يقدم الباحث المغربي هنا تحليلا لمشروع البلاغي المصري المرموق يتناول فيه طبيعة النقلة المعرفية التي يعمل على تحقيقها، وما تتسم به من تجديد في حقل البلاغة ونقل مركز الاهتمام فيه من المنتج إلى المتلقي، وما واجه هذا المشروع من انتقادات لا يكتفي بسردها بل يحاول تفنيدها.

الأسس المعرفية لمشروع عماد عبد اللطيف

من خلال كتاب «بلاغة الجمهور: مفاهيم وتطبيقات»

عبد الكبـير عـلاوي

 

تجاوزت الاتّجاهات الحديثة في دراسات الجمهور النظرة التقليدية التي كانت تهمّشه وتراه سلبيا يتلقى البرامج دون مقاومة، واتجهت إلى إعطاء المتلقي دوره في المشاركة من خلال عمليات الانتقاء التي يقوم بها عند عملية الاستقبال. هذه التصورات الجديدة لتحليل الخطاب كان للأكاديمي المصري "عبد اللطيف عماد" الدور الأساس في بلورتها، فقد أشار[1] إلى أنه منذ أكثر من عقد من الزمن نشر دراسة بعنوان "بلاغة المخاطَب: البلاغة العربية من إنتاج الخطاب إلى مقاومته" قدم فيها مقترحا لتأسيس توجه بلاغي، يرصد الأسس النظرية للمشروع، وبخاصة مساءلة علاقته بحقول معرفية أخرى، وجدارته بالانتماء إلى حقل البلاغة العربية، والأهداف التي يسعى إلى تحقيقها.

بعد الدراسة والتمحيص توصل الكاتب إلى أن علم البلاغة ينبغي أن ينقلب رأسا على عقب، حتى يتحول من أداة لإنجاز التلاعب والسيطرة إلى أداة لإنجاز الوعي والتحرر، وأن هذا التحول يستلزم بالضرورة تحول علم البلاغة والممارسة البلاغية من محور المتكلم في الفعل البلاغي إلى محور المخاطَب (الجمهور). فما هي أسس ومقومات "بلاغة الجمهور"؟ وماذا قدمت للبلاغة العربية؟

يمكن إجمال ما تقدمه بلاغة الجمهور للبلاغة العربية - حسب الكاتب- في ثلاث إضافات أساسية تخص مادة علم البلاغة ووظائفه وأسئلته المعرفية.

  1. مادة جديدة للدرس البلاغي: استجابات الجمهور[2].

كانت المادة التي يدرسها علم البلاغة هي ما تنتجه النخب الأدبية والسياسية والفكرية من أقوال ونصوص، وهي النصوص التي استقر على تسميتها "النصوص العليا"، بعد أن أضيف إليها ما يمكن تسميته بالنصوص المتعالية التي تنسب إلى ذوات إلاهية أو مقدسة، مثل الكتب السماوية وأقوال الأنبياء والقديس.

ومن زاوية أخرى ينصب اهتمام الدرس البلاغي العربي على النصوص والخطابات النخبوية وليس على ردود الأفعال اللفظية وغير اللفظية التي ينتجها متلقو هذه النصوص والخطابات في السياقات الفعلية، وذلك باستثناء خمس ظواهر مختلفة اهتمت باستجابات المتلقين رصدها الكاتب في ما يلي:

  • أسلوب الحكيم: ويعرفه السكاكي بقوله: "وهو تلقّي المخاطَب بغير ما يترقّب بحمل كلامه على خلاف مراده تنبيهاً على أنه الأولى بالقصد، أو السائل بغير ما يتطلّب"[3]، وقد أسماه الجاحظ ( اللغز والجواب)، أما عبد القاهر الجرجانيّ فأسماه بـ(المغالطة). كما في قوله تعالى" يسألونك عن الأهلة، قل هي مواقيت للناس والحج"[4]. فالسؤال موجه إلى الماهية والكينونة، أما الإجابة ارتكزت حول الوظيفة والفائدة، ويخلق هذا الأسلوب كسرا جليا في أفق السائل يدفعه إلى مساءلة خطابه الأصلي، والتأمل في الإجابة المغايرة لأفق توقعه.
  • الأجوبة المسكتة (المفحمة)[5]: هي وسم لجواب عن سؤال أو رد على قول، أو تعليق على كلام، أو خطاب سِمَتُها أنها موجزة قاطعة الدلالة، عصية على التفنيد أو التشكيك، تغلق دائرة التواصل أو الحوار، ولا تخلو من مفارقة أو تهكم[6]. ومن الأجوبة المسكتة ما يكون أجوبة مسكتة في حوار شخصي، كما في ردود "إياس بن معاوية" على قاضي دمشق في القصة المشهورة بينهما "زمن عبد المالك بن مروان":

فقد قدَّم إياس بن معاوية شيئا إلى قاضي دمشق، وكان إياس يومئذ غلاما أمردا، فقال له القاضي: أما تستحيي؟ تقدم شيخا كبيرا إلى القضاء؟ قال إياس: الحق أكبر منه. قال القاضي: ما أظنك يا غلام إلا ظالما. قال إياس: ما على ظنِّك خرجت من أهلي، قال القاضي: اسكت؟ قال إياس: فمن ينطق بحجتي إذن؟ قال القاضي: ما أظنك تقول في مجلسك هذا حقا. قال إياس: أشهد أن لا إلاه إلا الله".

وقد بلغ من أثر أجوبة إياس على القاضي أن دخل الأخير على الخليفة عبد المالك بن مروان، فأخبره، فقال عبد المالك بن مروان، اقض حاجته، وأخرجه الساعة من دمشق، حتى لا يفسد عليه الناس". وتكشف عبارة "عبد المالك بن مروان" عن إدراكه لخطورة هذا الأسلوب البلاغي، وتخوفه من تأثيره المحتمل على "الناس" أي المواطنين العاديين. ويبدو أن هذا النحو مرجعه إدراك عبد المالك للقوة الحجاجية التي تنطوي عليها الأجوبة المسكتة، والتي تستمد قوتها من ثلاث سمات على الأقل:

  1. قوة التنفيذ (يقول الغلام: الحق أكبر من الشيخ الكبير في السن).
  2. فعالية المناورة.
  3. مناورة بارعة تضع القاضي في موقف خطابي شديد الصعوبة.
  4. تحدي المؤسسات السلطوية، وهذا النوع من الأجوبة المسكتة يعد نموذجا لما يطلق عليه في بلاغة الجمهور "الاستجابات البليغة"[7].

ت: القول بالموجب:

وهي ظاهرة بلاغية يقوم فيها المخاطب بتأويل الكلام المتكلم على نحو مغاير لما أراده المتكلم، ونضرب مثالا من القرآن الكريم من قوله تعالى: "قالوا إن أنتم إلا بشر مثلنا تريدون أن تصدونا عما كان يعبد آباؤنا فاتونا بسلطان مبين، قالت لهم رسلهم إن نحن إلا بشر مثلكم، ولكن الله يمن على من يشاء من عباده"[8]، فقد أقر الرسل بجزء من انتقاد مخاطبيهم، وهم أنهم بشر، ثم انتقلوا من هذا الإقرار إلى الرد على الانتقاد، مستفتحين حديثهم بأداة الاستدراك "لكن". إن مجاراة الخصم تقنية حجاجية معروفة، ويبدي تأييدا للمتكلم، ثم تأتي لحظة المباغتة بالمخالفة، فتشل قدرة الخصم على التنفيذ.

ج: أسلوب السؤال والجواب أو أسلوب المراجعة:

وهو أن يتضمن النص سؤالا وجوابا. كما في الأسئلة المتتابعة التي شكلت حوارا دار بين سيدنا موسى وقومه حول ذبح البقرة، ويطلق "الحموي" على هذا الأسلوب، المراجعة.

 وتشترك الظواهر الخمس السابقة فيما يأتي:

  • أنها نتاج سياقات تفاعلية بالأساس، فهي تنتمي إلى أنواع تواصلية كالمحادثة، والمناظرة، والمنافرة، والشكوى، والتعريض، وغيرها من الأنواع التفاعلية.
  •  أنها تنتمي إلى سياقات التواصل بين الشخصي، والتواصل الجماهيري.
  •  أن اللغة هي العلامة الأساسية المنتَجَة في سياق التواصل، من هذه الأنواع، إذا لم تتوجه العناية لعلامات أخرى أساسية في سياق التواصل المباشر مثل الصوت والحركة والهيئة.

وبعد إشارة الكاتب لدلالة هذه الظواهر الخمس ارتـأى أن ثلاثا منها تعنى بالمخاطَبين، وتحمل بعض سمات التشابه مع مدونة بلاغة الجمهور، وأن فروقا جذرية بينها، إذ إن بلاغة الجمهور تعنى أساسا باستجابات الجمهور (الأفراد) في فضاءات التواصل العمومي (وليس الفضاء بين الشخصي)، وتركز على حزمة من العلامات المتنوعة (وليس اللغة وحدها)، ويعني هذا أن بلاغة الجمهور تحدث تغييرا جذريا في مادة البحث البلاغي، وتنقلها من دائرة خطاب المتكلم المفرد ونصوصه، إلى دائرة الاستجابات اللفظية وغير اللفظية التي ينتجها الجمهور في سياقات التواصل العمومي، وهي مادة مغايرة كلية للمادة التي عنيت بها البلاغة العربية على مدار تاريخها الطويل ذلك أنها:

  • تتداول في فضاءات عمومية، ليس فردية أو بين شخصية؛
  • تنتمي إلى خطابات الحياة اليومية لا الخطابات العليا؛
  • تشمل اللغة والعلامات الأخرى، لا اللغة وحدها؛
  • ينتجها المخاطبون (الجمهور) لا المتكلم؛
  • قد يشترك في إنتاجها جمع غفير لا شخص واحد؛

تفتح بلاغة الجمهور باب البحث البلاغي على مصراعيه، ليحتضن فيضا من المادة البلاغية الجديدة التي لم تلتفت لها عيون البلاغيين من قبل، مثل التصفيق، والهتاف، والصفير، والإشارات، والهمهمة، والتعليقات، والمقاطعة، والأسئلة المرتجلة، وصيحات الإعجاب والاستهجان، ورسوم الحائط، والعبارات المدونة على الأبواب، وتعليقات وسائل التواصل الاجتماعي... وهي استجابات تنتج في جميع سياقات التواصل العمومي التقني والمباشر في الوقت الراهن.

2- غاية جديدة للدرس البلاغي: خدمة المخاطبين:
ارتبط علم البلاغة لقرون عديدة كما أورد "د. عبد اللطيف عماد " بخدمة المتكلمين، إذ سعى نحو إمدادهم بإرشادات ونصائح تمكنهم من تحقيق أغراضهم من الكلام، والتي تمحورت غالبا في التأثير في المخاطبين الذين كانوا في منزلة الهامش للتغييب التاريخي لدورهم الفاعل، وكان الاهتمام المحدود الموجه لدراسة طبقات المخاطَبين وحالاتهم يوظف لتحقيق الغرض نفسه، وهو إحكام سيطرة المتكلمين عليهم. واكتسبت البلاغة بسبب ذلك سمعة سيئة في بعض المجتمعات.

في الوقت الذي تسعى فيه (بلاغة الجمهور) إلى توجيه البلاغة بوصفها معرفة عملية نحو معالجة مشكلات ملموسة تواجه المجتمع. إذ يستطيع المتلقي أن يسجل كمًا هائلا من الاستجابات الفورية، وغير الفورية بالقدر والكيفية التي يراها.

3- أسئلة معرفية جديدة للدرس البلاغي: العلاقة بين الاستجابة والخطاب[9].

تقدم بلاغة الجمهور في نظر الكاتب قائمة طويلة من الأسئلة المعرفية الجديدة التي تعالج في إطارها. تتمحور هذه الأسئلة حول التحول الجذري الحادث في دراسة الظاهرة البلاغية مثل طرح سؤال العلاقة بين البلاغة ومعارف مثل علوم الاتصال ونظريات التلقي، لكن السؤال المحوري في بلاغة الجمهور هو السؤال الجديد الذي يخص العلاقة بين الخطاب والأداء من ناحية، والاستجابة من ناحية أخرى، وهو سؤال لم يطرح من قبل في إطار الدرس البلاغي على نحو دقيق.

وتهم هذه الأسئلة العلاقة بين النص والاستجابة، وتناقش كيف تؤثر بنية النص بمستوياته المختلفة (البصرية، والصرفية، والتركيبية، والمعجمية، والدلالية، واستجابات الجمهور، والعكس، أي كيف تؤثر بنية استجابات الجمهور بمستوياتها المختلفة في نص المتكلم بمستوياته المختلفة، وأسئلة تخص العلاقة بين الأداء والاستجابة لأن بلاغة الجمهور تعنى بدراسة كيف يؤثر الأداء في صياغة استجابات الجمهور، وأسئلة تخص العلاقة بين استجابات الجمهور والسياق، ويدرس فيها أثر سياق تداول الخطاب في صياغة استجابات الجمهور أو الأثر الذي تحدثه استجابات الجمهور في سياق التواصل.

تلقى الدكتور عماد عبد اللطيف" انتقادات لمشروع بلاغة الجمهور يمكن تصنيفها إلى ثلاث مقولات كبرى[10]:

الأولى تتساءل عن أي بلاغة نتحدث؟ هل تغامر البلاغة بالاختفاء لصالح حقول أخرى؟ أهذه "بلاغة" أم تحليل خطاب أم سيميائية، أم تداولية أم غيرها؟

وقد حاول "عماد عبد اللطيف" تقديم براهين وأدلة بشأن جدوى انتماء بلاغة الجمهور إلى الحقل الواسع للبلاغة العربية، مؤكدا أن مشروع بلاغة الجمهور لا يقصي التوجهات الأخرى ولا يحل محلها، بل يقدم استكشافا معرفيا لمنطقة بحث كانت مجهولة في أرض البلاغة، ويقدم مستوى إضافيا من مستويات التحليل، يمكن أن يندمج مع المستويات المتعارف عليها في البلاغة القديمة.

الثانية تتصل بمشكل الهوية المعرفية وبالتحديد مشروعية اندماجها ضمن الحقل المعرفي للبلاغة بحدوده التقليدية، لكن مشكل الهوية حسب الكاتب لم يعد حاسما في هذه المرحلة من تطور المعارف، فالعلوم الإنسانية تشهد ذوبانا في التخوم بين الحقول المعرفية.

وثالث الانتقادات لبلاغة الجمهور يتجلى في البعد المعياري الذي يتمثل في تقديم إرشادات ومعايير لإنتاج ما أطلق عليها "الاستجابة البلاغية"، وعرفها بأنها "الاستجابات المقاومة للخطاب السلطوي"، اهتمت هذه الانتقادات الطابع المثالي لبلاغة الجمهور، وكذلك مفهوم الاستجابة البلاغية.

أما في ما يتعلق "اعتماد بلاغة الجمهور رؤية مثالية للمعرفة"، فإن هذا صحيح تماما استنادا إلى موقف الكاتب، فالمعارف تتخذ لنفسها دوما أهدافا نبيلة تسعى لتحقيقها، والهدف (المثالي) لبلاغة الجمهور هو مقاومة التلاعب بواسطة الخطاب، وتمكين الجمهور من كشفه، والاستجابة له على نحو فعال، فبعض منتقدي بلاغة الجمهور يرون أن الجمهور يمثل كيانا غير متعقل، فكيف يمكن إمداد هذا الكيان المنفلت من عقال العقل بإرشادات وأدوات تمكنه من استعمال قوته في الاستجابة.

 ذلك أن بلاغة الجمهور تتبنى موقفا إيجابيا من الجمهور، يختلف على نحو كبير عن المواقف التقليدية له في التصورات البلاغية اليونانية والعربية، فقد نظر أفلاطون إلى الجمهور بوصفه حشدا من الجهلاء، وكذلك تصور أرسطو يكاد يقتصر على مجموعات مختارة من المتلقين، هم المحلفون والقضاة في المحاكم، والمواطنون المعنيون بالشأن السياسي في البرلمان، وجمهور الحفلات الدينية، ولم يتحدث أرسطو عن الجمهور الغفل.

وللتراث العربي موقف سلبي للجمهور عند تسميته ب"الغوغاء"، "الدهماء"، "الهمج"، "السفلة"، "الأوباش"، "الرعاع"، وغيرها، ويفتتح الجاحظ على سبيل المثال "في نفي الشبيه" بعبارات قاسية في نقد العامة: "وليست للخاصة قوة بالعامة، ولا للعيَلة قوة على الأراذل، فقد قالت الأوائل فيهم، وفي الاستعاذة بالله منهم: قال "واصل بن عطاء": "ما اجتمعوا إلا ضروا، ولا تفرقوا إلا نفعوا" فقيل له: قد عرفنا مضرة الاجتماع، فما منفعة الافتراق؟ قال: يرجع الطيان إلى تطيينه، والحائك إلى حياكته، والملاح إلى ملاحته، والصائغ إلى صياغته، وكل إنسان إلى صناعته ... وقد وصفهم بعض العلماء فقال: يجتمعون من حيث يفترقون، ويفترقون من حيث يجتمعون، لا يُفَل غُرْبُهم إذا صالوا، ولا تنجح فيهم الحيلة إذا هاجموا. والعوام-أبقاك الله- إذا كانت نشرا أمرها أيسر، ومدة هيجهم أقصر. فإذا كان لها رئيس حاذق ومطاع، وإمام مقلد، فعند ذلك ينقطع الطمع، ويموت الحق ويُقتل المحق، فلولا أن لهم متكلمين، وقصاصا متفقهين، وقوما قد باينوهم في المعرفة بعض المباينة، لم يلحقوا بالخاصة، ولا بأهل المعرفة التامة، ولكنها كما نخالفهم نرجوهم، وكما نشفق منهم نطمع فيهم".

إن أهم نتيجة تنبه إليها د. عماد[11] من خلال مقتطف الجاحظ هي وجهة النظر الشائعة بشأن الجمهور في التراث العربي الذي تحكمه ثنائية التحقير والرجاء. فالجاحظ يدرك القوة التي ينطوي عليها الجمهور "فالغلبة لمن كانت معه، والمقهور من صارت عليه"، وفي نفس الوقت ذاته، فإنه يحقرها " قبح الله وجهها"، وهو يرى في العامة شرا مطلقا، ومن ثم فإن تفرقها خير من تجمعها، ولعل "جوستاف لوبون" كان أكثر من دافع عنها بجرأة ووضوح لم يجاره فيهما كثيرون في العصر الحديث.

أما وجهة نظر بلاغة الجمهور مغايرة، فالجمهور ليس دوما حشدا من الأشرار السذج، فاقدا للرشد، تحكمه غريزة العدوان، وإنما كيان شبه متعقل، يتسم بدرجة من الإيجابية، ويسعى إلى إنجاز مصالحه الخاصة. ومن ثم يمكن ترشيد استجابته بواسطة الوعي والممارسة، ولعل التباين بين النظرتين ناتج عن التطور الحادث في طبيعة الجمهور في سياقات التواصل الراهنة.

 

مدير مركز جسور الدولي للتنمية والدراسات والأبحاث، الرشيدية

 

المصادر والمراجع:

- القرآن الكريم.

- أبو يعقوب يوسف بن أبي بكر بن محمد بن علي السكاكي، 626ه،مفتاح العلوم تحقيق نعيم زرزور، دار الكتب العلمية، بيروت. لبنان الطبعة: الثانية، 1987 م.

 - عبد اللطيف عماد، "ماذا تقدم بلاغة الجمهور للدراسات العربية؟ الإسهام، الهوية المعرفية، النقد" ضمن كتاب "بلاغة الجمهور: مفاهيم وتطبيقات"، تحرير وتقديم: د. صلاح حسن حاوي، د. عبد الوهاب صديقي، ط.1، دار شهريار، البصرة، العراق 2017.

- عبد اللطيف عماد، بلاغة المخاطَب: البلاغة العربية من إنتاج الخطاب السلطوي إلى مقاومته، ضمن كتاب "السلطة ودور المثقف"، جامعة القاهرة، مصر 2005.

 

[1] عبد اللطيف عماد، "ماذا تقدم بلاغة الجمهور للدراسات العربية؟ الإسهام، الهوية المعرفية، النقد" ضمن كتاب "بلاغة الجمهور: مفاهيم وتطبيقات"، تحرير وتقديم: د. صلاح حسن حاوي، د. عبد الوهاب صديقي، ط.1، دار شهريار، البصرة، العراق 2017. ص 17.

[2] عبد اللطيف عماد، "ماذا تقدم بلاغة الجمهور للدراسات العربية؟ الإسهام، الهوية المعرفية، النقد" ضمن كتاب "بلاغة الجمهور: مفاهيم وتطبيقات"، مرجع سابق، ص18. 

[3] أبو يعقوب محمد السكاكي،626ه مفتاح العلوم: تحقيق نعيم زرزور، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان الطبعة: الثانية، 1987 م. ص327.

 (البقرة 189). [4]

[5] أوردت دة. "منيرة محمد فاعور" في دراستها (الأجوبة المُسكتة فن الإقناع والإمتاع): أن الأجوبة المُسكتة مجموعة من الأجوبة الحاذقة الذكية، يردّ بها المسؤول على من سأله ليفحمه بالجواب المسكت، وهو قول بليغ مرتجل خلقته المناسبات الطارئة الخاصة، يعتمد فيه على المشافهة، ويقصد به تصحيح الكلام أو إثبات حق أو دفع شبهة، وهو من المعطيات الشفهية التي أنتجتها الثقافة العامة، عُدت ضربا من ضروب الأدب ولونا من ألوان المعرفة التي لا يعتريها أي لبس ولا ترقى إلى شك، لما تتضمنه إضافة لوجدان الناس ومعتقداتهم، من عظات وعبر وطرائف تدهش القارئ وتمتعه وتستميله، إنها تمثل لغة الشعب كلّه، بجميع طبقاته وفئاته ومستوياته الفكرية والثقافية.

 [6]عبد اللطيف عماد، "ماذا تقدم بلاغة الجمهور للدراسات العربية؟ الإسهام، الهوية المعرفية، النقد" ضمن كتاب "بلاغة الجمهور: مفاهيم وتطبيقات"، مرجع سابق، ص21.    

[7] عبد اللطيف عماد، "ماذا تقدم بلاغة الجمهور للدراسات العربية؟ الإسهام، الهوية المعرفية، النقد" ضمن كتاب "بلاغة الجمهور: مفاهيم وتطبيقات"، مرجع سابق،، ص21.

[8] سورة إبراهيم 10/11

[9] عبد اللطيف عماد، "ماذا تقدم بلاغة الجمهور للدراسات العربية؟ الإسهام، الهوية المعرفية، النقد" ضمن كتاب "بلاغة الجمهور: مفاهيم وتطبيقات"، مرجع سابق، صَ26

[10] المرجع السابق، ص 34

[11] عبد اللطيف عماد، "ماذا تقدم بلاغة الجمهور للدراسات العربية؟ الإسهام، الهوية المعرفية، النقد" ضمن كتاب "بلاغة الجمهور: مفاهيم وتطبيقات"، مرجع سابق، ص39