نظمت فعاليات معرض أدب الطفل، والذي ينظمه ملتقى الناشرين والموزعين القطريين، شهر نونبر الماضي، والذي استمر أربعة أيام في مجمع طوار مول التجاري، وهو أول معرض متخصص في كتاب الطفل في دولة قطر. المعرض الذي يقام ضمن فعاليات وزارة الثقافة، احتفالا باليوم العالمي للطفل الذي يوافق 20 نوفمبر من كل عام ويشارك فيه عدد من مؤسسات الدولة المعنية، بهدف تعزيز القراءة لدى الأطفال وتنشيط الحركة الثقافية والحرص على القيم الأساسية للثقافة المرتبطة بالهوية القطرية من خلال تكثيف برامج التعريف بالكتاب في مختلف الوسائل، إلى جانب دعم صناعة النشر والتوزيع في مجال كتاب الطفل، وعرض إصدارات دور النشر والتوزيع القطرية.
المعرض له دلالات خاصة
قالت عائشة الكواري الرئيس التنفيذي لدار روزا للنشر: "وجود معرض متخصص في أدب الطفل له دلالات خاصة باهتمام الدولة ممثلة في وزارة الثقافة بالأدب ككل وأدب الطفل بصفة خاصة، ويدل على الاهتمام بمؤلفي أدب الطفل وناشري أدب الطفل، فوجودهم جميعا تحت سقف واحد مع القراء واحتكاكهم مع القارئ الصغير سوف يساهم في إثراء الساحة الثقافية، خصوصا أن المعرض يتضمن العديد من الورش والقراءات للقصص، والبرامج التدريبية القصيرة التي من شأنها نشر ثقافة القراءة لدى الطفل، وهي المسؤولية التي يجب على المجتمع ككل تحملها وليس فقط وزارة الثقافة، أو المدرسة."
وأكدت الكواري أن مشاركة دار روزا في هذا المعرض تأتي ضمن إطار التعريف بالكتاب اليافعين وحجز مكان لهم ضمن الفعاليات والمعارض، خصوصا بعد النقلة النوعية التي حققها هذا الأدب سواء من خلال الكتاب اليافعين أو الكبار الذين يكتبون للطفل على المستوى المحلي والخليجي.
فعاليات متعددة
مركز أدب الطفل والذي يعتبر أول دار نشر قطرية متخصصة في أدب الطفل يشارك في المعرض الأول من نوعه ويقدم العديد من الفعاليات والنشاطات.
وأوضحت السيدة أسماء الكواري مدير ومؤسس دار نبجة ومركز أدب الطفل للعرب أن مشاركة الدار في هذه الفعالية هي فرصة لتضع الدار الأولى المتخصصة في هذا النوع من الأدب بصمتها.
وقالت: "نشارك في المعرض سواء من خلال المشاركة في الجناح بعرض الكتب أو في الفعاليات التي يتم تنظيمها على مدار الأيام الأربعة للمعرض، وستكون هناك فعالية مع راوي عالمي عبر تقنيات الاتصال المرئي، إضافة إلى مشاركة رواة محليين، كما تقوم الدار بالمشاركة من خلال أنشطة وفعاليات وعروض على المسرح."
المعرض فرصة لتسليط الضوء على الكتاب المحليين
محمد طراف مدير التسويق بمكتبة ألف، وهي المكتبة التجارية الوحيدة المشاركة في المعرض أكد لـ"العرب" أن المكتبة تشارك في هذا المعرض من خلال عرض أكثر من خمسمئة عنوان موجه للطفل، أو يهتم بالطفل، بالاضافة إلى نشاطات أخرى.
وقال طراف: "نشارك في فعالية مهمة جدا بالنسبة للأطفال، وسنقدم ورشة تكون عبارة عن مختبر لتعليم العلوم بأسلوب ترفيهي، وستقدم المكتبة على مدار الأربعة أيام عرضا في تمام الساعة السادسة والنصف ولمدة ساعة يكون عبارة عن نادي علمي يقدم المعرفة بأسلوب شيق."
وذكر مدير التسويق في المكتبة أن المكتبات التجارية لا تركز كثيرا على كتب الأطفال، لكن مكتبة ألف تضم أكثر من ثلاثة آلاف عنوان موجه للطفل، وذلك من باب حرص المكتبة على تقديم المعرفة والعلم ونشر الثقافة لجميع شرائح المجتمع.
و كشف ملتقى الناشرين والموزعين سابقا عن تفاصيل المعرض الذي أكد القائمون عليه أنه تم اختيار المعرض في أحد المجمعات التجارية ليكون جاذبا للجماهير والأسر لمشاركة أولادهم في فعاليات المعرض المختلفة والتعرف على أهم الإصدارات الجديدة في مجال أدب الطفل، حيث تشارك 12 دار نشر محلية إبداعاتها الجديدة، إلى جانب مشاركة عدد من المؤسسات القطرية ومنها متاحف قطر، ومؤسسة قطر، مركز الوجدان الحضاري، مركز شؤون المسرح، مكتبة قطر الوطنية، مركز أدب الطفل، وغيرها، كما يأتي المعرض في إطار حرص ملتقى الناشرين على إعداد جيل قادر على القراءة والكتابة، منسجما مع مقومات هويته الوطنية العربية الإسلامية الأصيلة، ومتعايشا مع التنوع الثقافي للنسيج الاجتماعي في دولة قطر والعالم.
جدير بالذكر أن ملتقى الناشرين والموزعين القطريين التابع لوزارة الثقافة يهدف إلى الاهتمام بدور النشر والموزعين، من خلال الارتقاء بالمستوى المهني لصناعة النشر والتوزيع، وتعزيز التعاون المشترك بين دور النشر والتوزيع، بما يسهم في النهوض بعمليات النشر والتوزيع، وتوطيد الصلات بين الناشرين والموزعين، والمساهمة في نشر وتوزيع إنتاج المؤلفين القطريين محليا وإقليميا ودوليا، والتعريف بهم، والمشاركة في معارض النشر والتوزيع والكتاب المحلية والخارجية بالتعاون والتنسيق مع وزارة الثقافة وغيرها من الجهات المختصة، وتوثيق وتوطيد العلاقات بين الملتقى والهيئات الثقافية والعلمية و اتحادات الناشرين والموزعين، والتمتع بعضويتها.
وأعلن يوم الطفل العالمي في عام 1954 باعتباره مناسبة عالمية يحتفل بها في 20 نوفمبر من كل عام لتعزيز الترابط الدولي وإذكاء الوعي بين أطفال العالم وتحسين رفاههم، وكان 20 نوفمبر هو تاريخ اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة إعلان حقوق الطفل في عام 1959، كما أنه كذلك تاريخ اعتماد الجمعية العامة اتفاقية حقوق الطفل في عام 1989، ومنذ عام 1990، يحتفى باليوم العالمي للطفل بوصفه الذكرى السنوية لتاريخ اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة لإعلان حقوق الطفل والاتفاقية المتعلقة بها.