احتفت مؤسسة عبدالحميد شومان الثقافية، ضمن برنامج "ضيف العام" بتجربة الأكاديمية هند أبوالشعر أديبة ومؤرِّخة وموثِّقة. وقالت الرئيسة التنفيذية للمؤسسة فالنتينا قسيسية في كلمتها خلال الندوة التكريمية، إن أبوالشعر منحت جلّ عمرها وجهدها للإبداع والبحث والتوثيق والتدريس لتنير الطريق أمام طلبتها ومريديها، وإنها أخلصت للعلم وعالم الأكاديميا، فخرّجت الآلاف من الطلبة الذين ساروا على الدرب، واضعين نصب أعينهم خدمة المعرفة.
وتحدث في الجلسة الأولى للندوة، التي أدارها الأمين العام لوزارة الثقافة الأردنية هزاع البراري، وحملت عنوان "هند أبوالشعر: أديبة ومبدعة"، كلّ من النقاد شكري عزيز الماضي، الذي تناول قصص هند أبوالشعر القصيرة بين الماهية والدور، ونبيل حداد بورقة موسومة بـ"هند أبوالشعر.. وجوه إبداع متعددة مع إجراء نقدي"، وزياد أبولبن الذي تطرق إلى هند أبو الشعر والكتابة الإبداعية.
وأشار النقاد في أوراقهم إلى أن سيرة أبوالشعر حافلة بالعطاء والإبداع، وأن المتتبع لتجربتها في الكتابة الإبداعية من قصة وشعر ومسرحية ومقالة ونصوص، يجدها كاتبة مثقفة، ومبدعة في مسار كتابتها الأدبية، كما أنها مبدعة في فنها التشكيلي، بما يجعل من شخصيتها متعددة الجوانب والاهتمامات.
وبيّن المشاركون في الندوة أن القصة القصيرة ظلت "العشق الأول، والحقل الفريد الذي غرست فيه أبوالشعر سنوات طوالا من عمرها، واستطاعت -باقتدار لافت- تجسيد صوت أدبي خاص، هدفه الفن والجمال، وعماده الإنسان، وغايته الحرية والعدالة".
أما الجلسة الثانية التي حملت عنوان "منهجية أبوالشعر في كتابة التاريخ"، وأدارتها الروائية سميحة خريس، فتحدث فيها كلّ من النقاد عليان الجالودي حول "هند أبوالشعر مؤرخة، موسوعة تاريخ الأردن في عهد الإمارة أنموذجا"، وعلاء سعادة بورقة عن "هند أبوالشعر ودورها في التوثيق التاريخي للمدن الأردنية – إربد أنموذجا"، وتناول عبدالله العساف "هند أبوالشعر.. مسيرة تجربة بحثية مشتركة"، أما أنور الخالدي فجاءت مداخلته بعنوان “منهج الكتابة التاريخية عند المؤرخة هند أبوالشعر، كتاب المختار بن أبي عبيد أنموذجا.
وبيّن المتحدثون في أوراقهم، أن أبوالشعر تعدّ من أبرز علماء التاريخ والأدب في الأردن ومن أعمدة بيت الشَّعر الأصيل وأحد كراسي البحث الأكاديمي العلمي في الجامعات الأردنية، مؤكدين أنها نأتْ عن النمطية في سرد الرواية والحدث التاريخي، ووقفت على محطات مفصلية في مؤلفاتها، وهذا من شأنه “رفع مستوى المعرفة عند القارئ سواء المختص أو قارئ التاريخ”.
وفي الجلسة الثالثة التي حملت عنوان "هند أبوالشعر وإدارة العمل الأكاديمي والثقافي" وأدارتها الإعلامية جمان مجلي، تحدث الباحثون ياسين السعود عن "الإنسانة والأكاديمية هند أبوالشعر"، وزيد القرالة عن "هند أبوالشعر أكاديمية وإدارية"، وحسن الملخ حول "النبيلة الخالدة هند أبوالشعر حيث تتحدث عنها الإنجازات ذاكرة تَظَلُّ وذِكرى تُظِلُّ"، ومحمد الدروبي في بحث بعنوان "هند أبوالشعر ومسيرة البيان".
هند أبوالشعر من أبرز علماء التاريخ والبحث الأكاديمي في الأردن
ومن أعمدة الأدب بين القصة والرواية والشعر
وأكد المتحدثون أن أبو الشعر استطاعت أن تسطر اسمها في الوسط الأدبي، وأن تشكل حضورا في المشهد الإبداعي العربي، فقد أبدعت مجموعة من الأعمال القصصية التي لاقت إعجاب القارئ، كما اتسمت أعمالها بالالتزام، فلم تتجه إلى كسر المحاذير الدينية والأخلاقية، بل جاءت متزنة تلازم شخصية الكاتبة، وتعبّر عن مكانتها الأدبية والعلمية وما عُرفت به من رقي الكلمة وأدب الخطاب.
وتحدث في الجلسة الرابعة التي أدارها مصلح النجار وجاءت بعنوان "هند أبوالشعر موثقة"، كلّ من حسين القهواتي (هند أبوالشعر موثِّقة)، وجورج طريف (هند أبوالشعر موثّقة)، والإعلامي حسين دعسة (جهود هند أبوالشعر في التوثيق.. منهج لاستشراف المستقبل)، والكاتب والروائي مفلح العدوان (هند أبو الشعر: عين على القصة، عين على الوثيقة.. المؤرخة الأديبة)، ومحمد هاشم غوشة (القدس في عيون هند أبو الشعر)
وأشار المتحدثون إلى أن الأديبة المحتفى بها كرّست حياتها للفعل الثقافي والعمل الأكاديمي، وتكرّس جل وقتها اليومي لخدمة العلم، وتصل الليل بالنهار باحثة عن معلومة هنا وفكرة هناك، بين الكتب والوثائق التي تحرص على الحصول عليها والاستفادة منها، مبينين أنها تدعونا إلى "عمل مؤسسي يجمع ويحمي، ويضبط إيقاع حرية الموثوق". واختُتمت الندوة بجلسة أدارها الروائي هاشم غرايبة، وقُدمت فيها شهادات عن تجربة أبوالشعر، بمشاركة كلّ من محمد عدنان البخيت وعلي محافظة وإيهاب زاهر وأنس العموش ومنتهى الحراحشة.
من جهتها، استعرضت أبوالشعر المحطات المهمة في مسيرتها الثقافية والمفاصل التي شكلت مسارها الإبداعي والأكاديمي. ويشار إلى أن أبو الشعر تحمل درجة الدكتوراه في التاريخ الحديث والماجستير في التاريخ الإسلامي من الجامعة الأردنية، شغلت مواقع عديدة في المؤسسات الفكرية والجامعية، ولها ست مجموعات قصصية، ولها من المؤلفات 80 كتابا ما بين الأدب والتاريخ.