تنشر (الكلمة) هنا ترجمة المقال الخاص بالأدب الكندي في الموسوعة البريطانية. وننشر في هذا العدد الجزء الأول منه عن الأدب المكتوب باللغة الانجليزية على أن يليه الجزء الثاني عن الأدب المكتوب بالفرنسية. ومقال الموسوعة من تأليف كَاثلِين كِيلِيت- بِيتسُوس وكَازِي مِيزِي ودَيفِيد إِم. هَاين. وننشره هنا باسم المترجم.

الأَدَبُ الكَنَدِيُّ المكتوب باللغة الانجليزية

أشرف إبراهيم زيدان

 

يُشِيرُ الأدبُ الكنديُّ، إِلَى الأَعمَالِ الَّتِي كَتَبَهَا الكَنَدِيُّونَ، سَوَاء أَكَانَت الأَعمَال مَكتُوبَة باللغةِ الإنكليزيةِ أم باللغةِ الفِرِنسِيَّةِ؛ إِذ إِنَّ دَولَةَ كَنَدَا ثُنَائِيَّة اللُّغةِ. وَيُقَدِّمُ هَذَا المَقَالُ تَحلِيلاً تَارِيخِيًّا مُختَصَرًا، لِكِلاَ القِسمَينِ (كُل عَلَى حِدَةٍ).

الأَدَبُ الكَنَدِيُّ فِي اللُّغَةِ الإِنكِلِيزِيَّةِ: النَّثر وَالشِّعر مُنذُ الاستِقرَارِ حَتَّى عَام 1900م
إنَّ الكتاب الأوائل الذين كتبوا باللغة الإنجليزية، كانوا من زمرة الزائرين (المسكتشفين، والمسافرين، والضباط الإنجليزيين، وزوجاتهم) وقد سجلوا انطباعاتهم عن هذه البيئة الجديدة (أمريكا الشمالية البريطانية) على هيئة: خرائط، ومفكرات، وجرائد، وخطابات. تُبَشِّرُ هذه الوثائق العامة للرحلات والاستقرار، بالتقاليد التوثيقية للأدب الكندي؛ إذ إنها تمثلُ (الجغرافيا، والتاريخ، والرحلات الشاقة والمتعددة) السعيَ وراء أسطورة البحث عن الأصل، والهوية الذاتية والقومية. ويرى الناقد الكندي المعروف: (نورثروب فراي) أن الأدب الكندي يطارده سؤالٌ جوهريٌ؛ هو: (أين موقعنا؟!/ إحنا فين؟!). لذا أصبحت الخرائطُ الاستِعَارِيَّة للناس والأماكن، أساسيةً وجوهريةً لنشوء وتطور الخيال الأدبي الكندي.

كانت الوثائق الأولى سردًا بسيطًا؛ لوصف الأسفار والترحال والاستكشافات، وكانت توثق هذه التقارير (المكتوبة بلغة جَلِيَّة) الرحلاتِ البطوليةَ إلى الغرب والشمال الشاسعين، والمواجهات مع قبائل (الإنويت) والسكان الأصليين، وكان يحدث ذلك (غالبا) نيابةً عن شركات الفرو، التابعة لشركتي: (هادسون باي)، و(الشركة الغربية الشمالية). نشر المستكشف صامويل هيرن: (رحلة من ميناء أمير ويلز في خليج هادسون إلى المحيط الشمالي) عام (1795م)؛ ووصف المستكشف وتاجر الفَرو السِّير أَلِيكسَاندَر مَاكِينزِي رحلاته في كِتَاب: (رَحلاَت مِن مُونتِريَال [...] عبر قارة أمريكا الشمالية إلى المحيطات المتجمدة والهادئة) عام (1801م). كما أن (سيمون فريزر) قد سَجَّل تفاصيل رحلته عام (1808م)، في كتاب: (غربا إلى فريزر كانيون، خطابات وجورنال سيمون فريزر 1806- 8) عام (1960م). ونشر كابتن (جون فرانكلين) تقريرا حول رحلة استكشافية بحرية بريطانية إلى القطب الشمالي، بعنوان: (سرد رحلة إلى شواطيء البحر القطبي) عام (1823م). وقد انجلى سبب اختفائه الغامض؛ أثناء رحلة لاحقة (مرة أخرى) في القرن العشرين، وذلك في كتابات مارجريت آتوود، ورودي ويب. إنَّ قصة جون جويت الخلابة: (سرد مغامرات ومعاناة جون جويت) عام (1815م)، تصف تجربة جويت بوصفه سجينا، بعد أن تحطمت سفينة قُبَالَة الساحل الكندي الغربي؛ ويقدم هذا السرد (بشكل عام) الإثنوغرافيا المتعاطفة مع قبيلة نووتكا (Nootka): [الإثنوغرافيا تعني دراسة الأجناس، والسلالات البشرية وعاداتها/ المترجم]. تسجل (مفكرات السيدة جون جريف سيمكو) عام (1911م)، الحياة اليومية لزوجة حاكم كندا العليا (أونتاريو حاليا)، ما بين عامي: (1792-96م)؛ وفي عام (1838م) نشرت أنا براونيل جيمسون (دراسات الشتاء ونزهة الصيف في كندا)، وتعد وصفا دقيقا لرحلاتها في العالم الجديد.

كتبت فرانسيس بروك رواية (تاريخ إيملي مونتيجيو) عام (1769م)؛ وهي تعد أول رواية [فنية/ المترجم] اتخذت من كندا مسرحا لأحداثها. وتوصف بأنها من روايات الرومانس؛ حيث تتبادل فيها الشخصيات الرسائل، وتصف مشاهد الشتاء المتألقة في كيبك، إضافة إلى حياة وأخلاق سكانها: بروك زوجة أحد القساوسة العسكريين البريطانيين، الذين عملوا في المواقع العسكرية لــمقاطعة كيبك الفرنسية المحتلة.

كانت هاليفاكس (في مستعمرة نوفاسكوشيا) وفريديركتون (عاصمة مقاطعة برنزويك الجديدة) تعدان مركزين للازدهار الأدبي في كندا؛ ونُشرت أول مجلة كندية (مجلة نوفاسكوشيا*4) في هاليفاكس عام (1789م)؛ ولقد تزايد نشاط المدينة الأدبي، بسبب تدفق (المُوالِين) في أثناء الثورة الأمريكية، وأعمال الصحفي والشاعر وأول وزير لنوفاسكوشيا (جوزيف هو) النشيط؛ وهما اثنتان من أكثر التأثيرات المهمة جدا في التطور الأدبي، وكان كلاهما واضح، مع نهاية القرن الثامن عشر الميلادي، وهما: الصحف والمجلات الأدبية، وتزايد الشعور القوي بالاستقلال. لقد سَخِرَ توماس ماككُلِيك (McCulloch)، في (خطابات ميفيبوسبيث ستبشر/ 1821-2Letters of Mephibosheth Stepsure )، من لهجة وعادات وغرابة سلوكيات نوفاسكوشيا، أو المحافظين البيوريتانيين. ولقد انتقد توماس تشاندلر هاليبرتون في (الساعاتي/ 1835-6) الإنجليزيين المقيمين في أمريكا؛ متمثلا في شخصية سام سليك، وهو بائع متجول متهور. إن هذين العملين، لَفَتَا الأضواء إلى براعة هذه المنطقة، وساعدا على اكتشاف أسلوب الدعابة الشعبية.

كانت معظم القصائد الأولى، عبارة عن مجموعة من الأناشيد والترانيم البطولية: (أشعار جوزيف ستانزبيري، ودكتور جوناثان أوديل الوطنية/ عام 1860م) أو السرد (الطوبوغرافي/ الدقيق)، التي تعكس (في جلاء) انطباعات الزوار الأوائل، الخاصة بالتعرف على سكانها، وتسمية الأرض الجديدة. ففي (القرية الصاعدة)، استخدم أوليفر جولدسميث (الكندي الأصل) تقنية الدوبيت البطولية [مقطع شعري مؤلف من بيتين/ المترجم]؛ ليحتفل بالحياة الرائدة، وتطور نوفاسكوشيا التي بُشِّرَت (وفقا لوصفه) بأنها ستكون من عجائب ومعجزات السماء الغربية. إنَّ سمات أعماله ذات النزعة التفاؤلية، إنما هي استجابة مباشرة لقصيدة جده (الأنجلو- أيرلندي) أوليفر جولدسميث ذات الطابع السوداوي، والتي تصف نهايةُ قصيدته (القرية المهجورة/ عام 1770م) آلية الهجرة الإجبارية للفلاحين المطرودين، الذين انتزعت أملاكهم .

لقد حلم المهاجرون بجنات عدن الجديدة، ولكنهم واجهوا حدة أزمات عدة؛ ومنها: طبائع السكان الأصليين غير المتوقعة، والمناخ القاسي، والحياة البرية غير المألوفة، وأخيرا؛ الحرمان البدني والثقافي. وكانت هذه الأمور من القضايا المُلِحَّة، التي عالجتها بعض المقطوعات الأدبية النثرية، للأخوات سوزانا مودي، وكاثرين بار ستريكلند، وأجنس. فلقد كتبت مودي روايتها -الفظة ولكنها كوميدية في بعض المواقف- (العيش في الغابة/ عام 1852م)؛ لتُثِبَّط همة المهاجرين الطموحين. وفي المقابل، تُقدم رواية كاثرين (أدغال كندا/ عام 1836م) صورة أكثر إيجابية وتبشيرًا بالعالم الجديد.

إنَّ استقلال كندا (عام 1867م)، جاء نتيجة اتحاد: نُوفَاسكُوشيَا، وبُرنزوِيك، وكَنَدَا العُليَا، وكندا الدنيا (كيبك حاليا)؛ لذا فلقد تزايدت موجات النشاط الوطني والأدبي، واتجه شعراء الكونفدرالية إلى الطبيعة؛ بغية البحث عن شعر قومي أصيل. وبخلاف أسلافهم، لم يستمروا في وصف الطبيعة أو تفسيرها بطريقة وعظية، ولكنهم حاولوا تبني ما قاله الشاعر أتشيبولد لمبمان (Archibald Lampman) والذي أوجزه بقوله إنه: "التناغم الذاتي بين روح الشاعر وبين نبض وغموض الطبيعة". ولقد ألهم شاعر برنزويك (تشارلز روبرتس) ابنَ عمه (بليس كارمن) عابر السبيل ومتعدد المواهب؛ ووصل تأثيره (أيضا) إلى لمبمان ودانكن كامبل سكوت، لتشجيعهم على كتابة الشعر؛ ولمبمان معروفُ بتأملاته في الطبيعة؛ وأصبح سكوت (أحد وزراء الحكومة) معروفًا بالدفاع عن الذوبان مع السكان الأصليين، أكثر من تصويره للصحراء الشمالية الكندية. وتعد (إيزابيلا فالنسي كروفورد) من أكثر شعراء هذه الفترة أصالة؛ وشعرها أسطوري نابض بالحيوية، وصورها مستمدة من: عادات وتقاليد السكان الأوائل، والأسطورة وحياة الرواد، والطبيعة المُفعَمَة بالحيوية الرمزية. ولقد نشرت (ممر الأشباح القديم، وملكوم كاتي، وقصائد أخرى)، منتصف عام 1884م.  

كانت الرومانس التاريخية من أكثر الأشكال الروائية شعبية؛ وإنَّ حياة سيجنوريال (Seigniorial) في فرنسا الجديدة لهي مسرح أحداث رواية جوليا كاثرين بيكويث هارت الميلودرامية (راهبة كندا) ، وحكاية ويليام كيربي القوطية (الكلب الذهبي/1877)، ولكن صورت رومانس روزانا ليبروهن (زواج سري وحزن سري/1864 ) الحياة في كيبك بعد الغزو الإنجليزي في عام (1759). وفي رواية (واكستا أو النبؤة/1832) صور جون ريتشاردسون (انتفاضة 1763)، التي قادها بونتياك (Pontiac) زعيم الهنود الأوتاويين في فورت ديترويت. ومع ذلك قدم كل من جيمز دي ميل وروبيرت أشكالا روائية مختلفة وأصيلة ومنها على التوالي: أدب الرحلات الساخر في (مخطوطة غريبة وجدت في إسطوانة نحاسية/1888)، وقصص الحيوان المشهورة وشبه التوثيقية في (ألغاز الأرض/1896، وأنساب البرِّية/1902).

العَصرُ الحَدِيثُ 1900-60
في بدايات القرن العشرين الأولى، صَوَّر الشعراء (الشعبيون)، الذين استجابوا لوجهات النظر المحلية: العادات، واللهجات الكندية الفرنسية (ديوان دبليو. إتش. دراموند: "المقيمون وقصائد كندية فرنسية أخرى"، عام 1897م)، وقبيلة المُوهُوك (Mohawk)، والطقوس الدينية (أشعار إي. بولِين جونسون)، و(أساطير فانكوفر/ عام 1911م)، و(أحجار الصوان والريش/ عام 1912م)، وأخيرا؛ الحرية ورومانس الشمال (روبيرت سيرفس "أغاني الخُبز المر"، عام 1907م). ويظل تصوير جون ماكْكِريه (John McCrae) للحرب العالمية الأولى، في (ميادين فلاندرز/ عام 1915م)، من أشهر القصائد الكندية على وجه الإطلاق. ولقد ظهر في أشعار (إي. جي. برات)، ردة فعل بطيئة ضد: الشعر الفيكتوري العاطفي، والبطولي، والثانوي. وهذا بدوره؛ خلق أسلوبا متميزا في كل من: القصائد الغنائية لحياة نيوفوندلاند الترحالية (أشعار نيوفوندلاند/ عام 1923م)، وفي السرد الملحمي (العملاق/ عام 1935م)، وبريبيو وإخوانه/ عام 1940م)، و(تجاه آخر سنبلة/ عام 1952م)، والتي من خلال اعتمادها على الوصف الدقيق؛ شاركت في ترسيخ الأعمال التوثيقية. ولقد تأثر (إيرل بيرني) بــ (برات). ويعتبر بيرني شاعرا مبدعا تجريبيا. نشر مجموعته السردية المأساوية (ديفيد) عام 1942م، وهي قصائد متنوعة فنيا وجسورة على مستوى المضامين، تستكشف (ما استطاعت إلى ذلك سبيلا) الطبيعة القلقة للبشر والكون؛ وتشتمل أعماله على المسرحية الشعرية الآتية: (محاكمة مدينة وأشعار أخرى/ عام 1952م)، ومجموعات شعرية، مثل: (محل ملابس بالية وعاج/ عام 1971م)، و(شبح في العجلة/ عام 1977م).

إنَّ صدور مجلة تورنتو (المنتدى الكندي/ عام 1920م)، التي حَرَّرَهَا بيرني (من عام 1936م، إلى عام 1940م)، ومجلة مونتريال (دورية ماكجيل نصف الشهرية/ 1925-7)؛ قد أعطى للشعر الجديد فرصة حقيقية للانطلاق، وكذا ظهور الحداثة. وإنهم في مقتطفاتهم الأدبية (مقاطعات جديدة/ عام 1936م) خاصة كل من: إي. جي. إم. سميث، وإي. إم. كلين، وإف. آر. سكوت، وقد أولوا (في حياتهم الأدبية الطويلة) أهميةً قصوى للصور المحسوسة، واللغة (الصريحة/ المكشوفة)، والشعر الحر؛ إيمانًا منهم بأنَّ مَهَمَّة الشاعر تكمن في: التعرف على، وتسمية، والسيطرة على زمام الأرض. وكَتَبَ كلين في (صورة الشاعر بوصفه منظرا طبيعيا/ عام 1948م): "إنَّ الشاعر هو آخر [آدم] يسكن كهفا أخضر، في عالم بكر؛ ليسمي وليمتدح". إنَّ قيود الإطار الاستعماري للعقل، الذي يتميز بـــــ : الخوف من المجهول، والاعتماد على التقاليد، والشعور البيوريتاني، قد تفكك ونُبِذَ (وهذا ما أطلق عليه "فراي" في خاتمة الطبعة الأولى من كتاب (التاريخ الأدبي لكندا/ عام 1965م): العقلية الحامية/ العسكرية).

كانت هناك ردود أفعال قوية؛ بسبب: الكساد الأعظم (عام 1930م)، ونشوء الفاشية، والحرب العالمية الثانية في قصائد عام 1930 و1940م. ولقد استخدمت الشاعرة دوروثي لايفساي (Dorothy Livesay ) المنهج التوثيقي؛ من أجل إدانة استغلال العُمَّال في (النهار والليل/ عام 1944م)، لكنَّ قصائدها الغنائية، قد تحدثت (صُرَاحًا) عن الحب الجنسي، في: (علامة إرشاد/ عام 1932م). ولقد اتخذ إيرفنج ليتون، ولويس داديك، وريموند سوستر، منهجا مختلفا (تمام الاختلاف) عن الشعر الكوزموبوليتاني والميتافيزيقي، الذي عززه سميث، ومجلة (نظرة عامة) الأدبية (1942-5). إذ إنهم قد حَثُّوا الشعراء، على التركيز على: الواقعية، والسياق الكندي المحلي؛ وذلك عبر مجلتهم الأدبية الصغيرة (التواصل) 1952-4، ودار النشر الخاصة بهم (دار التواصل) (1952-67). وتعد (بي. كي. بيدج)، إحدى شواعر كندا المتشددات فكريا، والمرتبطة بمجموعة (النظرة العامة) في الأربعينيات. عندما نشرت باكورة مجموعتها (عشرة زي عشرين/ عام 1946م)، والتي تشتمل على قصيدتها المشهورة: (قصص الجليد). وتعكس آخر أعمالها (على نحو متزايد) اهتمامها بالأماكن، والأشكال، والأديان الخفية الخاصة بالأقليات، ومن الصوفية: (رقصات المساء للذباب الرمادي/ عام 1981م)، إلى الـــــــ (جلوسا) (هُولُوغرَام: كتاب الجلوسا/ عام 1994م).

بدأت روايات عام 1900م، ذات الصبغة المحلية، في التعتيم على الرومانس التاريخية. وتدور أحداث رواية لوسي مود مونتجومري للأطفال (آن بنت جرين جابولز/ عام 1908م)، وتدور أحداث روايتها في جزيرة الأمير إدوارد، وتستخدم مدن (أوتاهوا)، وعقليتها العسكرية، مسرحا لأحداث رواية (سارة جاينيت دنكان) السياسية (المستعمر/ عام 1904م)، ورواية رالف كونور (رجل من جلينجاري/ عام 1901م)، وقصص ستيفن ليكوك الساخرة (مقتطفات مشرقة لمدينة صغيرة/ عام 1912م)، وأخيرا؛ سلسلة (جالنا/ 1927-60 Jalna) الأكثر مبيعا للكاتب ميزو ديلا روتشي ( Mazo de la Roche). وبعيدا عن المراعي الطبيعية، فلقد ظهرت رواية الواقعية الاجتماعية، التي وَثَّقَت المجتمعات الزراعية الصغيرة، ضيقة الأفق (غالبا)، والتي تثير الشفقة ضد الطبيعة العنيدة. وتعد رواية مارثا أوستن (أوز بري/ عام 1925م)، التي تحكي قصة شابة قوية، يستعبدها والدها القاسي. وروايتا فيليب فريدريك جروف (مستوطنو المستنقعات/ عام 1925م، وثمار الأرض/ عام 1933م) اللتان تصوران صراع الإنسان للسيطرة على نفسه وأرضه، شهاداتٍ مؤثرةً على جَسَارَة الفلاحين. ولقد كتبت (بينتر إيملي كار) قصصا عن طفولتها، وزيارتها إلى ساحات ومواقع الأمم الأوائل، في كولومبيا البريطانية (كليي وايك/ عام 1941م).

سيطرت حال من التجريبية في الشكل والمضمون، على الروايات التي نشرت في أثناء الأربعينيات والخمسينيات، وانعكست على أبطالها؛ إذ إننا نجد سوادهم الأعظم: مرهف الإحساس، وأطفال عُصَابيين أو فنانيين. وضمن الفئة المذكورة؛ تقع رواياتُ البَرَارِي، ومنها: (خاص بي وبأهلي/ عام 1941م)، للكاتب سينكلير روس، و(من منكم قد شاهد الرياح/ عام 1947م) لــــ دبليو. أو. ميتشل، و(الجبل والوادي/ عام 1952م) للروائي إيرنست باكلر. أقول إن هذه الروايات، تلوي قيود تراكيب السرد التقليدي؛ لأنها تنتقل من الواقعية الاجتماعية صوب الغنائية. فإنه في روايتيه البانوراميَّتَين: (عزلتان/ عام 1945م، والمناوبة التي تنهي الليل/ عام 1959م)؛ يحاول (هج ماكلينين) أن يلتقط ويستجمع الصراعات الدينية والاجتماعية والأخلاقية، التي تمزق وتصدع وتقطع قلوب الأفراد، والعائلات، والمجتمعات الفرنسية والإنجليزية في كيبك. تقدم روايتا شيلا واطسون (الخطاف المزدوج/ عام 1959م)، وإيثل ويلسون (ملائكة المستنقعات)، رحلات تنقيبية، حول الأسباب الأخاذة للشؤون الداخلية؛ خاصة مقاطعة كولومبيا البريطانية. وإنَّ رواية إليزابيث سمارت (بجوار المحطة الرئيسية جلستُ وبكيتُ/ عام 1945م) لتحليلٌ صريحٌ وشاعريٌ عن وسواس الحب.

1960م وَمَا بَعدَهَا: الرِّوَايَةُ
بعد عام 1950م؛ أصبح هذا التجريب في الرواية: موضوع الرواية نفسه، أو غرقا في أشكال الكتابة. وإن ثلاثية روبيرتسون واسعة الانتشار (المهمة الخامسة/ عام 1970م، ومانتيكور Manticore / عام 1972م، وعالم العجائب/ عام 1975م) لتوضح كيف وصل أبطالها إلى مرحلة النضج. ولقد استخدم نموذج (كارل يونج) في ذلك. وإن ثلاثية دايفيد: (الملائكة المتمردة/ عام 1981م، وماذا يعشش في العظام/ عام 1985م، وقيثارة أورفيوس/ عام 1988م)، وروايته (ميرزر والأشباح البشرية/ عام 1991م)، لتولي (أيضا) اهتماما خاصا بإلقاء الضوء على الهوية الكندية، وهوية عالم الفن. وتستكشف أليس مونرو في: (حياة البنات والنساء/ عام 1971م) ما يدور من أحداث في الجنوب الغربي من أونتاريو، ومارغريت لورانس في رواياتها (المَنَاوِيْكَا) Manawaka، و(الملاك الحجري/ عام 1964م)، و(دعابة الإله/ عام 1966م)، و(العَرَّافون/ عام 1974م)، توضح تمرد بطلاتها ضد ميراث المدينة الصغيرة ضيقة الأفق. وتصور القصص القصيرة خاصة مونرو: (رقص الأطياف السعيدة/ عام 1966م، والمنظر عبر كاسل روك/ عام 2006م) الحياةَ المنزلية والعلاقاتَ النسائية في: تورنيتو، ومدينة أونتاريو الصغيرة، وكولومبيا البريطانية، بأسلوبٍ أكثر غموضا ووعورة. وتستجوب رواية ليونارد كوهين (الخاسرون الظرفاء/ عام 1966م) العلاقة بين: القَداسة، والعنف، والشبق الجنسي، والإبداع الفني. وتصور قصص مافيس جالنت (القصص المختارة لمافيس جالنت/ عام 1996م) الشخصيات المنعزلة، ذوي العوالم الهشةُ المفككة والمشتتة. وفي مجموعتها القصصية (عبر الكوبري/ عام 1993م) تستنطق الخط الرفيع، بين: الخير والشر، في حياة البشر العاديين.

تستخدم مارجريت أتود سخرية فَعَّالَة؛ لتُشَرِّح حياة المدينة المعاصرة والجنس في: (امرأة صالحة للأكل/ عام 1969م، والسيدة أوريكل/ عام 1976م، والعروس السارقة/ عام 1993م). وتعد رواياتها (الأذى الجسدي/ عام 1981م، وحكاية الوصيفة/ عام 1985م، وأوريكس وكريك/ عام 2003م) أعمالا تحذيرية للعنف السياسي، وكآبة (العالم/ الديستوبيا). وتقع أحداث روايتيها: (ألْيَس غريْس/ عام 1996م، والاغتيال الأعمى/ عام 2000م) في أونتاريو التاريخية، لتوضح أسرار عوالم النساء ، والطبيعة الغامضة للحقيقة والعدالة. وتنتقد أعمال مُوردَخَاي رِيتشِلَر (فترة تدريب دادي كرانيتز/ عام 1959م، وفارس القديس إيربين/ عام 1971م، وجُوشْوَا بين الماضي والحاضر/ عام 1980م، وهنا كان جيش سليمان/ عام 1989م، وترجمة بارني/ عام 1997م) ملابسات ونفاق المجتمع الحديث؛ مستخدما حس الدعابة السوداء.

تمرد عديد من الكتاب (الذين نشروا في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي) ضد التقاليد الأدبية للرواية؛ إذ إنهم انتقلوا من الواقعية إلى السيريالية، وانغلاق النص على ذاته، والنسوية، والبارودية. ومع أنَّ الأحداث التاريخية ودراسة المكان (بوصفه مصدرا خياليا) ظلت الموضوعات الأكثر شيوعا؛ إلا أن الأشكال السردية، كانت تجريبية وهزلية. وفي أثناء الثمانينيات والتسعينيات، أعادوا دراسة موضوعات: الذات والأمة، والانتماء، والفقدان. ومع ذلك فإنهم يفككون الحدود التقليدية، لكل من: الجِينَدر، والأنواع الأدبية. إنَّ ثلاثية روبيرت كروتش (عوالم الزئير/ عام 1966م، والرجل القوي/ عام 1969م، والهندي الهالك/ عام 1973م) قد نقلت واقعية روايات البراري، إلى باروديا ما بعد الحداثة، الخاص برحلات البحث الطويل. شَيَّد رودي وايب في (إغراءات الدب الكبير/ عام 1973م، وسكان الغابات خفيفي الحركة/ عام 1977م، واكتشاف الغرباء/ عام 1994م) قد سطر ملاحم خيالية وروحانية، تقوم على أحداث تاريخية في الغرب، والعلاقات العابرة بين الأمم الأولى والمستكشفين، والمقيمين الأوروبيين. وفي رواية (الحروب/ عام 1977م) يجدد سارد رواية (تِمِيثي فِيندِلِي)، آثار الحرب العالمية الأولى في بطل روايته، وذلك من خلال: الخِطَابَات، والقُصَاصَات، والصُّور. وإنَّ روايتيه (الكلمات الأخيرة المشهورة/ عام 1981م، وغير مرغوب فيه على ظهر السفينة/ عام 1984م) لينتميان إلى الـــ (مِيتَارِوَايَات التَّارِيخِيَّة). كما أنهما تشيران (في الوقت نفسه) إلى الاتجاهات الفاشية الخطيرة في الدولة الحديثة، وتعيد الرواية الأخيرة سرد أحداث رحلة سفينة نوح (عليه السلام).

إنَّ رواية جورج بورينج (الماء المحترق/ عام 1980م)، لتركز على السيرة الذاتية لمستكشف القرن الثامن عشر (جُورج فَانكُوفَر)، ورواية مايكل أنداتشي (النجاة من المجزرة/ عام 1976م)، وهي تحكي قصة (بُودِي بُولدِن) موسيقار الجاز، لتمزجان (مزجا واعيا) التاريخ بالسيرة الذاتية، باستخدام آليات (السرد الذاتي)؛ الذي يُمَرِّرُ عملية الكتابة. فانتقلا من تورينتو عام 1920م (في جلد أسد/ عام 1987م)، إلى إيطاليا في أثناء الحرب العالمية الثانية (المريض الإنجليزي/ عام 1992م، الفائزة بجائزة البوكر)، وسيريلانكا التي حولتها الحرب الأهلية إلى أطلال (شبح أَنِل/ عام 2000م). إنَّ سرد أنداتشي الغنائي والإضمارِي (الذي يضمر أكثر مما يصرح) ليبرز زمرة صغيرة من البشر، يسيطر عليهم سرٌ؛ يشكل أحداث القصة، ويحكم حياتهم.

       تقدم روايات وقَصَصُ ومسرحيات (كَارُول شِيلدزِ) صورا من حياة النساء والرجال العاديين، بأسلوب مشرق وساخر (وبطريقة أقل خشونة). وتبدأ رواياتها (مفكرات صخرية/ عام 1933م، فازت بجائزة البوليتسر) في مقاطعة مانيتوبا في القرن العشرين، وتتبع حياة ديزي من الميلاد حتى الوفاة، مستخدمة مجموعة من: الأصوات، والاستراتيجيات النصية. وفي المقابل، نجد في روايتها (إذا لم/ عام 2002م) أنَّ امرأة موظفة في منتصف عمرها، تتعامل مع طبيعة الخير، وتفكك الحياة العائلية السعيدة. وتلقي المجموعة القصصية المبدعة للكاتبة أودري توماس (أمهات حقيقية/ عام 1981م)، ورواياتها (الحياة بين المد والجزر/ عام 1984م، وأصنام مقدسة/ عام 1993م، وأيسوبل جَن/ عام 1999م) الضوء على المُعضِلاَت التي تواجهها النساء. ويرسم (جاك هودجن) خريطة لجزيرة سيريالية في روايتيه: (اختراع العالم/ عام 1977م، وماكن تشارم/ عام 1995م)، وهما يعدان ملحمتين هزليتين، تصوران حياة مثيرة ومختلفة، وشخصيات غريبة، وتحكيان تاريخا متنوعا لجزيرة فانكوفر. فإنه نتيجة انبهارها بتأثير الماضي في الحاضر؛ تستخدم (جين أوجيرت) رمز الدوامة؛ لتنسج (معًا) قصصا للكنديين في أونتاريو، في القرن التاسع عشر الميلادي، في رواية (الدوامة/ عام 1986م)؛ وفي روايتها الملحمية الغنائية (بعيدا/ عام 1993م)، تستعرض الأحداث الماضية لامرأة هاجرت من أيرلندا إلى كندا، في ثمانينيات القرن الماضي. وتصور رواية (خريطةالزجاج/ عام 2005م) حياة امرأة وحيدة، تسعى إلى إيجاد تفسيرات لاختفاء حبيبها. وتهيمن حفنة من آثار التاريخ على (آن مايكل)، في روايتها القيثاريّة (قطع هائمة/ عام 1996م)؛ إذ أنقذ شاعر بولندي مهاجرا من النازية، عندما كان ولدا. وتتقاطع القصة القصة المذكورة، مع حكاية أستاذ جامعي شاب، نجا من (المحرقة/ الهولوكوست) وهو بَعدُ طفل.

يعيد (دافني مارلت) قراءة التاريخ، والسرد، والمشاعر، والأنشطة الجنسية الخاصة بالعائلة والاستعمار، في روايتيه: (مجد آنَّا/ عام 1988م، والمغتصب/ عام 1996م) بطريقة مختلفة ومؤثرة. وتؤرخ رواية دوجلاس جلوفر (Elle/2003)، وهي رواية فكاهية بذيئة وهجاؤها لاذع، مغامرات شابة فرنسية، تم إلقاؤها على ساحل جزيرة مهجورة، في أثناء رحلة جاك كارتِييه (1541-42) إلى كندا. وطَوَّر دوجلاس كوبلاند مفردات جديدة، مع (الجيل X: حكايات لثقافة سريعة/ عام 1991م).

مع أن موضوع التاريخ يؤثر (بطريقة مَلحُوظَة) في أشكال الكتابة الكندية كلها، فإن تقاليد الرواية الإقليمية لم تفقد زخمها. تصور روايات (دايفيد آدم ريتشارد) كآبة مجتمعات نيو برنزويك: (حياة قصيرة الأجل/ عام 1981م)، و(ليال في قاع شارع المحطة/ عام 1988م)، و(التراحم بين الأطفال/ عام 2000م). ولكن تمتد جذور رواية (جَاي فَاندِرهِيج) إلى حيث البراري: (صبي الرجل الإنكليزي/ عام 1996م). وفي رواية (كلارا كالان/ عام 2001م) يصور (ريتشارد بي. رايت) الحياة الهادئة في مدينة أونتاريو الصغيرة. وتعيد روايتا آن-ماري ماكدونلد (اركع على ركبتيك/ عام 1996م)، ورواية أليستير مَاكلِوِيد (ليست خسارة عظيمة/ عام 1999م)، سرد قصص الملاحم العائلية في جزيرة كيب بريتون. ويصور (وين جنستوت) تاريخ نيوفوندلاند، في رواية (مستعمرة أحلام ذاتية/ عام 1998م)؛ وتقوم أحداث هذه الرواية على قصة حياة (جوي سمولوود)، أول رئيس وزراء ديناميكي للمقاطعة. يصف (مايكل كرامي) في رواية: (لصوص النهر/ عام 2001م) انقراض قبيلة بِيُوثَك (Beothuk): وهم السكان الأوائل لمقاطعة نيوفوندلاند؛ وتُشَرِّحُ رواية ليزا موور (التمساح الاستوائي/ عام 2005م) حياة مدينة (سانت جونز) المعاصرة، وهي عاصمة مقاطعة نيوفوندلاند وليبرادور.

لقد تزايد الاهتمام بتعددية واختلاف الأصوات عبر الدولة، في فترة الثمانينيات والتسعينيات؛ إذ إن هذه الفترة، قد شهدت ظهور كتاب، من: السكان الأصليين للبلد، ومن السكان المهجنين، والإنويت (قبائل تسكن القطب الشمالي وجرين لاندز). لقد حاول هؤلاء الكتاب، اكتشاف ممارستهم الثقافية، وأساطيرهم، وتقاليدهم الشفهية؛ رغبة منهم في مقاومة فرض المفاهيم والأفكار الغربية خاصة: التاريخ، والأرض، والأمة، والمجتمع، والسرد. والموضوع السائد والمتكرر هو المعاناة، إذ يتغلب هذا الفرد (في سبيل سعيه الحثيث) على الفروق بين الثقافات المختلفة، ويناضل التفرقة العنصرية، ويتأقلم مع العائلات المبعثرة والقُربى. وتم عرض هذه الاهتمامات (أيضا) بطريقة بارودية ساخرة أو هزلية، كما هو الحال مع أدب الاحتجاج، أو بدائل ثقافات الاستهلاك الحَضَرِيَّة المَسعُورَة. ومن جملة هذه الأعمال، روايات وقصص: جانيت أروسترونج (شرط/ عام 1985م، والهمس في الأطياف/ عام 2000م)، وبيتريس كاليتون (البحث عن مطر كالأشجار في أبريل/ عام 1983م)، وتومسون هايواي (قبلة ملكة الفراء/ عام 1998م)، وتوماس كينج (نهر الطب/ عام 1990م، والعشب الأخضر، والماء الجاري/ عام 1993م)، وآيدين روبنسون (قرد الشاطيء/ عام 1999م، وألعاب دموية/ عام 2006م). إن السيرة الذاتية والمذكرات، أنواع رئيسية في شهادات ودلائل السكان الأوائل، ومنها: ماريا كامبل (نصف هجين/ عام 1973م)، ولي مارِكَل (بوبي لي، المتمرد الهندي/ عام 1990م). وتعد هذه الأنواع (أيضًا) جزءًا من كتابة الحياة، وتشتمل (إضافة إلى ما سبق) على: (الترجمة الذاتية، والروايات التَعايُشِيَّة، والخطابات، والمفكرات). وتسيطر على مجال الأدب الكندي، وتتوافق مع تقاليد الكتابة التوثيقية؛ ومن هذه الأمثلة: رواية مايكل أنداتشي (ترويض العائلة/ عام 1982م)، وجون جلاسكو (ذكريات مونتبارانسي/ عام 1970م)، وآريثا فان هيرك (أماكن بعيدة عن أليسمير/ عام 1990م)، وآيسون تشوي (ظلال الورق: طفولة مدينة صينية/ عام 1990م)، ودِيْون بران (خطة الوصول إلى باب اللاعودة/ عام 2001م)، ووايب وإيفون جونسون (الحياة المسروقة: رحلة امراة من جزيرة كِرِي/ عام 1998م).

تعالج وجهات النظر الأخرى خبرات وتجارب المهاجرين (استجوابهم لمعنى الوطن والانتماء، ومشاعر الذوبان الثقافي والانفصال، وصراعهم من جيل إلى جيل). يصور نينو ريشتي، وهو كندي من أصل إيطالي، الرحلة الطويلة من إيطاليا إلى كندا، في ثلاثيته: (حَيَاة القدِّيسين/ عام 1990م، وفِي بَيتٍ زُجَاجِي/ عام 1993م، وأَينَ ذَهَبتَ/ عام 1997م). وفي رواياتها الغِنَائِية والتَّأَمُّلِيَّة (تَرَاتِيل جِريجُورِيَّة/ عام 1993م، وآَثَار المَلاَك/ عام 1999م، والمُعجِزَة/ عام 2000م) تفكر نَانسِي هِستُون مَلِيًّا، وهي إحدى المغتربات في باريس، في النازحين والمنفى. تصور رواية (يان مارتل)، الفائزة بجائزة البوكر (حياة باي/ عام 2001م)، الرحلة الخيالية الشيقة لـــ (باي) صاحب الستة عشر عاما، والذي تحطمت سفينته، وهو في طريقه إلى كندا من الهند، ويجرفه البحر إلى جزيرة بعيدة في المحيط الهاديء، ملآنة بعديد من حيوانات حدائق الحيوان.

ظهرت الكتابة الآسيوية الكندية؛ بوصفها قوة مبدعة ومسيطرة، وتعد رواية جُوي كُوجَاوَا (العمة أوباسان/ عام 1981م) عملا توثيقيا متقنا؛ إذ إنه يصف الإقامة الجبرية لليابانيين الكنديين، أثناء الحرب العالمية الثانية، وفي رواية (جوقة الفطر/ عام 1994م) تفحص (هِيرُوما جُوتُو) العلاقات بين ثلاثة أجيال من النساء، في (ألبرتا الريفية). ونجد الرواية الكندية الصينية في أعمال تشوي (القليل من اليشم الأخضر/ عام 1995م)، والتي تدور أحداثها في الحي الصيني في فانكوفر. وفي رواية لاريسا لاي (عندما يصبح الذئب أليفا/ عام 1995م) وهي استكشاف متعدد الطبقات، لصحوة ونهضة السَّحَاقِيَّات؛ وأخيرا، رواية سكاي لي (اختفاء مقهى القمر/ عام 1990م). تدور معظم أحداث روايات روهنتون ميستري (حكايات من فيروز تشاباج/ عام 1987م، ويا لها من رحلة طويلة/ عام 1991م، وتوازن دقيق/ عام 1995م، وأمور عائلية/ عام 2001م) في بومباي بين من تمثلوا المجتمع الباريسي. ولكن تصور روايتي أنيتا راو باديِمي (ذاكرة التمر الهندي/ عام 1996م، ورحلة البطل/ عام 2000م) تأثير الثقافات المختلطة في العائلات الهندية في الهند وكندا.

إنَّ شعر وروايات جورج إليوت كلارك؛ تكشف التاريخ المنسي للسود الكنديين. وتُشَيِّد وتبني روايتي ديون براند (عند اكتمال وتغير القمر/ عام 1999م)، ورواية ماكيدا سِيلفِيرَا (القلب لا ينحرف/ عام 2002م) قصصا ملحمية فارقة، لعائلات على مر العصور؛ خاصة بشتات العبيد الأفارقة والكاريبيين، وحياة المهاجرين في كندا. وعلى إثر براند وسيلفيرا؛ تُحيي (شاني موتوو) ذكرى بعض نماذج الأمهات الحاكمات، اللاتي يتصفنَّ بالقوة والإقلاق والإزعاج والتشويش، في روايتيها: (يُزَّهِرُ الخس ليلا/ عام 1996م، ويغرقها في البحر/ عام 2005م) اللتين تلقيان الضوء على روايات جزر الكاريبي الخصبة.

الشِّعرُ والشَّاعِرِيَّةُ:
ازدهر وترعرع الشعر الكندي، بعد عام 1960م؛ لجملة أسباب، منها: ظهورُ القومية الأدبية الحماسية، والحملة المناهضة لأمريكا، وزيادةُ الصحف الجديدة والمجلات الأدبية، وإغراءُ الأشكال التجريبية الطليعية. إنَّ إيرفنج ليتون Irving Layton كاتب: متعدد المواهب، وبذيء، ومُفَكِّك للثوابت الأدبية. نشر ثمانية وأربعين ديوانا شعريا، محتفلاً بالحياة على هيئة: قصائد غنائية خالدة، وبِيُورِيتَانِيَّة جِنسِيَّة كَنَدِيَّة عنيفة، وجُبن اجتماعي وسياسي. لقد نال ديوانه (سجل الشهداء 1-9/ 1972-93) إعجاب الكثيرين؛ لأنه (في حقيقته) استجواب للغة والذات؛ لذا، فإن نايكول [باري فيليب نايكول] يحلل طبيعة الشعر المحسوس والتعليمي خاصة الأدب المذكور، وقد فعل كل من: بيل بليس، وستيف ماكافري، الشيء نفسه.

بدأ كثير من الروائيين الكنديين حياتهم الأدبية شعراءً، مثل: مارجريت آتود، ومايكل أنداتشي، وبورينج ليونارد كوهين، ودِيُون بِرَاند. وتعد دواوين آتود الآتي ذكرها: (لعبة جماعية/ عام 1996م، وقضايا الهيمنة/ عام 1971م، وقصيدتان رئيسيتان/ عام 1978م) دواوين موجزة، وتعليقات ساخرة على السنن المعاصرة والقضايا الجنسية: "أنت تناسبني/ كالصنارة للعين/ صنارة سمك/ عين مفتوحة". ولقد ترجمت آتود في (دفاتر سوزي مودي اليومية/ عام 1970م) صاحب رواية (حياة قاسية في الغابة)، إلى شكل حديث من أشكال الاغتراب والعزلة. يستدعي ديوانها (صباح في البيت المحترق/ عام 1995م): الأساطير الكلاسيكية والمحبوبة، والمَرثاة، والتاريخ، والشعر الغنائي الشخصي. ولقد اتجه أنداتشي (أيضا) إلى الشخصية التاريخية، في ملصقاته: (الأعمال المجمعة لــ بيلي الطفل/ عام 1970م)، كما فعل بورينج في قصيدته الطويلة (جورج، فان كوفر/ عام 1970م). ولقد اخترعت (دافني مارلت) تاريخ قرية صيد وتليب، في: (ستيفيستون/ عام 1974م). ولقد حلل (روبيرت كروتش) جذوره البرارية في (مذكرات حقل/ عام 1981م).

عاد أنداتشي في (مخطوطة/ عام 1998م) إلى موطنه الأصلي (سيريلانكا) مسقط رأسه، ويتغلل الانبهار بالمكان والتاريخ (أيضا)، في قصائد الــــــــ بوردي  (Al  Purdy) المهتمة بــ بلفيل (Belleville) شمالي أونتاريو، وبرحلاته غربا وتجاه القطب الشمالي (مازلت حيا/ عام 1978م)، وإلى الاتحاد السوفيتي (تراكم الدماء/ عام 1984م، وقصائد البيردي المجمعة/ عام 1986م). وتُصور المناظر الطبيعية في الجنوب الغربي لـــ ساسكاتشوان (Saskatchewan )، بطريقة محورية في أشعار لورنا كروزير (ملائكة الجسد، ملائكة الصمت/ عام 1988م، وما لم يسمح به الأحياء/ عام 1999م). ومن ساسكاتشوان (أيضا) فإنَّ أعمال كارين سولي (محرك لمسافة قصيرة/ عام 2001م، والحديث والعادي/ عام 2005م) تهتم بــ: الفيزياء، والهندسة، والمناظر الطبيعية. إنَّ فريد وا (Fred Wah) أحد مؤسسي مجلة الشعر الفَانكُوفَرِيَّة (تيش)، وذلك بالتعاون مع (بورينج وفرانك ديفي). يكتشف فريد جذوره في كوتنِيِز، وذلك في ديوانه (صور من داخل بي. سي/ عام 1975م)، ويعود لاحقا إلى تراثه المختلط وخلفيته الصينية في (أسطح المنازل/ عام 1988م، وإلى هذا الحد/ عام 1991م). ويستدعي دايفيد زيروث طفولته في مزرعة مانيتوبية، في (عندما تطير الصخور عاليا/ عام 1985م، وقرية الزمن المنزلق/ عام 2006م)، ويتأمل في سيرورة اللحظات اليومية في (الغربان لا تتقاعد/ عام 2001م).

تتصارع الأعمال الآتي بيانها، مع المخاوف الميتافيزيائية والصوفية؛ عبر صور رسمت من هدي: الأماكن، والأسفار، والأسطورة، والطبيعة، والأعمال هي: مارجريت آفيسون (شمس الشتاء/ والمذهل/ عام 1982م)، وآن ويلكنسون (القصائد المجمعة لــ  آن يلكنسون/ عام 1968م)، وجويندولين ماك إوين (شعر ماك إوين/ عام 1994م)، وفيليس ويب (قصائد مختارة: شجرة التجلي/ عام 1982م)، ودي. ج. جونز (مغامرة الجسيمات/ عام 1983م، والرؤية الباعثة/ عام 1999م)، وإي. دي. بلودجيت (سلسلة الفواصل العليا)، ودون كولز (غابات العصور الوسطى/ عام 1993م، وكيرجان/ عام 2000م). نسجتا شارون تيزين في (بداية السباق الطويل/ عام 1987م، والفجر/ عام 1995م، والمقص/ عام 2001م)، ودون ماككي في (آثار ساحة المعركة/ عام 2006م) قصائد مثيرة للذكريات والعواطف، مستمدة من: أحداث تاريخية، وشخصيات رئيسية، والعالم الطبيعي، والجرائد اليومية. إن رغبة النساء في التعبير عن أصواتهن  وخبراتهن الفريدة، مستخدمات أشكالا غير تقليدية؛ كانت السبب في ظهور فيضان من المجلات الأدبية النسائية والصحف (حجرة خاصة بي، وأطلنتس، وتيسيرا، وفايرويد). أعادت الأعمال الشعرية، لكل من: مارليت (عِلَّة في لساني/ عام 1984م، وهذا الحب المرتعش يكون/ عام 2001م)، ودي راندت (أسئلة وجهتها لأمي/ عام 1987م، والقدس المحبوبة/ عام 1995م) قراءة وتفسير اللغة والجنسانية والذاتية؛ من خلال عدسات نظرية سحاقية نسوية.

لقد كتبت (آن كارسون) قصائد هزلية؛ لتنسج أصواتا غابرة ومعاصرة. ففي (السيرة الذاتية لــ رِد/ عام 1998م)، وهي قصة جيريون الوحش الأحمر ذي الأجنحة وحبه المحكوم عليه بالفشل لــ هيركليز، تستلهم (آن) الشاعر اليوناني ستِيسِكورس (Stesichoros)، بينما تستحضر ملامح تجربة الشاعر الإنكليزي جون ميلتون، في (جمال الزوج: مقال خيالي في تسع وعشرين رقصة تانجو/ عام 2001م). ولقد قامت كَارسُون المُثَقَّفَة والعلاَّمة، بترجمة مسرحيات يُوربِيدِيس (دروس كئيبة/ عام 2006م)، وقصائد سابيو (إذا لم يكن هذا الشتاء فمتى؟!/ عام 2002م). لقد انخرطت ليزا روبيتسون (نشيد الرعاة سابقا/ عام 1993م، والطقس/ عام 2001م) وكريستين بوك (سَوائِيَّة العقل/ عام 2001م) في استجوابات تجريبية فَعَّالَة، وعلى نحو مبالغ فيه للغة. وفي (يقظة الخراف بسبب شخص متهور/ عام 2001م، والمسارح الصغيرة أو أتورُوكوس كالادوس/ عام 2005م) تقدم إيرين موريه ترجمات جدية وشيقة، لكتاب من جاليسيا والبرتغال؛ لأنها تحلل وتستكشف الأفكار المحلية والعالمية، للمواطنة والمجتمع.

لقد تمردت ماري أنهارت في (كوني على القمر/ عام 1990م)، وكريستوس (قوة النار/ عام 1995م)، وبيث برانت (محاكمة الموهوك/ عام 1985م)، وماريلين دومنت (إنها فتاة بنية جميلة فعلا/ عام 1996م) ضد الأنماط التقليدية، والصور النمطية لجميع السكان الأوائل. وتحدت (ديون براند)، في (لا توجد لغة محايدة/ عام 1990م)، ومارلين نوربيس، في (نجحت في كسر الصمت بأناقة/ عام 1988م) إبراز: الاستعمار، والجنسانية، وعنصرية اللغة الإنكليزية. بينما يرفع جورج إليوت كلارك، في (لماذا ينهار المختبر؟!) النقاب عن حيوات الكنديين السود، في قرية تابعة لــ نوفاسكوشيا، عام 1930م.

لقد فتح الشعراء الكنديون دولة العقل وعقول الدولة؛ من خلال: خرائط الذهاب والعودة، وتعدد الأصوات والأفراد، واختلافات الاحتفال والحداد، والاحتجاج والإكراه والقيود والعجرفة، في هيئة عرض وافر من السونيت، إلى الغزل (القصيدة التوثيقية الطويلة).

المَسرَحُ

على إثر الشعراء والروائيين، اتجه كتاب المسرح إلى الأحداث التاريخية؛ بحثا عن أسطورة الأصل. فإن الأشكال الأولى للكتابة المسرحية، كانت قائمة على حرب عام 1812م، وكانت تنظم شعرا، كما هو الحال في مسرحيتي تشارلز مير*17 (تيِكَمْسَا/ عام 1886م)*18، وسارة آن كيرزن (لورا سيكورد، بطلة معركة 1812)*19. وفي عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي، اجتهد ونافس (ميريل دينيسون، وجوين فاريس رينجود، وهيرمان فودن) في تأسيس الدراما الكندية، معتمدين على المسارح القليلة للهواة؛ من أجل الدعم. ومع بزوغ نجم خمسينيات وستينيات القرن الماضي، تم تأسيس مسارح محترفة عدة. أنتجت وقدمت قائمة مُعَقَّدَة جِدًّا من المسرحيين، من أمثال: جُون كُوتلَر، التي تجعل مسرحيته (رِيَّل/ عام 1962م) من شخصية لُوِيس رِيل بَطَلاً عَظِيمًا؛ وريل قائد تمرد السكان الأصليين (Métis) عام 1855م. فإنه بعد تضاعف المسارح القومية والتجريبية؛ تزايد الإخراج المبدع والجريء، كما هو الحال مع جُون هِيربِرت (الحَظ وعُيُون الرِّجَال/ عام 1967م)، وتركز أحداثها على قضية اللواط داخل السجون؛ وجُورج رِيجَا (نشوة ريتا جو/ عام 1971م)، وتلقي الضوء على امرأة من السكان الأوائل، اللاتي تمتهن حرفة البِغَاءِ؛ وجيمز رِيَاني (ثلاثية دانيلِّي/ 1967-7) عن غضب ومذبحة عائلة أيرلندية، مهاجرة إلى أونتاريو الجنوبية.

وفي أثناء عام 1970م؛ بدأت بعض المجموعات مثل (مسرح تُورِينتُو) في تأليف بعض الأعمال الجماعية. كان الممثلون يشاركون في كتابة السيناريو، وتُمَّثَل في أماكن غير تقليدية (الحظائر مثلاً). لذا؛ فقد أدى هذا الإبداع الجماعي، إلى ظهور الأعمال الآتية: (عرض المزرعة/ عام 1976م، وقمح ورق/ عام 1978م، والكنديون/ عام 1977م). والتي تُظهِرُ إحساسا قويا بـــــ: الموطن، والتاريخ، وقضايا الهوية، والأمة. ولقد شكلت الواقعية القاتمة والصارخة، مسرحية دايفيد فريمان (الزحف/ عام 1972م)، ودايفيد فرانش (مغادرة المنزل/ عام 1977م)، ودايفيد فيناريو (على رأس العمل/ عام 1976م)، ومايكل كروك (الرأس، والأحشاء، ورقصة الجسد السليم/ عام 1974م). كانت حيوات النساء في الماضي، مادة خصبة لمسرحية كارول بولت (إيما الحمراء/ عام 1974م)، وشارون بولوك (علاقات الدم/ عام 1981م)، وبيتي لمبيرت (قصة جيني/ عام 1984م)، ومسرحيات جوانا جلاس ومنها مسرحية: (الخرشوف/ عام 1975م)، و(المحاولة/ عام 2005م) اللتان تستكشفان الصراعات بين الأجيال وقضايا المرأة. إنَّ مسرحيات جوديث ثومبسون (التي اتخذت الأحلام وتأثيراتها شكلا لها) استجوابات مثيرة مرئية لقوى الشر في اللاوعي البشري، ومنها: (البائع المتجول غريب الأطوار/ عام 1980م، وأسد في الشوارع/ عام 1990م).  خلق جون جراي شكلا موسيقيا محبوبا جدا، من قصة طيار محارب معروف، في الحرب العالمية الأولى، وذلك في مسرحية (يذهب القس بيلي إلى الحرب/ عام 1981م). إنَّ مسرح ثامب الأخضر، الذي تأسس عام 1975م، قد مَهَّدَ الطريق إلى مسرحيات موجهة لجمهور الشباب، تناقش القضايا الآتية: التنمر، والطلاق، وشئون المهاجرين.

متأثرا بالسنيما، وتفكيك الأشكال التقليدية، وإيديولوجياتها  المصاحبة؛ قدم (جورج ووكر) مجموعة مبهرة من الأعمال المسرحية، تشتمل على (لا شيء مقدس/ عام 1988م)، وهي مقتبسة من تورجينيف (الوالد والأبناء؛ مجرمون فى الحب/ عام 1985م)، وتدور أحداثها في منطقة الطبقة العاملة، غرب تورينتو، و(فنادق في الضواحي/ عام 1997م)، وهي مجموعة من ست مسرحيات، تدور أحداثها في غرفة فندق. ولقد حقق  كاتب المسرح والممثل (موريس بانيش) شهرة واسعة، في مسرحياته الصامتة (المعطف/ عام 1997م، وسبع قصص/ عام 1990م، وفتاة في مسرح على شكل برتقالة/ عام 2003م). تصور مسرحية (مايكل هيلي) ذائعة الصيت (الولد النادل/ عام 1999م) العلاقة العنيفة بين مزارعين وممثل صغير، يبحث عن بيئة ريفية لكتابة عمل (عرض المزرعة). بدأ تأثير كتاب السكان الأوائل في الظهور بقوة؛ خاصة بعد نجاح أعمال تومسون هايواي (أخوات ريز/ عام 1988م، وشفاه جافة/ عام 1989م، وتحصل أيرنستين على سمكة السلمون/ عام 2005م). وتفضح الأعمال الآتية، الصور النمطية ومآزق السكان الأوائل المختلفين، وعلاقاتهم الشائكة مع الثقافة المسيطرة، وغالبا ما يبدعون باستخدام مآثر ومهازل لأساطير ولغات السكان الأصليين: ماري كليمنت (نساء غريبات الأطوار وغير جوهرية/ عام 2005م)، ومارجو كين (اعترافات راعي البقر الهندي/ عام 2001م)، ومونيك موجيكا (الأميرة بوكابونتس والبقع الزرقاء/ عام 1991م)، ودانيال دايفيد موسيسز (عروض الدواء الهندي/ عام 1995م)، ودرو هايدن تايلر (تورنتو عند صخرة السابح في الخيال/ عام 1990م).

ترفع مسرحية جوان ماكليود (جيتار أزرق لصديق/ عام 1990م) النِّقَاب عن تأثير لاجيء سيلفادوري على أسرة كندية. تم عرض مسرحية آن- ماري ماكدونالد (مساء الخير ديزديمني، صباح الخير جوليت/ عام 1990م)؛ عبر كندا وحول العالم. وهي عمل يقارنه أحد الأكاديميين المُعاصِرِين، بشخصيات: عطيل، وروميو، وجوليت. تقدم مسرحية براد فريزر غريبة الأطوار (آثار بشرية مجهولة، والطبيعة الحقيقية للحب/ عام 1990م) سبع شخصيات مزعجة، تتواصل من خلال جهاز لتسجيل الرسائل التليفونية. أصبح نورم فوستر (Norm Foster) أَشهَر كُتَّاب المسرح الكنديين؛ فلقد نَشَر ما يربو على ثلاثين مسرحية خفيفة (أولاد ميلفل/ عام 1986م). سمعت أصوات لمجتمعات كندية أخرى، على نحو متزايد في أواخر القرن العشرين: الأفريقي جورج إليوت كلارك (بيتريس تشانسي/ عام 1999م)، وراؤول فارما من جنوب آسيا (ليست أرض الإنسان/ عام 1995م)، والياباني آر. إي. شيومي (الحُمَّى الصفراء/ عام 1984م)، والصينية مارتي تشان (أمي، أبي، إني سأعيش مع فتاة بيضاء/ عام 1995م). وفي بداية القرن الواحد والعشرين، أكدت عديد من الشركات الجماعية ومتعددة الوسائط، التجريب العملي والمرئي، المتماثل مع تقاليد الطليعة، في عمليات الإنتاج في كِيبِك المعاصرة. 

 

جامعة بور سعيد/ كلية الآداب/ مصر

المرجع

Kathleen Kellett-Betsos, Kathy Mezei and etal.  “Canadian literature.”   Encyclopædia Britannia. Encyclopædia Britannica, inc, 2019. Retrieved from https://www.britannica.com/art/Canadian-literature