يخص الشاعر الفلسطيني امرأة برسالتين هما معا بحجم بهاء المعنى كاشفا عن لوعة وحنين، حيث تتحلل في القصيدة وتصبح المرأة نصا مجازيا يفيض جمالا وينقل لواعج الشوق الى الحرف لتمسي الرسائل رسالة واحدة حيث أفق الحب بلا ضفاف كما قصيدة الشاعر وهي تتلبس المعنى.

رسالتان إلى صوفي

فرّاس حج محمد

 

(1)

تذوّقت في حياتي امرأتينْ

كنتِ أشهى امرأةٍ

وأوسعَ امرأةٍ

وأروى امرأةٍ

و أضوأ امرأةٍ

وأسمى ما يكونْ

وأطول متعةٍ من لدنِ سُرّتك الشهيدةِ...

حتّى الركبتينْ

***

تذوّقت معَكِ الحياة بشهوتينْ

ورحت أكتب في الضياء على سطوركِ آيتيْنْ

وأرّختُ القصيدة في تخوم نهدكِ

عازفاً في حلمتينْ

أتلو السعادة كلّما ناديتِني

أدنيتِني

أرضعتِ روحي من حليبك مرّتينْ

***

تذوّقت منكِ طعم وقتِ الرعشتينْ

ورد خديكِ

بدفء القُبلتينْ

وسكرت من رشفٍ بثغركِ

صحوةً في عمق سُكْر الفكرتينْ

يا لذّتي كنتِ الحياةَ

وما الحياةُ سوى اشتعالكِ آهةً في فرحتينْ

***

تذوّقتُ فيكِ تبلُّج المعنى البهيِّ

على ضفافكِ جملتينِ جميلتينِ جريئتينْ

انكشافكِ في الضوْءِ فيَّ

اندفاع فيضِ النهرِ فيكِ

وفي...

يُغرقني هذا الجمالُ بضفّتينْ

 

(2)

قصيدتي ملساءُ صافيةٌ

تشفّ مهيبةً كصفاءِ جسمكْ

ينزلق الإيقاع عنها

حُبَيْباتُ ندىً تشهّاها الهوى على مسارحِ فنّكْ

يكتنزُ المعنى، ككمثرى

تدفّقُ...

والسحابُ الثرّ مكتنزاً برهيف وصلكْ