رام الله ـ يمثل ديوان الشعر "لشموس خبأتها" الاصدار الاول لصونيا خضر، اضافة جديدة الى الساحة الثقافية الشعرية الفلسطينية مقدمة فيها جزءا من روحها على الورق. وأكدت صونيا أمس بعد احتفالها بإصدار ديوانها الاول "لم اخطط لاي شيء. لم اخطط ان اضع نفسي على ورق. لقد بدأت الكتابة منذ خمس سنوات وهذا اول ديوان يصدر لي ويضم 12 قصيدة لكل منها حالتها التي تعكسها".
ويقع ديوان «لشموس خبأتها» الصادر عن دار فضاءات للنشر والتوزيع في 156 صفحة من القطع المتوسط، ويظهر غلافه الخارجي صورة امرأة داخل غرفة لها ثلاث نوافذ زجاجية وسط الوان صارخة من الاحمر والاخضر.
وتهدي صونيا ديوانها الشعري الاول الى والدتها «انستاسيا عودة حين تغرز غيابها في عباءة الفجر يتدفق النهار وجعا».
ويرى الناقد سليم النجار ان "المفردة الشعرية لدى صونيا نافذة يفتحها الانسان بجهده النفسي والعقلي بحثا عن الحقيقة، وبالتالي بحثا عن الامن والامل ومقاومة للاحباط المستمر الذي تحدثه الايام في اجسادنا وحواسنا". ويضيف في نقده للديوان «يستمد القارئ من شعر صونيا احساسا بالراحة بغض النظر عن الواقع المليء بالاحباط، لذا تجد تصوراتها لا ترتبط بزمن محدد لانها مرتبطة بالحقيقة الانسانية الكبرى»، مبينا أن ما تقول وقود لأيام لم تأت بعد وتتجلى هذه الفكرة في قصيدتها حكاية البحر. ويقدم النجار في نقده نماذج من قصائد صونيا التي تظهر فيها فلسفتها بأن الجميع ضحية الفكرة المضادة للوجود الانساني بما في ذلك القاضي والجلاد والمتهم. ويقول "نقرأ ذلك الوعي في نصها (فقاعة ضوء).
وتقول صونيا في ذلك النص:
"للخراب يدان محترقتان..
تسحبان المسافة من خاصرة الامنية.
تعلقان الحلم على مشنقة.. يحتضر..
لا توقظ النيام في قبيلة بني النسيان..
كن خفيفا وانسحب كسحابة كي لا الوذ بك".
ويوضح النجار أن أشعار صونيا دافعت عن المضطهدين والفقراء والمقهورين، وطالبت برفع الظلم والقهر عن بني البشر بالتعاطف الانساني.
وتختتم صونيا ديوانها الشعري بقصيدتها التي اختارتها عنوانا لديوانها "لشموس خبأتها"، وهي قصيدة تحتشد بالذاتي والجواني. تقول في مقطع منها:
"لي ضفة من ماء.. وضفة من تراب..
والسماء لفرط رقتها
تكاد ان تدمع..
انا الآن كل الاشجار اليابسة..
انا فتات حنين..
لشموس خبأتها
تنطفئ بعد حين".
وتطمح صونيا خريجة الكيمياء الحيوية التي قرأت نهاية الاسبوع الماضي مجموعة من قصائد ديوانها في احتفال خاص اقيم على خشبة مسرح عشتار في رام الله، ان يكون هذا الديوان اولى مساهمتها في الثقافة الفلسطينية لتواصل مشوارها الشعري بإصدار دواوين شعرية اخرى.
وقالت المخرجة والممثلة الفلسطينية ايمان عون في تقديمها لصونيا في الامسية الشعرية، "لشموس خبأتها ولادة جديدة للشاعرة صونيا"، فيما قال الشاعر وليد الشيخ "في هذه الامسية نضيء شمعة كي نزيل مساحة اخرى من الظلام".