الشعر والوطن والأحلام ثالوث الشاعرة المصرية في ثلاث قصائد يجمعها أحضان الكلمة الأمل الأقرب الى حلم مؤجل و وطن أنهكه الوجع وأحلام لا تقبل العزاء، خيط ممتد يصيغ للوجود سؤاله القدري ووجع شاعرة تبحث عن رقصة لحروفها في بياض يفتح للأحلام المؤجلة طريقها للأمل.

ثلاث قصائد

منى حلمي

 

  1. أحضان الشِعر

صبها لى بيديك

كأسا فضى الرشفات

تهزم موجات الضجر

تخلصنى من الرعشات 

صبها لى بيديك

كأسا تفتح شرايين قلبى

للنغم والهدوء والبصيرة

لا أبالى بعدها

كيف تغدو الأيام الباقية

طويلة أو  قصيرة

أسقنى كأسا

تجعل ثالثنا

لمسات الجدل

قبلات الحكمة

أحضان الشِعر

وخلوة الخجل

منك

أتوق الى كأس

ترجعنى الى رقصتى المحرمة

ضحكاتى المكتومة

وطنى المسروق

كأس واحدة

تفيض بالخير

لا تثمل

تهدى سفينتى الحائرة

بين غروب وشروق

 

2 - فى انتظار المعجزات

فى بلادى

فى القرى

والكفور والنجوع

يمرض ويموت الناس

من لدغات الجوع

يطالبهم الحكام

بربط الحزام

على معدة خاوية

ينصحهم أهل العمامة

 بالدعاء والركوع

فهذا ابتلاء من الله

الرحمن الرحيم

 يجب تقبله

فى صبر وامتنان وخشوع

حياة الملايين شاقة مؤبدة

فى معتقلات الطاعة

تحت مقصلة الحرام

ملقاة  وسط القمامة

مركونة فى الممنوع 

يولدون ويموتون

فى انتظار معجزات أخرى

من موسى أو محمد أو يسوع 

 

3 - لن أتلقى فيك العزاء

لغيابك حضور

يثير حيرة النساء

يشعل غيرة الرجال

رغم سطور النعى

المكتوبة فى الجريدة

رغم القهوة المُرة

فى سرادق العزاء

رغم لحظات الحداد

وأشباح ترتدى السواد

رغم بكاء القصيدة

حاضر أنت

حضور النقش على الحجر

زرقة البحر فى الأفق

وفاء السحاب بوقت المطر

حاضر أنت

كنزف الأم

حين تفقد طفلها الوحيد

مثل ارتعاش الشفاه

عند القُبلة الأولى

لحضورك جبروت

منْ يحكم

بالنار والحديد

أنت موجود

لم تفارق

حى يُرزق

بعناية قلبى

وتدابير حكمتى

أنت من ضرورات الكون

عظة أنت للناس

وعبرة مدى الزمن

هيا بنا كعادتنا

نشاهد معا الأفلام

وعلى ضوء الشموع

نرقص ونتناول العشاء

 لن أتلقى فيك العزاء

فأنت حلم

والأحلام ليس لها كفن ..