يلتقط الشاعر والفنان التشكيلي العراقي، ليث الصندوق، شعرية المفارقة في عالم أضحت إنسانية الإنسان آخر ورقة تكشف فظاعات الأنظمة وهشاشة الكائن أمامها، ولا بديل للشاعر إلا البياض والقصيدة كي يؤجج ثورته والكتابة بالضد كي يعلن صوته الوارف من بنية الانهيار العارم، مقاوما كل أشكال التدجين.

اللاعبون بكرات الوهم

ليث الصندوق

 

لطالما وضعوا كراتهم في صحني

وأجبروني على أكلها

موهمين إيايَ بأنها بيوض دجاجاتهم

لطالما أجبروني على ابتلاعها

مدّعين أنها حبوبٌ للصداع

كانوا سعداء بالعثور على فمٍ بريء

ينقذ كراتهم من ركلات الأقدام

لكني كنت أوشكُ على الموت اختناقاً

وأستنجدُ بالسباكين

وكنّاسي الأنفاق

**

إنهم اللاعبون بكُرات الوهم

يقذفون كراتهم إلى السماء

ويقفزون طائرين وبأياديهم المقاص

ليقطعوا شباك أقواس قُزح

مخافة أن تعلق بها كراتهم

وفي الليل يتخذون من كراتهم وسائد

ينامون عليها

ويحلمون أنهم رُضّع

وأنّ كراتهم هي أمهاتهم المرضعات

**

ليُسعَدوا هم بكُراتهم

ليُلبِسوها بدلات الزفاف

ويعقدوا عليها قرانهم

ليضعوها في أعشاش

ويجلسوا عليها حتى تفقس

أما أنا

فلستُ مستعدّاً للموت اختناقاً بعد اليوم

سأهربُ

وأتركهم يستبدلون رؤوسهم بكُراتٍ

غافلينَ أنّ العالم من حولهم

غابة من الأقدام.