من بين أروقة مدرسة الهداية الخليفية في مدينة المحرّق، تقدّم هيئة البحرين للثقافة والآثار للجمهور فرصة للاطلاع على تفاصيل واحدة من أبرز المحطّات الثقافية التنويرية في البحرين، والتي تتمثّل في تأسيس "النادي الأدبي"، وذلك من خلال معرض في مدرسة الهداية الخليفية في المحرّق، يكرّس اشتغالاته من أجل الاحتفاء بذكرى مرور مائة عام على هذه المناسبة.
وفتح المعرض أبوابه، والذي يحمل عنوان "بعد مائة عام.. الاحتفاء بتأسيس النادي الأدبي"، يوم أمس الأربعاء الموافق 23 مارس 2022م، بحضور معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة الهيئة والسيد سلمان بن عيسى بن هندي المناعي محافظ محافظة المحرق، وعدد من والوجهاء والشخصيات الهامة التي درست في مدرسة الهداية الخليفية، إضافة إلى تواجد العديد من المهتمين بالشأن الثقافي في المملكة.
ويكشف المعرض من خلال العديد من الصور النادرة والفريدة والمراسلات الأصلية للنادي والنصوص التفصيلية، الخلفية التاريخية التي أدت إلى تأسيس النادي الأدبي ودوره لاحقاً في إثراء الحركة الأدبية والثقافية في مملكة البحرين، حيث كان لمجلس الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة "شيخ الأدباء والكتّاب" دور هام في الإصلاح والتجديد والتنوير، ليتضافر تأثير مجلس الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة مع المناخ العام السائد في المحرّق خاصة وفي سائر مناطق البحرين عامة ويتم تأسيس النادي الأدبي عام 1920م من قبل ثلة من الشيوخ والوجهات وبعض الشباب البحريني لمتعلم والمثّقف وينطلق النادي بنشاطه عام 1921م.
وقد كان الشيخ إبراهيم من أهم مشجعي النادي الوليد وأكثر داعميه تاثيراً وكان بمثابة المرشد والأدبي الروحي لأعضاء النادي والمتحلّقين من حوله. وإلى جانب الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة كان من ضمن المؤسسين الشيخ محمد بن عبد الله آل خليفة (رئيس النادي)، وعبد الله الزايد (أمين سرّ النادي)، وأحمد الشيراوي، وقاسم بن محمد الشيراوي، وعبد الرحمن المعاودة، وناصر الخيري، ومحمد صالح خنجي، وأحمد شاهين الجلاهمة، وأحمد يوسف فخرو، وخالد الفرج (أديب وشاعر كويتي مقيم بالبحرين)، وعبد العزيز الشملان، وسلمان التاجر، ثم بمرور الوقت انضمّ إلى النادي آخرون غيرهم.
وشمل المعرض عرض فيديو يضم شهادات لشخصيات ثقافية هامة وشعراء من مملكة البحرين.
ومن الجدير ذكره أن تأسيس النادي الأدبي (1920م) تزامن مع إنشاء مدرسة الهداية الخليفية (1919م)، ولم يكن غريبًا أن يقف وراء تأسيس النادي الأدبي الشيوخ والوجهاء والمثقفون أنفسهم الذين حرصوا على إنشاء المدرسة النظامية الحديثة الأولى في البحرين.
كما ويذكر أن المعرض مفتوحًا يوميًا حتى 13 أبريل القادم من الساعة 10:00 صباحًا – 2:00 مساءً ومن الساعة 4:00 عصرًا – 8:00 مساءً (مغلق أيام الثلاثاء)، وستكون أوقات المعرض خلال شهر رمضان المبارك من الساعة 8:00 مساءً – 11:00 مساءً.