يد الشاعر المرموق وهي تلتقط أبجديات الحلول في القصيدة وفي مجازات الكتابة وفي التقاط أسرار اللغة الباحثة عن ظلال كينونة الشاعر، في المشكاة حيث يتلصص النور الى داخل النص في رغبة حثيثة بحثا عن تحلل الشاعر نفسه داخل البياض.

المشكاة

جـمال نجـيـب

 

انْتَقِمْ يَا ضَوْءُ

مِنْ دُجىً مَانِعٍ لِلسَّيْرِ

 

أُكْمِلُ وَحْدِي النُّزُوحَ،

أَعُودُ وَلَا ذَرَائِعَ لِي / خَائِفاً 

مِنَ الْأَفْعَى وَمِنْ قُطَّاعِ الطُّرُقِ 

أُسْبِلُ أَصَابِعِي وَأَعُدُّ أَسْمَاءَهُمْ وَاحِداً وَاحِداً

 

 تَحْتَ تَمَادِيكَ يَا الْحُبُّ مَا لَا تَمْنَحُهُ اللُّغَةُ

غَمِّسْ فِي طَسْتِ رُوحِكَ تَرَاوُحِي

لَا تَلْهَثْ خَلْفِي 

دَعْنِي أُجَرِّبُكَ وَأَفْشَلُ

امْسَخْنِي كَمَا نَرْسِيسُ

نَرْجِسَةً صَخَّابَةً

 

أَسْمَعُ صَوْتَ سُقُوطِ الْفَاءِ مِنْ شُجَيْرَةِ الْفَرَحِ

وَعَلَى عَجَلٍ تُعْلِنُ الرَّاءُ وَالْحَاءُ

اِنْقِلَاباً

أَعْنِي حَرّاً

لَا شَيْءَ يُخْمِدُهُ

فِي آخِرِ السَّطْرِ نُقْطَةٌ صَارِمَةٌ

 لَا اضْطِرَابَ بَعْدَهَا،

 

رَبِّ، هَذَا قَلَمِي

حَوِّلْهُ مِشْكَاةً

وَعَلِّ بِهِ

أَسْوَارَ الْيُوتُوبْيَا

لِيَكُنِ الْوَتَرُ فِي السُّلَّمِ الْمُوسِيقِيِّ

عَنِيفاً

يُرْشِدُنِي إِلَى اسْتِحْيَاءِ الْقَصِيدَةِ

مِمَّنْ يَخْمِشُونَ بِبَرَاثِنِهِمْ

الْأَوْكَارَ الْخَالِيَةَ

وَالْمَرَاقِدَ

أَرَى قَاتِلِي، وَلَا أَكْثَرِتُ بِاعْتِذَارِهِ مِنِّي،

 

فِي أَوْرَاقِي السِّرِّيَّةِ نَافِذَةٌ عَلَى زَائِرٍ لَا يَجِيءُ

حُرَّاسٌ تَرَكُوا مَكَانَهُمْ

 لِمَنْفىً

رَمَّمَهُ رَسُولٌ وَوَعَدَ بِالرُّجُوعِ

 

أَيْنَ السَّمَاءُ؟ أُرِيدُ أَنْ -

أَحْيَا 

   أَيْنَ الْمَلَائِكَةُ؟ أُرِيدُ أَنْ -

 أُبْصِرَ الْبَيَاضَ مِنْ دَاخِلِهِ

 

يَا عِشْرِينَ عَاماً مِنِ امْرَأَةٍ تَنْزَوِي

فِي رَأْسِي وَقَفَصِي الصَّدْرِي

تَتَفَوَّقُ أَجْنِحَتُهَا  

تَطِيرُ إِلَى مَا يَلِيقُ بِي

وَبِلَيْلِي وَبِحَقْلِ النُّورِ وَبِحَلِيبِ الْأَمْسِ.. 

 

إِنَّ الْكَوْنَ لَا يَغُورُ

مِنْ سِرِّهِ الْكَبِيرِ تَفْتَرِعُ

قَافِيَةٌ مُتَضَوِّعَةٌ 

تَتَدَافَعُ حُرُوفُ الْهِجَاءِ فِي حُنْجُرَتِهَا ٠٠

وَتُدَافِعُ عَنْ بَكَارَةِ الْمِدَادِ

يَخُطُّ مَا تَيَسَّرَ مِنْ ضَيْمِ السِّنِينِ

 

مِنْ أَجْلِ الدُّجَى  

يَقُولُ السَّاهِرُونَ كَلَاماً سَاهِراً

مِنْ أَجْلِهِ يَدْلِفُونَ الْنِّسْبِيَّ

وَيَرْصُفُونَ أَشْجَانَهُمُ الْمُطْلَقَةَ

بِمُنَاسَبَةٍ وَغَيْرِ مُنَاسَبَةٍ

مُعْتَدِّينَ بِسَاعَاتٍ مُتَأَخِّرَةٍ

تُمَارِسُ الْمَشْيَ

وَالسَّرْنَمَه 

 

كَمْ أَضْحَكْتَ وَأَبْكَيْتَ يَا حُبُّ

يُصَفِّقُ نَخْبُكَ لِعَاشِقَيْنِ

بَيْنَ التَّجَاذُبِ وَالتَّنَابُذِ

أَبِمَقْدُورِهِمَا التَّحَوُّلَ إِلَى تِذْكَارٍ أَخْضَرٍ،

أَخْضَرٍ مُدْهَامٍّ 

تُلَوِّحُ لِي مِنْهُ يَدٌ رَحِيمَةٌ..