فاز فيلم “ريش” للمخرج المصري عمر الزهيري الأربعاء بالجائزة الكبرى للجنة تحكيم أسبوع النقّاد، إحدى الفعاليات التي تقام على هامش مهرجان كان السينمائي الدولي في دورته الرابعة والسبعين التي تنتهي فعالياتها السبت. وكان الفيلم، الذي عُرض الثلاثاء بالمهرجان ولاقى استحسانا من النقاد، ضمن سبعة أفلام في هذه المسابقة التي تركّز بالأساس على العمل الأول أو الثاني. والعمل إنتاج مصري – فرنسي – هولندي – يوناني مشترك، وهو العمل الروائي الطويل الأول لمخرجه (33 عاما) الذي ساهم في كتابته أيضا. وتخرّج الزهيري في المعهد العالي للسينما بالقاهرة، وعمل مساعدا للعديد من المخرجين المصريين من بينهم يوسف شاهين ويسري نصرالله.
وسبق للزهيري أن أخرج عددا من الأفلام القصيرة منها “زفير” الذي حصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة من مهرجان دبي السينمائي الدولي في العام 2011، وفي 2014 قدّم عمله الثاني “ما بعد وضع حجر الأساس لمشروع الحمام بالكيلو 375” وهو أول فيلم مصري يتم اختياره من قبل مؤسسة سيني فونداسيون بمهرجان كان السينمائي. لكن فيلم “ريش” هو أول عمل روائي طويل له، على غرار سائر الأفلام التي شاركت هذا العام في مسابقة أسبوع النقّاد.
وأصدر مهرجان القاهرة السينمائي بيانا هنأ فيه طاقم الفيلم، جاء فيه “يهنئ مهرجان القاهرة السينمائي الدولي المخرج عمر الزهيري لحصول فيلمه ‘ريش’ على الجائزة الكبرى في مسابقة أسبوع النقاد في الدورة الـ74 لمهرجان كان السينمائي، ولتحقيقه إنجازا كبيرا للسينما المصرية، إذ يعدّ هو أول فيلم مصري يفوز بهذه الجائزة”
ومباشرة إثر تتويج الفيلم بالجائزة في المهرجان الفرنسي، أعلنت الصفحة الرسمية لمهرجان الجونة المصري على الفيسبوك عن عرض الفيلم المصري في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة بالدورة الخامسة لمهرجان الجونة السينمائي المقرر انعقادها في أكتوبر المُقبل.
ويمزج الفيلم بين الواقع والفانتازيا، إذ يتناول قصة أب يقرّر إقامة عيد ميلاد ابنه الأكبر فيحضر ساحرا لتقديم بعض الفقرات المسلية للأطفال، وفي إحدى الفقرات يدخل الأب في صندوق خشبي ليتحوّل إلى دجاجة ومع محاولة الساحر إعادته مرة أخرى تفشل الخدعة ويبقى الأب في هيئة دجاجة.
وتستمر مفارقات الفيلم لتلقي بظلال من النقد الساخر على مشكلات اجتماعية واقتصادية وكذلك أوضاع المرأة المعيلة، مبرزا دور الأم التي كرّست “جسدها وعمرها لزوجها وأطفالها” قبل أن تجد نفسها فجأة وقد أصبحت تقوم بدور الأب والأم في آن معا بعد حادثة السحر الخاطئة التي تعرّض لها زوجها، وحوّلته إلى دجاجة. ومع الوقت باتت الزوجة التي تكافح من أجل حياتها وحياة أطفالها امرأة مستقلّة وقويّة.
وعن أول أفلامه الروائية الطويلة قال الزهيري “هو اختيار شخصي نابع من طريقة التفكير التي اتبعتها من قبل في تنفيذ أفلامي القصيرة، رأيت بعض الصور في مخيلتي بنيت عليها قصة وأصبحت هذا الفيلم”، مشيرا إلى أنه استغرق في التحضير له خمسة أسابيع تصوير متتالية.
ويضيف “السيناريو في أفلامي مجرد مرحلة مبدئية وليست كل الفيلم، فهي مسودّة أفكار تتحوّل لاحقا لمجموعة مشاهد حية وصور وأصوات. أنا أبحث عن الشعور الذي يفاجئني بعد المونتاج وليس الأفكار المكتوبة، لذلك إذا وجدت قصة أو سيناريو مكتوبا من غيري واستطعت أن أتخيله لا أمانع في العمل عليه كما حصل مع فيلم ‘ريش’ للمؤلف أحمد عامر، والذي اشتركت معه في كتابة السيناريو”.
وعن شعوره بعد اختيار فيلمه في مهرجان كان ومن ثمة تتويجه بجائزة أسبوع النقاد، قال “أنا ممتن للظروف وللحياة التي سمحت لأفلامي أن ترى النور، وفخور بشكل كبير لأني أساهم مع باقي أبناء جيلي في تقديم السينما المصرية الجديدة للعالم، فخور لأنني جزء من تراث سينمائي مصري عظيم تعلمت وتأثرت به، فخور لأنني أحد خريجي المعهد العالي للسينما بمصر، أشكر كل زملائي وأساتذتي سواء الذين درّسوا لي في المعهد أو المخرجين الكبار الذين عملت معهم كمساعد وأشكر السينمائيين والفنانين المصريين من الذين سبقوني في الإخراج، فأنا لن أصل إلى أي نتيجة دون التشبّع بأعمالهم الخالدة”.
وتسلّط مسابقة أسبوع النقاد الدولي الضوء على الأفلام الأولى والثانية للمخرجين الشباب من كافة أنحاء العالم، حيث تنافس في مسابقة هذا العام 7 سبعة أفلام روائية طويلة وستة أفلام في عروض خاصة، من بينها الفيلم الفرنسي “ريانافوتر” لجولي لاكوستر وإيمانويل مار، إضافة إلى فيلم “أمبارو” من كولومبيا لسيمون ميسا سوتو الذي يحكي عن امرأة وسط الحرب الأهلية، وكذلك “أولغا” من سويسرا وأوكرانيا لإيلي غرابي.
وافتتح الأسبوع بفيلم من خارج المسابقة، هو “روبوست” للمخرجة كونستانس ماير مع النجم جيرار ديبارديو.
وحرصت لجنة اختيار الأفلام على التساوي بين المخرجات النساء والرجال فضمّت القائمة الأفلام مناصفة بينهم، وترأسها المخرج الروماني كريستيان مونجيو الذي حصل على السعفة الذهبية لمهرجان كان عام 2007 عن فيلمه “أربعة أشهر وثلاثة أسابيع ويومان”.
وأسبوع النقاد الذي يهدف إلى اكتشاف المواهب الشابة وتسليط الضوء عليها احتفل هذا العام بالذكرى الستين لتأسيسه.
وفاز فيلم “ستاشر” للمخرج المصري سامح علاء بالسعفة الذهبية لمسابقة الأفلام القصيرة في الدورة السابقة من المهرجان التي أقيمت لمدة ثلاثة أيام فقط بسبب الوضع العالمي المتأزم نتيجة انتشار فايروس كورونا، ممّا جعله أول فيلم مصري يفوز بإحدى جوائز مهرجان كان، بعد تتويج المخرج الراحل يوسف شاهين في العام 1997 بجائزة الإنجاز العام لمهرجان كان السينمائي عن جملة أعماله السينمائية.