ضِلّيلٌ هذا المَلكُ
لا يملكُ إلاّ تاجًا وصواعًا
يجلس مُنتفخًا
ويُصعّر خدًّا للناسْ
***
كان السّاقي يمشي في رُدهات القصر الملكيِّ
يختالُ ببزّته الزّاهيةِ
ويحني القامةَ كلَّ مساءٍ
يقرأُ للملك الطّالعَ
ويوسوسُ مثلَ النَّسْنَاسِ الخنّاس
***
الملكُ المُنتفخُ الأوداجِ بعرش الأبنوسِ
وتاجِ العاجْ
يعبرُ أروقةَ القصرِ الملكيّ
مُغترًّا بنياشين الفتنةِ
يجلس في الشُّرفةِ
يُقلّبُ كأسًا ويَمجُّ ثُمالتها
مثلَ الدّيك النَّخّاس
***
للملك الضّليلِ صواعٌ مثقوبٌ
قال له السّاقي: بعه في سوق البصرة
حتى لا يسرقَه الإخوةُ
ويعيثَ به فُسْقًا
سُرّاقُ القصرِ الأنجاسْ
***
قال له الملكُ المزهوُّ:
فتّش لي في الصحراءِ
أو في الحانات
عن شُذاذِ الآفاق
وأَبْناءِ الأرْجاس.
***
جلس الملكُ المطعونُ الظلِّ
على كرسي العرش
يقرأُ تاريخَ المُجّان
يلهو بالإكليل
يبحثُ عن أَسْفار الإنجيل
وسور القرآن
صاح الملكُ بعد الفجر الدّامي:
ليس أمامي
إلا هذا الوطنُ الأعرجُ
ولا يوجدُ للوطنِ أيُّ بديل
ولن أخرجَ منه محنيَ القامة
أو منكوسَ الرَّاسْ
***
السَّاقي المخصيُّ
باع الإخوةَ للسَّيّارةِ
وألقى في البئرِ
رِحالَ الإخوة
وعاد إلى القصر
عند بزوغ الشّمس
لئلاّ ينتبه الحُرّاسْ.
شاعر فلسطيني أردنيّ