اذا كانت[1] عقلانية الليبرالين الجدد المتخاتلة لا تعجبك فانت لا عقلانى متخلف[2]. إذ كان لا يعجبك غلواء المشروع ما بعد الليبرالى، فتذكر انه قد قد يغير الوان المعاطف على يدى اوباما فانتبه، وقد يفارق المشروع ما بعد الليبراليى الحياة غير مأسوف عليه تباعا فبشرى.[3]
ليبراليون جدد وليبراليون جدد:
يتعاطى الفكر المسيحي وكذا ما يسمى العلمانى الليبرالية بتنويعاتها. ويعود مفهوم الليبرالي والمحافظ الى المسيحية الافانجلية الانجلوامريكية على الخصوص كما الى الادب السياسي. ولا يعنى ذلك ان الكاثوليكية لم تمنى بالتطير من الليبرالية و/أو لم تتطير من الحداثة. فقد ورثت المسيحية الغربية بشقيها الكاثوليكي، ومعظم طوائف البروتستانت من اعراب الشتات العداوة للمفقرين وللشعوب. فان نشأت الليبرالية فى احضان البرجوازية الصناعية فان الاخيرة ايضا مسئولة عن نشوء الطبقات العمالية، وانشار الحركات الشعبية والتحريرية، مما كان مقدرا يوما انه سيقضى على البرجوازية الصناعية لحساب الاشتراكية، وخصما على طبقات الحكام والبابوات. وكان الفاتيكان قد اجبر على التبرؤ من الليبرالية منذ خمسينات القرن العشرين. ولم ينفك الفاتيكان ان اعلن ذلك فى 1962 وقد عقد ما يسمى مجلس الفاتيكان الثانى الذى ضم وما يبرح يضم البابوات منذ البابا جون بول الثالث عشر، وصولا الى البابا الحالي بينديكت السادس عشر. وكان بول الثالث عشر ـ وله قصة ليس هذا مجالها ـ قد أعلن نيته على مراجعة موقف الكنيسة من صلب المسيح فى 1953 بعد محض مرور 3 اشهر على تعينه. ولعل الكنيسة الكاثوليكية كانت قد تورطت طويلا فيما يسمى الحداثة المجدفة Modernism Heresy والليبرالية الانجيلية biblical literalism فراحت الكاثوليكية مثلا تعمل على التخلص من ادرانها.[4] المهم يتقابل مفهوما الليبرالي والمحافظ فى كل من المسيحية والسياسة. وحيث يعبر الاول عن نفسه بصورة تقدمية، يختلف بهذا الوصف عن الثانى الذى يبقى موقفه تقليديا. وما يبرح تيار محافظ واخر ليبرالي يعبر عن نفسه فيما يسمى فى الكاثوليكية بالمدارسية الجديدة Neo-Modern Heresy . والى ذلك فثمة ليبراليين افانجليين جدد New Liberal Evangalists وليبراليين جدد Neo-Liberals سياسيا واجتماعيا. ولك ان تلاحظ(ي) الفرق الطفيف جدا فى هجاء كلمة "جديد" هذه . ويؤكد الليبراليون الافانجليون على تطبيقات الليبرالية على العقيدة ويتطيرون من الليبرالية الكلاسيكية.
وتعود الاخيرة الى القرون الوسطى وازدهار حركة الافكار بين اوربا الغربية والاندلس. وقياسا كانت حركة الفكر الغربية التى الهمها العرب والمسلمون حرية بان تقلق الكنيسة.[5]. فقد كانت فلسفة ارسطو ـ حول الطبيعة مما كان يسع كل شئ بما فى ذلك لانسان بوصفه جزء من الطبيعة ـ وقد جاءت عن طريق الفلاسفة والمعلقين العرب والمسليمن: ابن رشد وابن سينا تثير تطير الكنيسة. وبالمقابل فلعل الليبراليون الجدد سياسيا واجتماعيا يصدرون عن التنوير الباكر وعن عقلانية القرن الثامن عشر القاحلة Sterile Rationalism كما اعرفها فى بحث اخر. وتتمأسس الاخيرة فى تنويعتها ما بعد الحداثية على السوق ونموذج التنمية الذي حول الفرد الى آلية لمضاعفة الربح بالاستلاكية المفرطة. وقد حولت الرأسمالية المواطن الى مستهلك وتصفه بذلك. ويدعى بعض المحافظين الجدد تكاذبا انهم يصدرون عن برنامج اقتصادى اجتماعى لا يرى بأسا فى اعادة التوزيع، الا انه يشترط لذلك توسيع قاعدة ومفاهيم الملكية الخاصة فى الاصول والعقار ورأس المال الخ. أى عن طريق الملكية الخاصة قياسا على اشتراكية ملكية وسائل الانتاج. ذلك ان اكثر ما يتطير منه الليبراليون الجدد ـ بوصفهم رأسماليون ماليون ـ ملكية الدولة أو القطاع العام. ويصيبهم كل ما يشارف التأميم بالذعر كما يلاحظ فيما يجري تباعا بين باراك اوباما والكونجرس، بشان برنامج الرعاية الصحية MediCare.
الليبراليون (الافانجليون) الجدد:
يختلف الافانجليون الليبراليون الجدد New Liberals بشقيهما من حيث تطبيق نظرتهم على المسيحية فيفترقان فى وجهتى نظرهما بالنظر الى كل من العقل والرؤية Revelation أو الايمان. ويعتبر الليبراليون الافانجليون الجدد نتاج حركة الافانجليين الانجلو امريكان، ويؤمنون بان الانجيل يامر بالحفاظ على الثيولوجية الاورثوذوكسية. ويتبنى الافانجليون الليبراليون الجدد فكرة ان التناسب الثقافي، أو التواؤم مع الثقافة القائمة من شأنه ان يشوه الليبرالية الكلاسيكية. ذلك انهم بقوا يجأرون بان التنوير والعقلانية قاما بغزو المسيحية فانتجا النظرية الليبرالية الكلاسيكية. فقد كان الليبراليون الحداثيون قد احلوا العقل مكان الرؤية Revalation حتى نهاية القرن التاسع عشر من اجل توفير فضاء للثقافة مما رأوا انه كان حريا بان يجعل الرسالة المسيحية ـ الافانجلية دون غيرها ـ اكثر مدعاة للقبول لدى العقلية الحديثة والعلمية معا. فقد كانت محاولة الليبراليين الحداثين تهدف تشكيل "دين لكل الناس" A religion for all people عن طريق تقديم رسالة ثقافية مناسبة. وازعم ان تلك الرسالة كانت معنية قبل كل شئ اخر بتكريس السواسية بين الافانجلية واليهودية، مما يسر نشوء المسيحية اليهودية بعد الفاتيكان الثاني، الذى أعفى فيه البابا اليهود من دم المسيح. بداية ستينات القرن العشرين.
الا أن الافانجليين الليبراليين الجدد بقوا يعتقدون ان اختراق الفكر الثقافى الحديث للعقيدة احدث اضرارا بليغة بالمسيحية. ولم يلبثوا ان احتفلوا بكافة الاسباب العملية التى راحت توكد ـ فى نظرهم ـ ان الليبرالية الكلاسيكة ماتت بحلول ما يسمى ما بعد الحداثة. فقد كانت الليبرالية الكلاسيكية قد فرضت خارطتها الذهنية على الكنيسة المسيحية. اما اليوم ومع حلول ما بعد الحداثة، فان الليبرالية الكلاسيكية باتت كما يعتقدها المؤمنون بالانجيل المحافظ غير صائبة سياسياPolitically Incorrect وقد راحوا يجأرون بان لكل حقيقته، فلك حقيقتك ولى حقيقتى You have your truth and I have mine.[6] ويبقى الامر اقل تبسيطية بخاصة بالنظر الى الادب الليبرالي السياسي الاجتماعي.
اليبرالية التى كنا نعرفها:
قد تمأسست الليبرالية عن نفسها فوق اهم قيم البرجوازية الصناعية. وازعم ان تلك الليبرالية كانت تكاذبا حتى تعين لاعراب الشتات تحقيق وطرهم. فقد كانت اللببرالية البرجوازية الصناعية حرية بان تقيض لاعراب الشتات التسامح والقبول وسن قوانين سمحت لهم بما لم يكن واردا من قبل. فلم يكن مسموحا لهم حتى القرن التاسع عشر احتلال مناصب فى الدولة وبين الارستقراطيات الكلاسيكية الخ، زيادة بالطبع على مراكمة المال من التجارة العبر اطلسية. وقد اعتنق بينجامين ديرائيلى الكاثوليكية تذرعا ليترشح للبرلمان ولم ينفك ان بات رئيس وزراء الملكة فيكتوريا ومستشارها المفضل. وهو الذى أوعز اليها بكل من حرب القرم وشراء اسهم فى قناة السويس بديون مصر، جراء حرب محمد على فى الحجاز، وصولا الى اعلان فيكتوريا امبراطورة على شبه القارة الهندية. فلم تلبث فيكتوريا ان باتت امبراطورة قد توسطت ماسة اوكينور المسروقة من ملوك المغول تاجا فوق رأسها.
المهم ما ان قيض لاعراب الشتات التسامح الكافى للوصول الى المناصب واستدعاء مكانات ارسقراطية الجنتلمان الانجليزي الريفى فقد تأسست ثروته وجاهه على كل من التقاليد الريفية الانجليزية، وعلى التجارة العبر اطلسية، وعلى الاقطاعات التوسعية فى العالم الجديد حتى اعراب الشتات على الذراية بالليبرالية، وصولا الى ابلستها تباعا فالقضاء عليها لحساب الليبرالية الجديدة التى خصمت على كل ما عداها.
الليبراليون الجدد Neo-liberals سياسيا واجتماعيا
تلاحظ(ين) بمحض فرق فى الاسماء أن الفئتين من الليبراليين الجدد تختلفان باختلاف نقطة الانطلاق والارتكاز. ويعود من يطلق عليهم الليبراليين الجدد neo- Liberals الى حركة المحافظين الجدد خارج امريكا وهم اتباع المحافظين الجدد فى المجتمعات الاوريبة الغربية والشرقية والمجتمعات النامية. ويتهم الليبراليون الجدد بهذا الوصف بانهم ليبراليون كلاسيكيون من قبل خصومهم. وقد خرج "الليبراليون الاقتصاديون السياسيون الجدد" Neo-liberals من عباءة الليبراليين الكلاسيكيين والفيزيوقراطPhysiocrats واصحاب مبدا دعه يعمل دعه يمر Laissez faire laissez passez. وما يبرح المحافظون الجدد ونصراؤهم واتباعهم يصدرون عن المدارس المذكورة اعلاه حتى بعد مثول الازمة المالية غير المسبوقة منذ صيف 2007.
و يواجه باراك اوباما معارضة الكونجرس حيث يرى الجمهوريون أن اوباما يتصرف فى الاموال لحساب برامج يعتبرونها اشتراكية، ومنافية للروح لامريكية، ومفهوم الحلم الامريكي، وحرية الفرد فى الاختيار. كما يرى الجمهوريون أن محاولة باراك أوباما دعوة السلطات الفيدرالية للتدخل، ولو بالنصح اكثر منه سن القوانين المقيدة لحرية وول ستريت فى نهب الاموال، يرون فى ذلك تقييدا لحرية السوق. ويلاحظ ذلك فى كيف ان باراك اوباما يجد صعوبة حتى 14 سبتمبر 2009 فى ان يطلب الى وول ستريت Wall Street ـ شارع المال الامريكي ـ ان يخفف من غلواء كل من:
ـ المكافائات الفاحشة التى ما ينفك مدراء المصارف المالية يمنحونها لانفسهم عشية أو رغم افلاس المصارف مثلما بقي مصرف ميريل لينش Meryl Lynch يدفع لمدرائه والمصرف يتفاوض على عملية دمج مالي كبرى Merger مع بنك امريكا لانقاذ الاول من الافلاس.
ـ استمرار بيع ما يسمى بالمنتجات المالية Financial products وتسمى ايضا المخترعات والاختراعات والابداعات المصرفية financial creations or inventions وتري(ن) كيف ان مفردة كالابداع تغدو محملة وملغمة، اذ لا تعنى شيئا سوى وسيلة من وسائل اثراء اصحاب المال، خصما على من عداهم. وتتمثل تلك المنتجات اوالابداعات أو المخترعات في الائتمان وبطاقات الائتمان البلاسيكية وصناديق الاستتمار المؤجل ببيع المال كسلعة فى شكل ديون الدول والافراد والجماعات مثل صناديق اموال ما بعد الخدمة (المعاشات) فى اسواق المضاربة مثلما يحدث فى المحاصيل والسلع الاستراتيجية الخ.
اى أن محاولة تجنب كل ما كان قد تسبب فى الازمة ـ التى لم يبرأ منها الاقتصاد العالمى منذ ان تقدم مصرف الاخوة ليهمان Lehman Brothers فى 16 سبتمبر 2008 بطلب اعلان افلاسه ـ تبقى مثيرة للجدل. فقد أوقع افلاس مصرف الاخوة ليهمان تداعيات على طريقة تهاوي احجار الدومينو. وقد اجتاحت تلك التداعيات اللامتناهية العالم قاطبة الا ما خلا الصين وكوبا ومقاطعة كيرالا ربما وبعض اقتصاديات دول نامية مما قد لا يصيب فى كثير أو قليل سوى أهلها ممن بات كالشاة ـ وقد ذبحتها الرأسمالية المالية بالديون الخارجية والتجارة غير المتكافئة الخ ـ فلم يعد يضيرها سلخها. ذلك انه لم يكن قد بقيت أية دول غير مدينة، الا الصين وكوبا، فحتى بعض دول الخليج مدينة للبنك الدولى. فالمديونية باتت شارطة لبقاء الحكام فى مواقعهم والا استبدلوا بعبيد اكثر طواعية.
تنويعات الليبراليين الجدد Neo-liberal :
اجادل بأنه لا ينبغى وضع الليبراليين الجدد فى سلة واحدة، أو تكويمهم فى كومة واجدة. ذلك ان بعض جماعات الليبراليين الجدد تدعى انها خطت خطوة بعيدا ان الليبرالية الكلاسيكية، فباتت تؤمن بالضرائب التصاعدية، للتعويض عن عدم المساواة فى قدرة الافراد على التفاوض على الاجور، وغير ذلك فى السوق. ولكي توفر مكافئات ما بعد الخدمة وبعض السلع والخدمات العامة الى اشكال التأمين الاجتماعى الاخرى.
و يرى الاخيرون الى ذلك أن حق الملكية مشروط ببعض المصالح العامة والقيود، فهو بهذا الوصف ليس مطلقا[7]. ويعبر الفكر الليبرالي عن فضاءات واسعة من الافكار والمعتقدات مما قد يستعصى تصالحه فيما بينه. فقد حمل الفكر الليبرالي فى احشاءه تناقضات عديدة لم تحسم بعد. ويعتقد بعض المحللين التاريخيين ان الليبراليين الجدد الفوا تنويعا من الانقطاع على اسلافهم الليبرليين الكلاسيكيين. من ذلك ان بعض الليبراليين الجدد يؤمن بالضرائب التصاعدية، ودرجة من اعادة التوزيع الفارق فى سياق وشرطيات الرأسمالية، وليس باتحاه التخطيط المركزي أو الموجه اشتراكيا مما قد يتضح فى لغة اليمين ويمين الوسط. .
تواطؤ لغة اليمين ويمين الوسط:
هناك لغة مشتركة بين الاحزاب البريطانية مثلا كاعادة التوزيع مهما كان فارقا فى سياق الرأسمالية المالية ـ اى من اعلى خصما على الحركات الشعبية والتنظيم الشعبي ـ وليس بمفهوم الملكية الجماعية لوسائل الانتاج. مثلما توفر الدمقرطة لشعوب العوالم الثالثة والرابعة والعصر حجرية من اعلى، خصما على الفكر والتنظيم الشعبى. ذلك ان اليمين ويمين الوسط ـ بل اليسار احيانا يتفقان على تمكين الفرد من اعلى. ويختلف اليمين ويمين الوسط حول الشكل الذى يتخذه ذلك التمكين. والمهم تتحدث معظم، ان لم يكن كافة الوان الطيف السياسي، عن تمكين الفرد دون ذكر القدرة الفكرية والتنظيمية للعمل الشعبي، ولا يتفقون على تعريف المجتمع المدني، ولا على اعادة توزيع الثروة، ابعد من رفع الضرائب، وما يسمى توسيع قاعدة الملكية الخاصة، وليس ملكية وسائل الانتاج.
ويبقى الفرق بين اعادة التوزيع ماركسيا مما يتمأسس فوق الملكية الجماعية الاشتراكية لوسائل الانتاج من ناحية وتوسيع قاعدة ملكية الاصول والعقار أو تشارك رأس المال من ناحية اخرى هو ان الاولى لا تفرق بين الناس وان الثانية ترهن العدالة الاجتماعية الاقتصادية بالملكية الرأسمالية لوسائل الانتاج. ويتضح الفرق بالنظر الى ان الاخيرة تصدر عن جماعية واشتراكية الفكر والتنظيم، فيما تصدر الثانية عن تفريد الفرد. فيما قد يتفق كل من اليمين واليسار الجديدين من حيث ان الملكية الخاصة حق انساني، بوصفها الاساس المادي للفكر والتنظيم الراسمالي وحجر زاوية الاخيرة. ويقول اليمين المجتمعاتى بتوسيع قاعدة الملكية ـ الرأسمالية ـ بالضرورة والنتيجة.
المجتمع المدنى واعادة هيكلة الدولة والمواطن الجديد:
يدعو 3 من الاربع احزاب بريطاينة مثلا الى مجتمع تسوده الاخلاق عن طريق اعادة غرس الاخلاق فى الافراد، وتكريس العمل من اجل الصالح العام. ويرون ان ذلك من شأنه ان يكرس التصالح ليس مع ما كان السوق قد غرسه من اخلاق فردية مادية، وانما مع طواقم قيم جمعية. ويرى اليمين المجتمعاتى مثلا ان العلمانية هى جزء من المشكلة القائمة بين الاحزاب، وبين المجمتع والاقتصاد، ومن ثم فيما يتصل بالصالح العام. وبالمقابل لا يقول اليسار المجتمعاتى كثيرا بشأن الصالح العام الا بقدر ما تبقى مقولته غامضة وحرية بان تبدو غير ليبرالية. وكان حزب العمال البريطاني اقرب الى اليبراليين الجدد بالوصف اعلاه، على عهد جيمس كير هاردي James Kei Hardie (1856-1915) مؤسس حزب العمال واول قادته. وكان الاخير ماركسيا اشتراكيا ليبراليا بالمعنى السابق على الليبرالية الجديدة. ويحتفظ حزب العمال البريطانى ببعض هذه الملامح حتى فى شكله "الجديد" على ايام توني بلير وغردون براون رئيسيه الأخيرين على التوالي.
وتتفق الاحزاب البريطانية الاربع الكبرى مثلا على نقد الدولة الماثلة، وربما ينتقدون المفهوم المتعارف عليه حول الدولة الديمقراطية الاشتراكية. ويرى البعض ان اعادة تأسيس الدولة على مبدأ ما يسمى السيادة الجمعية تبقى مفردة غير معرفة تماما. ويؤيد الجمهوريون خلق مواطن على هدى التغيرات الدستورية المطلوبة لقيام دولة السيادة الجمعية تلك. ويرى اليمين المجتمعي Communitarian Right ان النظرية القائلة بسيادة الدول الحديثة بكاملها تثيرالجدل. ويفضل اليمين المذكور صيغة مجددة من نموذج دول القرون الوسطى، أو ما يسمى بدولة القرون الوسطى الجديدة ٍNeo-Medieval State مما يتمأسس فوق سلطة مجزأة Fragmentedفى مواجهة وعلى نقيض نموذج الدولة الحديثة الموحدة.
وازعم انه ان كانت اذا كانت الرأسمالية قاطبة وبخاصة الاوليجاركيات المالية سنتجو من الازمة الماثلة، وما يهدد بغيرها، فانها لن تفعل الا باعادة انتاج دولة خراجية مما كان يناسب الاوليجاركيات المالية السابقة على الرأسمالية الصناعية على مر التاريخ المسكوت عنه، أو الذى لم يكتب بعد. وكانت الاوليجاركيات المالية قد اودت برأسمالية الارجنتين فى 2001 حتى بات الارجنتينيون يقايضون محاصيل مقاطعة بمحاصيل مقاطعة اخرى. وقد اودت الاوليجاركيات المالية بالنظام الاشتراكي مما حور الاتحاد السوفيتى الى مجتمع الجمع والالتقاط. فقد تسببت نفس الاوليجاركيات (باسماء اصحابها[8]) فى انهيار التجربة الاشتراكية، وفى فشل التجربة البرجوازية الصناعية لحساب الرأسمالية الربوية المالية. سوى ان حركة المال اليوم قد افتضحت مع تجليات ثورة المعلومات.
وتجمع بعض الاحزاب البريطانية غب الازمة الاقتصادية على اهمية المجتمع المدنى قياسا على السوق والدولة ويتصل ذلك بمسألة اعادة هيكلة الدولة واشاعة الاخلاق بين المجتمع ويجعل بعضها تعالقا بين الاخيرة ونظرية الديمقراطية المشاركه.Associate Democracy. الا ان معظمهم لا يتفق على مفهوم المجتمع المدني ولا على ما يتعين على المجتمع المدنى ان يسهم به فى كل من السياسة والمجتمع. ويرى اليسار ان المجتمع المدني يقيض بؤرة للتجنيد السياسي. ويجمع الكل على مسئولية المجتمع المدنى فى تحمل عبء توفير الكفالة؛ الا ان اليسار مثلا يرى ان الدولة ينبغى ان تبقى بوصفها الممول الرئيسي للسلع والخدمات العامة؛ الا ان اليمين المجتمعاتى لا يشعر بالراحة لهذا التعريف للدولة.
اعادة انتاج الدولة الخراجية الجديدة المالية:
ازعم ان تنويعة متسترة من الدولة الخراجية ما تبرح ماثلة فى قلب الرأسمالية ما بعد الصناعية ويخاصة المالية. وتتمثل مفردات لغة تلك الدولة وتعود الى الاقطاع بنوعية الشرقى والغربي، فيما يعرف ب"الدقتية Poll Tax[9] على خدمات الحكومات المحلية والجباية" Levy على ما يزيد ثمنه عن مليون استرلينى من العقار والخراحtribute على المحاصصة فى الاراضى التى ما تبرح ماثلة فى الملكية الاقطاعية فى مرتفاعت سكوتلاندا وغيرها. ويجبى البنك الدولي الخراج على الماء في المشاريع الى يمولها كما فى دلتا النيل بمصر مثلا. وليس غريبا ان يستدعى أشهر من تورط فى الازمة المالية الماثلة من اعراب الشتات علاقات الانتاج الاقطاعي والسلطة الخراجية. ذلك ان علاقات الانتاج الاقطاعى أو القنى ـ نسبة إلى القنانة ـ سمه ما شئت لم تختف قط وما تبرح مستقرة فى مسام الرأسمالية بتنويعاتها وصولا الى تنويعتها ما بعد الصناعية وبخاصة المالية النهابة مما يلاحظ فى:
أ ـ حالة الجزر الواقعة فيما يسمى القناة الانجليزية ما بين بريطانيا شرقا وفرنسا. ذلك ان التوأمين السير ديفيد والسير فريدريك باركليز صاحبى اكبر الفنادق مثل الرتز Ritz يملكان مثلا عدد من اهم الصحف من التليغراف والسكوتسمان Scotsman والديلى ميل Daily Maleالخ، ويملكان جزيرة بريكوBrechou بالقرب من جزيرة صارك Sark. ويملك الاخوين 20% من الاخيرة ايضا. وتقع كلا الجزيرتين فى القناة الانجليزية. ويدير الاخوين التوأمان الجزيريتين كاقطاعيتين ويعينون النواب ويفصلونهم وينشئون المشاريع الكبرى تماما كمثل سيد أو حاكم خراجى. ولا يدفع الاخوين ضرائبا كونهما يقيمان ـ فى قصر قوطى بقلاعه ومطار صغير لطائرتهم الخاصة ـ خارج النطاق الضريبى القانوني off Shore البريطانى. وعند اول محاولة من جانب اهالى جزيرة صارك للتصويت لفرد غير مرشح الاخوة باركليز، سحب الاخيران الخميس 11 ديسمبر 2008 اموالهما، واوقفا العمل فى المشاريع الجارية فى الجزيرة، واغلقت جراء ذلك معظم الاعمال والفنادق على نزلائها، ووفرت اعداد كبيرة من العاملين. فقد كان الاخوان باركليز قد قررا الرحيل الى جزير بريكو عقابا للاهالى. وقال الاخوان باركليز انهما سوف يعفيان عن اى ناخب ويعيدانه الى عمله ان صوت لمرشحهما وسحب صوته من المرشح الاخر. وفى تصريح لممثلهما قالا انهما غير راضيين عن أهالى صارك كونهم لا يوافقون على طريقتهما هما فى ادارة الجزيرة. وما يبرح الاخوين يمنحان ويمنعان فى جزيرتهما وفى صارك.
ـ وفى المرتفعات الاسكوتلندية Scottish Highlands ما تبرح علاقات الملكية الاقطاعية سائدة بين ملاك اراض متغييين Absentee landlords والفلاحين الاسكتلنديين. ويثابر الاخيرون على محاولة تغيير تلك العلاقات عبر المحاكم البريطانية حتى اليوم، مما اذكره ادناه. ومن المفيد تذكر ان الاراضى الزراعية والعقارية ما تبرح ملكا للاسر القديمة من اصحاب الاراضى القدامى، أو من ورثهم من اصحاب المال الجديد. وقياسا فقد بقي الفلاحون يفلحون اراض حكر، تتراوح عقود حكرها ما بين 30 الى 50 عاما. وتستغل تلك السرايا القديمة ومن وريثها من اصحاب الاراضى المحدثين الفجوات القانونية الموجودة فى قانون الاراضي الزراعية فى حرمان من يفلحون الارض من امتلاكها حتى اليوم. اى ان بريطانيا ما برحت اقطاعية بمحض الملكية الخاصة للاسر القديمة ووريثتهم من الاسر الاقطاعية الجديدة، بلا امل فى اصلاح زراعى يذكر بعد.
ـ وهناك حالة جزيرة انتيجوا فى الكاريبى والسير الان ستانفورد Sir Alan Stanford البيليونير التكساسى الانجلوأمريكى الذى يكاد يكون حاكم الجزيرة والجزر المجاورة، وتتخصص الجزيرة فى تجارة مئات ملايين الدولارات من المخدرات وغسل الاموال. ويدعى ان تلك الجزر وقد وفرت ما يسمى بمرافئ أو ملاذ المتهربين من الضرائب Tax Havens هى التى قيضت ما يسمى بالاختراعات المالية Financial inventions تلك الاساليب المالية التى تسببت فى الفقاعات وفى السندات السامة الخ. وقد تمأسست تلك الاقطاعات المذكورة على تسييب القانون أو تفصيله على مقاس المضاربين والنهابين وقطاع طرق المال، ومراكمة المال غير المحروسة، وعلى مقاومة الاخيرين لاى حراسة قانون، أو رقابة مالية ان وجدت اصلا. مما اتضح مع الازمة المالية الراهنة منذ صيف 2007. ولا يعرف احد صاحب اموال الجزيرة لان الحاكم بأمره السير ألآن ستانفورد Alan Stanford المتهم بتبديد 8 مليارات من الدولارات من اموال صغار حملة الاسهم والمدخرين الخ، نجح فى التستر على معاملاته 15 عاما. وقيضت له علاقاته الاقطاعية القبلية الاوليجاركية القبالية بالاحرى بالمسئولين عن ملاحقته، قبل ان تبدأ الاستخبارات الامريكية الفيرالية FBI فى توجيه اى تهمة له الاسبوع الثالث من فبرابر 2009 كل ما فعل وما ترك. وكان ألآن ستانفود قد منح لقب سيرsir "مقابل خدماته للمصارف".
ـ وكذا حالة مادوف Madoff البيليونير الذى بدد اكثر من 50 مليار دولار من اموال دافع الضريبة الامريكى بسوء التصرف أو ـ وبالفساد رغم ان الشك بقى يلاحق معاملات ذلك الرجل لوقت طويل، الا ان علاقات قبلية اقطاعية قبالية اوليجاركية كانت تجمعه وبعض المسئولين عن المراقبة والمحاسبة وهكذا. ولم تكن القوانين التى كانت حرية بان تحاسبه، سوى تلك التى تحمى امثاله. فامثاله ومحاسيبهم هم الذين يسنون القوانين رغم الديمقراطية. فهم الذين يصفون الدواء، وهو مزيد من الاستدانة التى يغدو من الصعب الفطام منها، وقد ادمنتها اغلب المجتمعات واقتصادها بلا شفاء. وهو الداء الذي خلقته نظريات وبراديجمات الاقتصاديين الكلاسكيين الجدد نيابة عن الاوليجاريكيات المالية العلولمية. وهو خلق شرط تحقيق نموذج التنمية الامريكي The American Model of Development . اى النموذج ما بعد الصناعى المالي للتنمية أو الاستثمار فى خراب Investing in decline الدول المضيفة لرأس مال اعراب الشتات.
ومن المفيد تذكر ان الليبرلية والحداثة كانتا قد نشأتا فى احضان البرجوازية الصناعية حتى نعى فرانسيس فوكوياما البرجوازية الصناعية. وكان معظمنا قد تصور ان فوكوياما كان ينعى الاشتراكية. وليس ثمة فرق. ذلك انه حسب اللوحة الخماسية فقد لا تقيض اشتراكية بدون نشوء ونضح البرجوازية الصناعية، التى تخرج من احشائها الطبقات العمالية، التى ليس لديها ما تفقده سوى قيودها. فتنتفض لتقيم دولة البروليتاريا. وكان ماركس قد افترض أن الاقطاع الغربى وحده هو القابل للنشوء صعودا الى البرجوازية الصناعية، التى ستنشأ بدورها صاعدة الى الاشتراكية، قياسا على نمط الانتاج الشرقى، أو الاسيوى المطرق بين قدمه الرانى الى الماضى الذي يرفض التغيير. الا ان الرأسمالية المالية تبدو وكأنها فاجأت مراحل تطور المجتمع بالوصف الماركسي، لتنشأ صاعدة أو ناكصة حسبما تري(ن) على قدر غير مسبوق من القوة والسطوة والشراسة خصما على دولة البرجوازية الصناعية الحديثة.
والى ذلك لم يكن متصورا ان ترشو الرأسمالية المالية الطبقات العاملة فى المجتمعات الغنية وجيزا، ثم ما تنفك ان تكسر ظهر حركاتها المطلبية. بل لم يخطر ببال كثير من المفكرين ان دولة البرجوازية الصناعية قمينة بان تنكص جراء الرأسمالية المالية، فتتحور الى تنويع على الدولة الخراجية المركزية، بمغبة استقرار الربا فى مسام المجتمعات الغنية والمفقرة على السواء. ويقول ستيوارت هوايت إن فكرة إعادة هيلكة الدولة تثير كثيرا من الجدل صبيحة الازمة المالية الراهنة. ويأخذ عن فيليب بلوند Phillip Blond قوله إن نظرية سيادة الدولة باتت مدعاة للتساؤل. ويحبذ بلوند ما اسماه دولة القرون الوسطى الجديدة Neo-medieval model of fragmented sovereignty وتتمأسس الاخيرة فوق سيادة مجزأة تتقابل مع فكرة الدولة الحديثة التى تتوحد فيها السيادة الديمقراطية[10].
وحيث يضمن صندوق النقد الدولى والبنك الدولى استمرار اعادة انتاج ما يسمى بالنموذج الامريكى للتنمية طالما بقيت الدول مدينة للبنك الدولى فلعل صندوق النقد الدولى يتعين على خلق شرط نشوء أو نكوص الدولة الحديثة الى دولة خراجية. فالصندوق تنويع على المديونية المالية الربوية فى شكلها القديم. وكان قد تمثل فى اقراض اباطرة روما مثل يوليوس قيصر، وارتهان بعض الملوك والسلاطين، وصولا الى ما حاق بالخلافة العباسية والاندلسية والعثمانية. فقد اخضعت الاوليجاركيات المالية الاخيرة للتقسيم باسم الدين العام Debt Publique بمغبة ديون حرب القرم، جراء معاهدة برلين 1878م. وقد اوكلت مصارف الدول الاوربية الكبرى لاعراب الشتات جمع الضرائب والخراج، فباتوا دولة داخل الخلاقة، مما خلق شرط نكوص الخلافة العثمانية، وكانت بسبيل ان تنشأ صاعدة الى البرجوازية الصناعية.
وكانت اوربا الغربية تأخذ عن الخلافة العثمانية فكرا وتنظيما وفنونا. الا ان تلك المصارف التى لم تكن سوى اوليجاريكيات مالية ـ مما لم يكن معظمنا يدري به بعد ـ وقد راحت تشارف السيطرة على اقتصاد العالم. مرة واحدة والى الابد ـ كرست الربا فاستقر فى مسام المجتمع كفيروس الايدز. ولم ينفك اعراب الشتات ان راحو يرحلون ثرواتهم تباعا من المانيا منذ ما بين الحربين، زيادة على ان الاخيرة كانت قد افقرت بمغبة ما سمى تعويضات الحرب العالمية الاولى مثلا.
المحافظون الجدد وعدوانية سياسة امريكا الخارجية[11]
يقول البعض ان مفردة المحافظين المختصرة Cons وقد اردفت بها كلمة الجدد بالانجليزية اى Neocons تعنى اليهود neocons con is short for 'conservative' and neo is short for 'Jewish' ويقول باري روبينBarry Rubin ان المحافظين الجدد تزويق مستهين للعداء للسامية the neoconservative label is used as an anti-Semitic pejorative: ذلك ان مفردة المحافظين الجدد هى شفرة أو استخدام متستر للاشارة الى اليهود. فقد كان المعادون للسامية قد اتهموا اليهود بانهم اودوا بالاعمال الكبرى ( لعله يقصد القومية والدولة القومية) فى القرن التاسع عشر، واخترقوا الشيوعية فى القرن العشرين. ويردف باري بان اللعبة أو الخدعة اوالحركات الحالية تعبر عن نفسها فى ان تلك الجماعات هى نفسها التى تقف وراء التدخل خصما على المشاريع المتصلة بالحياة العامة لبعض الشعوب على مر الزمان ويؤكد باري ان الحركة الحالية التى قادها اليهود لم تكن من اجل صالح الشعب الامريكى وانما من اجل مصلحة اليهود واسرائيل[12].
ويعرف المحافظون الجدد انفسهم بانهم اتباع فلسفة سياسية Political Philosophy وقد نشأت حركة المحافظين الجدد بهذا الوصف فى الولايات المتحدة. وتدعى انها تساند قوة امريكا الاقتصادية والعسكرية من اجل نشر الليبرالية والديمقراطية وحقوق الانسان فى المجتمعات الاخري. ويقول المحافظون الجدد انهم عكس المحافظين التقليديين Traditional Conservatives اذ يدعون انهم لا يرون غضاضة فى دولة الرفاهة، فى حين يشجعون حرية السوق، وفى نفس الوقت يدّعون انهم لا يمانعون فى التدخل لحساب القضايا الاجتماعية. وكانت مفردة المحافظين الجدد قد استخدمت فى وقت ما على سبيل نقد للمنادين بالليبرالية الامريكية الحديثة American Modern Liberalism ولم يلبث المحافظون الجدد ان طوحوا الى اقسي اليمين حتى شارفوا التطرف فى توريطهم الادارات الامريكية بخاصة 41 و43 فى سياسات مدمرة. ويذكرك المحافظون الجد في ذلك وخلافه بالخوارج السياسيين مع العباسيين واواخر الاندلس الخ.
المهم فورا كان مايكلMichael Harrington هارينجتون الديمقراطي الاشتراكى الامريكي قد نحت مفردة المحافظ الجديد فى 1973 فى مجلة العصيان Dissent Magazineفى مقال بخصوص سياسات الرفاهة Welfare policies. ويقول أي جي ديون E.J. Dionne ان حركة المحافظين الجدد كانت مدفوعة ابان بزوغها بفكرة ان الليبرالية قد فشلت ولم تعد تدري الى اين هى سائرة أو بما تتحدث به. وقد باتت مفردة المحافظين الجدد موضوع تغطية اعلامية متزايدة على عهد الادارة الامريكية 43 تحت جورج ووكر بوش. وكان التركيز على تأثير المحافظين الجدد على سياسة امريكا الخارجية فيما يتصل خاصة بما سمى تعاليم بوش Bush Doctrine مما كان قد بلغ مداه فى اجتياح العراق.
و كان ايرفين كريسلولKristol اول من ادعى المفردة ويعتبر مؤسس حركة المحافظين الجدد وقد كتب كريستول اراءه حول المحافظاتية الجديدة Neo-conservatism فى 1979 فى مقال بعنوان اعترافات محافظ جديد حقيقي "Confessions of a True, Self-Confessed 'Neoconservative.' إلا ان افكاره كانت قد راحت منذ خمسينات القرن العشرين تتحور تباعا وبخاصة عندما اسس وحرر مجلة الانكونتر Encounter وكان نورمان بودهوريتسNorman Podhoretz بدوره من مصادر تلك الحركة، وكان محرر الكومنتري Commentary من 1960 الى 1982 وكان يسمى نفسه محافظ جديد فى نيويرك تايمز مجازين New York Times Magazine في مقال بعنوان هلع محافظ جديد جراء سياسة رونالد ريجان الخارجية. وقد اسس وليام كريستول ابن ايرفين كريستول مشروع القرن الامريكى الجديد.Project for the New American Century. ويستخدم من يسمون بالمحافظين الشاحبين Pale-conservatives والديمقراطيين الليبراليتيين Libertarians مفردة المحافظين الجدد بذراية ويقفون من الاخيرين موقفا يشارف العداوة احيانا بخاصة فيما يتصل بارائهم حول سياسات امريكا الخارجية العنيفة. وينتقد اليسار المحافظين الجدد كونهم يشجعون سياسة امريكا الخارجية العدوانية ويجادلهم اليسار فيما يتصل بمثابرتهم على السياسات الاوحادية وتجاوز الاجماع الدولى عبر المنظمات الدولية مثل الامم المتحدة. ويرد المحافظون الجدد تكاذبا بانهم يتشاركون واليسار الاعتقاد فى فكرة ان الامن القومي يمكن تكريسه على افضل صورة عن طريق تفعيل الحرية والديمقراطية فى الخارج بوصف ان ذلك تكريس لنظرية السلام الديمقراطي The democratic Peace Theory a.
وتعنى تلك النظرية تشجيع الحركات الديمقراطية تخاتلا وتشترط المعونات الاجنبية والتدخل العسكري احيانا. واجادل ان من اهم المنظمات المشبوهة التى تنشر وتكرس الديمقراطية المتخاتلة تلك أو الدمقرطة بالاحرى على سبيل التمكين من اعلا الذى ذكرته فى مكان اخر-بيت الحرية House of Freedom. ويفصيل الاخير ثورات ملونة على مقاس كل حالة Designer revolutions من الثورات الملونة من المخملية التى اودت بالجمهوريات الاشتراكية سابقا الى البرتقالية فى بعض دول القفقاز، الى ثورة الازر فى لبنان، والثورة الخضراء المؤودة فى ايران صبيحة اعلان نتائج انتخابات يونيو 2009.
هذا وكان لخروج المحافظين الجدد على نهج وسياسات المحافظين التقليديين تأثيره على ضمان مساندة ما يسمى بالانظمة الصديقة للسياسات الامريكية عن طريق التجارة والعداء للشيوعية. فقد خصمت سياسة امريكا الخارجية العدوانية على الانظمة الديمقراطية القائمة وهددت باحتمالات عدم استقرار الاخيرة بل بالدفع بذلك بفعالية نشطة. ويقول بول بيرمان Paul Berman فى كتابه الارهاب والليبرالية ان حرية الاخرين فيها ضمان لامننا. دعونا نكون فى صف الحرية من اجل الاخرين. وطبعا لا يعنى ذلك الحرية التى نعرفها وانما هي حرية اقليات خصما على اغلبيات منتجي الكفاف والحياة فى كل مكان.
المحافظون الجدد والعداء للسامية
يعتبر المحافظون الجدد وبخاصة اليهود منهم ان نقد المحافظين الجدد انما هو تزويق Euphemism للعداء للسامية ولليهود. وادعى ان كافة المحافظين الجدد وحتى الليبراليين الحدد من كل صنف وعقيدة يعتبرون ان نقد المحافظين الجدد عداء للسامية. ويقول المحافظون الجدد ان العداء لهم انما هو موقف اتخذه اليسار السياسي ليؤبلس التضامن مع اسرائيل. وقد انذر روبرت ج ليبر Robert J. Lieber فى ذى كرونيكل اوف هاير اديوكاشونThe Chronicle of Higher Education فى 2003 ان نقد الحرب على العراق قد افرخ نظرية تأمرية تجأر بان سياسة امريكا الخارجية قد ارتهنت بجماعة كارهة للبشر من الكبالCabal غير المعرفين اى عصابة من المحافظين الجدد ممن استغلوا احداث 11 سبتمبر 2001، كي يملاؤوا رأس بوش الابن بالعداوة لخصوم المحافظين الجدد واسرائيل ـ اى العرب والمسلمين وحلفائهم. ويردف روبرت ليبر "أن تلك الاحداث كرست النظرية التآمرية التى تقول بمغبة تأثير اليهود الامريكان من اعضاء الحركة التروتسكية الراجعة الى ثلاثينات واربعينات القرن العشرين على الادارة الامريكية 43.
و يقول مايكل ليند.Michael Lind "ان تلك الجماعة كانت قد اشاعت ما من شأنه أن ضرب العراق لمصلحة اسرائيل". وكان جو كلاين اقترح فى مجلة تايم مجازين Time Magazine انه من المشروع ذكر دين المحافظين الجدد، وان ذكر ذلك لا يعنى الضلوع فى نظرية تأمرية ضدهم. وأقول انه اذا كانت المافيا ايطالية لكون معظم اسماء اعضائها ايطالية، فما الذى يمنع من تصنيف المحافظين الجدد بانهم صهاينة، طالما كان معظمهم ـ بما فى ذلك الليبراليون العرب والمسلمون الغافلين عما حولهم ـ صهاينة؟ ومن المفيد تذكر ان ليس كل صهيونى يهودى والعكس صحيح. فالصهيونية "علمانية تتمسح باليهودية لارهاب من عداها". ويقول مايكل ليند ان التطرق الى عقيدة المحافظين الجدد كان جراء تأثيرهم غير المتناسق أو حتى الفائق على سياسة الولايات المتحدة وان معظمهم ايد الحرب على العراق لحساب اسرائيل. ويعتقد ليند ان تأثير المحافظين الجدد وحلفائهم ونتائجه لم يكن بوعى على كون ذلك التأثير وتداعياته كانت حرية بان تؤلف تناقضا مع مصالح الولايات المتحدة. ويعتقد جو كلاين ان ثمة بين الجالية اليهودية الامريكية من رآى فى الحرب على العراق فرصة خلق ما قد يشارف سيناريو الدومينو للتخلص من اعداء اسرائيل".
ولعل ذلك ما يحدث تباعا كما يلاحظ الناس فى كل مكان. فمن العراق وافغانستان الى باكستان والصومال والسودان واليمن وقد اخصيت باكرا دول عربية اخرى دون ذكر الاسماء. وليس غريبا فقد اباد اعراب الشتات امما واستحوذوا على اموال كاقة الجنتايل ـ الغويم ـ الاممين ـ المشركين ـ منذ خديعة ابناء يعقوب للملك حمور وتحريم مدينته ـ بمعنى ابادة ـ عشيرته وتدمير مدينته. المهم فورا يؤكد جو كلاين ان مثل ذلك الميل من قبل اليهود الامريكان وحلفائهم فى اسرائيل حري بان يخلق شرط اصولية خطيرة جدا جدا وان ذلك ضار باسرائيل وضار بامريكا معا. وبالمقابل فالذين يساندون الحرب على ايران انما يفعلون بدورهم ذلك لانهم يرون فى ايران عدو وجودي Existentialist Enemy لاسرائيل. ويواجه المحافظون الجدد واليبراليون الجدد محنة بوار تجارتهم ولغتها وبراديجماتها جراء سقوط النموذج الامريكى للتنمية بمغبة التسونامى المالي الماثل منذ صيف 2007. ويتدافعون وبعض الاذكياء من اتباعهم الى اتباعهم الى ملئ الفراغ الفكري والمفهوماتى وخصومهم يتلفتون.
اشاعة تسويغ ثقافة الخطأ واعادة انتاج خطاب الاوليجاركيات المالية
أزعم ان الازمة الاقتصادية وقد طوحت بكثير من مفردات خطاب المحافظين الجدد ورصفائهم وخدامهم المذعنين ـ الليبراليين الجدد فى كل مكان ـ لم تنفك ان دفعت الاخيرين الى اعادة برمجة ذلك الخطاب سراعا ومفصلة مفهومات مجددة فورا. وكان ذلك السعى المتسرع حري بان يسد الطريق امام اى مبادرة من اليسار او ممن ليسوا مع المحافظين وسدنتهم وحتى الاشتراكيين والمناهضين للرأسمالية. وكان معظم الاخيرين ما قد بوغت بما صارت اليه الرأسمالية ما بعد الصناعية وقد فوجئوا مثلما حدث لهم مع سقوط حائط برلين وتقوض المشروع الاشتراكى بليل وهكذا. وكان اؤلئك المباغتين على غير استعداد للاستجابة للوضع الجديد الذي خلقته الازمة المالية او الافادة من الفراغ الفكري والتنظيمى الذى نشأ جراء ذلك. وازعم ان مثل ذلك الاحساس بالمباغتة او ـ والعجز عن الاستجابة للوضع الجديد حرض وشجع غيرهم على المسارعة الى ملئ ذلك الفراغ الفكري المنهجي المفرداتى التنظيمى صبيحة الازمة تقريبا. ومن مكونات الخطاب الجديد تسويغ مسببات الازمة وتهوين تداعياتها بل الدفاع عن مرتكبيها.
ويقول احد المدافعين عن الاورليجاركيين الماليين وعن حق المضاربين بالمال فى ان يخطئوا فيما يفعلون ويتركون. وقد راح احد اولئك المدافعين يدعون انهم محافظون تقدميون Progressive Conservatives قائلا: "علينا ان نكون متسامحين معهم "يقصد اؤلئك الذين اخطاؤا عمدا او غفلة او غباءا فى حق الاقتصاد العالمى". ويقول جوليان باجينى Julian Baggini اصبح من الشائع تقديم نصيحة حول المساعدة الذاتية وادارة الاعمال تقول بان اخطئ واخطئ مرات[13]. فلم تعد الاخطاء حسنة او سيئة ولم تعد فضيلة او رذيلة. فقد اصبح كل شئ يعتمد على طبيعة الخطأ. ذلك ان نتيجة اى قرار يحتمل ان تكون لها تداعيات ايجابية او سلبية. دون ان يكون الفرد الذى أتخذ ذلك القرار قد اخطأ او اصاب. ذلك ان المتنفذين والاطباء والساسة يتخذون قرارات يعتنقدونها مؤسسة على افضل الاحكام الا ان ذلك لا يمنع من الخطأ. علينا ان نكون متسامحين مع مثل تلك الاخطاء لانه يتوجب علينا ان نشجع الناس على اتخاذ القرارعلى ضوء افضل ما يتوفر من الادلة على نجاحه فيما نكون مستعدين لمساندتهم اذا فشلوا. فاصدار حكم غير ذلك سوف يكون غير منصف بل ومغاير لكل ما من شأنه ان يقود الي الاقدام بل سينفى شرط تحقق المواهب.
و تعنى مثل هذه الادعاءات ان المغامرة ام الاختراع فيما تهدد تلك الادعاءات بان ما عدى ذلك سوف يلحق بالمجتمع اضرارا كبيرة منها تعجيز المبدعين عن الابداع فيقولون مثلا ان اصدار احكام قاسية على من يفشل جراء مغامرة ـ اى مخاطرة Taking risks باموال غيرهم فى سوق المال والاوراق والسندات ـ يؤدي بلا داع حقيقي الي انقطاع مسيرة التقدم. وبالمقابل يحرض هؤلاء الدولة على تققيد حركة الفرد حتى باتت الاخيرة تسمى الدولة الدادة Nanny State. بل يجأر اؤلئك المدافعين عن حرية حركة المضاربين فى المال المغامرين باموال غيرهم أكثر من اى شئ اخر ان ذريعة عدم تعريض الوضع الراهن فى المجتمع الى الاضطراب ينسى "أن الوضع الراهن مضطرب". ولا يذكر بالطبع من المسئول عن ذلك الاضطراب وهو يتخفى خلف ستار دخان ذلك الاضطراب.
ومع ذلك يثابر خطاب التبرير والمراوغة على الجأر بان "الحكومات حول العالم اضطرت الى اتخاذ خطوات خطيرة فى محاولة اعادة الاستقرار الاقتصادي الاجتماعي. فقد تنجح بعض الحكومات وقد لا تنجح أخرى. سوى انه ليس ثمة خيار. فأن تقف الحكومات مكتوفة اليدين لا تعمل شيئا مثل شراء الاسهم السامة Toxic shares وضمان المصارف الهالكة بمال دافع الضريبة الخ انما هو الفعل الذى يستحق التأثيم. ويردفون "فعندما ينقشع غبار هذه الازمة سوف نحمد لبعض الحكومات والبنوك المركزية مبادراتهم بل مغامرة اتخاذ قرار قد لا يسنده دليل على النجاح وقد نعود باللائمة على من فشل منهم" .
ويقول فلاسفة الوضع الجديد الذى لا سبيل الى الدفاع عنه "انه ينبغى فى جميع الاحوال ان نشجع مفهوم النضج فى تعريف ثقافة ارتكاب الخطاء. فمن المهم اللا تغدو فكرة ارتكاب الخطأ بلا معن. ذلك انه علينا ان نكون متسامحين مع الاخطاء المبررة وغير متسامحين مع الفشل غير المبرر، بمعنى ان الفشل هو الا تغامر. بل يزيدون بان ينبغى تطوير خطاب ومنطق ثقافة الخطأ. فيجأرون بان "مثل هذا الخطاب يحتاج لان يواجه رأسا وقبل كل شئ اؤلئك الذين يتعينون على وصم من يعترف بارتكاب خطأ بان ذلك الاعتراف علامة على الفشل" This rhetoric should address head on those who will claim that the admission of mistakes is a sign of weakness[14]
ولا يذكر ذلك الدفاع ان المتنفذين الذين كانوا سببا فى ذلك الاضطراب لم يتوقفوا عن ان يملاؤا جيوبهم بالذهب والمال مجددا. بل الاخطر لعلهم يدركون جراء علمهم ببواطن امور ما صار وبمغبة تشجيع ثقافة الخطأ والاحتفال بها ان الازمة الراهنة قد لا تكون الاخيرة طالما ان المسئولين عنها متستر عليهم. وقد يلاحظ الناس في كل مكان كيف ان معظم المحللين والسياسين يثابرون على التكتم على الاسباب الحقيقة وراء الازمة مما يهدد يالشر كل الشر. ذلك ان كل شئ يذكر الا الاسباب الحقيقة للازمة. فلا يذكر فى تحليل وتبرير الازمة سوى تفاصيل التفاصيل. بل ما لا يؤلف سوى ما لا قيمة له فى تشخيص الحالة فلا يوصل الى علاجها.
وازعم ان ما يذكر من ازمة الائتمان العقاري وتجاوزات صناديق الاستثمار وبطاقات الائتمان ومكافئات مدراء المصارف والشركات الكبرى الخ لا يقدم ولا يؤخر فى التعرف على مسببات الازمة الموضوعية التاريخية وتعبر عن نفسها فى ظاهرة الاوليجاركيات المالية. واجادل ان الاوليجاركيات المالية تعبر عن نفسها كما كانت تفعل دائما منذ ان احتكرت بيع الخيول والعبيد ابان الامبراطورية الرومانية عبورا بشركات الهند الشرقية فى احتكارات Conglomerates فائقة. وان ثقافة الاحتكار السائدة بين تلك الاوليجاركيات من شأنها ان تنفى شرط التنافس فى السوق رغم ان ذلك التنافس يعتبر واحد من اهم مبادئ السوق الحر او حرية السوق التى ينادي بها المحافظون الجدد والليبراليون الجدد نيابة عن اسيادهم الاوليجاركيين. ويبقى الامر وكأننا بسبيل ما نفول عنه عندنا فى السودان بان "عينك فى القيل وتطعن فى ظله" اى ما يشير اليه الانجليز ب"الفيل داخل الغرفة" The elephant in the room الذى لا يجرؤ على الاشارة الى وجوده بالغرفة احد وقياسا فان احدا لا يعرف اين ذهبت تلك الاموال الطائلة؟ ولا لمن؟ ويقدر المال الهارب Flight Capital او المهدر بما بين تريليار و3 تريليارات دولار. ويقول لك ذلك الى اى مدى يبقى نشاط الاوليجاكيات المذكورة غامضا ومسربلا بالظلال كما يبقى اثر ذلك الاهدار او المال الهارب مسكوت عن مداه. وحتى عندما يتجاسر بعض المحللين السياسيين والاقتصاديين-المنفيين فى بيداء القنوات الموصومة من قبل الغرب مثل قناة بريس تى فى Press TV الايرانية مثلا-فى ساعة لا مباركة فانه لا يزيد عل التخمين وحسب بما قد تكون عليه تلك الاموال.
ويقدر البعض تلك الاموال بما بين ترليار دولار و3 ترليار دولار من المال الهارب. ويقول لك ذلك الى اي مدى نخضع للتضليل وللتعميش والتجهيل. فلادراك هول تلك المبالغ من المفيد تذكر ان تريليار واحد حري بان يقيض اقتصاد الهند فى عام كامل. فما هى تلك الجماعات الفاعلة فى حاضرنا المتسترة على الماضي والمستقبل؟ هل هى الاوليجاركيات الارستقراطية المالية؟
مفهوم الاوليجاريية والارستقراطية ونمط الانتاج الاقطاعي
من المفيد تذكر ان مفردة الاوليجاركية تات من اللغة اليونانية ومعناها اقلية وقد تكون حتى فردا الا انها تتميز عن الديكتاتورية بانها تعود الى اقلية ذات حسب او ثروة. وتعنى الاوليجاركية Oligarchy سلطة تتمأسس فوق جماعة صغيرة- بالنظرالى الاغلبيات المحكومة-من النخب[15]. وتتميز الاوليجاركية بالهيمنة على الثروة والسيطرة الفكرية والسلالية الاسراتية او ما يشارفها وبالسلطة العسكرية والدينية. وكلمة اوليجاركية تعني فى اليونانية سلطة القلة the power of the few. وكانت اسر قوية تحكم الدول الاوليجالكية وكان ابناؤهم يخضعون لنوع من التلقين والهيكلة بغاية تأهيلهم لوراثة سلطة الاوليجاركية. وقد عرفت الاوليجاركيات عبر التاريخ بالديكتاتورية وتعتمد الاوليجاركية فى وجودها بصورة كاملة على شعب خانع Servile مخضع تمام. وتلاحظ(ين) أن القوانين المقيدة للحريات تتزيد يوما بعد يوم باكرا وقبل ان تسن امريكا قانون باتريوت PATROT صبيحة ضرب برجى منظمة التجارة العالمية الثلاثاء 11 سبتمبر 2001. وتلاحظ(ين) ايضا كيف ان المجتمع البريطاني من اكثر ان لم يكن اكثر المجتمعات الغربية الغنية اخضاعا للتعقب والمراقبة. وتتزايد القوانين المقيدة للحريات بذريعة مكافحة الارهاب الا انها ما تنفك تطبق تلك القوانين ضد من يضع صندوق قمامته فى المكان الخطأ او ما هو اهون من ذلك.
وتثابر الدولة رغم ديونها الهائلة والازمة المالية الراهنة على مشروع بطافات الهوية ويقدر بمليارات الاسترلينى. فالدولة تدرك انه بدون تطويع الافراد والجماعات تباعا تحسبا لما هو ات فقد تصبح يوما لتجد نفسها كمثل الصيف وقد ضيعت اللبن. والى ذلك فهناك كاميرا متلصصة Close Circuit TV (CCTV) لكل 4 افراد فى بريطانيا. المهم فورا كان ارسطو اول من بادر باستخدام مفردة اوليجاكية بوصفها نظير لسلطة اقلية من الاثرياء فنحت لسلطة تلك الفئة مفردة البلوطاركية Plutocracy والاوليجاركيات صفوية وتستدعى ما يشارف الامتياز العرقى Race Supremacist. ولعل ارسطو كان حريا بان يكون اكثر حساسية لتلك الظاهرة وتنبها عليها كونه مرة كان غريبا وليس اثينيا ومرة اخرى لانه كان ملحقا ببلاط الملك فيليب الثانى. وكان ابوه طبيب الملك وبات هو مربى الاسكندر الاكبر ورغم ان امه كانت ارستقراطية الا انه لم يكن عضوالاوليجاركية الحاكمة مما يكون قد قيض له ملاحظة الاوليجاكيات بصورة لصيقة.
هذا وكانت بعض مدن اليونان القديم الدول City States اوليجاركية. ومن المفيد تذكر انه عندما تجتمع للاوليجاكيات الثروة والامتياز العرقى فانها تغدو بهذا الوصف بلوتاركية [16]Plutarchy , وكانت فكرة الاوليجاريكية قد قيضت السلطة السياسية لاقليات كانت بدورها تدعى او ادعى انها ارستقراطية. والارستقراطية هى سلطة الافضل والاكثر تألقأ من حيث الملكات العقلية والابداع الذهنى فالاوليجاركيات صفووية الاستقراطية مالية. واجادل ان اعراب الشتات مفصلوا لانفسهم تبرير احقية فى الاوليجاركية فى البدء حتى تمكنوا من المجتمعات المضيفة-المستقرة. فقد كان انتفاء شرط وجود ارستقراطية بينهم حريا بان ينكر عليهم ادعاء ذلك الى حين.و مع ذلك فقد ادعى اعراب الشتات أرستقراطية تمثلت باكرا على عهد الامبراطورية الرومانية فى الامير بين هور Ben Hoer . والواقع ان الارستقراطية كانت قد اتصلت بالمجتمعات المستقرة التى بقى اعراب الشتات يذرونها طويلا كونهم بدو بخاطرهم وتذرعا Expediently. وتصدر الاقليات الاوليجاركية المالية الصفووية عن حزب البندقية-مما اناقشه فى بحث اخر-وصولا الى صندوق النقد الدولى الذى تتعين شرطياته Conditionality منذ قيام مشروع البرتون وودز Britton Woods فى 1944 وعشية نهاية الحرب العالمية الثانية على احلال شرط تكريس نموذج التنمية الامريكي ما بعد الليبرالي او العولمة.
وازعم ان الاوليجاركيات تنويع مالي تجارى Financial and Commercial variation على او تحوير للاقطاع الغربىMutation of Western Feudalism . فحيث يتمأسس الاخير على الارض والمديونية الريفية تتمأسس الاوليجاركيات على المال والتجارة ومديونية الافراد ـ الحضريين والريفيين جميعا ـ والدولة-الخراجية بمغبة سلطة لاوليجاركيات ـ بالربا او الفائدة فى المحل الاول. وتتمأسس لاقليات الاوليجاركية العولمية فوق تننويعات من الاقليات الاسراتية الاقطاعية فى الغرب الرأسمالى وفوق نظائرها الريعية والطائفية والقبلية كما فى الشرق الاوسط وفى جنوب شرقي اسيا وافريقيا مما يلاحظه الناس فى الاقليات الاسراتية المغربية والمصرية والاردنية والباكستانية وفي بانجلاديش والفيليين واندونيسيا وفى الاقليات الريعية فى السعودية وفى الاقليات الاسراتية الطائفية كما فى لبنان والسودان والقبيلة فى اليمن وفى نظائرها الافريقية.
تطير الاوليجاركيات المالية من القومية
اجادل ان الصفوات اوالنخب الاوليجاريكية المالية الربوية وحلفائها وازلامها تتعين فى كل مكان وزمان على تيسير انتشار نموذج تنموي بعينه تمفصل له براديجمات "معقلنة" Rationalized مزوقةEuphemized متكاذبة ثم ما تنفك تتخلى عن تلك البراديجما لحساب براديجمات مجددة لا تزيد على اعادة تزويق نفس النموذج فلا تتخلى تلك البراديجمات عنه اصلا الا بقدر ما تسميه بمسميات جديدة. بل قد تؤبلس براديجما موسمية لحساب اخرى كما فى كل مرة دون اي تغيير فى طبيعة نموذج الليبرالية الجديدة التنموى فى شئ الا بقدر ما تمنحه اسما جديدا من التصنيع فاللحاق والتنمية والاصلاح الى الدمقرطة. ومن المفيد تذكر ان الليبرالية الجديدة بوصفها تنويع على الصهيونية ليست مشروعا فكريا وحسب. فالصهيونية مشروع توسعى استيطانى رأسمالي بامتياز. ذلك ان ما قد يبدو انه مشروع فكرى ليس سوى مقدمة المشروع الاقتصادى ما بعد الليبرالى-المالى بالاحرى-و تسويغ له. فالليبرالية الجديدة كانت وما تبرح تعبير عن سطوة اقليات صفووية مالية اوليجاركية تحمى مصالحها المادية عن طريق التعين على حماية ما تسميه عقيدتها او تدعى انه كذلك[17]: فقد:
ـ كانت تلك الصفوات وراء مشروع الدولة القومية-الامة-Nation state عقلانيا بالمعنى المزوق أى تخاتلا حتى اذا ما تحقق لها حلم الدولة العبرية القومية ابلست الدولة القومية. ولم يعد مسموحا بالقومية لسوى اسرائيل وامريكا. وكانت كل من القومية والاثنية والحق فى تقرير المصير قد استلب فلم يعد ما يشارف مشروع قومى يعبر عنه نفسه الا بقدر ما لا يزيد على ما هو مفرغ من المحتوى. فقد تعينت الرأسمالية المذكورة على تجريم القومية الالمانية واليابانية بعد الحرب العالمية الثانية على الاقل. وقد بات على الالمان ـ و اليابانيين وغيرهم تحريم اى تعبير عن القومية الا ما خلا ابان مباريات كرة القدم ـ حتى توحيد المانيا نسبيا. وقياسا لم يكن للالمان تمجيد المانيا وبقي الالمان مبكتون. فقد كانت المانيا قد ارتكتب فى الواقع خطيئة تكريس رأس المال الصناعى الخاص المميتة ونادت بالاشتراكية القومية اكثر من اى جريمة اخرى. ويمكن عقد قياس بين المانيا والعراق فقد ارتكبت العراق جريمة نشوء مجتمع لا يدين برأسمالية السوق ويكاد يشارف الاشتراكية القومية ولا يصدر عن الليبراية الجديدة بوصف ان الاولى تنويع على الاخيرة فلفقوا له تهمة امتلاك اسلحة الدمار الشامل مثلما لفقت لالمانيا تهمة "المحرقة"والنازية.
و ازعم ان تهمة النازية ليست سوى تزويقا لتهمة اقتراف جريمة تكريس برجوازية صناعية المانية. ذلك ان كلمة النازية ليست سوى الحروف الاولى Acronym من اسم حزب العمال الوطنى الاشتراكى الالمانى The National Socialist Workers Party وحسب. وكان حزب العمال الاشتراكى الالمانى قد تأسس فى مينويخ بعد الحرب العالمية الاولى. وقد حرم دستور المانيا الغربية الحزب النازئ بعد الحرب العالمية الثانية. وقياسا كان على الرأسمالية ما بعد الصناعية البازغة-الاورلجاكيات المالية-الربوية ان تتعين عقلانيا على الاطاحة بدولة ـ البرجوازية الصناعية ـ القومية وتؤبلس القومية. الا ان الرأسمالية المذكورة لا تأنف بعد ان اذرت بالدولة القومية من ان تتسول الدولة ـ وكان السوق والخصخصة قد اخصياها-لتضمن تلك الدولة كما ذكرنا أهم مؤسسات الاولى المالية كالمصارف والبنوك التجارية والاستثمارية مثلما حدث منذ صيف 2007. فلم يعد للدولة القومية او الدولة الامة دور ابعد من ضمان شرط المراكمة المعولمة بفرض شرط استرخاص العمل الحى Living Labour وسن التشريعات العمالة المواتية للاستمثارات الاجنية المباشرة Foreign Direct Investments ورفع الحواجز والتعريفات الجمركية على المال الهارب ورفع الدعم عن السلع التموينة خصما على اعادة التوزيع مهما كان فارقا فعلى المنتجين الخ.
فقد باتت الدولة الامة واحدة من دعائم العولمة حسب بعض المنظرين الغربيين. ذلك ان الدولة الامة باتت تعبر عن انقضاء التراتبات الطبقية ونهاية مفهوم الطبقة والمجتمع منذ صبيحة المشروع الثانتشري ـ الريجانى (نسبة الى مارجريت ثاتشر رئيسة وزراء المحافظين البريطانيين ورولاند ريجان رئيس الادارة الامريكية الجمهورية رقم 41). فحيث كانت مارجريت ثاتشر- ـ زعيمة اليمين الجديد فى العالم الغربى تجأر بان ليس ثمة ما يسمى بالمجتمع ـ فان وريثها وليام هيح راح يبشر بحزب محافظين لكل الناس A party for all people. ولم يعدم تونى بلير ـ العمالى البريطاني الجديد ـ الطريق الثالث ـ ان راح يزاود على الاخير فى تنويع على نفس التخرسات، بالقول بان "ذلك هو زمان تصالح المجتمع مع نفسه فى "امة" بلا حواجز". ولم يعد مفهوم الدولة القومية او الدولة الامة يزيد على سوى ما تقوم به الدولة خدمة للمراكمة وقد اضيف الى ذلك دورها فى ضمان المصارف الهالكة وحماية ظهر اصحاب المال الهارب الاوليجاركيين كما رأينا ابان ازمة اسواق المال منذ صيف 2007 وتباعا.
وقياسا لم يعد المشروع القومى–الوطنى يملك التعين على اعادة توزيع خدمات وسلع عامة ولا بات بيده حل مشكلة داخلية الا بتدخل خارجى مثلما يحدث فى باكستان والسودان ومصر والصومال ولبنان والفليبين وما كان قد حدث باكرا فى الجزائر فى تسعينات القرن العشرين وفى اندونيسيا وفى ايران فى منتصف ونهاية خمسينات القرن العشرين وفى افريقيا تباعا. وكانت الرأسمالية ما بعد الصناعية-الاوليجاركيات المالية الربوية-حرية بان تخلق شرط تجاوز الحدود القومية بالضرورة والعصف بمفهوم القومية بالنتيجة ولو بمحض تكريس مفهوم الشركات عابرة القوميات او متعددة الجنسيات. والواقع ان ليس ثمة تعدد جنسيات فاغلبية أصحاب مال تلك الشركات ليسوا سوى اعراب الشتات بجوازات مرور-سفر- من كل مكان الى كل مكان وامتيازات كعهدهم على مر السنين. فقد كان الخيبريون مثلا يترحلون بين ارجاء الخلافات الاسلامية وكانت لهم امتيازات كالإعفاءات الضريبية أو/و الضرائب المنخفضة[18]. فقد يعيش التاجر والدارس والرحال منهم الخ فى القرن الحادي عشر مثلا متنقلا ما بين مصر او بيزنطة او القدس فيحصل على تلك الامتيازات اينما حل تكون احيانا برسالة ضمان أو حماية من النبى (صلعم)[19]. ورغم ان تلك حالات لم تكن نادرة بل كانت شائعة الا انها بقيت غير مسجلة او غير متنبه عليها[20].
المهم حيث كانت الرأسمالية المالية قد خصمت على القطاع الصناعى فلم يعد الاخير بملك توظيف عمال بالقدر الكافى ليأتى بفائض انتاجهم والضرائب المفروضة عليهم الى خزانة الدولة بما يوازن الناتج المحلى الاجمالى. فقد تحولت المصانع فى الشمال البريطانى مثلا الى مركبات تجارية Shopping complexes تغوى الناس بالاستهلاك حتى الموت. وقياسا ارتفع الدين العام البريطانى فى خريف 2008 الى 57% من الناتج المحلى الاجمالى وقد زاد على تريليار استرلينى مع صيف 2009.
الاوليجاركيات المالية والحرب العالمية الثانية
اجادل ان الاوليجاركيات المالية الربوية عابرة القارات كانت حرية بان تتكرس مجددا بهزيمة الدول الاوربية قاطبة فى الحرب العالمية الثانية لحساب الولايات المتحدة. ذلك ان الاخيرة لم تدخل الحرب العالمية الثانية حتى 1941 بتزويق معركة بيرل هاربر Pearl Harbor عقلانيا حسب جور فيدال[21]. فقد بقيت امريكا تقف عقلانيا على الجانب الآخر من المحيط الاطلسى ـ مثلما فعلت عقلانيا ابان العدوان الثلاثى على مصر ـ بانتظار لحظة مناسبة للانخراط فى حرباها هى الخاصة بعيدة عن ساحة الحرب الاوربية. فقد كانت حرب امريكا لصالحها هى ومن اجل توسعات تخصها هى فى الطرف الاخر من العالم. ذلك انه عندما دخلت امريكا الحرب كان ذلك لحساب مصالحها هى على الجانب الآخر من الكرة الارضية فى اليايان وكوريا أكثر من أى شئ اخر. فقد كان ذلك:
ـ فى صالح الامريكا ان تدمر اوربا حتى تشارف الاخيرة الافلاس تمهيدا لوراثة الامبراطورية الفرنسية والانجلوساكسونية على الخصوص. وكانت فرنسا قد خسرت معظم امتداداتها فيما خلى مستعمرات شمال افريقيا جراء الحروب النابليونية.
ـ فى صالح امريكا ارغام الدول الاوربية الغربية على مشروع مارشال وكانت اولى اهداف ذلك المشروع اعادة تشكيل اوربا على شاكلة امريكا ولحساب الاوليجاركيات المالية مجددا. وازعم ان مشروع مارشال كان سفر تكوين تغيير النظام Regime change فى اوربا لحساب النموذج الامريكى للتنمية.
ـ لم تلبث امريكا ان أستقطبت دول الحلفاء بمشروع مارشال مقابل تصفية مستعمرات الاخيرات لحساب امريكا فى جنوب شرقى اسيا والشرق الاقصى والادنى وبمشروع ويلسون المتخاتل لحق تقرير المصير ولم يكن الاخير سوى ذريعة لتقسيم الامبراطوريات-راسمالية وسابقة على الرأسمالية-لحساب امريكا والاهم خلق شرط قيام دولة اسرائيل.
فقد كانت دول الحلفاء قد خرجت من الحرب بهزيمة تشارف هزيمة دول المحور لحساب امريكا مما قيص لامريكا ادعاء الانتصار على المحور بحق وحقيق عقلانيا وموضوعيا معا رغم ان اعداد قتلى الاوربيين فاقت بمراحل نظائرها الامريكية. فقد دخل الجنود الامريكان باريس لتحريرها مع غيرهم ولم يكن جندى امريكي واحد قد قاتل المحور الا ما خلا اليابان وامتداداتها فى شبه جزيرة كوريا قبل ما يسمى تحرير باريس.
ومن الاحابيل الهوليوودية ان يكرس فيلم انقاذ العريف ريان Saving Private Ryan ـ تمثيل توم هانك ـ فرية قتال امريكا للمحور حيث ينتهى المشاهد بيقين ان امريكا هى التى قادت الحرب العالمية الثانية، وانتصرت فى الجبهة الغربية[22].
ـ وحيث افقرت الحرب اوربا اثرت امريكا-الاوليجاركيات المالية الربوية-الرأسمالية ما بعد الصناعية-بما يقدر ب 450 الف طن من ذهب افريقيا وغير ذلك مثل هجرة العلماء الخ. فقد كانت تلك العمليات قمينة بتكريس الثفافة السياسية والعسكرية الانجلوامريكية على نحو غير مسبوق, ولم ينفك ما يسمى بالامركة او العولمة أن تمأسس على تلك الثقافة مما خصم على الانجلوساكسونية لحساب سليلتها الانجلوامريكية.
ـ و كانت لامريكا ـ الرساميل المالية المتراكمة تباعا ـ أجندة تخلتف مرات عن اجندة اوربا البرجوازية الصناعية مما يتمثل فى مقايضة تلك الرساميل للحلفاء على السلاح والغذاء مقابل ذهب جنوب افريقيا. ولم تلبث امريكا ان اصبحت تملك 75% من ذهب العالم. وكانت اوربا قد استحوذت على ذهب امبراطوريات الازتيك والانكا فى امريكا الجنوبية وكانت فى شكل مشغولات رائعة فى شكل حديقة حيوانات تمثل كافة انواع الاخيرة فاذابها الفاتحون الاسبان Conquistadores وقضوا علي قيمتها الجمالية.
ـ ولم ينفك الذهب ان ترحل الى اوربا الغربية مما قيض للاخيرة بالذهب ثروات بلغت بها اوربا منذ 500 عاما مبلغا كبيرا من ثورة اوربا الغربية ولم تلبث الثرواة الاوربية الغربية-المانيا-النمسا-سويسرا-بلجيكا وغيرها ان وصلت امريكا الشمالية بعد الحرب العالمية الثانية فى شكل مودعات وتحف فنية وماس وفضة وبخاصة ذهب اعراب شتات اوربا الغربية. وقد الف ذلك سفر تكوين البريتون وودز Briton Woods الذى تمأسس فوقه كل من البنك الدولى وصندوق النقد الدولي تباعا. ولا غرابة ففى تحوله من مكان الى مكان عبر التاريخ يستقر الذهب لدى اقوى الكيانات السياسية العسكرية منذ فارس ووادي النيل الاسراتى Dynastic وبابل ويثرب وقرطاج واليونان وروما والبندقية وامستردام ولندن وصولا الى نيويورك وربما بيجين تباعا. واجادل ان الذهب يتبع او يسبق اعراب الشتات حيثما رحلوا او الى حيثما حلوا. ققد:
ـ راحت أمريكا تتعين على اعادة انتاج دور جمهورية البندقية الحرة مجددا.
ـ و كانت الصفوات الاوليجاريكية المالية وحلفائهما وازلامها وراء الليبرالية الجديدة حتى تقيض الليبرالية عقلانيا لتلك الصفوات فضاءا تعربد فيه داخل المجتمعات الاوريية الغربية وبخاصة بريطانيا وهولندا. ولم ترى تلك الصفوات باسا فى ان تتمتع بعض جماعات اخرى بمزايا الليبرالية الجديدة . فقد كانت سلطة الصفوات او/و الاوليجاكريات المالية قمينه بان تضمن لهم التحكم فيمن يمنح او يمنع من مزايا تلك الليبرالية الجديدة وذلك بخلق:
ـ سماسرة نيابة عن الاوليجاكيات تمثلوا فى تنويعة بعينها من الليبراليين الجدد وفى الساسة وقادة الاحزاب التى باتت امايكلجيرة فى سوق نخاسة المال ومزيد منه
ـ خصوم داخليين كلااسلام السياسي الذى كانت قد هيكلة معظم حركاته جينيا وخارجيين الطالبان والقاعدة والشباب والارهاب الخ-للمجتمعات التى تستضيف الصفوات او-و الاوليجاركيت المالية تلك وتيسر قضايا انصرافية بامتياز للاستهلاك المحلي مثها مثل الدول النائمة.
الاوليجاركيات المالية والمسيحية-العلمانية:اليهودية
ازعم ان الاوليجاركيات المالية مفصلت تخاتلا مفهوم العلمانية منذ ايرازماس والمبدأ الانسانوى ـ الانتقائى لتحييد الكاثوليكية بغاية تيسير تخفى تلك الاوليجاركيات وراء ما يسمى بالعلمانية. وازعم ان العلمانية تنويع على طواقم قيم بعض طوائف اعراب الشتات ممن يجدف ويقذف بحق انبياء ورسل الجنتايل Gentile أي كل من هو غير يهودي ويسمونهم الغويم ـ الاممين ـ المشركين بيهوا. وقياسا لا غرابة فى ان تدعى الاولجاركيات فصل الدين عن الدولة بصورة بائنة تكاذبا. ذلك ان اى من محاولات الانسانويين والعلمانويين لم تثب على مر السنين. وقد قيضت العلمانية المخاتلة تدمير العائلة وافساد الشباب بل حتى اطفال [23] المجتمعات الانسانية كافة في المقياس المدرج وموت الرب تباعا.
وقد قيض موت الرب المسيحي طبعا ـ وتتم محاولة ابلسة الاسلام واستباحه النبى صعلم-و ليس اى من ابنياء اواحبار اواسباط اوامراء اعراب الشتات. اي اختراق معظم طوائف كل من الكاثوليكية والبروتستانتية والاسلامية والكونفيوشية والبوذية جميعا ان امكن. وقياسا فان ذلك الاختراق كان حريا بان ييسر حلول شرط المسيحية اليهودية. وحيث باتت المجتمعات الاوربية الغربية والامريكية تباعا مسيحية يهودية فان واحدة من اهم خواص المسيحية الغربية اى المسيحية اليهودية تتمثل فى ان الاخيرة حرية بان تنادى بالحرية على طريقة الا بأس بالحرية سوى انها تجعل الناس احرار. كما تنادى الرأسمالية المالية وقد اصدرت عن المسيحية اليهودية بالاسواق الحرة والدمقرطة وحتى بمشروع قومى افتراضى. الا ان ذلك المشروع لا يعنى من وراء ذلك سوى حرية الاسواق فى نهب من عدى اصحاب الرساميل وبخاصة المالية الجشعة. ولا تعنى القومية عند الاخيرة سوى تكريس قومية امريكا الاثينية واسرائيل الاسبارطية ـ منذ ان قاد يشوع بنى اسرائيل من سيناء الى كنعان ـ خصما على من عدى أمريكا واسرائيل. بل تجند الاثنان جيوش قومية من العبيد المقاتلين والموعودين بالعتق لقاء البطاقة الخضراء فتخرج تلك الجيوش لمحاربة حركات قومية وتدمير اوطان وامم قومية بتهمة تعاطى مشاريع قومية.
ولا تعنى ليبرالية مشروع هاتين الدولتين ومن يدور فى فلكهما اقتهارا وارتهانا بالرساميل الامريكية او/و عابرة القارات بالوصف اعلاه وتباعا سوى مشروعا ما بعد ليبرالي متكاذب ينكر الليبرالية ويؤبسلها بوصف ان ما بعد الليبرالية هى نهاية الليبرالية كما نعرفها. فمشروع ما بعد الليبرالية حرى بان يخصم على كل مشروع عداه. ومن المفيد تذكر ان ما بعد الليبرالية اسبارطية معسكرة خصما على الليبرالية وكانت الاخيرة تصدر عن اثينا حتى قيام دولة اسرائيل والامبراطورية البرجوازية الصناعية وما بعد الصناعية بوصف الاخيرات اكثر الامبراطوريات عنفا وعدوانا فى التاريخ بعد نظيرتهن الرومانية.
الاوليجاركيات المالية والليبرالية البرلمانية
والى ذلك لم تنفك تلك الصفوات ان راحت تعصف بالليبرالية البرلمانية التى نعرفها وتجرمها بعد ان قيضت الفضاءات الليبرالية البرلمانية التى نعرفها لتلك الصفوات ما كانت تسعى الى تحقيقه من عدم التساهل مع المفاهيم المعادية للسامية التى بقيت مستقرة فى مسام المجتمعات الغربية منذ سقوط الامبرطورية الرومانية حتى ما بين الحربين العالميتين.
- وقياسا راحت الصفوات الاوليجاريكية المالية وحلفائها وازلامها تتعين عقلانيا على فلصفة مفهوم الديمقراطية والمشاركة الشعبية تباعا منذ اليونان على يدى سقراط وارسطو عبورا بروما ابان عهد يوليوس قيصر الاسراتى والخلافة الاموية والعباسية وبخاصة ابان عهد هارون الرشيد الاسراتى بدوره على يدى القاضى ابن ابى دوود.
ـ لم يلبث الاوليجاركيون وحلفائهم ان حوروا مفهوم الديمقراطية منذ القرن الثامن عشر عبورا بالحرب العالمية الثانية وصولا الى مفهوم الدمقرطة منذ الادارة الامريكية 41 بخاصة 43.
ـ حيث تكرس الصفوات الاوليجاريكية المالية فيما بينها هى مفهوم العائلة والعلاقات العائلية والاخلاق المحافظة هى الا انها تثابر على تكريس الاباحية فى المجتمعات المضيفة. وتعصف تلك الاوليجاركيات بالقيم الاخلاقية باسم ما بعد الحداثة وتنشر البورنوغرافيا بخاصة بين الشباب فى كل مكان. وينتشر ادمان البورنوغرافيا فى مجتمعات ترتفع فيها نسبة من هم فوق الخمسين والمسنين بمال دافع الضريبة. وتعبر حادثة قريبة عن ذلك فى بعض برامج هيئة الاذاعة البريطانية البى بى سى BBC تلك المؤسسة العريقة التى بقيت تعتبر صرحا شامخا ومحترما فى انحاء العالم.
ذلك ان احد المذيعين قام بترك رسائل مخلة على هاتف احد ضيوف البرنامج فى 16 اكتوبر 2008 واذيعت الرسائل على البرنامج المذكور فى 18 اكتوبر 2008 بعد ان مررته ادارة البى بى سى BBC المعينة سواء بقصد او اهمالا. ولم يلبث البرنامج ان خلق أسباب سخط شعبي واسع اتصل على مر اسابيع. فقد احتج الناس على ان بعضهم قد احتكر المؤسسة وراح يتحكم فى برامج البى بى سى مثلما يفعلون فى معظم ان لم يكن فى كافة مناح حياة الناس قاطبة.
وليس عليك سوى ان تصغى الى اى محطة من محطات الاذاعة البريطانية فلا تجد بالكاد غيرهم مذيعين سوى من اعراب الشتات احدأ.[24] ذلك انه لا تمر نصف ساعة دون ان تسمع عن المحرقة والناجين منها وعن الاصحاح القديم وعن الشخصيات الهامة منهم من الفنانين والمفكرين والاقتصاديين القضاة والمحامين ومصففى الشعر والطهاة والبهلوانات ومصممى الازياء واهم لاعبى التنس والمخرجين السينمائيين والتليفيزيونين والمملثلين والكوميديين ورسامي الكاريكاتير والموسيقيين والمحللين السياسيين والمراسلين الصحفيين فى كل التخصصات فى انحاء العالم. ولايعنى ذلك انهم متجانسين ايديولوجيا ولا حتى سياسيا. الا انهم يبقون متضامنين يتحدون فيما بينهم امام اعدائهم.
و قياسا فحيث لا يكتب شئ ولا يذكرون طوال النهار والليل باى حال وبكل حال الا ان ذلك التضامن والتوحد الغامض رغم الخلافات بين معظم طوائفهم تبق وراء سردية بكاءة لوامة على نحو "عقلانى-بالتعريف الاجرائى Operational definition الذى ادعيه واكتب فيه-باستمرار[25]. ولعل البى بى سى نموذج او مثال لاحتكار الصفوات الاوليجاريكية المالية لكل شئ تقريبا. ويتقاضى اكثر مقدمى البرامج منهم ابتذالا ملايين على اشاعة مفاهيم متسيبة بلا احتشام مثلما فعل بعض مقدمى البرامج المذكور اعلاه ويتقاضى احدهما فى شهر ما يفوق اجر فرد عادى فى عام[26]. ويرى البعض ان البى بى سى تتعين على مخاطبة الشباب وان غير الاخيرن ليس سوى مسنين مفقرين لا يستهلكون فلا يعتد بهم-بمن فيهم الملكة-مما يجعلهم يستحقون استهانة بعض برامج البى بى بهم. وقد بات معظم اعضاء البى بى سى على صلف لا يغتفر اذ يرون انهم فوق النقد حيث يعيشون داخل المؤسسة وليس فى المجتمع.
ويقول البعض ان البى بى سى تقع ـ جراء تصرفات تلك الجماعات ـ فى مغبة تغريب المجتمع اذ لا تخاطب المجتمع الا بما يروق لها هى. ولعله لولا الازمة المالية الخانقة والاحباط الذى اخذ بخناق الناس فضاقوا ذرعا بتلك النماذج المتحكمة فى حياتهم من كل جانب لما أندفع الناس للتعبير عن سخطهم مما ادى الى استقالات البعض وتوقيف اخرين[27]. وقد راح الناس يتهمون مؤسسة البى بى سى جراء سلوك تلك الجماعة المتحكمة-و قد شارف القبالا فلم يكن احدا يجرؤ على نقدها-بممارسة نوع من النشر الذى يشارف التعذيب والارهاب الفكريين الاخلاقيين ان صح التعبير. فقد بدأ الناس يفيقون من سكرة ما بعد الحداثة ومن غيبوبة الاسواق الحرة والمشروع ما بعد الليبرالى جميعا.
و قياسا:
* يبقى الحوار الدائر اليوم وبخاصة فى مناخ الازمة المالية غير المسبوقة فصلى متردد وانتقائي وغير واثق من نفسه. ذلك ان الحوار فى مناخ الازمة يعتمد على التطورات اللاحقة الحالة فى كل من الاقتصاد بالضرورة والسياسة بالنتيجة. الا ان بعض ملامح الافكار قد تقيض التعرف على مستقبل السياسة التي قد يتبعها من يطلقون على انفسهم التقدميين الجدد وقد راح المحافظون الجدد والليبراليين الجدد يتدافعون نحو اطلاق صفة الليبرالية العالمية Universal Liberalism او الليبرالية الاممية Internationalist liberalism وحتى التقدميين الجددNeo-Progressives على انفسهم تخاتلا بعدما تكشفت بوضوح تعالق صفة المحافظين الجدد واسرائيل ودفاع معظمهم عن مصالح الاخيرة خصما على مصالح الولايات المتحدة نفسها.
شروح على المتون:
* تذكروا المسميات الاعلاه. واكاد اجزم بان بعضنا سوف يتدافع الى اعتناقها والدفاع عنها والقول باهميتها وان لا حياة بدونها للعرب والمسلمين بدونها والا نكصوا ونكصنا معهم الى حضيض اللا تمدن فالبربرية والعياذ بالله.
* يختمر السخط الشعبي بالمقابل ليندلع فيفاجئ المثقفين والمفكرين العرب والمسلمين وقد انخرطوا فى المزايدة على نظائرهم فى الولاء للمفهومات الجديدة وقد جأءت مع بركات الادارة 44. وشئ لله يا سيدنا باراك. لعل بعضهم ما ينكن يدعيها فيما يتبرأ من السخط الشعبى ويصمه بالاهاب مثلما يفعل بعضهم مع الثورة الفلسطينية.
* وبالمقابل قد لا يعدم اصحاب نظريات الامتياز العرقى White Supremacist والفاشيين من ان ينظموا انفسهم حول قضايا العنصرية او الاسلاموفوبيا وحول الهجرة الافريقية وقد بدأت بوادر من هذا النوع فى امريكا حيث تنشر العنصرية احتجاجا على ان يحكم امريكا رجل اسود. وليس صدفة ان يكون جو ويلسون Joe Wilson النائب الجمهوري الذى جأر فى وجه اوباما وهو يلقى خطابه بشأن برنامج الرعاية الصحية بان "انت كاذب من كارولينا الجنوبية. ويصور اوباما على هيئة ساحر افريقي وفي صورة هتلر. وقياسا يكتسب الاتحاد البريطانى المعادى للمسلمين قواعد وتحالفات جديدة يوميا.
*اما حامد قرظاي فاما يفوزوه بالزور او يقتل مثلما حدث لبونازير بوتا. فقرظاي يعرف اكثرمن اللازم مما يجعله-لعفلته-واثق من نفسه بصورة استفذاذية بل ومتواقح.
اكاديمية سودانية مقيمة باكسفورد
هوامش
[1] كتبت هذه الدراسة بمناسبة مرور عام على تسونامي او زلزال انهيار مصرف الاخوة ليهمان المالي
[2] انفقت فى حمع مادة هذا المقال عاما كاملا وما برحت ابحث واحلل فى مادته الخام بعد.
[3] ازعم ان بعض محصلات هذا المقال مما قد لا يكون احد ان قال به ليس لان الحقائق خافية على احد وانما لان المقال يحلل تلك الحقائق من اسفل From Below بمعنى من وجهة نظر المخضعين للاحداث المرتهنين بما يفعل بهم. ولعله ليس خافيا على من يقرأ لي احيانا ادراك ولعى بهذا التناول ومثابرتى عليه. وبالمقابل فاسيادنا يحرمون علينا قول معظم ما يقول المقال ويجرمون القائلين به.
[4] انظر(ي) The second Vatican council Wikipedia on the internet
[5] انظر(ي) BBC.Radio4/inourtimes.com
[6] انظر(ى) New liberal Wikipedia
[7] انظر(ي) Jon Cruddas :Labour in the middle of its gravest crisis in 30 years;Newstatesman:7.sept.2009:PP23-5
[8] انظر(ي) العالم يحترقAmy Chua:2003:World ON Fire: How exporting free market democracy breeds ethnic hared and global intabitly:London:ch:7.
[9] اى الضريبة على الذقون وكان العرش فى انجلترا يفرض ضريبة على كل بالغ وعلامة البلوغ شعر العانة فيدور جامعو الضرائب على الفلاحين والفلاحات يتفحضونهم للتحقق من ظهور ولو شعرة واحدة ويتغالطون فيما بينهم وفيما بينهم وبين الفلاحين وقد يستأنف بعض الفلاحين ضد احكام جامع الضريبة وكان من اسوأ الشخصيات فى العصر الاليزابيثى الاول خاصة.
[10] انظر(ي) Stuart While:Thinking the future فى النيوستيسمان 7 سبتمبر ص:19 -22
[11] Lind, Michael (2004-02-23). "ِ A Tragedy of Errors”. The Nation. www.thenation.com/doc/2004223/lind. Retrieved 2008-03-30.
The power of Nightmares, episode 2.
Mark Gerson: The Neoconservative Vision: From the Cold War to the Culture Wars, pp. 284-85. Madison Books, 1997. ISBN 1-56883-054-5.
Cohen, Martin: Political Philosophy 2nd edition, Pluto Press, UK 2008,
Fukuyama, F. (February 19, 2006). After Neoconservatism. New York Times Magazine. Retrieved on: December 1, 2008. ^ Marshall, J.M. “ Remaking the World: Bush and he Neoconservatives”: From Foreign Affairs, November/December 2003. Retrieved on December 1, 2008.
[12] هذاالجزء فيما خلا بعض التعليقات من شبكة المعلومات انظر(ي) لمزيد من التفاصيلNeoconservatism: Wikipedia: Free Wikipedia: on the internet.
[13] انظر(ي) Making Mistakes النيوستيتسمان بتاريخ 24 اغسطس 2009 صفحة 15 و16 وايضا Rightness of Wrongness” on www.demos.co.uk
[14] انظر(ي) Making Mistakes i النيوستيتسمان بتاريخ 24 اغسطس 2009 صفحة 15 و16 the Rightness of Wrongness: Julian Baggini: also on www.demos.co.uk
انظر(ي) Eatwell, Roger; Anthony Wright (1999). Contemporary Political Ideologies. London: Continuum. pp. 38-39.
[16] انظر(ي) Wikipedia on he internet
[17] انظر(ى) صاجال Sagal,Sabby::1998:'From the Chosen people to the Holocaust': in Gaza Community Mental Health Programme: Third International Conference :Health and Human Rights-13-15 Oct.1997:PP429-430 ص. 117 وص:433
[18] . أنظر(ي) Goitein, SD:1900:A Mediterranean Society, An Abridgment in one Volume::184P:
[19] . جويتين:1900:ص:185
[20] كانت الصفوات الاوليجاريكيات المالية قد خلقت شرط مراكمة رأس المال الخاص حتى راكموا فى القرن السادس عشر الى التاسع عشر رساميل خاصة قيضت منذ ما بين الحربين على الاقل لهم السيطرة على سوق المال. وكانت رساميلهم محصلة نشاط لا اقتصادى او اقتصاد افتراضى Virtual Economy تمأسس فوق السلع الاستراتيجية بايجار رساميل النفط والماس والذهب والفضة أو رأسمال ريع او ايجار تلك السلع الاستراتيجية وبيع المال كسلعة.
و لم تلبث الرأسمالية المالية ان قضت على شرط مراكمة رأس المال السلعى القومي الخاص لحساب رأس المال المالى عابر القوميات-تخاتلا. فمعظم الاخير مالهم هم بقدر ما يتفرقون هم انفسهم يتبدونون كطبعهم بين قوميات العالم من الشعوب المستقرة فى كافة القارات سواء غربية او شرقية حيث الشعوب المستقرة المذكورة كانت قد استضافتهم على مر التاريخ وما تبرح تستضيفهم تباعا.
[21] انظر(ى) جور فيدال ويجزم فى مؤلفهGore Vidal:2002:The Golden Age: Doubleday: USA: بان روزفيلت- الذى كان فيدال معجب به لمشروعه الاجتماعى-بقى يتحرش باليابانين تاركا قطع الاسطول الامريكى بميناء بيرل هاربر بلا تأمين او حراسة لغواية اليابانين على ضرب الميناء فى 4 نوفمبر 1941. ويشبه فيدال معركة بيرل هاربر التى تذرعت بها امريكا لدخول الحرب العالمية الثانية بضرب برجى منظمة التجارة العالمية الثلاثاء 11 سبتمبر 2001 التى سوغت بها امريكا عقلانيا اشعال ما تسميه الحرب على الارهاب.
[22] فامريكا تكتب التاريخ كما يكتبه اعراب الشتات لصالحها هى وتعيد كتابته فى كل مرة حسب المقاس والطلب.
[23] نشرت الامم المتحدة تقريرا حول التعاليم التى ينبغى على الدول والاباء والمدارس الخ ان تتعين عليها بغاية تعوعية الاطفال منذ سن 5 على حقائق الحياة ومنها جلد العمر والاجهاض. ويقول مارك رتشاردمان المكلف بنشر التقرير ان الامم المتحدة لا تجبر احدا على الاخذ بما تقول الا بقدر ما يناسب خصائصه الثقافية وان تلك التعاليم للكل حسبما يرى المربون والاباء والدولة( من نشرة اخبار السادسة صباح الاربعاء 9 سبتمبر 2009).
[24] قرر الرئيس الفرنسي نيكولاس ساركوزى تدريس المحرقة للاطفال القرنسين.
[25] يصدر هذا القول عن بحث اجريه ما برحت على مدى سنين حول سيطرة اعراب الشتات على أدواة الاعلام.و تجدنى ممن يصغون للمذياع ليل نهار سواء فى يقطتى أو منامى.
[26] يقوم جوناثان روس Jonathan Ross بتقديم برنامج فكاهى مكلف للغاية لمحض التسلية الاباحية غالبا ويتقاضى 18 ميلون استرلينى عن عقد لثلاث سنوات. ويقدم الكوميدي رسل براد Russell Brad برنامج مماثل على ال BBC Radio 2 بشروط اقل. وكلاهما عديم الموهبة الا فيما خلا استضافة نجوم عالمية وكبار ساسة العالم والتعين على الاثارة والابتذال على نحو مغال حقا. وقد استقال براد واوقف روس لثلاثة اشهر جراء حملة احتجاج شعبية واسعة واستقالت ليزلى دوجلاس مديرة بى بى سى راديو 2.