صدر حديثًا عن منشورات ضفاف، ومنشورات الاختلاف، كتاب "شوبنهاور مربيًا" لفريدريك نيتشه، بترجمة قحطان جاسم. والكتاب هو نص من بين أربعة نصوص كتبها الفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه بين الأعوام (1873 ـ 1876). تنبع أهمية الكتاب، وفقًا للناشر، من أنه يمنح القارئ فرصة جديدة لتقصي العديد من الأفكار الرئيسية التي اشتغل عليها نيتشه في ما بعد في كتبه ودراساته اللاحقة. ورغم أن الكتاب هو عن شوبنهاور، إلا أنه في حقيقته يعرض لأفكار وتصورات نيتشه ذاته، كما كتب لاحقًا في رسالة إلى أحد أصدقائه، حيث يمكن تتبّع ذلك في إشارته إلى دور الفيلسوف وأهميته في المجتمع والمعاناة التي يواجهها من محيطه بسبب آرائه النقدية وتصوراته المضادة للمعتاد والمتداول من الأفكار والعادات والسلوك، ثم تأكيده المتكرر على أهمية إفساح فرصة أكبر أمام الفيلسوف والعالِم بأن لا يتحولا إلى أدوات في خدمة الدولة، بل ويطالب بقوة بحيادية نشاطاتهما والمؤسسات التعليمية والكف عن أن تكون في خدمة أهداف الدولة ومصالح الرأسماليين. ومع ذلك فإن تأثير شوبنهاور وأفكاره وأطروحاته تبدو بلا شك واضحة على نيتشه، رغم أنه سعى لاحقًا للإيحاء مرارًا بالتحرّر من أسر تأثير شوبنهاور عليه.
وأشار الناشر إلى أن كتاب "شوبنهاور مربيًا" لقي في السنوات الأخيرة اهتمامًا كبيرًا من قبل الوسط العلمي والقرّاء على السواء، واحتل مكانة مهمة في فهم تطور نيتشه الفكري، ولذا فإن ترجمته إلى العربية قد تساعد على إلقاء ضوء جديد على فكره، وتشكل إغناء للمكتبة العربية وخدمة للثقافة عمومًا.