المصرية وفاء ياديس تمزج بين سحر الطبيعة وإيقاع التانغو في لوحات غرافيكية
الفنانة تخاطب في معرضها الأخير عقل وقلب المتلقّي بالأبيض والأسود مع تداخل الخطوط والتفاصيل، دون الحاجة إلى ألوان أخرى تشكّل لوحاتها الغرافيكية.. إذ عبر قناتها الرسمية على موقع يوتيوب أطلقت الفنانة التشكيلية المصرية وفاء ياديس مؤخرا معرضها الجديد في فن الغرافيك الذي حمل عنوان “تانغو”، ويتناول المعرض علاقة الإنسان بالطبيعة والمجتمع في منظومة تجمع بين الشغف الإنساني وفيزياء الكون مع معتقدات المجتمع واختلاف الثقافات، حيث قامت الفنانة للمرة الأولى بالمزج بين الأشخاص والأشجار في محيط غني بتفاصيل وزخارف عربية تثري الشكل الفني بمزيج جديد من الثقافة اللاتينية ونظيرتها العربية.
وتقول ياديس عن فكرة المعرض “إن انتشار رقصة التانغو بين مختلف المراحل العمرية في المجتمع العربي منذ القرن الماضي، قد سلّط الضوء على فن التعبير الحركي اللاتيني بعد أن تم التعريف بالرقصة دوليا عام 1890، وفي سبتمبر 2009 أعلنت منظمة اليونسكو أن رقصة التانغو تعتبر جزءا من التراث الثقافي الإنساني غير الملموس في العالم”.
ومن هناك أتت فكرة معرضها الافتراضي، حيث توضّح “على الفنان أن يُتابع ثقافات إنسانية متعددة ويضيف إليها فكره وتجربته هو، ويبحث عن كل جميل ليتعلمه ويناقشه مع مجتمعه لزيادة الوعي والثقافة والتواصل مع فنون كل المجتمعات، سواء كانت فكرية أو حركية أو سمعية أو بصرية، والارتفاع بالمستوى الفني على جميع الأصعدة. ولذلك قبل أن أرسم التانغو تعلمت كل تقنيات الرقصة لمدة سنتين ودرست ما تعنيه وما تمثله، وأضفت معادلات فنية بين الجسد الراقص والأشجار والزخارف العربية لتكون كل لوحة مساحة من التفاعل مع جوهر التانغو”. وتخاطب الفنانة في معرضها الأخير عقل وقلب المتلقّي بالأبيض والأسود مع تداخل الخطوط والتفاصيل، دون الحاجة إلى ألوان أخرى تشكّل لوحاتها الغرافيكية، لتكون رقصاتها تجسيدا لحالة التيه التي تمنحها رقصة التانغو لعُشاقها.
معادلة فنية مبتكرة تجمع بين الجسد الراقص والأشجار والزخارف العربية في اتساق مع جوهر التانغو: وهي في ذلك تقول “للتانغو لغة فريدة، تشبه كثيرا قصص الحب بكل ما فيها من تناقضات، حيث قانون التانغو الأوحد أنه لا قانون، رقصة تَعزف لحن التناغم مع الحياة، بين عاشق جسور يُقود خطوات شريكه كأنه فارس قادم على حصانه، ومعشوق يُراوغ بخفّة دون فقدان الانسجام في ذاته، رجل مُحب للتسيّد اللذيذ والمُرحب به، وامرأة تُجيد الاستجابة بإغواء ودلال ورشاقة، إنها لعبة الحياة العادلة”.
التانغو مثل الحياة تماما، لا يمكن للمرء أن يسير فيها منفردا، وعندما يختلط العشق بحب الحياة تتولد رقصة التانغو، تلك الرقصة التي تُمكّن راقصيها من التحليق عاليا نحو السماء، تَمنحهما أجنحة وتُعطيهما القدرة على الوصول إلى النجوم، وتُولّد لديهما الإحساس بأن كل شيء ممكن في هذه الحياة، وأنه ليس هناك معنى لكلمة مستحيل، وهكذا هي لوحات ياديس الجديدة دعوة إلى التحرّر من كل قيود مدارس الرسم التقليدية. وللفنانة المصرية مبادرات فنية كثيرة في مصر وخارجها، لعل أبرزها إطلاقها في يونيو الماضي أول غاليري مصري للفن التشكيلي في أوسلو بالنرويج. ويقدّم الغاليري عروضا “أونلاين” لرواد الفن المعاصر وأساتذة الفنون في الوطن العربي وآسيا وأوروبا، بالتوازي مع معارض فنية لأطفال موهوبين وشباب حديثي التخرّج من مختلف دول العالم.