المغرب يولي اهتمامه بالمسرح والمسرحيين ببرامج متنوعة، و وزير الشباب والثقافة المغربي يؤكد على ضرورة عودة الحياة الثقافية في المملكة.
واحتضن المركز الثقافي بمدينة تامسنا المغربية مؤخرا، حفلا رسميا بمناسبة اليوم العالمي للمسرح الذي يصادف السابع والعشرين من مارس من كل سنة. وتميز هذا الحفل، الذي حضره وزير الشباب والثقافة والتواصل محمد المهدي بنسعيد ومسؤولو قطاع الثقافة وفنانون ومخرجون مسرحيون، تكريم الفنانتين المسرحيتين زينب الناجم وآمال بنحدو، فضلا عن تقديم المسرحية التراثية “دار سيدي قدور” لفرقة مسرح المدينة.
تم إنشاء يوم المسرح العالمي من قبل الهيئة الدولية للمسرح وتم الاحتفال به لأول مرة في السابع والعشرين من مارس 1962، وهو تاريخ إطلاق موسم “مسرح الأمم” في باريس، منذ ذلك الحين وفي هذا التاريخ من كل عام، يتم الاحتفال باليوم العالمي للمسرح على نطاق عالمي.
وتم بهذه المناسبة في تامسنا قراءة رسالة اليوم العالمي للمسرح التي كتبها هذه السنة المخرج المسرحي الأميركي بيتر سيلرز، وتلاها أمام الحضور الفنان المسرحي مولاي عبدالعزيز الطاهري.
وقد ذكّر فيها بآثار الجائحة، قائلا “في عالم تغمره الحملات الصحافية الواسعة وتجارب محاكاة الواقع والتكهنات المروعة، كيف يمكننا تجاوز التكرار اللانهائي للأرقام لنجرّب قدسية ولا محدودية حياة واحدة، أو نظام بيئي واحد، أو صداقة واحدة، أو جودة وجمال الضوء في سماء غريبة؟ عامان من كوفيد – 19 قد أضعف حواس الناس، وضيّق حياة الناس، وقطع العلاقات، ووضعنا في موضع نقطة الصفر الغريبة من حياة البشرية”.
وشدّد على دور المسرح في قوله “إن مسرح الرؤية الملحمية والغرض الملحمي والتعافي الملحمي والإصلاح الملحمي والرعاية الملحمية يحتاج إلى طقوس جديدة. لسنا بحاجة إلى الترفيه، بل إلى التجمع ومشاركة الفضاء الواحد، نحن بحاجة إلى إنشاء فضاء مشترك ومساحات محمية للاستماع العميق والمساواة”.
وأبرز بنسعيد، في كلمة له خلال هذا الحفل أن “اليوم العالمي للمسرح كان لا بد أن يُحتفى به هذه السنة بطريقة استتنائية، نظرا إلى الظروف التي عاشها الجميع خلال سنتين من الإغلاق جراء جائحة كورونا”، موجها رسالة من خلال هذا الاحتفاء مفادها أن “الحياة الثقافية يجب أن تعود إلى طبيعتها وأن قطاع المسرح في المغرب ينبغي أن يتطور”.
وسجل الوزير أن هناك “إشكاليات اجتماعية تخص ممارسي وممتهني المسرح، وأن هناك الآن مؤسسة في طور التأسيس ستتكفل بجميع المشكلات الاجتماعية لهولاء الفنانين المسرحيين”.
وفي ما يتعلق بإشكالية البنيات التحتية الثقافية أو الصناعة الثقافية، قال المسؤول الحكومي إن “الوزارة تعمل على توفير البنيات اللازمة لعرض أعمالهم”، مسجلا في هذا الإطار أن الوزارة وصلت إلى بناء 70 قاعة تقريبا، والطموح هو توفير 150 قاعة بنهاية السنة الجارية لكافة الفنانين من أجل عرض أعمالهم.
وتابع أن الوزارة حاولت التخفيف من حدة الإغلاق على المبدعين والمشاهدين على حدّ سواء، عبر إطلاق مبادرة “المسرح يتحرك” بشراكة مع قنوات عمومية لتمرير المسرح عبر التلفاز، مؤكدا في الإطار ذاته أن هناك استراتيجية شاملة من أجل النهوض بالصناعة الثقافية ومنح المسرح القيمة التي يستحقها على المستوى الوطني.
وشدد بنسعيد على استراتيجية تعميم المسرح على كافة التراب المغربي، حتى لا تُستثنى المدن الصغرى، لافتا أيضا إلى أن “السنة المقبلة ستشهد مراجعة عملية الدعم المقدم للمسرحيين، بحيث يتم هذا الدعم في إطار تشاركي مع مجالس الجهات والأقاليم”.
بدورها، أكدت مديرة المركز الثقافي لتامسنا نسرين مجعيط، أن “الاحتفال باليوم العالمي للمسرح في هذا الفضاء سيمكن من خلق دينامية مسرحية لدى هواة هذا الفن، خصوصا بعد سنتين من الإغلاق”. وأضافت أنها مناسبة لتسليط الضوء على هذا المركز والأدوار التي يمكن أن يلعبها في مجال احتضان الرواد والمحترفين من أجل ممارسة المسرح وتقديم دورات تدريبية في التمثيل والتشخيص.
ولفتت إلى أن المسرح يمكن أن يساعد على التنشئة الاجتماعية، على اعتبار أن بإمكانه احتواء طموحات الشباب وصقل مواهبهم، ومشددة على أن “المركز يفتح أبوابه أمام الجميع من أجل القيام بأدواره الثقافية والاجتماعية”. جدير بالذكر أن وزارة الشباب والثقافة والتواصل قد سطرت برنامجا احتفائيا يغطي مجمل المراكز الثقافية والمسارح وفضاءات العرض عبر مختلف جهات ومدن المملكة.
ويتضمن هذا البرنامج أنشطة مسرحية متنوعة تضم عروضا مسرحية للكبار والصغار، وتكريم شخصيات مسرحية، وورشات تكوينية وتحسيسية، ولقاءات مع فنانين ومبدعين. كما أن الاحتفال بهذه المناسبة سيتواصل ببرنامج حافل بأنشطة فنية طيلة شهر أبريل 2022 عبر ربوع المملكة.