وترحلُ دونما أثرٍ !
وليس لكَ سوى الشعرِ اللعينِ والسمرِ
ترحلُ قبل أن تبلغَ الثلاثين دونما خبرٍ
معلقًا بمن بقى سائرًا حذوَ من رحلَ
صبرَ أيوبَ…
كيفَ لهذا الأسى أن ينجلي ؟!
صبرَ أيوب…
كيف لهذا الحزنِ أن يزولَ ؟!
تُزاولُ مهنةَ الفاقةِ
بينَ صفيحِ الحياةِ اللاهبِ
وعبثيةِ الوجودِ تترنحُ
من يبلُ ترابَ قبركَ
يا أخر بائعٍ لماءِ الوردِ
استعِرْ من السيّابِ
حفّار القبورِ
ليحفرَ قبركَ !
واسرقْ معطفَ (غوغل)
وانحتْ عليه دعاءك الكبيرَ
ليكتملَ نعشكَ
أنتَ لستَ (لعازر)
فلا تنتظرِ المسيحَ
ليبعثكَ من جديدٍ
ترحلُ ومازلتَ
تريدُ البوحَ
بحبكَ؛ فجزءٌ
من القصائدِ مفقودٌ
هيّا استعِرْ من ركامِ الحضارة
هيّا استعِرْ كلكامش لينيرَ لكَ دربكَ
وابحثْ جيّدًا عن عشبةٍ أخرى
وصدقًا لن تجدها
ويكتفي التعساءُ
بحثًا
يكفي هذا العناءُ
لن تعمّرَ أكثر
يا أيُّها السومريّ
ارتشف آخر كأس
ولا تتذمر
هذه الحيوات وزعت
في بيتِ الآلهةِ السومريّ
وهذا كلُّ ما لكَ
فأنتَ لستَ نبيًا
لا، ولا وصيًا
أنتَ محض عراقيٍّ
لا يمتلك من أرضه شبرًا
ولا من السماءِ حيزًا ...
ملعونٌ بالشعرِ
غاوٍ بالاستعاراتِ
انجبوكَ على عجلٍ
وقَبلَ أن تستهل حياتكَ
سينفُوكَ بعيدًا عن الحياةِ
وإن لم تقربِ الشجرةَ
فأبوكَ تناولَ الثمرةَ
سترحلُ قبلَ
أن يلاقي سائلكَ المنوي
أيّ رحمٍ
سيتخلى عنكَ الجميع
فحتى ذراعيكَ
سيعيفانكَ
ولا يُعانقانكَ العِناقُ الأخيرَ
حينما يجتاحُكَ الحنين
مدجَّجًا بصقيعِ الذكرياتِ
يا هذا المنسي
كالزهرةِ المجففةِ
في طياتِ كتابٍ
منذُ عصرِ الحبِّ
عندما كان الحبُّ
سترحلُ وتبقى
لوحةً على جدارِ
غرفةٍ عتيقةٍ
ستُنسى فلا يخلصوكَ
حتّى من تراكمِ الغبارِ