في نقد قاسٍ لهذا المشهد الملتبس حيث أمست النصوص لا تكشف عن عمق الرؤية، يكتب الشاعر المغترب "وجهة نظر" تلامس هذا الوضع الملتبس والشائك بحثا عن "صفاء الشعر" وشعرية النص التي أضحت تختفي بين دهاليز واقع مر ومنه ينبعث السؤال عن جدوى الكتابة ومآلها.

مجرد وجهة نظر

بن يونس ماجن

 

لست بحاجة لكلمات مهدرجة

ولا لقصائد مفتعلة الكترونيا

ولا لخواطر التي لا تفصح عن شيء

 

قد يقول قائل

ما الذي يجعل الفراشة

تحوم حول مصباح ضرير

ولماذا يتفقد الراعي قطيعه

بعد ابرام الهدنة مع الذئب

 

وانا أتساءل منذ سنوات

لماذا فجأة

ودون سابق انذار

يتناسل الضباب

خلف العتمة

 

أتزود بكل ما يلزم

من أعقاب السجائر الميؤوس منها

ما شأني إن كانت بطاقة هويتي رمادية اللون

 

ثمة من يريد أن يكون شاعرا مداحا

والسرج على ظهره

وميكروفون الالقاء

بين فخذيه

 

بعض الشعراء يتماطلون

في تسديد ما عليهم من جزية

فنراهم لا يقولون شيئا

ولا يبالون

ولا يملكون من الشعر

الا عواء ذئب ورقصة غراب

في ليلة مكفهرة

 

انه أمر معتاد

ان يتواطئ الظل مع الشمس

الغربة المتخمة بغثيان المنفى

كأنها سحابة لم تستقر

تطاردها زخات مطر عنيف

يرتشف منه سراب ظامئ

 

ثمة قطار

لا ينتظر احدا

الكل يريد الصعود

بقفز مرتجل

فوق سكة حديدية مهترئة خارج ارادتها

 

في حفلات التتويج

يستمعون لوجهة نظر واحدة

شريعة الغاب

يرفضها الصقر

لانه يريد اجنحة كاملة الدسم

ومزيدا من الريش

 

وردة ذابلة

تتحسر على مزهرية

شاخت قبل الاوان

فغدت بعيدة عن متناول الفراشات

 

على سطح صفيح ساخن

كم هي النزوات الملغومة

التي ينفثها مسدس بذخيرة ثلاثية الابعاد