رسالة ليبيا

مؤتمر للصوتيات.. وأحتفاء بالشعر.. ورحيل كاتب

محمد الأصفر

أبرز الأنشطة المقامة في ليبيا خلال هذا الشهر كانت كالتالي..
مؤتمر دولي للصوتيات العربية
بيت درنة الثقافي يحتفي بالشاعر إبراهيم الأسطى عمر
رحيل الكاتب الليبي محمد الزوي
مشاركة ليبية في عكاظية الشعر العربي بالجزائر 

اختتام فعاليات المؤتمر الدولي للصوتيات العربية
بحث جديد يقدم بديلا عن أوزان الفراهيدي
التأكيد على تأسيس جمعية اللسانيين العرب
تخصيص جائزة للأعمال الصوتية المتميزة إبداعا وترجمة 

تحت شعار اللغة أصوات نظم مجمع اللغة العربية بطرابلس المؤتمر الدولي الرابع للصوتيات العربية وعلى مدى يومين على فترتين صباحية ومسائية استمع الحضور إلى ما يقارب من خمس وعشرين بحثا في اللغة من قبل علماء أجلاء وأساتذة باحثين متخصصين جادين من ليبيا وتونس والجزائر والمغرب والأردن وسوريا وموريتانيا ومصروسلطنة عمان وأمريكا وغيرها من الدول وتبع الاستماع إلى الأوراق مناقشات حيّة أثرت ما جاء في تلك الأوراق البحثية وأكدت عليها وأضافت لها الكثير.. فدائما النقاش الذي يعقب تقديم العمل الأكاديمي أو البحثي يسلط الضوء على مزيد من القضايا أو يعمق الكثير من الرؤى المطروحة أو ينبه على هنّات بسيطة غفل عنها الباحث.. وثقافة النقاش الجاد والتعقيبات الموضوعية ثقافة صحية يجب أن تترسخ في كل المنابر الثقافية.

واعتبر المؤتمر أن اللغة العربية تأتي في مقدمة اللغات البشرية الحية، إذ هي لغة علم وحضارة وثقافة وهي أكثرها أهمية و أشهرها سعة وثراء وقدرة على المرونة وقابلية للنماء والتطور ومواكبة للتقدم الحضاري.

وقد ألقيت كلمات في افتتاح المؤتمر من قبل رئيس جلسة الافتتاح أ. علي الصادق حسنين نائب أمين عام مجمع اللغة العربية والأستاذ نوري ضو الحميدي أمين المؤسسة العامة للثقافة والأستاذ الدكتور علي فهمي خشيم أمين عام مجمع اللغة العربية والمشرف على المؤتمر وأخير الأستاذ الدكتور صالح سليم الفاخري رئيس اللجنة التحضيرية العلمية للمؤتمر. بعدها بدأت الجلسات وهذه عناوين بعض الأوراق التي قرأت في هذا المؤتمر المنعقد في رحاب مجمع اللغة العربية بطرابلس الليبية خلال يومي 17 ـ 18 ـ 2009:

اليوم الأول: الجلسة العلمية الأولى ترأسها أ. د. عبدالسلام المسدي وكانت بعنوان: الدرس الصوتي عند المتقدمين من علماء العربية وكانت أوراقها كالتالي: الحركات عند اللغويين العرب القدماء... زبيدة حنون

الدرس الصوتي عند المتقدمين من علماء العربية... عبدالكريم جمعة سلامة، رسالة أسباب حدوث الحروف لابن سينا: قراءة في المنهج والمصطلح.. محمود فتح الله الصغير، الدرس الصوتي عند الفيروزابادي.. سالم عبدالله البلوشي، التعليل الصوتي في التصريف العربي ابن جني نموذجا. أحمد رشراش، الجلسة العلمية الثانية ترأسها د محمد منصف القماطي وشارك فيها الباحثون: رجب علي رجب... التعطيش وحقيقته، أحمد مسعود العزابي... تخليق الأصوات أو توليدها، خليفة صحراوي.. اللغة العربية نظامها الصوتي الأبعاد التعليمية والمجالات التطبيقية، رضا الكشو.. نحو منهج لتعليم الأصوات العربية في رياض الأطفال. الجلسة العلمية الثالثة بعنوان المصطلح الصوتي ومعجمه وترأسها الأستاذ الدكتور عبد الحميد عبدالواحد وشارك فيها: عبد الرازق جعنيد.. ملاحظات حول إنجاز معجم تاريخي لمصطلحات الصوتيات العربية، صالح سليم الفاخري... المقابلات العربية للمصطلح الصوتي الوافد "دراسة في البنية والمفهوم"، الحسان الحجيج... قراءة في الأسس النظرية لعلم المصطلح

اليوم الثاني الجلسة الرابعة وكانت بعنوان علم توزيع الأصوات وترأسها عبدالرازق جعنيد وشارك فيها: عبد الحميد عبد الواحد.. السكون بين التحقق الصوتي والوظيفة الصوتيمية، حسين مصطفى غوانمة.. الصورة المعتلة الصاعدة للمقطع في الكلمة العربية، رشيد حليم.. التحليل الوظائفي للتخفيف الفونيمي في بنية الكلم العربي، المولدي اليجياوي.. تاليف الأصوات: عملية عشوائية، نادرة بنسلامة... في المقطع، محمد حسين كاظم.. العروض الصوتي: البديل الحقيقي عن عروض الفراهيدي. الجلسة العلمية الخامسة بعنوان علم الدلالة الصوتي، ترأست الجلسة زبيدة حنون وشارك فيها: فايز صبحي عبد السلام.. ملامح الدرس الصوتي وعلاقته بالدلالة في كتاب " معاني كلمات الناس "لابن الأنباري". خالد محمود قمر الدين دولة.. التناظر الصوتي في المادة المعجمية وظلاله الدلالية من خلال القراءات القرآنية. ماجد النجار.. الإعجاز الصوتي في القرآن الكريم. محمود محمد املودة.. البنية الإيقاعية للصائت الطويل وأثره دلاليا. الجلسة العلمية السادسة كانت بعنوان الصوتيات الوصفية والمقارنة وأدارها رئيس الجلسة د محمود املودة وشارك فيها: عبد الحميد الأقطش.. الصوائت والتمثيل الكتابي في اللفظ الدخيل " الرواية الأردنية نموذجا. محمد امحمد بن طاهر.. أوجه التوافق والتباين بين الألفباء الصوتية العالمية وأصوات اللغة العربية. أسماء المومني.. الظاهرة الصوتية في التركيب الاستفهامي بين العربية والانجليزية "تحليل تقابلي". زيد القرالة.. القيم الصوتية للواصق واللواحق وأثرها في بناء الكلمة العربية. عبد اللطيف عبيد... كتابة الأصوات الأعجمية واللهجة بحروف عربية. وآخر جلسة هي الجلسة الختامية التي ترأسها الدكتور عبد اللطيف عبيد وشارك فيها د عبد المولى البغدادي بقصيدة شعرية وتليت فيها توصيات المؤتمر التي عاضت ودافعت عن اللغة العربية وأوصت بتشجيعها وطبع بحوثها ومواصلة عقد ندوات ومؤتمرات بحثية عنها كما اكدت على تأسيس جمعية اللسانيين العرب وتأسيس مجمع للصوتيات العربية على شبكة المعلومات وأيضا أوصى البيان الختامي على تخصيص جائزة للأعمال الصوتية المتميزة إبداعا وترجمة كما أن التوصيات لم تنس الجهود القديمة لهذا العلم فأوصت على جمع شتات الدرس الصوتي عند علمائنا القدامى وإخراجها من حقولها المتعددة واستخلاص المصطلحات العربية الأصيلة لتحل محل المصطلح المستورد الذي سبب كثيرا من الخلط في النطق والمضمون عند كثير من المشتغلين في هذا المجال. وفي نهاية التوصيات أوصى على طبع كل الورقات المقدمة في هذا المؤتمر ونشرها للاستفادة منها.

تقول الأستاذة زبيدة حنون من جامعة باجي مختار ـ عنابة عن ورقتها: ورقتي عن الحركات عند اللغويين العرب القدماء تهدف إلى إبراز ما توصل إليه العرب القدماء في دراستهم للحركات وطبيعتها ومكانتها في المرتبة وكميتها واستطالتها وامتدادها. أما الدكتور عبد الكريم جمعة سلامة من جامعة الجبل الغربي ـ ككلة فقال سأحاول في بحثي أن أسلط الضوء على الجانب الصوتي من هذه العلوم التي لا شك أن بينها وشيجة قربى تجعلها متلاصقة وفصلها إنما لتمييزها وإيضاحها.. ويقصد النحو.. الصرف.. المعاجم.. وغيرها من علوم اللغة العربية. أما الدكتور رضا الطيب الكشو من الجامعة التونسية المعهد العالي للغات ـ تونس فقد فضل أن يكون بحثه متعلقا بالأطفال وهو بعنوان نحو منهج لساني ويقول عنه: الملاحظ أن منشطي رياض الأطفال لا ينتهجون منهجا لسانيا في تدريس الأصوات كما أنهم لا يجدون في اللغة العربية مقررات صوتية تنحو منحى صوتيا وظيفيا. لذلك نروم استجلاء نطق الأطفال لنحدد صعوباتهم الصوتية في مرحلة أولى ونقترح في مرحلة ثانية مبادئ لسانية توظف في صوغ التدريبات الصوتية ووضع المقررات الدراسية.

ولئن اقترحنا في بحثنا من رياض الأطفال فإن ما نقترحه من مبادئ لسانية يوظف أيضا في تعليم الأصوات العربية لتلاميذ المدارس وللأجانب ويوظف في دراسات التقابل اللغوي وفي مباحث تحليل الأخطاء من منظور تواصلي. وأخيرا قدم لنا الدكتور محمد حسين ناظم من قناة الحرة بواشنطن بحثا يقول فيه أنه هو البديل الحقيقي لأوزان الفراهيدي نقتطف منه:

بقيت طريقة الخليل الفراهيدي الطريقة المثلى في تعلم علم العروض، وقد حاول العديد من علماء اللغة والعروض إيجاد بديل عنها غير أنهم أخفقوا على الرغم من أن محاولاتهم كانت الدافع لمحبي اللغة العربية والشعر على إيجاد بدائل عن الطريقة القديمة وبتوفيق من الله تعالى ورعايته فقد فتح عليّ طريقة صوتية هي البديل الحقيقي عن زحافات الفراهيدي وعلله ودوائره وصار بإمكان محبي الشعر إتقان أوزان أبياتهم بالطريقة الأولى التي كان عليها أباؤنا وأجدادنا قبل الفراهيدي يزنون بها أشعارهم وقد أعددت كتابا اعتمدت فيه على المصادر والمرجع العربية والأجنبية وثقت فيه أصول الطريقة الجديدة.

من خلال متابعتي لهذا المؤتمر المهم وجدت أن هناك قلة في الإمكانيات حيث وجدت مجموعة كبيرة من الدكاترة والباحثين المشاركين يسكنون في فندق صغير غير مجهز بوسائل الاتصال الحديثة والراحة وعلى الرغم من ذلك وجدت أن حماستهم للغة العربية قد أنستهم سوء الإقامة فكلهم يضعون أطباقهم على طاولة واحدة كبيرة ويأكلون على مهل ويتناقشون كثيرا ولا ينهضون من على الطاولة إلا بعد وقت طويل وخشيت أن أجلس معهم أو أناقشهم فأنا ألحن قليلا في اللغة العربية وهذا أمر يؤذي أذانهم فاكتفيت أن أبادلهم السلامات والابتسامات من بعيد وأن أتناول طعامي على طاولة صغيرة منفصلة عنهم.. ولقد التقيت بالدكتور على فهمي خشيم في مكتبه بمجمع اللغة العربية وتناقشنا بعض الوقت حول احتفالية النيهوم واتفقنا على أن العمل الإبداعي مصدره الأكبر هو الخيال لكن العمل البحثي أو المقالة فلابد أن تذكر مصادر معلوماتك حتى تكتسب مصداقيتها وتنطبق عليها الشروط الأكاديمية وتناقشنا حول برامج وتوصيات وأهمية المؤتمر الدولي الرابع للصوتيات وعندما قاربت الجلسة العلمية أن تبدأ نبهتنا السكرتيرة برنة هاتف فخرجنا من المكتب والتحقنا بالقاعة والتي كانت مكتظة بعشاق لغة الضاد من الجنسين.  

رحيل الكاتب الليبي محمد الزوي
مازال نزيف الموت مستمرا ومواصلا دوره في جرح الحياة الأدبية الليبية والعربية وتجريد قلبها من دقات الحب فما أن نتحامل على أنفسنا ونستوعب معنى رحيل مبدع بأنه القدر حتى نفاجأ مجددا برحيل مبدع آخر ففي المدة القصيرة الماضية رحل المبدع عبدالكبير الخطيبي ومحمود أمين العالم ويوسف بورية وغيرهم من المبدعين العرب وفي ليبيا رحل الشاعر علي صدقي عبدالقادر والروائي خليفة حسين مصطفى والمسرحي والفنان علي الجهاني والشاعر محمد المهدي والموسيقار حسن عريبي والآن افتقد الوسط الثقافي الليبي الكاتب الصحفي محمد الزوي إثر سكتة قلبية أصابته في القاهرة وفي اليوم العالمي لحرية الصحافة بالذات وتم مواراة جثمانه في طرابلس بعد يوم من وفاته بحضور الفعاليات الثقافية الليبية وكتابها الكبار المخضرمين د علي فهمي خشيم ود خليفة التليسي والاستاذ امين مازن وغيرهم بالإضافة إلى أمين الهيأة العامة للثقافة الأستاذ نوري الحميدي.

ويعتبر الزوي من أبرز كتاب المقالة الفنية والأدبية والتى ترصد مشاكل اليومي على الصعيد الليبي والعربي والدولي وتتميز كتاباته بسهولة الأسلوب وبجو تهكمي ساخر وسط نقد لاذع.. ومن المعلوم أن الزوي قد تقلد عدة مناصب ثقافية في المؤسسات الليبية ومن ضمنها توليه رئاسة الشركة الجماهيرية للنشر والتوزيع والإعلان وآنذاك قام بعمل جميل ورائع وهو التعاقد مع الكاتب المصري الكبير يوسف إدريس لطبع كل كتبه وهذه الكتب ساهمت في نشر الثقافة في أجيال ثقافية ليبية كثيرة حيث كان سعر الكتاب رخيص دينار أو أقل كذلك طبع كتب الكاتب السوري عبدالسلام العجيلي وعدة كتب أخرى منتقاة بعناية.

وداعا محمد الزوي وستظل تذكر على كل لسان عاشق للأدب ونطلب لك المغفرة والثواب. 

مهرجان الأسطى يسطو على مشاعر الضيوف
متابعة لفعاليات مهرجان الأسطى عمر، عن الوطن الليبية ـ عبدالفتاح الشلوي. اختتمت بمدينة درنه فعاليات مهرجان الأسطى للفكر والفنون والذي احتضنته جمعية بيت درنه الثقافي ليزداد به رصيدها الفكري والفني. افتتح المهرجان مساء الأحد بعرض شمل شريطاً عن مراحل تكون جمعية بيت درنة الثقافي وهي تتحول من مكان متهالك إلى براح يعج بالأنشطة الثقافية والفنية، وعرض اسكتش مسرحي تشكل من الفنان أسامة الخرم يرسم فوق الخشبة لوحة للشاعر الأسطى عمر يصاحبها الفنان نسيم الشريف بالعزف على آلة كاتبة، تخلله عزف على المزمار للفنان المهدي الطشاني مصحوباً برقصة لفرقة الفنون الشعبية للفنان فهيم رافع ثم أعلن عن انطلاق المهرجان بالنشيد الوطني.

وبعد الافتتاح انطلق الضيوف سيرا على الأقدام من المسرح الوطني عبر شارع عمر فائق شنيب ورذاذ من ماء الزهر يتهاطل من الشرفات حتى وصلوا إلى مدخل المدينة القديمة ليفتتح الأستاذ مفتاح بن ناصر منسق القيادات الشعبية شريط المعارض التي أقيمت بساحة سوق الخرازة يوم الثلاثاء 19/ 5/ 2009م و بباحة البيت الثقافي افتتحت ندوة التجربة الشعرية في مدينة درنه حيث قدم لها الأديب الكبير الأستاذ (أمين مازن) وقدمت فيها أربع أوراق نقدية تناولت المشهد الشعري بمدينة درنه من الأسطى عمر وحتى الآن، شارك بها العديد من الشعراء والكتاب، أستهلها الدكتور محمد ادغيم والدكتورة منى علي الساحلي والأديب الناقد احمد الفيتورى والأديب الناقد منصور بوشناف، بالاضافه للعديد من مداخلات الشعراء والكتاب، أعقبتها كلمة للأستاذ مفتاح عبد السلام بن ناصر منسق القيادة الشعبية الاجتماعية بشعبية درنه، وبالفترة المسائية وعلى تمام الساعة السادسة مساء وبمقر المسرح الوطني أقيمت امسيه شعرية شارك بها الشاعر الكبير راشد زبير والشاعر المتألق محمد الشلطامى والشاعرة المتميزة حواء القمودى والشاعرة سعاد سالم والشاعرة نعيمه الزنى كما شارك المتميز على احمد سالم بقراءة لقصائد الشاعر المبدع مفتاح العمارى والشاعر على الربيعي وقدمت ألامسيه الشعرية الطفلة (يارا ناصر الهنيد)وأخرجها الفنان المبدع نزار الهنيد وبعد تناول وجبة العشاء أقيم حفلا فنيا ساهرا وكانت البداية مع الفنان مفتاح فيتور في تجربته الأولى والذي صدح بقصيدة حمل الورد للشاعر الأسطى عمر وبتلحين الأستاذ يوسف سرقيوه، ثم كانت مشاركة الفنان ناصر العلام بقصيدة المنفرجة للراحل حسن عريبى والتي قدمت هديه لروحه الطاهرة، أعقبتها مشاركة رمضان الطيرى بأغنية درنه حبيبه للشاعر الغنائي فرج المذبل والحان الفنان أمين الدرسى، وكانت مشاركة الفنان الرائع محمد نجم بعد غياب ثلاثين عاما عن أخر حفلة اقامها في مدينة درنه وفى ذات المكان برائعته الشهيرة (ليبيا يا نغم في خاطري) وشارك بعمل جديد بعنوان يا قديم المواجع، ثم كانت مشاركة الفنان الشاب خالد الزواوى بوصله غنائيه متنوعة، وكانت المشاركة الأخيرة للفنان الكبير عادل عبد المجيد بمجموعه من الاغانى الرائعة والتي تفاعلت معها الجماهير حتى ساعة متأخرة من الليل وقدم الحفل الساهر الاذاعى الشاب إبراهيم غضبان.  

عكاظية الشعر العربي بالجزائر شمعة أمل عربية تشعل في الجزائر

متابعة من الجزائر

عكاظية الشعر العربي مشروع ثقافي جزائري تكفل بتنظيمه الديوان الوطني للثقافة والاعلام وقد بدأت فعالياته منذ ثلاث سنوات بمشاركة كوكبة من الشعراء العرب الشباب والكهول وقد سبق ان شارك في دورته الثانية الشاعر الليبي صلاح الغزال وجاءت هذه الدورة بعنوان القدس في ضمير الشعر العربي تضامنا مع مدينة القدس المحتلة ومع احتفاليتها الثقافية القدس عاصمة للثقافة العربية 2009 م وجاءت المشاركة الليبية لهذا العام عبر الشاعرين صلاح عجينة وام الخير الباروني والصحفي عزالدين الحراري وكاتب السطور ولقد كان جو الجزائر جميل وشعبها كريم ومضياف فمنذ أن حطت طائرة الخطوط اليبية في مطار هواري بومدين ونحن محل ترحاب حيث وجدنا مندوبة عن الاحتفالية في انتظارنا أنهت لنا إجراءات الجوازات وأخذتنا في سيارة تابعة للثقافة إلى فندق شيرتون نادي الصنوبر وهناك منحونا غرف جميلة وسلمونا حقائب بها كل ما يخص الاحتفالية من أوراق ولصقات وشعارات وأقلام وفي الفندق التقينا بالعديد من الشعراء العرب من المغرب والبحرين ومصر والأردن وسوريا وموريتانيا وغيرها من البلدان.. في العشية أخا الباص إلى مكان الاحتفالية وهو قاعة الموفار في وسط الجزائر قرب الميناء وبجانب فندق السفير الأثري وفي قاعة الاحتفالية كان الجو بهيجا وبدأت الاحتفالية بكلمة قصيرة للجنة المنظمة وعبر مذيعة ترتدي الزي الجزائري التقليدي الذي هو عبارة عن سروال واسع مثل سراويل الجواري في العصر العثماني وفرملة مزركشة ومطرزة بالذهب مع وشاح جميل زعفراني اللون شبيه بأ وشحة النساء الليبيات في الأعراس وهو نفس المحرمة التي ترتديها المرأة الليبية مع البدلة العربية المشتراة من سوق الظلام أو من أسوقة شارع المشير بطرابلس وشارك هذه المذيعة في التقديم معة أخرى ترتدي الزي الفلسطيني وهو فستان بألوان فاقعة مطرز عند الصدر وفي الأكمام وشكله باختصار لوحة فنية تتسامى أكثر نحو الجمال كلما استمررت في النظر إليه.

بعدها منجت الكلمة للاستاذ محمد سيدي موسى وهو ممثل وزيرة الثقافة الجزائرية واعتبرت في كلمتها أن

اختيار شعار "القدس في ضمير الشعر العربي" للطبعة الثالثة يبرز بكل وضوح تشبثنا بهوية "القدس العربية"، وأضافت الوزير أن رفض إسرائيل ومنعها ظلما وعدوانا لاحتضان القدس لتظاهرتها الثقافية العربية ما هو إلا دليل على الدور القوي والصادق والفعال للتظاهرات الثقافية في مواجهة الغطرسة والاحتلال.

وقد تزامن الاحتفال بهذه العكاظية الثالثة التي احتفت بالقدس الاحتفال باليوم الوطني للطالب والذي يعتبر يوما مهما في حياة الشعب الجزائري حيث اشترك هذا الاتحاد الطلابي في حركة الكفاح ضد المستعمر الفرنسي حتى حل من قبله بقرار تعسفي وبالقوة في 4 يوليو 1955م

بعد كلمة مندوب الوزيرة جاء دور السيد عبدالعزيز بالخادم وزير الدولة والممثل الشخصي للسيد الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة الذي اعتبر العكاظية الشعرية لهذا العام. شمعة أمل عربية تشعل بالجزائر لتنير مدينة القدس العربية التي ما فتئت تتصدي إلى كل أنواع الطمس والتهويد. وأكد عبد العزيز بلخادم في حفل افتتاح عكاظية الجزائر بقاعة الموقار بالجزائر العاصمة بحضور عدد من أعضاء الحكومة وأدباء وشعراء وأعضاء السلك الدبلوماسي العربي المعتمد بالجزائر، على أهمية هذه التظاهرة التي تكون فيها القدس منبر الشعر العربي، منوها بالدور الذي يلعبه الشعراء بأقلامهم للدفاع عن الوطن المسلوب وقال "أن الشعر بقدر ما هو شيئ من وحي والهام ومتعة بقدر ما هو أيضا مكابدة ومعاناة ومصارعة".

وأشاد بلخادم بنضال وكفاح سكان مدينة القدس العربية الذين يقدمون تضحيات جسام لحماية ثوابت الأمة العربية والتشبث بهوية القدس الشريف. وفي تصريح التقطته من موقع الإذاعة الجزائرية عبر سفير دولة فلسطين بالجزائر محمد الحوراني أن هذه العكاظية مناسبة رئيسية خاصة مع تعلقها بـ "تظاهرة القدس عاصمة للثقافة العربية" حيث يشارك فيها الشعراء من كثير من أنحاء العالم العربي إحتفاءا بالقدس، واستعادة للقدس في لغتنا اليومية وللأجيال الصاعدة، كما أنها مناسبة تتعلق بموضوع مركزي ومصيري يخص كل العالم العربي والإسلامي في العالم، وعبرها ندرك أن مدينة القدس، ومدينة الأديان والسلام هي تحت ظلم الاحتلال. وأضاف الحوراني أنه لاستعادة القدس يجب معرفة ما تتعرض له من مخاطر التهويد وبناء للمستوطنات، وكل أشكال الاغتصاب من طرف المحتل الإسرائيلي. وبعد حفل الافتتاح القيت عدة قصائد من قبل الشعراء الحاضرين بعد ان تم تقديم نبذة عنهم على المسرح وايضا تخللت فقرات الشعر فقرات موسيقية وغنائية لفرقة جزائرية تغنت بالقدس وبالحياة وبالحب وحظي هذا المحفل بمتابعة اعلامية كبيرة من قبل الصحف الجزائرية والاذاعات وسنوافيكم في المراسلة القادمة فقرات اليوم الاول والثاني والثالث والرابع وما بها من نقد ودراسات وشعر والجدير بالذكر ان الاخت الشاعرة ام العز الباروني قد شاركت في هذا اليوم وهو اليوم الثاني للعكاظية بورقة بحثية عن فلسطين سننشر فقرات منها لاحقا.