من الممكن أن نقرأ رواية شجرة الحب غابة الأحزان لأسيمة درويش كرواية نسويّة حول تحرّر البطلة المحورية، مدى، من السلطة البطريركية كما فعلت علية ممدوح في مقالتها عن الرواية.[1] في الرواية يرافق القارئ مدى في رحلتها من سوريا إلى إنكلترا، ومن أبيها الديكتاتوري في بداية الرواية إلى اختيارها الشخصيّ لإكمال الدراسة في المشهد النهائي، ولا يختلف تسلسُل الأحداث أو النهاية كثيراً عن نماذج أخرى من روايات تدور حول تحرّر المرأة.[2] إلا أنّ قراءة ثانية للروايّة تشير إلى تحليل مختلف تماماً وتوضّح كيف أنّ الرواية، بدلاً من أن تهدم النظام البطريركي، تؤيده وتقدّم بطلة لا تستطيع أن تخطو خطوة دون أن تسند نفسها، عن وعي أو عن غير وعي، على رجل ما. وهذه القراءة الثانية هي ما أودّ أن أناقشه في هذه الدراسة وسأقوم بذلك من خلال قراءة دقيقة للنص الروائي بمساعدة علم السرد النسوي.
المستوى الظاهر والمستوى الباطن للنص:
تشير بيلسي إلى أن البحث عن نقطة التناقض في النصوص الواقعية التي تبدو كأنّها تعبّر عن أيديولوجيا معينة، والتي تكون مملة نوعا ما، يسفر عن تفكيك النص وأيضاً يؤدي إلى قراءات جديدة تجعل النص قابلاً لتفسيرات عدة ومناقشات عميقة.[3] نقطة التناقض يمكن أن تكون في بناء الشخصيات أو تكوين الحبكة أو بين مستويات سطحية وعميقة في النص. تتناول روبين وارهول، إحدى رائدات النظرية السردية النسوية، الاختلاف بين ما تُظهر في الرواية بشكل واضح وسطحي وبين فكرة أعمق تتبدّى من خلال بنية النص، وتبيّن وارهول أنّ بنية النص في أحيان كثيرة تعارض القراءة السطحية، ولذلك يمكننا أحيانا أن نجد اختلافاً كبيراً بين مضمون النص وشكله[4]. تُسمى هذه الظاهرة في السردية النسوية بالحكاية التي لا تُسرَد[5]. وهذا الاختلاف هو نقطة التناقض التي لاحظتها عند قراءتي لرواية شجرة الحب غابة الأحزان،[6] الرواية الوحيدة للكاتبة والناقدة السورية أسيمة درويش (2017 ـــــ 1939). ومناقشة هذا التناقض تحوّل قراءة الرواية من قراءة نسوية تقليدية إلى قراءة تفتح مجالاً لمناقشة فكرة المساواة الجنسية والدور الخاص لكل من الرجل والمرأة في ذلك. قراءتي للنص مبنية على النظرية السردية النسوية، هذه النظرية انبثقت من السرديات وتستعمل العناصر الموجودة في السرديات كتنظيم النص وبناء الشخصيات، ولكن تضيف إليها البُعدين الاجتماعي والجندري كي تعالج بناء الشخصيات النسوية والرجالية، إضافة إلى الحديث عن كيفية إظهار النص لدور الرجل والمرأة والتوقّعات المرتبطة بتصرّفاتهما في المجتمع الروائي.[7] علم السرد النسوي ليس بأداة لتسهيل النص وفهمه بشكل نسوي، بل على العكس فهو يسهم في إظهار تعقيدات النص[8] وإمكانيات تفسيره، ولكن مع التركيز على العلاقة بين الجنسين. يبحث علم السرد النسوي عن علامات سردية تدعم أو تنقد أفكاراً مرتبطة بدور المرأة أو الرجل في المجتمع،[9] ليس لأنه يرى الرواية كمرآة للواقع، بل لأنه يعتبر النص الروائي تعقيباً مهماً على زمنه، وكذلك مؤثراً على المستقبل. وفي هذا الضوء تكون شجرة الحب ــ غابة الأحزان مهمة لأنّها نُشرت في عام 2000، في فترة شهدت بعض التغيرات الاجتماعية في سوريا، ويمكن قراءتها كتعليق على نهاية القرن الماضي، وأيضاً بداية القرن الجديد.
تدور أحداث الرواية حول مدى وعلاقاتها مع أبيها ثم زوجها وأخيها وأخيراً عشيقها. ولو أخدنا كل الأجزاء من الحبكة وركبناها بشكل تسلسلي ستكون فابولا.[10] هذه الرواية كالآتي: تنشأ بنت سورية اسمها مدى في عائلة تقليدية، يختار لها أبوها الديكتاتوري زوجاً ثمّ يغيّر رأيه ويفسخ الخطبة. مدى، التي أحبّت خطيبها، تهرب معه وينتقلان إلى إنكلترا. ينجبان ثلاثة أطفال ولكنْ، مع الوقت، تتغير علاقتهما وتدخل مدى إلى علاقة جديدة مع طبيب إنكليزي. يرفض زوج مدى الطلاق ويحبسها في البيت، وعند حصولها على الطلاق وخروجها من بيت زوجها في نهاية الرواية تستطيع أن تُعيد ابنتيها للسكن معها وتكمل دراستها في الجامعة.
تؤدي الفابولا، وأيضاً ترتيب السوزجيت، إلى قراءة الرواية كإحدى حبكات فلاديمير بروب لأنّ البطلة تواجه عدة مشاكل وفي نهاية القصة تحصل على النجاح والسعادة الدائمة.[11] وكما ذكرت سابقاً، تُذكرنا الفابولا بالروايات النسائية التي تدعو إلى تحرر المرأة من قيودها الاجتماعية. لا أنكر أن هذه القراءة ممكنة، وعلى الأغلب هي القراءة التي سيتفق عليها معظم القُراء، ولذلك سأسميها المستوى الظاهر للرواية. ولكن، عندما نعود إلى النص والأفكار التي تعبّر عنها الشخصيات، نجد قراءة أخرى تثبت علاقة اعتماد المرأة على الرجل في البُعدين الشخصي والاجتماعي وتثبّط تحرّرها، وهذا المستوى الثاني سأسميه المستوى الباطن للنص وسأركّز عليه في تحليلي. سيكون تركيز التحليل على مدى، بطلة الرواية، وتطوّر شخصيتها ومفهومها للعالم وللرجال المقرّبين منها، ولكنّي سأشير أيضاً إلى باقي الشخصيات ووجهات نظرها حول مدى بشكل خاص، وحول دور المرأة في المجتمع بشكل عام.
مدى والغيوم الداكنة:
يلتقي القارئ بمدى لأوّل مرّة وهي تمشي تحت المطر في لندن. المطر يثير ذكرياتها ويعيدها إلى مسقط رأسها، قرية دمّر، خارج العاصمة السورية دمشق. تروي مدى قصة طفولتها التي تظهر لها كـ"غيوم داكنة"[12] وتذكر اللحظة التي سمعت فيها "[أ]نّ ولادتها كانت السبب في شقاء أمّها"[13] لأنّها أنثى. وتذكر أيضاً كيف كانت "ترتعب، ترتعش، تحزن، تخاف، تقرف، تتقيّأ وتبكي."[14] وهي تستمع إلى حديث صديقات أمّها حول اغتصاب النساء بالحلال، وموت الأطفال لغياب ثمن الدواء، وذبح رقاب الصبايا إذا فقدْن غشاءً شفافا يحرس بوابة الحياة.[15] وتذكر أباها الذي تصفه كـ"الوالد، القبضاي، رب الأسرة والمالك الوحيد لمفاتيح الأبواب ومقابض النوافذ وأوامر الفتح والإغلاق."[16] وعندما تسمع مدى صوت الرعد وهي تسير تشبّهه فوراً بصوت أبيها وهو "يدخل إلى البيت وفمه ممتلئ بأفعال الأمر."[17]
فمن الصفحات الأولى ترسم لنا الكاتبة الخلفية التقليدية للروايات النسائية، وتشير إلى مشاكل النساء وسلطة الرجال عليهنّ. من الواضح أن البطلة وهي صغيرة تلاحظ الفرق بين حياة الرجال وحياة النساء، وحسب ردة فعلها وهي تسمع قصص حيوات صديقات أمّها تبدو غير راضية على هذا النظام الذي يضع الرجل والجنس الذكوري في المرتبة الأولى ويضع المرأة كخادمة له، أو "جهاز مبرمج" تمضي لإنجاز عملٍ منزليّ بخطوات آلية،[18] كما تصف مدى أمّها. وموقفها هذا ليس غريباً بل على العكس، هو الموقف المتوقّع في هذا النوع من الروايات، ولكن برغم هذا الوعي لا تفكّر مدى الصغيرة بالتمرّد أو الهروب أو الدفاع عن طموحاتها. وهذا أوّل اختلاف بينها وبين روايات نسوية أخرى.
يشارك الراوي العليم مدى بوصف طفولتها وتتردّد الرؤية بين الاثنين حيث يحصل القارئ على الرؤية الداخلية[19] من مدى، إضافة إلى الرؤية الخارجية من الراوي. وكما تلاحظ بِث نيومان فالعناصر التي تشكّل العالم الروائي لا تظهر لنا كما هي، بل تكون دائماً معروضة للقارئ من وجهة نظر معينة،[20] وفي شجرة الحب تبدأ هاتان الرؤيتان بالمساعدة في تكوين عالم ثنائي، حيث يمتاز الرجال بالقوة والحركة ودور الفاعل، وتتميّز المرأة بالضعف وعدم الحركة ودور المفعول به، وهذا التقسيم ليس بغريب، مثلما لاحظ الكثير من الباحثين في الأمور الجندرية، ولكن بالنسبة لتحليل الرواية فمن المهم لنا تقبُّل مدى للوضع ولقرارات أبيها.
يأتي أبوها يوماً ويخبرها أنه وافق على زواجها من ابن عائلة ساكنة خارج سوريا. ولكن مدى، التي لم تُسأل عن رأيها في الزواج أو الزوج، سعيدة جداً بخطيبها وتعتبره مخرجاً من عالمها. "به [بعبدالله] ترتبك أحلامها وتتشابك: الحرية، السفر، الانطلاق، المشي في مدن العالم، اكتشاف المجهول، البيت، الأسرة ،الحب."[21] في عالمها المحدودة أبعاده، يصبح عبدالله هو مَن سيحقّق لها أحلامها. وحين يطلب منها الأخير أن تلتقي به ليلاً، توافق للتو برغم معرفتها بما سيفعل بها أبوها إذا عرف بهذه اللقاءات السرّية. إرضاء عبد الله، جسرها إلى الحرية، أصبح أهمّ عندها من خوفها من عقوبات أبيها. ولكي تلتقي بعبدالله تعبر مدى النهر عن طريق أغصان الشجرات، وهي تستعمل نفس الطريق لتخرج من البيت وتتزوّج عبد الله سرياّ، بعدما فسخ أبوها الخطبة بسبب عدم اتفاقه مع أبي عبد الله على حجم المهر. الجدير بالذكر هنا أن مدى، منذ نعومة أظفارها، تستطيع تسلُّق الأشجار وعبور النهر، ولكنْ قبل مجيء عبدالله لم تفكّر بهذا الطريق كمخرج من البيت. بل كانت تؤكد على الباب الرئيسي كالمخرج الوحيد. وتركّز على سيطرة أبيها على المفاتيح. تحتاج مدى إلى عبد الله ليشجّعها وينتظرها في الضفة الثانية لتفهم إن باب الحرية كان مفتوحاً دائماً، ولكنّها لم تكن تراه لأنها ركّزت على الباب المقفول. إذن، الجسر المصنوع من أغصان الشجر الذي نستطيع أن نفهمه كانتقال من مرحلة الطفولة إلى مرحلة النضج والزواج، وكذلك الطريق إلى الحرية كان متاحاً لمدى، ولكنها لا ترى ذلك قبل أن يأتي ميسّر ذكوري ويفتح لها واعيها. ويمكننا أن نتخذ هذا المشهد كإشارة أولى على استعمال الرواية للرجل كرمز للتيسير وإعطاء الفرص للمرأة.
صاحب النظرة والمنظور إليه:
استعملت درويش في نسيجها للرواية سرد أحلام الشخصيات والارتجاع الفنيّ إضافة إلى تبدل الصوت الراوي بين الشخصيات، فضلاً عن استعمال راوٍ عليم في بعض الفصول. اختيار الكاتبة أن تروي روايتها بهذه الطريقة أدت إلى تغيير صاحب/ة النظرة (البؤرة)[22] مرات عدة، وإلقاء الضوء على نفس الحادثة ولكن من وجهات نظر مختلفة. تشرح مياكا بال أن القارئ يتلقى عادةً رؤية صاحب النظرة في الرواية، لأنه يقّدم الأحداث من وجهة نظره فيتعاطف القارئ معه.[23] وفي نفس الوقت، عندما يتعرّف القارئ على آراء أكثر من شخصية فإنّه يشكّل صورة مختلفة لأحداث الرواية[24] تشمل أبعاداً أوسع. مقابل صاحب النظرة يوجد أيضاً المنظور إليه.[25] ويكون المنظور إليه أحياناً شيئاً أو شخصاً واحداً خلال رواية كاملة وأحياناً يتغيّر. وفي رواية شجرة الحب تكون مدى هي المنظور إليه في معظم الأوقات بغض النظر عمّن يروي الحكاية. وتخبر كيفية وصف صاحب النظرة للمنظور إليه القارئ بتفاصيل كثيرة عن المجتمع الروائي وشخصياته. تذكر بال أن عملية النظر إلى شيء أو شخص ما يتضمّن تقييماً ضمنياً.[26] ويحتاج القارئ إلى تحليل هذا التقييم كي يفهم الشخصيات والرواية. ويتكوّن التقييم الضمني من الكلام المختار والتوقّعات من الآخر واختيار وقت النظر إلى الآخر- إذا كان فقط عند فشل المنظور إليه أو نجاحه مثلاً. ويؤكد وارهول على السلطة التي يمارسها صاحب النظرة على النص وكذلك فهم القارئ للنص وشخصياته.[27] وهذه نقطة مهمة في تحليل شجرة الحب لأنّ كلّ الشخصيات تتفق على تقييم واحد للبطلة مدى، وهذا الاتفاق يجعل القارئ يصدّق الرؤية الـمُقدّمة. نلاحظ هذا التقييم خاصة في المصطلحات المستعملة في الحديث بين الشخصيات وكذلك من قبل الراوي العليم.
تستعمل مدى الفعل "خطف" وهي تتكلّم عن عبد الله وزواجهما، وبهذا الاختيار تنفي دورها تماماً؛ فهي لا تقول إنها هربت نحو مستقبل أفضل أو إنها اختارت زوجها وتزوّجته غصبا ًمن أبيها، بل ترى نفسها كلعبة أخذها عبد الله من دون إذن صاحبها الأول، أبيها. تحلم مدى بعبد الله كالمخلّص الذي سيعطيها الحرية، ولكنها تنسى أن اللعبة ليست لها الحرية أن تختار مَن يلعب بها ومتى. ولما سمحت لعبد الله أن "يخطفها" أعطته أيضاً الحرية أن يقود حياتها. وهذه البداية ستسبب لها مشاكل فيما بعد عندما تريد أن تتحوّل من لعبة على رف عبد الله إلى عشيقة شخص آخر. عبد الله موافق على وصفها له بالفارس الذي أنقذها. هو "يراها كبرعم يحتاج لظله كي يتفتح"،[28] ويفتتن بجمالها وخجلها، ولكنه لا يظنّ أنها ستتطوّر وتكبر من دون مساعدته. ويكمل صوت الراوي الصورة عندما يقول: "وكان عبدالله الخالق الفنان الذي عجنها [مدى] بيديه وصيّرها امرأة تعشق اشتعال جسدها بين ذراعيه."[29]
فمدى، برأيها الشخصي ورأي عبد الله وكذلك صوت الراوي العليم، لا تستطيع أن تعبر إلى مرحلة جديدة من حياتها إلا بالمساعدة؛ فـ"تمرّدها" أنها اِستبدلت بسطوة الأب سطوة الزوج، وزوج كان الأب راضياً عليه من كلّ النواحي، قبل أن غلبه طموحه وطالب بمهرٍ أكبر من الاتفاق الأولي. ومن ناحية أبيها، لا تحمل مدى أي شعور بكراهية أو رفض اتجاهه. وحين يخبرها عبدالله أنه كتب لأبيها ليدعوه إلى زيارة ليستسمحا منه، لم يكن لديها أي اعتراض، لا بل تستغرب من أخيها الذي لا يريد أن يستقبل الأب ويطلب منه السماح.[30] بطلبها السماح من أبيها تعترف أيضاً بأنها أخطأت عندما تزوّجت من دون إذنه. ومن خلال الرؤى المتنوعة المقدّمة من أصحاب وجهات نظر مختلفة تقدّم الرواية صورة لشخصية ضعيفة سجينة تقاليد المجتمع الروائي دون أن تدرك ذلك.
رحلة التطوّر:
يسافر الزوجان إلى لندن ليكمل عبد الله دراسته وتبدأ مدى بتعلّم اللغة الانكليزية. تتعلّم ليس فقط اللغة، بل أيضاً قيادة السيارة والطبخ، وتشارك في النشاط الطلابي السياسي، وتكتشف ذاتها عبر اكتشاف الغرب.[31] هذه السنوات الثلاث في لندن وحبّها للقراءة الذي تطوّره من خلال تعلّمها للإنكليزية تؤثّر على أفكار مدى ورؤيتها للعالم. ولكنّ طبعها لا يتغيّر ولذلك تبقى تلاحظ ما يحصل حولها، مثلما كانت تفعل في بيت أهلها، ولكنّها لا تفعل شيئاً لتتخلّص من القيود التي تشعر بها. وتقدّم الرواية صورة مليئة بالمعاني عندما تزور مدى السيرك؛ وتحزن كثيراً على الحيوانات الموجودة في الأقفاص الصغيرة، ولكنْ بدلاً من أن تحاول تغيير الوضع تغادر المكان.[32] وهذا المشهد هو أيضاً من المشاهد المفتاحية في الرواية والتي تخبرنا عن تعامل مدى مع الصعوبات التي تواجهها.
بعد فترة الدراسة في لندن ينتقل عبد الله مع مدى والأطفال إلى الخليج. وفي بلدهم الجديد ينزعج عبد الله من تصرفات مدى غير التقليديّة، ولكنّ مدى لم تكن تقصد بها الثورة بل كانت تستغرب كلّما غضب منها زوجها ولا تفهم السبب. وفضلاً عن سوء الفهم بينهما كانت مدى تتشاجر مع زوجها حول شؤون كثيرة، ولكنّها كانت في النهاية تطيعه حتى في أمورها الشخصية فتستسلم لمنعه إياها من نشر كتبها وكتابتها الروايات وتقضي معظم وقتها في خدمة الأسرة. لقد كانت تعلم أنها لا تهتم بنفسها وهواياتها وأن هذا عكس كل ما تؤمن به، ولكنّها لم تقم بأي تغيير قبل أن تلتقي بكولن،[33] الطبيب الذي أخذها إليه زوجها. ويصبح كولن الجسر الجديد الذي تحتاج إليه مدى لتعبر إلى المرحلة الثالثة في حياتها.
إحدى النقاط التي يبحث عنها باحث علم السرد النسوي في تحليل الروايات هي كيفية حصول الشخصية الرئيسية على القدرة الذاتية لكي تنجح في حياتها على الرغم من الحواجز الذكورية الموجودة في طريقها.[34] ولكن في هذه الرواية نلاحظ أن مدى تستعمل الرجال كي تعبر الحواجز. ومثلما احتاجت إلى عبد الله لتخرج من سطوة أبيها، تحتاج الآن إلى كولن لكي تخرج من سطوة زوجها.
المرحلة الثالثة:
كما كان يفعل عبد الله قبله يلاحظ كولن ضعف شخصية مدى، ويعتبر إنقاذها واجباً عليه. ومن لقائهما الثاني يصوّر نفسه "الكتف التي تحتاجها لتسند رأسها إليها"[35] وعندما يمرض كولن بعد سنوات من علاقتهما "[يحس] أنه يخونها. أنه يكف عن نجدتها ويمنع العون الذي لم تكن تطلبه يوماً إلا منه."[36] وفي لقاء آخر بينهما يقول لنفسه: "لقد اختارتني مدى لأملأ الموقع الذي تركه زوجها شاغراً. لأقف بجانبها وأكون معها."[37] وبدورها، تعتمد مدى بشكل كامل على كولن مثلما كانت تفعل في شبابها مع عبد الله. تقول له إنه الوحيد الذي يحبها كما هي ويفهمها،[38] ولا تتحمّل أن يتركها وحدها.[39] وقد أصبح كولن، وأيضاً إنكلترا بشكل عام، بالنسبة إليها مركزاً هادئاً في حياتها، حيث تقول إنها تستعيد توازنها هناك.[40] تسأل مدى نفسها وهي تفكّر بسنواتها مع عبد الله: "كيف احتملت أن أنتقل كل هذه السنين مخفورة كمتّهم، كبضاعة محرمة، كقاصر يحتاج إلى حارس يقوده ... قاصر لا يبلغ الرشد أبداً."[41]
ولكنّها لا تلاحظ أن كولن من جهته أيضاً يعتبرها طفلة صغيرة، وغير قادرة على اتخاذ قرارٍ بنفسها، ويعطي لنفسه الحق في أن يتدخّل في أمورها الشخصيّة؛ فهو مثلاً يطلب منها في إحدى المرات أن تمسح المكياج عن وجهها[42] ومرة أخرى يقول لها إنه لا يسمح برجوعها إلى الخليج،[43] ويصرّ أن يعرف إذا كانت تحب زوجها أم لا. ويبقى يسألها عدة مرات بطريقة مُهرجة حتى تجيبه.[44] مع هذا، أو ربما بسبب هذا التصرّف، يصبح كولن مرشدَ مدى وتبدأ تطبّق نصائحه، وتهتم بنفسها أكثر. يتمنى كولن "أن يمنحها حياة أفضل. قسا عليها بالحوار ليخرجها من استسلامها لنكران الذات والتنازل عن حقوقها وحريّتها."[45] ولكنه، كما يرى القارئ من تصرفاته وتفكيره لا يريد لها حرية كاملة، بل فقط أن تتحرّر من زوجها الحالي؛ فكلامه عن الحرية كاذب، وهدفه شخصي وليس لمصلحة مدى. فوجدت شخصية مدى أولاً شاباً مثقفاً كمخلّصها وتحوّل إلى نسخة من أبيها، وثم وجدت شخصاً أجنبياً كمخلّص من زوجها ويجد القارئ أنه لا يختلف كثيراً عن الرجال الآخرين في الرواية، أي تقدّم لنا الرواية رجولة موحّدة في أوجِه مختلفة.
بالرغم من تشجيع كولن، وبسبب الأولاد- وخاصة ابنها المريض الذي يحتاج إليها بشكل دائم، لا ترضى مدى أن تترك زوجها،[46]. ولكن بعد وفاة ابنها في رحلة مدرسية، وحين ترى ردة فعل عبد الله العنيفة على حزنها الساكن، تطلب الطلاق. ولكن زوجها لن يسمح لها أن تفرض عليه ما سيفعله. ويرفض أن يطلّقها فتبقى مدى مسجونة في البيت. وعبد الله، الذي تتذكّره مدى وافقاً على الضفة الأخرى لبردى، ويناديها وفي يده كستناء مثلجة تقطر بالعسل مثل المستقبل الحلو المليء بالحريّة الذي كانت تتوقّعه معه، أصبح الآن الشخص الذي يمنع الحرية عنها؛ الشخص الذي خطفها من البيت المظلم في طفولتها أصبح الآن حارسَ بوابة أخرى تجد نفسها سجينة وراءها. الفرق الوحيد هو أنّ هذه البوابة تلتمع بألوان زاهية وبوابة بيتها كانت بنية.
دور الأخ في تحرر مدى:
تطلب مدى المساعدة من أخيها يوسف، ولكنّه يقف مع زوجها ويحاول أن يقنعها أن تغيّر رأيها. يثبّت يوسف بأفعاله هذه فكرة مدى أنه أخ غير حقيقي، أي لا يقوم بما تراه مدى كواجبات أخوية في الدفاع عن حقها ومساندتها[47]. لم تطلب مدى نفس المساعدة والإسناد من أختيها، فمن الواضح أنها تتوقّع الدعم فقط من الأخ، الرجل. وعدا هذا الطلب الوحيد الموجّه لأخيها، لا تحاول مدى أن تثور أو تستعمل أي حيلة مثل مرضها أو مرض أفراد العائلة، لتخرج من سجنها. بل تبقى في غرفتها وتكتب. تكتب رواياتٍ وتكتب رسائل لكولن، تخبره فيها عن حالتها وتستعمله كمنفّس لمشاعرها المضغوطة، فتقول مجازياً إنها تبكي على صدره كل يوم.[48] وكانت تبعث إلى كولن بشكل سريّ بالروايات التي تكملها ولا تطلب منه نشرها حتى لو كان نشرُها سبباً مقنعاً لعبد الله كي يطلقها.
بعد حوالي ثلاث سنوات يصبح يوسف مخرجها من الخليج، دون أن يقصد ذلك؛ فقد سافر لإجراء عملية تجميل وتُوفي أثناءها. وكان أخوها قد طلب أن تستلم مدى جثته في حال موته خارج الخليج.[49] مما منحها الفرصة لتخرج من سجنها. كما ترك لها أيضاً مبلغاً كبيراً من المال[50] يكفيها لباقي حياتها. وهكذا حصلت أخيراً على نوع من الحرية، ولكنها حصلت عليه من يد أخيها وليس من أفعالها هي. وخلال سفرها تُصاب مدى بالمرض وينقلها كولن إلى لندن. وفي غيابها يطلقها عبد الله وتصبح حرّة تماماً للمرة الأولى في حياتها. أما كولن، الذي كان ينتظر طلاقها، فيطلب منها الزواج، وفي هذه اللحظة تظهر القوة عند مدى لأول مرة في الرواية؛ فهي تعرف ما تريد وتطلب ذلك، فتقدّم لكولن شروطها لبقائها في العلاقة وتقول إنّها تريد أن تسكن معه في بيت دون أبواب.[51]ذ أي أن يكونا حرّيْن، فقد عاشت مدى تجربة قاسية، تألمت فيها وتعلّمت منها ولا تريد إعادتها.
لو انتهت الرواية هنا لقلنا إن هذه فعلاً قصة بلوغ امرأة وتحرّرها، حيث يظهر أنّ مدى لا ترفض الرجال، ولا المساعدة ولا أهمية الجنسين وخصوصياتهما، ولكنها ترفض سيطرة جنس على جنس آخر. وتقترح العيش في مساواة وتعاون بطريقة تسعد الشخصين، ولكن هذه اللحظة لا تطول. وعندما تشاهد انهيار كولن بعد كلامها وتفهم أنها ستخسره إذا أصرّت على شروطها تتردد وتطلب منه السماح.[52] وبعد رجوعها من رحلة إلى أمريكا لتزور ابنتيها وتعيدهما معها إلى لندن تقود مدى سيارتها إلى كولن لتقول له إنها تحبّه ولتناقش مستقبلهما المشترك. ولكن عند وصولها إلى بيت كولن تلتقي بخادمه ثم زوجته التي عادت إليه أثناء غياب مدى في أمريكا، فيخبرانها أنّه ليس لها مكان في حياة كولن.
مدى التي كانت مصرّة أن تقول لكولن كم تحبّه وكم كانت مشتاقة إليه وتريد أن تخطط لمستقبلهما ترجع إلى سلوكها القديم في القبول الصامت، وتقنع نفسها بأن كولن سيكون أسعد وهو قريب من أطفاله، وأنه يستطيع الاتصال بها إذا أراد ذلك، فلا تفعل شيئا لتستردّه إليها. عندما كانت مدى صغيرة كانت أمّها تقول لها "البنت المهذّبة لا تكثر من السؤال."[53] في حينه تقول مدى لنفسها "لماذا، لماذا"، ولكن يبدو أنّ تربية أمّها كانت أقوى من تساؤلها السري. ولم تطرح أي سؤال حول قرار كولن. بعد أكثر من 300 صفحة وسنوات عدة من تجارب قاسية وخسائر عديدة، لا تجرؤ أن تسأل كولن لماذا تركها ورجع إلى زوجته. بل تستسلم لِما هو مكتوب ومقرّر لها بِصمت مهذب، رغم حبّها الكبير لكولن ويقِينها أنهما سيساعدان ويُسعدان بعضهما البعض. حتى في هذه اللحظة وهي حاصلة على كل مكوّنات حلمها ـــ البنتين معها وهي تدرس وتكتب وتنشر كتبها، وتُحِب وتعيش دون خوف أو قيود ــ لا تستطيع أن تحارب، بل تقبل أن تخسر حبيبها دون صراع وتمرّد.
بعد بضع سنوات يكتب كولن رسالة لمدى يشرح فيها أنه قرر الفراق عنها لأنه يحبها ولأنه عرف أنها محتاجة للحرية الكاملة، وأنْ تكون مستقلّة. لذلك استرجع زوجته وأوقف علاقته مع مدى. وهكذا نرى مجدداً أنّ رجلاً قريباً من مدى تدخّل في حياتها وقادها في طريق لم تختره هي؛ رجل يتصوّر أنه يعرف أفضل منها، ما تحتاج إليه وما تريده. وتقبل مدى هذا القرار من دون تمرّد وتستمرّ نحو حضن ثانٍ يستطيع أن يدفعها إلى الأمام، مثل لعبة الأطفال التي تحتاج إلى تدوير المفتاح من حين لآخر لكي تمشي. وعندما تمشي فتفعل ذلك بالاتجاه الذي قرره صاحبها. نرى اللعبة تتحرّك بشكل مستقلّ، ولكن دون المحرّك تقف بعد قليل. في المشهد النهائي يرى القارئ مدى وهي تمشي وتنمو في الحرية التي أعطاها إياها كولن وتترك رجلاً جديداً يحتضن كتفها ويوجّه خطواتها.[54]
وفي الرواية، كان كلّ من عبد الله وكولن يشبّهان مدى بوردة. يقول عبد الله وهو يتذكّر عروسه الصغيرة إنها كانت برعماً مطبقاً واستيقظ كل ما فيها على حبه.[55] وعندما يستلِم كولن وردة جورية من مدى يقول لنفسه: "الوردة الجورية ليست مجرد هدية. إنها تصريح عن حياة ستنمو. حياة لن تنمو إلا وهي في عهدتي. تلك النبتة الوليدة تحتاج إلى تُربتي ومائي وهوائي كي تكبر وتورق وتتفتح. أحسست بحاجة مدى لأن أكون جزءاً حيّاً وجوهريّاً في حياتها."[56] الرجلان يعتبرانها بحاجة إليهما وعندما تنمو فهذا بفضلهما، وهما ينفيان أي دور لمدى في هذا التطوّر. ومثل بستانيين ماهرين يراقبانها ويقرّران عندما تحتاج إلى الماء أو تبديل المكان أو الشمس أو الظلّ. هذا ليس غريباً، ودراسات عدة كُتبت عن النظام البطريركي والنظرة العلوية عند الرجال. ولكن الغريب في هذه الرواية أن البطلة نفسها توافق على هذه الصورة. إنها تدير وجهها إلى الحرية كالوردة التي تبحث عن الشمس، ولكنها مثل الوردة مربوطة بجذورها، وتنتظر أحداً يساعدها في نقلها. الصورة التي تبقى مع القارئ بعد قراءة الرواية ليست صورة امرأة قوية تحصل على حريتها، بل امرأة مسجونة بالنظام البطريركي لدرجة أنها لا ترى ذلك، ويصبح تحرّرها لهذا السبب تحرراً وهمياً.
هل تنقد الرواية الحركة النسائية أم النظام البطريركي؟
عندما نقارن تفاصيل الرواية مع الفابولا التي سلسلناها في بداية المقالة نجد أنّ هناك قصتين مختلفتين؛ ففي التحليل الأول نرى فقط سيرة حياة مدى وكيف تتحوّل من بنت لا تملك صوتاً إلى امرأة تبدو وكأنها تعيش حياتها بحرّية. وفي التحليل الثاني نرى أنّ مدى لم تستطع أن تفعل شيئاً دون الرجال الذين "تحرّرت منهم" في التحليل الأول، أي إنّ هناك تناقضاً هائلاً بين القراءتين. القراءة الثانية، أي القراءة التي تؤكد على عدم قدرة مدى على شقّ طريقها في الحياة دون مساندة رجل هي الحكاية التي لا تُسرد في هذه الرواية، ولكنها موجودة وتظهر بشكل واضح عند القراءة الدقيقة للنص. تؤكّد وارهول وشومان على أن الحكاية التي لا تُسرد تشير إلى أشياء لا تناسب الخطاب السائد في وقت نشر العمل الأدبي.[57] وعلى الأغلب تكون مخفية في حبكة تبدو تقليدية، أي إنّ أسيمة درويش قد أخفت فكرة اعتماد النساء على الرجال في رواية تبدو وكأنها تروي قصة تحرّر امرأة من سطوة الرجال.
لأن هذه هي القصة المتوقّعة والمقبولة في وقت نشر الرواية، ولا يزال الأمر كذلك، بينما الفكرة المخفية لا تنال إعجاب المنظّرين/ات النسويين/ات. وفي نفس الوقت تحذّرنا فيلسكي من الفصل بين مستويات الرواية، وتشير إلى أهمية البحث عن نقاط اللقاء بينها كي نتقرّب من الرواية بأكملها.[58] في شجرة الحب سيؤدي دمج المستويين مع بعضهما إلى التأمّل بمعنى مفهوم الحرية بشكل عام، وتحرّر المرأة بشكل خاص، إضافة إلى مناقشة سيطرة الأدوار الجندرية التقليدية على الشخصيات دون أن تكون واعية بذلك، فماذا يخبرنا هذا عن أنفسنا؟
إضافةً إلى قراءة الرواية بطريقتين، واحدة تُظهِر مدى كبطلة والثانية تركّز على ضعفها، نستطيع أن نقرأ الرواية كنقد حاد للرجال وللنظام البطريركي، ولا أقصد هنا وصف تصرّفات الأب فقط، فقد اعتدنا على وصف آباء دكتاتوريين في الروايات العربية المعاصرة، بل أقصد أيضاً وصف الزوج الجديد، الشاب الذي يسكن ويدرس في إنكلترا ويحمل نفس اعتقادات الأب القروي، ويسيطر على زوجته مدى. كما أقصد أيضاً وصف العشيق البريطاني الذي ينظر إلى مدى مثلهما ويتعامل معها كما كانا يتعاملان معها. ولذلك تبقى النظرة إلى المرأة في هذه الرواية من دون تغيير بين الأجيال وحتى بين البلدان والثقافات، والقارئ الذي يتوقّع أن الشاب المثقف أو الطبيب الأجنبي هو مَن سيأتي مع الحل يجد نفسه، مثل مدى، مغشوشاً.
فمن خلال بنائها للشخصيات وتوظيفها لأصحاب نظرات مختلفين وكذلك تشكيل السوزجيت، نظّمت درويش رواية عميقة متعددة المستويات تناقش المشكلة الأساسية في النظرية النسوية وهي دور كلّ من الرجل والمرأة في بناء مجتمع جديد، مبني على المساواة. علاوةً على ذلك ترفض الرواية أن تقدّم الحلول الرخيصة المعتادة كأنْ يكون الجيل الجديد مختلفاً أو الرجل الأجنبي مغايراً بحيث يبدو الرجل البطريركي الدكتاتوري وكأنّه شخصية تاريخية. ولذلك نستطيع أن نعتبر الرواية مداخلة فعلية في النقاش النسوي، ولا سيما دور الرواية في معالجة الأمور الأيديولوجية النسوية.
رئيسة قسم اللغة العربية في جامعة دالرنا[59]
المراجع
أسيمة درويش، شجرة الحب غابة الأحزان (بيروت: دار الآداب،2000).
ممدوح، عالية. شجرة الحب غابة الاحزان : قلب الادوار بين الشرق والغرب بلا شماتة. http://www.alghulama.com/index.php?option=com_content&view=article&id=157:2011-12-16-12-14-14&catid=36:kraat&Itemid=54
Bal, Mieke. Narratology: Introduction to the Theory of Narrative, University of Toronto Press 1997.
Belsey Catherine, “Constructing the Subject: Deconstructing the Text”, in Warhol-Down, Robyn, and Price Herndl, Diane, eds. Feminisms REDUX : An Anthology of Literary Theory and Criticism, Rutgers University Press, 2009.
Felski, Rita. The Limits of Critique, The University of Chicago Press, 2015.
Knutson, Susan. Narrative in the Feminine: Daphne Marlatt and Nicole Brassard, Wilfrid Laurier University Press, 2000.
Teslenko, Tatiana. Feminist Utopian Novels of The 1970s: Joanna Russ and Dorothy Bryant, Taylor & Francis Group, 2003.
Warhol, Robyn. ”The Look, the Body, and the Heroine: A Feminist-Narratological Reading of ‘Persuasion’", NOVEL: A Forum on Fiction 26:1, 1992.
- “Guilty Cravings: What Feminist Narratology Can Do for Cultural Studies,” in Narratologies, ed. Herman, 340
Warhol, Robyn and Amy Shuman, “The unspeakable, the unnarratable,and the repudiation of epiphany in ‘Recitatif’ a collaboration between linguistic and literary feminist
narratologies”, Textual Practice, 32:6, 2018.
Propp, Vladimir. Morphology of the folktale, tr Lawrence Scott, University of Texas Press, 1968 (2009).
[1] عالية ممدوح "شجرة الحب غابة الاحزان: قلب الأدوار بين الشرق والغرب بلا شماتة" http://www.alghulama.com/index.php?option=com_content&view=article&id=157:2011-12-16-12-14-14&catid=36:kraat&Itemid=54
[2] See for example: Teslenko, Tatiana. Feminist Utopian Novels of the 1970s: Joanna Russ and Dorothy Bryant, Taylor & Francis Group, 2003; Susan Knutson, Narrative in the Feminine: Daphne Marlatt and Nicole Brassard, Wilfrid Laurier University Press, 2000.
[3]Catherine Belsey, “Constructing the Subject: Deconstructing the Text”, in Warhol-Down, Robyn, and Price Herndl, Diane, eds. 2009. Feminisms REDUX : An Anthology of Literary Theory and Criticism, Rutgers University Press, p 172.
[4] Robyn Warhol & Amy Shuman, “The unspeakable, the unnarratable, and the repudiation of epiphany in ‘Recitatif’: a collaboration between linguistic and literary feminist narratologies”, Textual Practice, 32:6, 2018, p 1011.
[5] المرجع نفسه.
[6] أسيمة درويش، شجرة الحب غابة الأحزان (بيروت: دار الآداب،2000).
[7] Robyn Warhol, “Guilty Cravings: What Feminist Narratology Can Do for Cultural Studies,” in Narratologies, ed. Herman, 340
[8] Mieke Bal, Narratology: Introduction to the Theory of Narrative, University of Toronto Press 1997, p 1.
[9] Robyn Warhol, Narrative Theory : Core Concepts and Critical Debates, Ohio State University Press, 2012, p 16.
[10] For a discussion of Fabula see Mieke Bal, Narratology: Introduction to the Theory of Narrative, 2nd edt. (Toronto: University of Toronto Press 1997).
[11] Vladimir Propp, Morphology of the folktale, tr Lawrence Scott, University of Texas Press, Austin, 1968 (2009).
[12] شجرة الحب غابة الأحزان ، ص 21.
[13] المرجع نفسه، ص 22.
[14] المرجع نفسه، ص 22
[15] المرجع نفسه، ص 22
[16] المرجع نفسه، ص10
[17] المرجع نفسه، ص 16
[18] المرجع نفسه، ص18
[19] Internal focalization and zero focalization
[20] Beth Newman, “The situation of the Looker-On: Gender Narration and Gaze in Wuthering Heights”, in Robyn Warhol and Diane Price Herndl, Feminisms: An Anthology of Literary Theory and Criticism, Rutgers University Press, 1997, p 449.
[21] درويش، شجرة الحب، ص 28.
[22] Focalizor
[23] Bal, Narratology, 135.
[24] Ibid., 136.
[25] Focalized object
[26] Bal, Narratology, 137.
[27] Robyn Warhol, ”The Look, the Body, and the Heroine: A Feminist-Narratological Reading of ‘Persuasion’", NOVEL: A Forum on Fiction 26:1, (1992),14.
[28] المرجع نفسه، ص 29.
[29] المرجع نفسه، ص 32.
[30] المرجع نفسه، ص 45.
[31] المرجع نفسه، ص 270.
[32] المرجع نفسه، ص 271.
[33] المرجع نفسه، ص 155.
[34] Warhol, Narrative Theory, p 65.
[35] المرجع نفسه، ص 92.
[36] المرجع نفسه، ص 75.
[37] المرجع نفسه، ص 148.
[38] المرجع نفسه، ص 265.
[39] المرجع نفسه، ص 298.
[40] المرجع نفسه، ص 106.
[41] المرج نفسه، ص 109.
[42] المرجع نفسه، ص 177.
[43] المرجع نفسه، ص 298.
[44] المرجع نفسه، ص191.
[45] المرجع نفسه، ص 251.
[46] المرجع نفسه، ص 194.
[47] المرجع نفسه، ص 53.
[48] المرجع نفسه، ص 263.
[49] المرجع نفسه، ص 313.
[50] المرجع نفسه، ص 310.
[51] المرجع نفسه، ص 323.
[52] المرجع نفسه، ص 326.
[53] المرجع نفسه، ص 14.
[54] المرجع نفسه، ص 381.
[55] المرجع نفسه، ص 266.
[56] المرجع نفسه، ص 154.
[57] Warhol & Shuman, “The unspeakable”, 1011.
[58] Rita Felski, The Limits of Critique (University of Chicago Press, Chicago), 55.
[59]. د. لوفيسا بيرغ رئيسة قسم اللغة العربية في جامعة دالرنا وباحثة في الأدب العربي. لها كتاب عن الرجولة في الأدب النسوي السوري وبالاشتراك مع زملاء آخرين لها كتب ومقالات في طرق تدريس العربية إضافة إلى ترجمات عديدة من السويدية إلى العربية في مجال أدب الطفل.