة الكسلْ
وقدمى الزكاة عن جمالك البهىّْ
فالعيدُ قادمٌ
مزركشٌ بفرحهِ
يسيرُ فى عجلْ

 

221

فى الحديقة
أنا فى انتظاركما
أيها القادمانِ
من الخوف والحزن
كى تجلسا ساعتينِ
على خشب الروحِ

تسترجعان معا
ماتعسر من حُلُمٍ وارفٍ
ماتيسَّر من أمَلٍ جارفٍ
فى الهزيعِ الأخيرِ
من الوجدِ
فى ليلةٍ

شاحِبَه

 

222

ما هذا الطائر؟

قالت لى
ماهذا الطائر
ُ يمخر فى الجوِّ
كأنداء غمامه
قلت لها
منديلُ العاشقِ
من كثرة مالوّحَ
لحبيبٍ
بوداعٍ
أمسى فى الليلِ
حمامه

 

223

صديق

----

مفتاحٌ فقدَ القفلَ
فصار الصدأُ صديقَاً

 

224

المباركة

قبلكِ كانت كل الدنيا لوناً فردأً
بحرٌ ابيض
مطرٌ ابيض
شجرٌ أبيض
طينٌ ابيض
حين أتيتِ

قلتِ إلهَ الكون أغثنى
انت حبيبى
فامنح هذا البحرَ الزاخرَ لون عيوني
وامنح هذا القمح الفاتن لون ضفائري الشقراء
وامنح اشجار الصفصافِ
خُضرة قلبى
وامنح هذا الكرز الفاتن لون شفاهى
وامنح هذا القمر الساكن  لون أظافرى الفضيه
وامنح وامنح
......

صار الكون حقولَ فَرَحْ

وانطلقت جوقةُ ألوانِ
وازدَهَرَت أقواسُ قُزَ ح

 

225

سيدةٌ حسناءُ
وزوجٌ......

من أحذيةٍ تلمع

 

226

القطة  نطَّت
من طابقها الثامنِ
ماتت
هل نسيَت
أنَّ لها سبعاً
من أرواحٍ
لا أكثرَ

 

227

أسموها النافذةَ
لينفذَ منها ضوؤكِ
حينَ تطلينَ
على الكونِ
وأسموهَ الشُباكُ
ليشتبكَ العالمُ
حولكِ
فى مؤتمراتٍ
عن جدوى العيشِ
بدونك

 

228

كلبٌ جاسوسٌ
ينقلُ أخبار الراعى و الإغنامِ
إلى ذئب الجبلِ

 

229

طفولة

وفى طفولتى
قد كنت أحرسُ اليمامَ
عند شرفتى
أطعمها محبتى
وكان صاحبى
يصطادها بنبلةٍ
يحرقها
وينثرُ الرمادَ
فى هواء قريتى
فصرتُ شاعرا
وصارَ سيدا مُطوَّساً بنفسهِ
يختال بالنجومِ
والنسورِ
حينما تحطٌّ
فوقَ كتْفهِ
ورأسهِ

 

230

حمامةٌ وديعةٌ
تنامُ منذ ليلتينِ
فوقَ بيضةٍ
لأفعى

 

231

كأنكِ
دكَّةُ بيتى
كأنك سجادةٌ
زُخرفتْ بخيوطِ من اللؤلؤِ
الساحلىِّ
على نمنماتِ الجِدارِ
كأنكِ زغرودةٌ
من فمٍ طيِّبِ المِسكِ
فى عُرسِ جارى!!!
كأنكِ جُمِّيزةٍ
فاضَ ظلٌ لها
واستطالَ
وظللَ كل بيوت بَكَتْ....
واكتستْ
بالسوادِ
كأنكِ أجراسُ مدرسةٍ
صلصلتْ فى الصباحِ الجديدِ
كأنكِ رجْعُ النشيدِ
يرددُ
فى لوعةٍ
يابلادى!!
كأنكِ أمِّىَ
أشكو لها
أستجيرُ بدعواتها
من نوى
شقوتى
وعذا بى!!
كأنكِ همسُ أبى
حينَ يهمى
هوىً
وجوى
ويذوبُ خشوعا
مع الفجرِ
يسمو ويدنو
يمر بكفِّ
على جبهتىِ المستكينةِ
يرجعنى
لصوابى!!
كأنكِ
دكَّةُ بيتى
كأنك سجادةٌ
زُخرفتْ بخيوطِ من اللؤلؤِ
الساحلىِّ
على نمنماتِ الجِدارِ
كأنكِ زغرودةٌ
من فمٍ طيِّبِ المِسكِ
فى عُرسِ جارى!!!
كأنكِ جُمِّيزةٍ
فاضَ ظلٌ لها
واستطالَ
وظللَ كل بيوت بَكَتْ....
واكتستْ
بالسوادِ
كأنكِ أجراسُ مدرسةٍ
صلصلتْ فى الصباحِ الجديدِ
كأنكِ رجْعُ النشيدِ
يرددُ
فى لوعةٍ
يابلادى!!
كأنكِ أمِّىَ
أشكو لها
أستجيرُ بدعواتها
من نوى
شقوتى
وعذابى!!
كأنكِ همسُ أبى
حينَ يهمى
هوىً
وجوى
ويذوبُ خشوعا
مع الفجرِ
يسمو ويدنو
يمر بكفِّ
على جبهتىِ المستكينةِ

يرجعنى
لصوابى!!
كأنكِ أنكِّ
أنَّتِ

كأنى أنا محض طير غريب

يجدف ضد الريح

ويسكن عش السحاب

 

232

رجل وحيد

طاعنٌ فى الشوق

وامرأةٌ وحيدةْ

يتعاطيانِ الشاىَ ، والأحزانَ

والذكرى، وأحلاماً قعيدةْ

كم مرَّ من وجعٍ سخىٍّ

منذ تصادفْنا هنا

كمَّ مرَّ من صدفٍ عنيدةْ

كم ضاع من عمرٍ؛

يلوحُ، كلوعةٍ،

كصدىً لأغنيةٍ شريدةْ

فيجيبها كم مرَّ من قلمٍ تكسَّرَ

فوق كراساتِ طفلٍ مارقٍ

كرهَ المعلمَ والصباحِ

ورحلةَ الباصِ الوئيدةْ

رجلٌ وحيدٌ ضامرُ الأيامِ

وامرأةٌ كسوسنةٍ

تضوعُ بخوفها،

وتضمُّ أطرافَ البكاءِ،

وتقتفى، أثر الحنينِ،

على سواحلهِ البعيدةْ

وتشفُّ حتى تستريحَ

على أصابعها الغيومُ،

وتصطفيها نجمةٌ حطَّتْ على كتفٍ

ولم تخشَ انهمار الليلِ

لم تسمع وعيده

رجلٌ وحيدٌ فاتنُ الأوجاعِ،

وامرأةٌ فريدةْ

يتسللانِ إلى الطريقِ،

يضللانِ، بحرفةٍ،

رَجُلا تلصصَ ساعتينِ،

وباءَ بالخسرانِ،

وانكشفَتْ على أقدامهِ،

خِططُ المكيدةْ

ماذا تبقَّى، غيرُ عصفورٍ،

ليشهدَ ما جرى،

ويطيرَ مبتسما،

ليدخلَ، بين أقفاص القصيدة

 

234

بائعةُ الحنين
كانت تبيعُ الضوءَ فى القُرى
تبيعُ للبناتِ حلمهنَّ بالعريسِ......،

والحنَّاءَ
والأساورَ اللجينِ
والخَزفْ

تبيعُ للنساءَ
كحلهنَّ
عطرهنَّ
والمناديلَ التى تنامُ فوقَ خصلةٍ
تثاءبت
على الجبينْ

تبيعُ للرجالْ
غصةً
ودمعةً
وفرحةً
إذا تبسَّمَتْ
وبالغتْ
فى نظرةِ التَرَفْ
كانت إذا تمرُّ تطلعُ الشموسُ
من دثارها
ويخرجُ الزمانُ والمكانُ للحقولْ
فتنبت الأقماحُ والبقولْ
ويزدهى البستانُ
بالرمَّانِ والعُنّابِ والعِنبْ
ويبدأ النخيلُ رحلةً
لموسمِ الُّرطَبْ
وترقصُ الحماماتُ التى....
على غصونِ عُرسها
وتبدأ الغناءَ والهديلَ
فى مطالعِ الندى
ويستردُّ عافياتهِ المد...
سُدى ..سُدى
تضيعُ فرحة القرى
ولمْ تقم من نومها الشموس

لم يزلْ فى غَيَهِ الكرى

ولمْ
ولمْ
وعندما تساءلَ الصبىُّ
عن روائح الريحانِ
حينما اختفتْ
من الطريقِ،
واشتهى الفتى صباحَها

وأطرقَ الرجالُ

واستبدَّت فى عيونهم...ضراوة الشجن
وهللتْ نساؤنا وزغردتْ
وكسَّرتْ أوانىَ الفخارِ
خلفَ نعشها
أدركتُ أنَّها...

.....................

 

تعريف:

الشاعر محمد عزت عبد الحافظ الطيرى (عزت الطيرى)، من مواليد قرية نجع قطية التابعة لمركز نجع حمادى محافظة قنا فى جنوب مصر. يقيم في قريته النائية والتي تبعد عن العاصفة مسافة تسع ساعات سفر بالقطار السريع يعلم الناس حروف الهجاء والقراءة والكتابة ويتعلم منهم حروف النقاء والصفاء محاولين معا ابتكار إبجدية جديدة تبدأ من بعد الياء تغنى للوطن ولحزنه ومزنه وأفراحه وأتراحه وجراحه وأحلامه في غد أخضر.. حاصل على بكالوريوس الزراعة من جامعة أسيوط ودبلوم الدراسات العليا فى التربية وشهادة المعهد العالى للنقد الفنى ويعمل مهندسا زراعيا بدرجة مدير عام. يقيم فى قريته بعيدا عن أضواء العاصمة ومهرجاناتها ومواكبها ومؤتمراتها ومنتدياتها ومقاهيها وفنادقها وخنادقها وباراتها وشعاراتها ولافتاتها مطبقا مقولة إذا كنت لا أستطيع الذهاب إلى القاهرة فلماذا لا تأتي القاهرة إلىَّ. ومن مكانه النائي استطاع أن يتواصل مع العالم وأن يصنع له اسما على خارطة الشعر العربي. هو عضو لجنة الشعر لعدة دورات، وعضو المجلس الاعلى للثقافة لدورتين، ومجلس إدارة اتحاد كتاب مصر، واتحاد الأدباء والكتاب العرب، واتحاد كتاب الأنترنت، ورابطة الأدب الحديث، ومؤسس جماعة النيل الأدبية بنجع حمادى، كما مثل مصر في العديد من المهرجانات العربية مثل: (مهرجان الصداقة السودانى عام 79- مهرجان الأمة الشعرى فى بغداد عام 84- مهرجان الجنادرية للتراث والثقافة بالرياض عام92- مهرجان جرش بالأردن عام2002- مهرجان الإبداع الشعرى فى الرقة فى سوريا عام 2008- مهرجان الشعر فى الجزائر وتونس والامارات - مهرجان توزر للفنون بتونس).