عاد مهرجان "سيكا جاز" لمحافظة الكاف (شمال غرب تونس ) مجددًا، في خامس أيامه، بعرض أقيم في موقع "ألتيبيروس" الأثري، حيث كان اللقاء مختلفا فقد امتزج فيه سحر الموسيقى مع اكتشاف الموقع الأثري والتاريخي. و"ألتيبيروس" هو موقع أثري تونسي يقع في محافظة الكاف، وتحديدا قرب مدينة الدهماني في مكان أصبح يسمى "مدَيْنَة" وهي تصغير لكلمة مدينة.
وفي مسرح كان يتسع لثلاثة آلاف متفرج لم يبق منه سوى الأسس وبعض العناصر المعمارية تنعكس من بين أعمدته أشعة الشمس قدمت الفنانة مريم التوكابري عرضا بعنوان "بين تونس وهافانا" في مهرجان تتواصل فعاليته الى حدود 13 سبتمبر/ايلول. وقالت مريم التوكابري التي تنتمي لعائلة موسيقية إن عرض بين تونس وهافانا" هو عبارة عن مزيج بين الموسيقى الكوبية والموسيقى العربية واللاتينية.
وتابعت "منذ أواخر سنة 2018 وأنا أعمل على هذا المشروع بالتعاون مع زوجي وهو أحد افراد الفرقة الموسيقية"
ووسط أجواء إيقاعية راقصة تفاعل جمهور "الجاز" الذي كان حاضرا بأعداد متفاوتة والذي جاء للاستمتاع بهذا اللون الموسيقي الذّي تميزه إيقاعات تتغنى بالحرية. كما تفاعلوا مع موسيقى تتطور مع كل عقد وتزداد حيوية من خِلال حركات العازفين والمغنية. " وسيكا جاز" الذي تعطل لدورة واحدة (2020) بسبب فيروس كورونا يعتبر موعدا سنويا يترقبه أحباء الجاز في تونس وخارجها للاستمتاع بهذا اللون الموسيقي الذّي تميزه إيقاعات تتغنى بالحرية والانعتاق من كل القيود.
وانطلقت أولى عروض المهرجان لهذا العام، بالمعلم الأثري "سيدي بومخلوف" بعرض لفرقة "العيساوية" التونسية. والجديد في هذه النسخة أنها تتوزع بين ثلاث محافظات في تونس وهي الكاف وسليانة والقصرين. ويتضمن برنامج الدورة الحالية للمهرجان الذّي تنظمه سنويا جمعية "الثقافة والتنمية" بالكاف (مستقلة) 8 عروض ستحتضنها مواقع أثرية اغلبها في الكاف. وقد اختارت هيئة المهرجان تقديم العروض في مناجم قديمة مثل منجم الحديد في مدينة الجريصة وهو المنجم الذي خرج منه الحديد الذي استُعمل في بناء المعلم السياحي في باريس التوريفال، وكذلك منجم الرصاص في مدينة تاجروين وموقع "ألتيبيروس" الأثري وموقع مكتريس في مدينة مكثر، وموقع مائدة يوغرطة في مدينة قلعة سنان المرشح ليكون ضمن المواقع والمعالم المحمية من اليونسكو.