هوية مصر الثقافة وسؤال المستقبل هو الشعار الذي اختاره معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته ال53 في محاولة لإبراز الهوية الثقافية لمصر وتنظيم الكثير من الفعاليات الثقافية وحفلات التوقيع وإطلاق مشاريع رقمية وأيضا الاحتفاء بيحيى حقي، شخصية المعرض واليونان ضيفة الشرف. كما يفتح نوافذ أمل للناشرين والكتاب والقراء بفعاليات مبتكرة. وتنعقد هذه الدورة الجديدة في ظل العودة الطبيعية للمعرض وفعالياته حضوريا.

معرض القاهرة الدولي للكتاب الـ53

 

إبراز الهوية الثقافية لمصر

يعود معرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخته الثالثة والخمسين إلى موعده الرسمي بعد انعقاد دورته الثانية والخمسين في ظل ظروف استثنائية وإجراءات احترازية مشددة فرضتها الحالة الصحية، التي أجبرت المعرض على التخلي عن برنامجه الثقافي والاتجاه إلى العالم الرقمي، في  دورة أثارت جدلا واسعا بين المتابعين والناشرين والكتاب والمثقفين. وتعد الدورة الجديدة بالعودة التدريجية إلى الوضع الطبيعي مع محاولة ابتكار فعاليات جديدة والانفتاح على التكنولوجيا.

القاهرةينطلق معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الثالثة والخمسين الأسبوع القادم لينتظم بذلك في موعده السنوي المعتاد بعدما أقيم استثنائيا العام الماضي في فصل الصيف بسبب جائحة فايروس كورونا.

وقالت وزيرة الثقافة المصرية إيناس عبدالدايم في مؤتمر صحافي الاثنين "بعد عامين من جائحة كورونا يعود معرض القاهرة الدولي للكتاب ليقام في موعده الأصلي خلال شهر يناير من كل عام" وأضافت أن رئيس الوزراء مصطفى مدبولي سيفتتح الدورة الجديدة للمعرض بمركز مصر للمعارض الدولية.

عودة تدريجية

ويقام المعرض في مركز مصر للمعارض الدولية في الفترة من السادس والعشرين من يناير إلى السابع من فبراير بمشاركة 1073 ناشرا مصريا وعربيا وأجنبيا وتوكيلا من 51 دولة. ويبدأ المعرض في استقبال الجمهور انطلاقا من الأربعاء الموافق للسابع والعشرين من يناير، يوميا من الساعة العاشرة صباحا إلى الثامنة مساء، ما عدا الجمعة من الواحدة بعد الظهر، على أن يجري مد ساعة أخرى الخميس والجمعة بعد الثامنة مساء.

وتشهد هذه الدورة زيادة في عدد أيام العرض لتصل إلى 13 يوما متتاليا لإتاحة الفرصة للجمهور لزيارة المعرض ودعم صناعة الكتاب والنشر. ويرفع المعرض في هذه الدورة شعار "هوية مصر.. الثقافة وسؤال المستقبل" فيما اختير الكاتب الراحل يحيى حقي “شخصية المعرض” لهذا العام.

وقالت وزيرة الثقافة إنه لأول مرة سيشهد المعرض استخدام تقنية الصور المجسمة “هولوجرام” في استحضار شخصية يحيى حقي ليتفاعل مع الجمهور ويجيب على أسئلتهم وذلك من خلال شاشة تعمل باللمس، كما يمكن للأطفال ورواد قاعة الأطفال مشاهدة إحدى قصص الأديب الراحل عبدالتواب يوسف مجسمة افتراضيا باستخدام نظارات 3D.

وأضافت أن هذه الدورة ستشهد أيضا استحداث جائزة أفضل ناشر عربي مع زيادة قيمة الجوائز السنوية للمعرض إلى 40 ألف جنيه بدلا من 10 آلاف في كل مجال من مجالات الرواية والقصة والشعر والترجمة.

وأشارت إلى أنه جرى تطوير المنصة الرقمية للمعرض التي أطلقت في الدورة الماضية بحيث تتيح بيع الكتب عبر الإنترنت وخدمة التوصيل بجانب إمكانية التجول افتراضيا بقاعات وأروقة المعرض وشراء بطاقات الدخول إلكترونيا.

وتحل اليونان ضيفة شرف المعرض بعدما تسببت الجائحة العالمية في إلغاء هذا التقليد بالدورة السابقة بسبب قيود السفر وإقامة جميع الفعاليات الثقافية للمعرض عبر الإنترنت. تحل اليونان ضيفة شرف المعرض بعدما تسببت الجائحة العالمية في إلغاء هذا التقليد بالدورة السابقة بسبب قيود السفر.. وقال محمد رشاد رئيس اتحاد الناشرين العرب إن معرض القاهرة الدولي للكتاب كان من المعارض العربية المعدودة التي استمرت رغم الجائحة مما أسهم في دعم صناعة النشر خلال فترة غاية في الصعوبة.

وقال في المؤتمر الصحافي “صناعة النشر، وإن كان غير معترف بها في العالم العربي كصناعة، هي أكثر صناعة تضررت بسبب جائحة كورونا، وفق استبيان أجراه اتحاد الناشرين العرب وأضاف “الدورة الاستثنائية لمعرض القاهرة للكتاب في 2021 شجعت الكثير من المعارض العربية على العودة والانتظام في مواعيدها مما أسهم في انتعاش صناعة النشر، وفي هذه الدورة الجديدة من المعرض يبلغ عدد الناشرين العرب ثلاثة أمثال المشاركين في الدورة السابقة”.

وأشار إلى أن اتحاد الناشرين العرب سيعقد جمعيته العمومية على هامش معرض القاهرة للكتاب في الثلاثين من يناير والتي ستشهد انتخاب مجلس إدارة جديد للاتحاد. ورحب هيثم الحاج علي رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب باستئناف إقامة المعرض في موعده الأصلي وفقا لأجندته الدولية، لاسيما في وقت قريب من إقامة الدورة الاستثنائية السابقة.

ووعد الحاج بأن تكون الدورة 53 من المعرض استكمالا لمسيرة هذا النجاح في الشكل والمضمون حيث التركيز على كافة مفردات الهوية المصرية ومستقبلها المنشود، مؤكدا تضافر كافة جهود الجهات المعنية ليظل معرض الكتاب واجهة مصر المشرقة والمشرفة لها دائما.

استقطاب الشباب
تعود الفعاليات الثقافية والفنية في هذه الدورة من المعرض، بعد توقفها بسبب الظروف الصحية في الدورة الماضية، إذ ألغي البرنامج الثقافي الحضوري فيما تم تقديم عدة أنشطة افتراضيا وخاصة الأنشطة المتعلقة بالتشجيع على اقتناء الكتب والقراءة.

ويحاول المعرض تلافي حالة الارتباك التي سيطرت على فعاليات دورته السابقة، إذ اضطرت إدارة المعرض للتراجع عن قرارات اتخذتها قبل انطلاقه للتعامل مع الأوضاع الصحية التي فرضها فايروس كورونا المستجد، بعد أن واجهت عزوفا من النخب والمواطنين على حدّ سواء وسط تزايد شكاوى دور النشر من تحوله إلى عبء مالي مضاعف عليهم قد يأتي بخسائر جديدة بدلا من إحداث انتعاشة مأمولة.

وتواصل هذه الدورة إقرار حجز التذاكر “أونلاين” عبر المنصة الرقمية لمعرض الكتاب، كما يمكن لمواكبي الحدث دفع قيمة التذكرة عن طريق فوري أو عن طريق الفيزا، كما تبحث اللجنة المنظمة عددا من الطرق للتيسير على الجمهور. وإضافة إلى اللقاءات الثقافية التي تعود تدريجيا إلى أروقة المعرض فإن هذه الدورة تشهد إطلاق مشروع الكتاب الرقمي في الهيئة المصرية العامة للكتاب، الذي يبدأ بـ"موسوعة مصر القديمة" لعالم الآثار الشهير الراحل الدكتور سليم حسن، إلى جانب مجموعة من كتب الأطفال وسلسلتي ما ورؤية.

ويحاول المنظمون من خلال طريقة حجز التذاكر وتوفير كتب زهيدة الثمن جعل جمهور الشباب يتصدرون المشهد في المعرض هذا العام على غرار السنة السابقة، في استقطاب لفئة هامة من القراء.