إرتباك
ما الذي سيقولُ صحابي
إذا ما رأونيَ في ساحةِ الموعدِ
أهشُّ ذبابَ الدقائقِ عن صحنِ وجهي الدَبِقْ
الشوارعُ تنفثُ سمَّ عماراتها في الوجوهِ الغريبةْ
وبغداد لا مصطبةْ
(ها أنني أتحسّسُ همسَ الأصابعِ,
خلفَ النوافذِ
حمراء
تشعلني رغبةٌ مبهمةْ..)
وأرقبُ في زحمةِ الوهمِ
وجهكِ
يبسمُ لي،
أو يقدّمُ أعذارَهُ
أو يهمهمُ…
(أنتِ تسيلين فوقَ المرايا
فيشربكِ العابرون
ووحدي،
ضللتُ الطريقَ
إلى شفتيكِ)
دمي يتفصّدُ فوق الزجاجِ
وأنتِ.. ( أعدتَ إلى السكرِ…؟)
(إنَّ الرجالَ بذيئون جداً أمام الجميلاتِ)
.. قلتُ لها:
أين يمكنُ…
فارتبكتْ
وأشارتْ إلى الشجرِ الملتصقْ
قربَ نبضي..
رأيتُ النوافذَ مفتوحةً..
والسماءَ تنفّضُ أوراقها من بقايا الغسقْ
قلتُ: نشربُ بعضَ العصيرِ المثلجِ
أو نتحاورُ…
مالكِ واجمةً هكذا……!؟
……………………
كان..
خلفَ
الشجيراتِ..
ظلٌّ قميءْ!!
قصيدة حزن كلاسيكية
الفتى اللاهي الذي قد تذكرينْ
صارَ أبْ
وله طفلانِ أو ذنبانِ، آهٍ
وديونٌ..
ووظيفةْ
سرقتْ منه أراجيحَ الحنينْ
وأغاني الدربِ
والأمطارَ
والوجدَ الدفينْ
الفتى.. آهِ، الفتى
لو تعلمينْ
ما الذي قد صنعتْ فيه، مداراتُ الليالي
واحتراقاتكِ
والحلمُ الضنينْ
الفتى شاخَ
قُبيل الشيبةِ البكرِ
فهلا تبصرينْ
كيفَ عافتهُ المرايا, والصبايا
كيفَ لمْ يجنِ من العمرِ سوى هذا الأنينْ
فوقَ أوراقٍ..
ستطويها السنينْ
ناقد
مرَّ من قربنا
واستدارَ بغليونهِ
لمْ يحيِّ أحدْ
نهضَ الحاضرون له…
ما نهضتُ
صفّقوا لمقالاتهِ
والرباطِ الأنيقِ
فلملمتُ سخريتي…
…
وانصرفتُ..
………………
في الجريدةِ...
في أولِ الصبحِ
أبصرتُ ناقدنا
يتربعُ منتفخاً، فوق إحدى المقالاتِ..
يشتمني..!