عُقدت في مقر رابطة الكتاب الأردنيين في عمان الندوة التاسعة عشرة من ندوات أسرى يكتبون، وبمشاركة كتاب آخرين في فلسطين عبر تطبيق زوم، وقد تناولت الندوة كتاب «تحيا حين تفنى» للكاتب الأسير ثائر حنيني.

«تحيا حين تفنى» في الندوة التاسعة عشرة لمبادرة أسرى يكتبون

 

عُقدت في مقر رابطة الكتاب الأردنيين في عمان الندوة التاسعة عشرة من ندوات أسرى يكتبون، وبمشاركة كتاب آخرين في فلسطين عبر تطبيق زوم، وذلك يوم الأربعاء الموافق 12.01.2022، وقد تناولت الندوة كتاب "تحيا حين تفنى" للكاتب الأسير ثائر حنيني. تولى إدارة الندوة القاص الأردني محمد حليقاوي، افتتحها بلمحة عن الكتاب وصاحبه متمنيًا حريّة قريبة لكافّة أسرى الحريّة.

كانت المداخلة الرئيسية قراءة نقدية للأسير أحمد عارضة؛ المحكوم بالسجن مدى الحياة ويقبع في معتقل ريمون الصحراوي، وألقتها نيابة عنه الكاتبة مريم عنانزة. وجاء فيها: "أننا أمام عمل إبداعيّ جديد يضاف إلى موسوعة الرفض الإبداعي، يقول لنا عبر نصّه الجميل بأن الكتابة هي فعلٌ ثوريُّ بما تحتويه من رسائل ومضامين ومواقف لم يتوانَ صديقُنا ثائر عن إشهارها بوضوح ودون مواربة، بلغةٍ مكثفةٍ وأسلوبٍ سلِس، ومعانٍ صارخة مشحونة بكمٍّ هائل من المشاعر الصادقة، بعيدا عن أيّ تكّلف".

تلاها الناقد رائد الحواري بمداخلة نقدية تناول فيها الكتاب ومضامينه وبعض القضايا الفنية، ومما جاء فيها: "الموت لا يعني انتهاء وجود المتوفى، فهناك راحلون ما زالوا بيننا، نشعر بهم، وما زلنا نردد ما قالوا، حتى أننا نتحدث عنهم، هذه الحالة تكون فقط مع أولئك الذي تربطنا بهم علاقة استثنائية، لذلك فالكتاب يشكّل لمسة وفاء وسيره لشهدائنا عبر فادي حنيني، "بطل" الكتاب عبر عنها ابن اخيه الكاتب الأسير ثائر حنيني.

وشارك الأسير الكاتب بكلمة ألقتها نيابة عنه أخته عرين حنيني، عبّر عن سروره بهذه الندوة وشكر المنظّمين، وتناول فعل الكتابة خلف القضبان،  وأضاف قائلاً: "من السجن أطلع إليكم حرًا.. والكتاب فعل وفاء لفادي وكافّة شهدائنا".

تلاه الروائي عبد السلام صالح الذي رحّب بأهل الكاتب الذين حضروا إلى مقر رابطة الكتاب الأردنيين، وتحدّث عن التجنيس ووصف الكتاب برواية مرسومة بحرفيّة عبر السرد والحوار والأحداث، المكان والزمان، وجاء البناء الفني منسجمًا مع الحالة وتقطّع السرد.

تلاه الأستاذ الكاتب عماد محاسنة بمداخلة، تناولت العنوان، وواقع النضال الفلسطيني ضد المحتل، وأشار لعلاقة نص ثائر مع قصيدة "هي وبلادي" للشاعر الفلسطيني راشد حسين. ثم تحدثت الناشطة الثقافية جمانة العتبة التي أثنت بدورها على الكتاب وجهود الكتاب الأسرى في توثيق حكاياتهم. وختمت المداخلات بمداخلة الكاتب فراس حج محمد الذي تناول إحالة العنوان على النص الديني المسيحي والإسلامي، وأشار إلى تقنية المخطوط التي اعتمدها الكاتب في بناء النص.

وقبل أن يتم تكريم الكاتب ثائر حنيني من رابطة الكتّاب الأردنيين، ممثّلة بالروائي عبد السلام صالح، بتقديم درع الرابطة لأسرة الكاتب، تحدث المحامي الحيفاوي حسن عبادي الذي شكر بدوره، باسمه وباسم الحركة الأسيرة، القائمين على هذه المبادرة، وشكر الفنان ظافر شوربجي الذي صمّم الكتاب ومنتجه، والكاتب فراس حج محمد على التحرير والتنقيح، وأشار إلى صدور الطبعة الثانية من الكتاب عن "دار الرعاة للدراسات والنشر" و"جسور ثقافية للنشر والتوزيع".