في الأثر الفكري لعبد الكبير الخطيبي
انطلقت يوم الثلاثاء 26 ماي 2009 فعاليات الدورة الثانية عشرة لعيد الكتاب بساحة المشوار بمدينة تطوان المغربية. وقد سعى المنظمون من خلال هذه الدورة إلى تعميق الإشعاع الثقافي من خلال دعم الكتاب والقراءة العمومية من جهة، وتفعيل الحوار والتعاون المشترك مع الشريك الأندلسي من جهة أخرى، كما تميزت هذه الدورة بالانفتاح على المؤسسات التعليمية، وإشراك الأطفال في الاحتفال بهذا العيد والاقتراب من عالم القراءة، من خلال برنامج ثقافي متنوع، من ندوات وتقديم كتب وإبداعات لكتاب ومفكرين وشعراء مغاربة وأندلسيين. افتتحت الدورة بمعرض حول الشاعر الإسباني خوان رامون خيمينيث (ذاك البصيص من النور) بلوحات تعرف بمراحل حياة الشاعر، وتطور تجربته الشعرية أثناء ترعرعه باسبانيا و رحيله إلى الولايات المتحدة الأمريكية عقب الحرب الأهلية ثم انتقاله إلى كوبا وبورتوريكو، كما عكست لوحات المعرض نشاط خوان رامون خيمينيث الدائب في المنفى حيث كان يواصل كتابة أعماله الإبداعية وإلقاء محاضرات تهم الحداثة الشعرية، لتتوج تجربة الشاعر بحصوله على جائزة نوبل سنة 1956. بعد ذلك كان الحضور على موعد مع ندوة حول الفكر والفلسفة بقاعة دار الثقافة حول موضوع (في الأثر الفكري للفيلسوف والمفكر المغربي الراحل عبد الكبير الخطيبي بمشاركة عبد الحميد عقار، نجيب واسمين، ورشيد بنحدو). افتتحت الندوة بكلمة الدكتور عبد الحميد عقار الذي لم يفته شكر المنظمين والحضور جمهورا ومشاركين، معتبرا افتتاح الدورة بندوة حول المفكر المغربي عبد الكبير الخطيبي هي محطة مهمة لطرح سؤال حول راهنية الثقافة المغربية، لينتقل إلى عرض محطات حياة الراحل عبد الكبير الخطيبي، وآثاره في الثقافة المغربية والفرنسية، بعد ذلك تناول الكلمة الدكتور نجيب واسمين الذي اعتبر أن رحيل الكاتب لا يعني رحيله عن مخيلتنا فهو حاضر من خلال كتبه التي تركها للقارئ، لأن الغياب الجسد لا يعني غياب الاثر والظل، كما أشار إلى أن هذه المناسبة هي الثالثة التي يتحدث فيها عن الخطيبي، لكنها من دون شك تختلف عن سابقاتها، إذ هي في المرة لن تكون بحضور صاحب (الذاكرة الموشومة)، وأشار بعد ذلك إلى ما تتميز به أعمال عبد الكبير الخطيبي من تنوع فهو لم يكن يؤمن قط بحدود فاصلة بين الحقول المعرفية والأجناس الأدبية، لينتهي إلى الإشارة أن الخطيبي قد أفاد من فيلسوف العدم فريدريك نيتشه. بعد ذلك تناول الكلمة الدكتور رشيد بنحدو الذي عاد إلى ذكريات لقائه الأول بعبد الكبير الخطيبي بكلية آداب الرباط، حيث استمرت هذه أواصر العلاقة طويلا، ليشير بعد ذلك إلى أن هذه رابع مناسبة يتحدث فيها عن الخطيبي بعد مناسبتي معرض الكتاب في الدار البيضاء وملحق فكر وإبداع... لكنه في كل مرة كان ينوع زاوية النظر إليه، حيث قرر أن يقوم بزيارة جديدة لأعمال الخطيبي، الذاكرة الموشومة، كتاب الذنب، صيف في ستوكهولم، ثم قصيدته الطويلة، ليكتشف أن علاقة الخطيبي بالسوسيولوجيا لم تكن علاقة وطيدة، حيث كانت السوسيولوجيا مورد عيشه فقط، ليقوم برصد تجليات (البين بين) في أعمال الخطيبي، مشيرا بعد ذلك إلى أن الخطيبي يكاد يكون في خطابه الشفوي مجبولا على ألا يكمل كلامه، هذا الكلام الذي تتخلله بياضات، أو صمت... يرجع إلا رغبته في إشراك طلبته في الحوار، حيث يحلو للراحل أن ينعت نفسه بـ (محترف الغربة). وأشار الدكتور عبد الحميد عقار في النهاية إلى أن اختيار الخطيبي الكتابة بالفرنسية لا ينبغي أن يكون محل خلاف، فهو مغربي كتب بالفرنسية، وليس لكون العربية عاجزة عن التعبير بحيث أن المتخيل يمكن أن يعبر عنه بأية لغة، كما ألح على وجوب ترجمة كل أعمال الخطيبي لكي يتسنى للأجيال التعرف على هذا الرمز باعتباره مؤسس مدرسة مغربية في الفكر جديرة بأن تتبوأ مكانها النقدي في الاشتغال والدرس.
انطلقت يوم الثلاثاء 26 ماي 2009 فعاليات الدورة الثانية عشرة لعيد الكتاب بساحة المشوار بمدينة تطوان المغربية. وقد سعى المنظمون من خلال هذه الدورة إلى تعميق الإشعاع الثقافي من خلال دعم الكتاب والقراءة العمومية من جهة، وتفعيل الحوار والتعاون المشترك مع الشريك الأندلسي من جهة أخرى، كما تميزت هذه الدورة بالانفتاح على المؤسسات التعليمية، وإشراك الأطفال في الاحتفال بهذا العيد والاقتراب من عالم القراءة، من خلال برنامج ثقافي متنوع، من ندوات وتقديم كتب وإبداعات لكتاب ومفكرين وشعراء مغاربة وأندلسيين.
افتتحت الدورة بمعرض حول الشاعر الإسباني خوان رامون خيمينيث (ذاك البصيص من النور) بلوحات تعرف بمراحل حياة الشاعر، وتطور تجربته الشعرية أثناء ترعرعه باسبانيا و رحيله إلى الولايات المتحدة الأمريكية عقب الحرب الأهلية ثم انتقاله إلى كوبا وبورتوريكو، كما عكست لوحات المعرض نشاط خوان رامون خيمينيث الدائب في المنفى حيث كان يواصل كتابة أعماله الإبداعية وإلقاء محاضرات تهم الحداثة الشعرية، لتتوج تجربة الشاعر بحصوله على جائزة نوبل سنة 1956.
بعد ذلك كان الحضور على موعد مع ندوة حول الفكر والفلسفة بقاعة دار الثقافة حول موضوع (في الأثر الفكري للفيلسوف والمفكر المغربي الراحل عبد الكبير الخطيبي بمشاركة عبد الحميد عقار، نجيب واسمين، ورشيد بنحدو).
افتتحت الندوة بكلمة الدكتور عبد الحميد عقار الذي لم يفته شكر المنظمين والحضور جمهورا ومشاركين، معتبرا افتتاح الدورة بندوة حول المفكر المغربي عبد الكبير الخطيبي هي محطة مهمة لطرح سؤال حول راهنية الثقافة المغربية، لينتقل إلى عرض محطات حياة الراحل عبد الكبير الخطيبي، وآثاره في الثقافة المغربية والفرنسية، بعد ذلك تناول الكلمة الدكتور نجيب واسمين الذي اعتبر أن رحيل الكاتب لا يعني رحيله عن مخيلتنا فهو حاضر من خلال كتبه التي تركها للقارئ، لأن الغياب الجسد لا يعني غياب الاثر والظل، كما أشار إلى أن هذه المناسبة هي الثالثة التي يتحدث فيها عن الخطيبي، لكنها من دون شك تختلف عن سابقاتها، إذ هي في المرة لن تكون بحضور صاحب (الذاكرة الموشومة)، وأشار بعد ذلك إلى ما تتميز به أعمال عبد الكبير الخطيبي من تنوع فهو لم يكن يؤمن قط بحدود فاصلة بين الحقول المعرفية والأجناس الأدبية، لينتهي إلى الإشارة أن الخطيبي قد أفاد من فيلسوف العدم فريدريك نيتشه.
بعد ذلك تناول الكلمة الدكتور رشيد بنحدو الذي عاد إلى ذكريات لقائه الأول بعبد الكبير الخطيبي بكلية آداب الرباط، حيث استمرت هذه أواصر العلاقة طويلا، ليشير بعد ذلك إلى أن هذه رابع مناسبة يتحدث فيها عن الخطيبي بعد مناسبتي معرض الكتاب في الدار البيضاء وملحق فكر وإبداع... لكنه في كل مرة كان ينوع زاوية النظر إليه، حيث قرر أن يقوم بزيارة جديدة لأعمال الخطيبي، الذاكرة الموشومة، كتاب الذنب، صيف في ستوكهولم، ثم قصيدته الطويلة، ليكتشف أن علاقة الخطيبي بالسوسيولوجيا لم تكن علاقة وطيدة، حيث كانت السوسيولوجيا مورد عيشه فقط، ليقوم برصد تجليات (البين بين) في أعمال الخطيبي، مشيرا بعد ذلك إلى أن الخطيبي يكاد يكون في خطابه الشفوي مجبولا على ألا يكمل كلامه، هذا الكلام الذي تتخلله بياضات، أو صمت... يرجع إلا رغبته في إشراك طلبته في الحوار، حيث يحلو للراحل أن ينعت نفسه بـ (محترف الغربة).
وأشار الدكتور عبد الحميد عقار في النهاية إلى أن اختيار الخطيبي الكتابة بالفرنسية لا ينبغي أن يكون محل خلاف، فهو مغربي كتب بالفرنسية، وليس لكون العربية عاجزة عن التعبير بحيث أن المتخيل يمكن أن يعبر عنه بأية لغة، كما ألح على وجوب ترجمة كل أعمال الخطيبي لكي يتسنى للأجيال التعرف على هذا الرمز باعتباره مؤسس مدرسة مغربية في الفكر جديرة بأن تتبوأ مكانها النقدي في الاشتغال والدرس.