يكتب الشاعر العراقي، حميد الحريزي، عن تلك السلطة الهلامية التي ما انفكت ترسخ سيرورة وجودها ضدا على إرادة التغيير ويختار الشاعر أن يرسم بشكل كاريكاتوري المشهد بسخرية مرة يعيد خلالها كتابة المشهد الذي أمسى يهيمن على تاريخ آسن لا يرغب أن ينمحي.

بَرَكَاتُ السُّلْطَانِ

حمـيد الحـريزي

 

سَبِّحُوا  بِإِسْم ِ سَيّدِ

الْفُرْسَانِ

مَالِكِ الْجُنْدِ

صَادِقِ الْوَعْدِ

مَنْ

وَهَبَكُمْ بَيْضَ النَّمْلِ

وَبَرَازَ الْجُرْذِ

 وَأَسْرَابَ الْقَمْلِ

بِالْمَجَّانِ

***

هَلْ تَعْرِفُ سِرَّ حِكْمَتِنَا

فِي:-

إِقْفَالِ فَمِكَ

هَلْ تُدرِكُ حِكْمَتَنَا

فِي تَكْبِيلِ يَدِكَ ؟؟

يَا جَاحِداً حَقَّنَا إِنَّا خَلَّصْنَاكَ :

-

مِنْ ذُلِّ السُّؤالِ

إِنَّا أَغْلَقْنَا أُذُنَيْكَ وَأَعْطَيْنَاكَ

((النَّقّالَ))

خَلَّصْنَاكُمْ مِنْ وَحْشَتِكُمْ

خَلَّصْنَاكُمْ مِنْ غُرْبَةِ الْغَرْبِ

وَمِنْ

الْوَحْدَةِ وَالْكَرْبِ

مَا تَرَكْنَا فَتاً يَتَجَوَّلْ

وَلَا تَرَكْنَا وَحِيْداً يَتَسَوَّلْ

بَلْ سَيَّرْنَاكُمْ :

_

أَرْتَالاً تَتْبَعُ أَرْتَالاً

مَيْسُورٌ عَيْشُكُمْ

مَوْفُورٌ رِزْقُكُمْ

ضَاعَفَ الأَمِيْرُ لَكُمْ :

-

تِلَالَ الأَزْبَالِ

وَأَعْطَاكُمْ حَقَّ التَّنْقِيْبِ فِي

الأَوْحَالِ

فَطَيّبُوا أَفْوَاهَكُمْ بِذِكْرِ

مَنْ خَلَّصَكُمْ

مِنْ شَرِّ الْكَنْزِ

وَثُغَاءِ الْعَنْزِ

(القَنَاعَةُ كَنْزٌ لَا يَفْنَى)

لَهُ التِّبْرُ

وَلَكَ الصَّبْرُ

وَنِعْمِ الإِيمَانُ

***

عَطِّرُوا أَجْسَادَكُمْ

مَتِّعُوا أَطْفَالَكُمْ

بِفَرْثِ  الْخِرْفَانِ

قَوُّوا  أَجْسَامَكُمْ

بِبَرازِ الْفِئْرانِ

اِنَّا نَخْشَى عَلَيْكُمْ مِنْ :-

السُّمْنَةِ

وَمِنْ

مَرَضِ الإِدْمَانِ

كُلُوا هَنِيْئاً

وَسَمُّوا بِإِسْمِ وَكِيْلِ((الرَّحْمنِ))

مِنْ بَرَكَاتِنَا

جَعَلْنَاكُمْ خِصْيَاناً

 لَا تَحْزَنْ

نِسَاؤكُمُ سَيَطَؤهَا سَيّدُنَا

أَعْفَاكُمْ مِنْ شَقَاءِ

نِكَاحِ النِّسْوانِ

لَا ظُلْمَ بَعْدَ الْيَوْمِ

لِلْكُلِّ حَقٌّ  بِ :

لَا حَاجَةَ لَكَ بِالْفِكْرِ

اِجْتَثّ

حَوَاسَّ الشَّمِّ وَالذَّوْقِ

وَازْرَعْ سِنّاً

كَالْفَأْسِ عَصِيَّ الْكَسْرِ

لَا حَاجَةَ لَكَ

بِالْفَلْسَفَةِ وَالْجَبْرِ

(مالك ومال) الْقِصَّةِ وَالشِّعْرِ

إِنَّ قَدْرَكَ  بِالْقِدْرِ

مَا حَاجَتُكَ لِلْفِكْرِ

 إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ

 كُلَّ شَهَادَاتِ الْغَدْرِ

اُسْتَاذاً فِي عِلْمِ الْمَكْرِ

أّجْهِدِ النَّفْسَ

وَاضِبِ الدَّرْسَ

لِتُحْرِزَ الْمَرْتَبَةَ الأُولَى

فِي  تَبْجِيلِ السَّجَّانِ

***

اِنْهِ الْعُمْرَ .. إِنْسَ الْقَهْرَ

وَانْسَ الْفَقْرَ

ارْفَعْ رَايَاتِ الْعُهْرِ

إِطْوِ أَعْلَامَ النَّصْرِ

ذَاكَ زَمَنٌّ وَلَّى

 لَا يُلَائِمُ  رُوْحَ  الْعَصْرِ

لَا يُلَائِمُ (ثَقْبَ الأَوْزَوْنِ)

وَلَا إنْفلونْزَا الطَّيْرِ

إِنَّا

أَعْفَيْنَاكَ  مِنْ أُجْرَةِ السَّكَنِ

فِي الْمَقَابِرِ أَسْكَنَّاكَ

كَيْ

لَا تَهْتَمَّ بِشَأْنِ الدَّفْنِ

فَأَنْتَ

مِنَ الْقَبْرِ إِلَى القَبْرِ

إِبْعَثْ لِلْخَلِيْفَةِ آيَاتِ الشُّكْرِ

لَا يُضُلِلَكَ

دُعَاةُ الْوَطَنِ وَ الأَوْطَانِ

دَوْماً أَنْتَ الأَوْطَأُ

وَالأَعْلَى السُّلْطَانُ

تَمَتَّعْ بِأَحْلَامِ النَّوْمِ

وَتَعَلَّمْ  صَبْرَ الصَّوْمِ

لَا تَنْظُرْ لِلْأَعْلَى

أُنْظُرْ دَوْماً للأسفلِ

سَيَكُونُ لَكَ قَصْرٌ

وَلَكَ حَوَارِيْ

وَلَكَ نَهْرٌ مِنْ خَمْرٍ

لِأَنَّكَ  صَدَّقْتَ   قَوْلَ الْوعَّاظِ

فَصَارَتْ كُلُّ حَيَاتِكَ رَمَضَاناً

سَبِّحْ  بِإِسْمِ

مَنْ وَهَبَكَ  بَيْضَ  النَّمْلِ

وَبَرَازَ الْجُرْذِ

 وَأَسْرَابَ الْقَمْلِ بِالْمَجَّانِ

***