عن محنة عمال المناجم يكتب الشاعر المغترب بن يونس ماجن، تجلي لأبشع الانتهاكات ضد الإنسان من قساوة وظروف العمل الى المعاناة اليومية انتهاء بالإغلاق والتشريد يعود الشعر الى الارتباط ب"قضاياه" الاجتماعية والسياسية، وإن بشكل وبرؤية مختلفة، لكن الشاعر يظل صوتا لمن لا يملكونه.

كوابيس العتمة

بن يونس ماجن

 

في جرادة (1)

الأموات يحملون الأحياء

على أكتافهم

 

في جرادة

الأموات يدفنون الأحياء

ويصلون عليهم صلاة الغائب 

 

في جرادة

هناك أجساد ميتة

قبل قبض أرواحها

 

العائدون من الأنفاق

 داخل أبار الفحم 

يخرجون منها أحياء-أموات

أجسادهم متفحمة

 

بلا كفن

يهبطون إلى مقابرهم الرهيبة

حيث شبح الموت

يحدق في وجوههم البائسة

 

بأظافرهم المتهالكة

ومعاولهم الصدئة

يحفرون السراديب والأخاديد

ويملئون التوابيت

ببقايا الفحم الحجري

 

الأسرى 

يتوقون إلى الحرية

أما الأموات في جرادة

يموتون من اجل لقمة عيش

 

في جرادة

الأجواء سوداء

الأرض سوداء

السماء سوداء

الأيام سوداء

حتى الإنسانية والأكفان

صارت سوداء

 

أليس هناك في جرادة

حمام ابيض

أكل طيورها من سلالة

الغربان السوداء؟

 

ملحوظة 1

جرادة مدينة مغربية مهمشة معروفة بمناجم الفحم الحجري تقع في الجهة الشرقية جنوب عمالة وجدة أنجاد