غرباء بمعاطف خفيفة لغسان زقطان

تضم المجموعة الشعرية “غرباء بمعاطف خفيفة” لغسان زقطان الذي يعتبر أحد أهم الشعراء الفلسطينيين والعرب، ويشمل العمل 66 نصا شعريا. وتتوزع النصوص على ثلاثة عناوين كبرى، هي “الطريق إلى البحيرات”، و”لا أعرف الطريق إلى حلب”، و”غرباء  بمعاطف  خفيفة”.

ويتميز هذا العمل الشعري، الصادر عن دار ملتقى الطرق وذلك ضمن سلسلتها “مواعد”، باشتغاله الجمالي الخاص الذي يطبع تجربة غسان زقطان على مستوى الكتابة  الشعرية؛ وهي التجربة التي “تذكرنا بغايات الحياة، وتحيل الظلمة إلى ضوء والكراهية إلى حب، والموت إلى حياة، وتجعل من الأمل ممكنا”، كما جاء في كلمة لجنة تحكيم جائزة غريفن العالمية، التي كان قد فاز بها زقطان قبل سنوات.

وعلى غرار مجموعاته السابقة تحضر ثيمات الوطن والاغتراب والهم القومي في نصوص الشاعر بإيقاعاتها وتقاطعها مع الموروث وطرق صياغة الجملة الشعرية التي امتاز بها الشاعر.

سفر لأجل الحب

الحياة من غير حب هي حياة من غير روح، وهكذا يبدو مستهام في مملكة الحب التي أسكنه فيها الكاتب السعودي نايف فاروق بحري وهو يختاره بطلا لروايته “مملكتان وجمهورية”، ففي المملكة الأولى ولد ونشأ وفي المملكة الثانية درس ونجح وفي الجمهورية وجد حبّ حياته بعد غياب.

في الرواية يرصد بحري تحولات المجتمع السعودي في النصف الأول من القرن العشرين وتبدأ منذ المرحلة القبلية وصراع الشيوخ على النفوذ إلى مرحلة قيام الدولة على يد مؤسسها الملك عبدالعزيز بن سعود، وصولا إلى اكتشاف النفط وما رافق ذلك من محاولات الاستحواذ عليه من قبل الدول الغربية وأميركا بشكل اتفاقيات واستثمارات.

في مثل هذه الخلفية نمت حكاية بطل الرواية مستهام، الذي ولد يوم مقتل أبيه في جدة إلى يوم رحيله عنها إلى مصر وانتهاء بسفره إلى فرنسا لأجل الحب.

كوابيس الحرب والهجرة

في رواية الكاتب والمترجم السوري المقيم في إيطاليا يوسف وقاص “في الطريق إلى برلين” يقود البطل ميلاد بن كنعان، وهو شخصية مصابة بازدواجية حادة، قافلة من لاجئي الحرب نحو ألمانيا. مسيرة غرائبية لواقع هلامي تتجلى من خلاله جذور كل تلك الوحشية التي دفعتهم إلى مبارحة أرضهم والبحث عن مأوى في بلدان أخرى.

إنه السيناريو المريع الذي يتأرجح بين الحاضر والماضي، في بنية سردية دائرية. فنحن هنا أمام رواية تتألف من كوابيس حقيقية عن الحرب. أبطالها ناديا وعادل وميلاد وإسماعيل وغيرهم من ضحايا وجلادي هذه الرحلة الأسطورية بحلقاتها المختلفة من الجحيم، كما في الكوميديا الإلهية لدانتي.

وباستحضار التاريخ والحكايات الشعبية المتداولة في الشمال السوري والوقائع المرعبة تبدو الفصول الثمانية والعشرون لهذه الرواية، الصادرة عن منشورات المتوسط إيطاليا، مثل قطع أحجية معقدة، لا يمكن تجميعها دون قراءتها جميعا.