نُباحُ الكواتـِــم
الى روح كل من قتل غدرا برصاص الفاشست الصامت
يلوحُ لي في الطّرقاتِ
تلفَحُني
أنفاسُهُ
في الممَرّاتِ
أراهُ
خلفَ جباهٍ (مختّمةٍ)
كما كنتُ أراهُ زيتونياً برأسِ ذئْبٍ
مسْعورٍ
أقرأهُ
في (دمِ) قراطيةٍ مسلّحَةٍ
كاتِمُ الصّوتِ
لا يحبُّ الكلامَ
كاتِمُ الصّوتِ
(جنديٌّ مِن عسَلٍ)
سكّينٌ تعشقُ رؤوسَ
الحَمامِ
مشاعلُ نارٍ تحرقُ أعشاشَ
العصافيرِ
أخْرَساً
لا يحبُّ النقاشَ والجدالَ
حاسوبٌ
يعدُّ الفوارزَ، والحروفَ
في الكتابِ
والمقالِ
كاتِمُ الصّوتِ
يفجّرُ جَماجِماً لا تأنسُ القُبْحَ
يُعاشرُ الخفافيشَ
ويضاجعُ
المَقبرةَ
كاتِمُ الصّوتِ
يستفزُّهُ
صياحَ ديكِ الصباحِ
كاتِمُ الصّوتِ
يفجّرُ العقولَ
كاتِمُ الصّوتِ، عزرائيلُ أخرسٌ
يسْلبُ الأنفاسَ
ولا يقولُ
مَنْ يَقتِلُ في السّرِ
لا يُقاضي في العلَنِ
فلابُدَّ أنْ
يخلقَ الأداةَ
يقتلَ الرّبيعَ
يقطعَ الزّهورَ
ويزرعَ
السّباتِ
أروني قبضاتِكُم، لنَعرفَ القاتلَ
قالَ الخبيرُ
بأمرِ الوالي الكبيرِ
حاملُ الكاتِمِ ضَمنَ الخلاصَ
تقدّمَ الجموعَ،
وصاحَ
((بــــــــــــــــــــــــــــــاتْ))
إذاً
سجّلوا الفاعلَ مجهولاً
واختموا أفواهَ
الحكاياتِ
كتموهُ بكاتِمٍ أعمى، لا كُرْها لدَويّ
الطلقاتِ
كتموهُ بكاتِمٍ لأنّهُ يرفضُ الخضوعَ
لأنّهُ يقاتـــــــــــــلُ الجوعَ
لأنَّهُ يحـــــرّضُ الجُموعَ
لأنَّهُ صَوتُ حَقٍّ
يمْحَقُ أصواتِ
الفاسدينَ
الطّغاة..
مَنْ يَرْجُمُ الشَّيَاطِيْنَ فِي بَلَدِي؟؟؟*
فِي كُلِّ الدُّنْيَا
تَتَسَاقُطُ زُهُورٌ
وَسَطَ أَكُفِّ الْعُشَّاقِ
وَأَوْرَادٌ
تُزَيِّنُ
ضَفَائِرَ الصَّبَايَا
لُعَباً ، وَحَلْوَى
تَتَنَاثَرُ فَوْقَ رُؤُوسِ
الأَطْفَالِ
شَلّالاتُ عِطْرٍ
تَغْسِلُ وَجْهَ الشَّارِعِ
خَوَاتِمُ فَرَحٍ
تُزَيِّنُ الأَصَابِعَ
النُّجُومُ حَوَّامَاتٍ
تَرْجِمُ الأَشْرَارَ
فِي كُلِّ الْعَالَمِ
إِلَّا فِي بَلَدِي
نَارٌ وَمَوْتٌ وَدُخَانٌ
تَفْتَحُ لِجَهَنَّمَ بَاباً
وَتَبْنِي بُيُوتاً
لِلشَّيْطَانِ
****
تَمَنَّى الْعَاشِقُ وَرْدَةً
سَقَطَ فِي حِضْنِهِ
رَأْسٌ
يَتْلُو آيَاتِ
الذِّكْرِ
جِدَارِيَّاتُنَا
دَمٌ وَأَطْرَافٌ مَحْرُوقَةٌ
ضَفَائِرُ صَبَايَانَا
تَبْكِي شُجَيْرَاتِ
الْحِنَّاءِ
الْمَحْرُوقَةَ
نَفْطُنَا أَجَّجَ النَّارَ
وَحَجَبَ النُّورَ
مِنْ أَقْدَمِ الْعُصُورِ
مِنْ بَابَلَ وَآشُورَ
نَرَى الْحَرَائِقَ وَالنِّيْرَانَ
وَلَا نَرَى الضَّوْءَ
إِلَّا فِي الْقُصُورِ
نُصَدِّرُ الأَنْبِيَاءَ وَالرُّسُلَ
وَنَسْتَوْرِدُ
دُعَاةَ الْمَوْتِ
وَالْقَتْلِ
بَرَعْنَا
فِي فَنِّ الْقَوْلِ
وَأَمْسَكْنَا
بِالْمُمْتَنِعِ السَّهْلِ
وَقَرَّرْنَا
نَفْيَ الْعَقْلِ
قَتَلْنَا
حُسَيْناً
وَالْحَلَّاجَ
وَالْمُقَفَّعَ
وَحَرَّمْنَا الرَّصَافِيَ
وَالنَّوّابَ
وَالْمَعَرِّي
قَتَلْنَا الذَّاتَ وَأَلَّهْنَا
أُولِي
الأَمْرِ
قَتَلُونَا عَطَشاً
وَعَدُونَا بِأَنْهَارٍ تَجْرِي
بِزُلَالِ الْمَاءِ
وَالَّلَبَنِ
وَالْخَمْرِ
نَعِيْماً وَجِنَاناً نَمْرَحُ فِيْهَا
فِي الْقَبْرِ
لَكُمْ :-
فِي الْجَنَّةِ حُوْرٌ
وَغِلْمَانٌ وَإِسْتَبْرَقٌ
وَقُصُورٌ مُحْكَمَاتٌ
لَا تُسْرَقُ
فَمَا لَكُمْ وَحَوَارِيْ الأَرْضِ
تُقْرِفُكُمْ بِ((الطَّمْثِ ))
الشَّهْرِيِّ
حَلَّلْنَا :-
لَكُمُ صَيْدَ الْبَرِّ
وَصَيْدَ النَّهْرِ
مُبَاحٌ لَكَمُ ذُو الرِّيْشِ
وَذُو الْقِشْرِ
لكِنْ إِيَّاكُمْ أَنْ تَصْطَادُوا
الْقَهْرَ
إِخْتَلَطَ الأَمْرُ عَلَيْنَا
بَيْنَ السَّمَاحَةِ
وَالْفَخَامَةِ
إِنْدَمَجَ الإِثْنَانُ بِأَفْوَاجِ
((الَّلَطّامَةِ))
يَدْفَعُ بِالدُّولَارِ
لِتُؤَدَّى بَالْنِيَابَةِ صَلَاتُهُ
فَالسُّلْطَانُ مَشْغُولٌ بِأَمْرِ وُلَاتِهِ
أَكْثَرَ مِنْ حِجِّ الْبَيْتِ
فَفِي الْبَيْتِ
يَغْسِلُ عَارَهُ !!!
فِي بَلَدِي الْمَوْتُ
وَبَاءٌ مُسْتَوْطِنٌ
فِي بَلَدِي النَّهْبُ شِعَارٌ
فِي بَلَدِي الْعَدْلُ
بِالْقَهْرِ
بِالْخَوْفِ بِالتَّشَرُّدِ
بِنَشْرِ
الشَّرِ
وَأَشَدُّ مَا فِي الأَمْرِ
حَصْدُ الْمَوْتِ شَبِيْبَتَنَا
شَابَتْ رُؤُوسُ الصِّبْيَةِ
أَعْجَازُ
نَخْلٍ نَمْشِي
نَحَلَ الْعُودُ وَانْكَسَرَ
الظَّهْرُ
حَلَّلْنَا لَكُمُ صَيْدَ الْبَرِّ
وَصَيْدَ النَّهْرِ
مُبَاحٌ لَكُمُ ذُو الرِّيْشِ
وَذُو الَقِشْرِ
وَلكِنْ إِيــــــــــــــــــَّـــــــــــــــــاكُمْ
أَنْ تَصْطَادُوا
الْفَقْرَ..
*هامش: من مجموعتي الشعرية ((مشاهدات مجنون في عصر العولمة)).
شاعر من العراق