هذه مجموعة من النصوص القصيرة المركزة، وكأنها ومضة، أو توقيع نصي! وهو حديث من طرف واحد هو الرجل مع المرأة الحبيبة، ربما تقترب بعض مفرداتها من المفردات الرومانسية الشائعة، لكن الشاعر يحاول توظيف الطقوس الدينية المختلفة في هذا الحديث الغزلي، وكأن النص يدعو إلى تقبل الآخر المختلف.

ما تقاطرَ من غيابِها

(نُصُوصُ الصورة)

نصـيـر الشـيـخ

 

1

ـــ أَعُدُّ أيَّامِي وَخُطَاهَا

عَلَى نَبَضَاتِ وُجــُــــــــــودِكِ.

 

2

ــ سَبَقَنِي فِي خُطَايَ

حَاصِدُو ظِلِالِ المَنــَــــــــــافِي.

 

3

ــ مَا زِلْتُ حَيّاً أشْهَقُ أنْفَاسِي،

بَيْنَ خُطَى المَارَةِ، وَشَوَارعِ الحَيَـــاةِ.

 

4

ـــ لَسْتُ وَحْدِي

ظِلَالُكِ مَعِي...

 

5

ـــ هَا أَنْتَ تَطْبَعُ ضَوْعَ أنْفَاسِكَ،

عَلَى مَرْمرِ عُنُقِي،

قُبْـــــــــــــــــــلَة مَلَائِكِيةً.

 

6

ـــ كَأنّ سَوَادَهُ  يَلْبِسُ أجْسَادَنا

هَذَا الدُّخــَـــــــــانُ !

 

7

ــ كَيفَ لِمَطَرٍ يَظْمَأُ،

وَيَشتَهِي نَدَى شَفَتَيْك

مُحَمَّلاً بِخَزِائنِ الـــــــــــدَّهْشَةِ.

 

7

ـــ لَسْتُ غَيْمَةً عَابِرَةً

يُتْعِبُنِي البُعْدُ عَنْكّ،

أَتَوَجْسُ السَّيــــــــرَ إليكَ،

أَنَا المُمْلُوءَة بِكَ حقولَ سَعَادَة.

 

8

ـــ لَسْنَا أسَاطِيرَ سَيِّدتَي

إنَّنَا نُحَرِّرُ أرْواحَنَا مِنْ رُكَامِ سُخَامِ المَدَاخِنِ !

 

9

ـــ كُلَّمَا أشتَقْتُ أكثَرَ سَأبتَعِدُ  عَنْكِ أكثَرَ

الحُبُّ لَا رَحمَةَ لَهُ

يَذْبَحُهُ غِيَابٌ هَائِلُ

وَتَأسِرُهُ حَكَايَا حَنِينٍ مُوجِعٍ.

 

10

ــ أعْطِنِي شَالَكِ..

أتَنَشَّقُ عِطْرَهُ

!! وَأذُوْبُ

 

11

ــ هَاتِي يَدَكِ

أقْرَأ فِيهَا مُفْتَتَحَ الغِيَابِ

وَأتَلَمَّسُ جُغْرَافِيا الرُّوحِ الكَسِيرةِ.

 

12

ـــ أَتْرِكِي لِي خِصْلَاتِ شَعْرِكِ المُذَهَّبَةَ

كَي أعُدّ مَا تَبَقَّى مِنْ حَصَادِ أيَّامِي.

 

13

ــ فَقَطْ ...اِمنَحِينِي بُرهَةَ صَمْتٍ أمامَ وَجْهِكِ المُضَاءِ كَشَمْعَدَانَاتِ

كَاهِنٍ فِي كَنِيسَةٍ لَا  يَنَالُهَا الظَّلَامُ

بَينَ يَدِي الـــــــــــرَّبِّ ...أَنـــَا

 

14

ــ مَاْ يَحلُمُ بِهِ النَّهارُ

خُــــــــــذِيهِ شَرْشَفَاً نَاعِسَــــــــــــاً،

يُدْفِئ لَيْلَ وَحْشَـــــــــــــتِكْ.

 

15

ــــ مَا تُشِيْرُ إلَيهِ أصَابِعُكِ

فِي غَفْلةِ مـــــُــــــــــوتِي

تَحـُـــــــــــــــــــوكُهُ العَنَاكبُ بَيتَاً لِقَبْرَيْنَا !!

 

16

ـــ نِصفُ وَجْهِكِ المُضُاءُ

فِي أرضِكِ البَعِيــــــــــــدَةِ..

تُدرِكُهُ الكَواكِبُ مَسَاراً لِأفْلَاكـِـــــــــــــهَا.

 

17

ــ زَيتَاً رَبَّانِيّاً

يُشْعِلُ قَنَادِيلَ مِحـــــــــــرَابِي،

ذَلِكَ النّعَاسُ الكَونِيُّ عَلَى ثَنَايَا وَجهِكِ.

 

18

ـــ دَفْقَةٌ شِعرِيــــَّــــــــةٌ تَبْرِقُ قَبلَ أوَانِهَا

وَجهَكِ المُبتَلْ

                              قُبَيلَ صَلَاتِـــــــــــهِ !!

 

19

ـــ صَمتُكِ أعْلَى الشُّرفَةِ

نَصٌ يَتلُوهُ العِبرَانِيُونَ عِندَ شَوَاطِئ الرَّبِّ.

 

20

ـــ كَونٌ سَرمَدِيٌّ بَارَكَتُهُ الآلِهَة

فِي سَابعِ أيَّامِ خَـــــــــــــــلْقِهَا،

.. جَسَــــــــــــدُكِ عَلَى رِمَالِي 

 

21

ــ مَا تَبَقَّى مِنْ ضَوعِكِ،

فِي رَوًاقِ المَعَابِدِ القَدِيـْــــــــــــــــــــــمَةِ

سُطُوعُ الشَّعرِ فِي مَبَاهِجـِـــــــــــهِ.

 

22

ــ صُلـْــــــبَانٌ تُنَادِي مُخَلـِّـــــــــــصَهَا

رَوحِي بَينَ يَدَيكِ !!

 

23

ــ لَكَ خَدِّيْ...

مَــرَايَا الكَنَائِسِ المُرَتَّلَةِ بِالحُبِّ

أطْبَعْ عَلَى نُورِهِ

لِهَاثَ رُوحِك التَّائِبَةِ.

 

24

ــ على إستدارتهِ يلصفُ عِقدَ الخيانة الماثلةْ

جيدكِ الباذخْ !

 

25

ـــ شَلَالٌ بَلّورِيٌ،

عَلَى جَنَباتِهِ تَضُوْعُ رَيَاحِينُ الجَنَانِ المَاثِلَةِ

عُنـُـــــــــــقُكِ الأَهْيَفُ !

 

26

ــ عند قلاعهِ العالية تقرعُ أجراسُ الرغبةِ

يا لجسدكِ الملائكي !

 

27

ـــ ثمة دمعةٌ تُجرحُ حافاتِ روحي،

بعد كلِ حرفٍ من حروفكَ

رفقاً،، لاتكتب لي بدمِ الوردْ

أغلق أوردةَ النزف.

 

28

ــ لا آسمَ لي يطفو على بحاركِ

طائرعابرتحملهُ موجة هائلة

ونداءاتي يرتطمُ صداها عند " كاسرِ الإمواجِ"

من خليجكِ النائي.

 

ـــ لوأعدتَ الرسائلَ القديمة َ من رفوفِ ذاكرتكَ

.. من يعيدُ لروحكَ الان

بهجة الحرفِ ورائحة الغائبين.

 

3.12.2021

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  • شاعر وإعلامي عراقي.