مغامرة إبداعية نسائية تفتح بجرأة شقا في جدار الطابوهات
صدر للكاتبة حسناء شهابي، عن منشورات دار التوحيدي، رواية موسومة ب"زهرة اللارنج". وتقع في 190 صفحة من القطع المتوسط، وعلى الغلاف لوحة للفنانة التشكيلية عواطف شهابي. وتحاول الرواية أن تكتب "سيرة جسد" امرأة ومن خلاله تعري على تفاصيل آسرة، عبر محكيات قصيرة لشخوص تحيط بزهرة، الشخصية الرئيسية. الجسد الذي جربت فيه أنواع القهر الاجتماعي، وعبره تحكي الرواية تفاصيل مغامرة إبداعية نسائية، (بالجمع)، إذ تتحول زهرة الى نموذج لنساء آخريات تفتح بجرأة شقا في جدار الطابوهات "لتشرق أشعة الشمس على شجرة اللارنج".
وقد سبق لفضاء مكتبة Les étoiles في الرباط أن احتضن حفل تقديم وتوقيع، نهاية مارس الماضي، رواية "زهرة اللارنج" للكاتبة حسناء شهابي، وقدم الشاعر والناقد عبد الحق ميفراني ورقة نقدية تستقصي معالم النص ومجازاته، في حين توقفت الكاتبة ريحانة البشير ورقة وسمتها ب"زهرة اللارنج لون الماء في أرخبيلات الزمن"، واعتبرت نفسها "وقعت أسيرة العتبة العنوان زهرة اللارنج، هذا التضاد بين العين التي ترى الشجرة مورقة خضراء وبين تذوق مر الثمرة، فكان علي أن أسافر في دروبها وأركض داخل أزقتها لأتذوق المر في تفاصيلها، تفاصيل نساء حقبة تاريخية من ستينيات القرن الماضي".
"لم تكن غايتي تحقيق الخيال الذي كان التخييل روائيا أبعد من خيالها، اذ كان الواقع لغة رصدت الأحداث، حركاتها، مقاصدها صلابتها، أفصحت اللغة و تكلمت حتى بدت ارتدادا لانفعالات نفسية نمت بين شخصيات الرواية التي تجمعت وتفرقت داخل شخصية زهرة اللارنج البطلة، شخصيات متألمة، مجروحة ، ثائرة، مقيدة.."
في أي منفى الحدث، الجرح الذي استمع الى نبض الكاتبة الذاتي، لم تستسلم الكاتبة، تشير ريحانة البشير، "إذ جعلت نهاية رواتها مفتوحة على عدة قراءات ،باختفاء البطلة زهرة اللارنج وبتواطئ ليستمر البحث عنها في رواية أخرى تولد من رحم هذا الاختفاء".