كمْ هِي غَريبَة خُلوتِي إلى القلق
تثورُ سَريعا بِداخِلي
براكينُ سُؤالاتي الخَامِدة ...
مَا كَمُّ مَخاوفي المُدَّخرَة التِي،
سَتعْصِفُ بِي كدُخَّان ...؟
تُحيلُ تَعابيرَ مَلامِح وجْهي المُبْهمَة
عِندَ الأسْوأ،
إلى رَماد أجْوِبةٍ غَازيَّة .. ؟
فماذا لوْ غلَّقتُ نَوَافذِي المُغْلقَة
فِي وَجهِ هَذا البَحر وَرائِي.
لمْ يَعُد بِوُسْعِ عَيْناي الجَافتين
أن تترَقُّبِ،
خَبايا مَوجِه المُتخاذِلِ فِي المَد
نَحوَ شطِّ تعاستي المُفرِطة فِي التفاؤل.
فلسْتُ سَمكةَ رملٍ،
لأبْتلِع عَلى الدَّوَام
طحالِبَ مِلحَ البِحار
ألمْلِمُ فقَط،
كفزَّاعةٍ مِنْ وَرَق
هَديرَ سُكونِ عَواصِفِهِ المُتأخِّرَة،
المُتأخِّرة ...
كثيراً عَنِّي،
فِي الطوفانْ.
** ** **
وهَلْ كانَ حَقا بِإمْكاني،
أنْ أمْحُوَ لوْنَ الليْل ...؟
الليْلُ المُختبِئُ فِي جيوبِ غُرْفتِي.
أتسَاءلُ هكذا بِيقين مُتذبْذِب
عِندَما يَعْتريني رُهابُ الأفكارِ المُغْلقَة.
وطالمَا رَاوَدتنِي الجُرْأة،
عَلى ابتِلاعِ هَواجِسي
لِأبادِر في شرْعِ كلَّ نَوافِذ هَلعِي الثقيلْ.
وَحَتْماً أدرك بأني،
سَأتابع رَكضِي ..
رَكضِي المُتقطعِ
وَراءَ وَساوِس أفكارِي المُلتبِسَة.
هَكذا أنا ..
يَحلو لِي وغالبا، العَبث بِالتأويل:
هُو الليْلُ ..
لوْنٌ دَاكنُ الدَّهاءْ،
يَملأ فَراغاتِ البَياضِ المُتناثِر
فِي عَيْنيَّ الغافِيَتينِ،
يُشعِرُني أكثرْ وأكثرْ
بِرغبةٍ جَارفَة فِي النَّحِيب
كمُغْترِبٍ بِلا قلب،
تَجرَّدَ مِنْ كلِّ عَواطفِ ذِكريَاتِه،
أضاعَ في فتنةِ سَوادِه
بَوْصَلة العودة ..
تِلكَ العوْدَة الأخيرَة
إلى أولِّ الظلِّ.
ذاكَ الظل الذِي ...